المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكـايـا الطريـقْ!


جهاد خالد
16/04/2010, 01:07 AM
ويحيرني سؤال..
كيف لي بخمس سنوات أستقبل فيها حكايا طريق واحدٍ دون مللْ
وأرد بإجابة تشفي الحيرة التي خلقتها في سؤالي خلقاً ..
إنما يكون الملل والسأم نتائجَ طول النظر إلى صور الأشياء دون معانيها
وما يأتي التأفف والتململ إلا من وطأة الرتابة الثقيلة من مشاهدٍ متكررة لا تولِّد النفس فيها من حياتها واختلافات أحوالها أي شيء!

جهاد خالد
16/04/2010, 01:14 AM
وصاحبتُ الطريق
أتأملّه ويتأملني
وأبثه ويبثني
وعلى ما بدا من جفافه وازدحامه وانشغاله
فما وجدته يوماً في حقيقة الأمر وباطنهِ إلا مُنشغلاً بي، داعياً بفكري إليه..
وكأنه عاف كل هؤلاء (المارين) بعجلات وأقدام
وأحبّني مقيمةً عليه بفكرٍ ونبضْ

.... وقد أحببته ، رغم قبح وجهه!
فإن له قلباً منغمساً في الحقائق والأسرار يكاد يذهب في رقته وروعته، وشجنه ولوعته ببشاعةِ مظهره!

جهاد خالد
16/04/2010, 01:18 AM
ما القبح والجمال إلا صنعة النفس في الصورة!
وما كان الطريق يوماً بشعاً إلا بتهافت الناس فيه وراء الأرزاق تهافتاً مُنهكاً
وما كانَ مُزدحماً إلا بالأفكار التي حملتها تلك العجلات لا العجلات نفسها
وما كان أبداً قبيحاً إلا بما يرميه المارون من مخلفات ضمائرهم في كل روْحةْ!

جهاد خالد
16/04/2010, 01:24 AM
وكنت يوماً منكسرة..
فوجدت الطريق مشققاً كأنما أُخبِرَ بموعد القيامة
فاستعد لابتلاع البشر!

وكنتُ يوماً متألّمة..
فما وجدته إلا مزدحماً متراكباً بعضه فوق بعضٍ
كما يجد المريض من التواء أعضائه بعضها على بعضٍ من الألم!

وكنت يوماً يائسةً ..
فوجدته فارغاً من الحياةِ ،
تحجرت وجوه مارته وتيبست أوراق أشجاره واستطالَ حتى لا تكاد نهايته تُدرَكْ ،
وكأنه في انتظار الموت!

جهاد خالد
16/04/2010, 01:40 PM
وكنت يوماً مبتهجة..
فكأن العجلات تمر سراعاً لا سعياً وراءَ الرزق،
وإنما توقاً إلى لذةِ الرزقْ!


وكنتُ يوماً راضية..
فكان الطريق هادئاً لا يتذمر من وطئ الأقدام وضغط العجلات
بل كأنه كان يحملها حمل الأم لرضيعها تبثه من كفيها نبضات الرضا والقبول!


وشعرت يوماً بروعة الإنجاز...
فاحتفل الطريق بنجاحي في حفل صاخبٍ مدت فيه الشمس قاعتنا الفسيحة بالضوء
ومدتنا الأشجار بعزفٍ من أوراقٍ لا تضاهيها أوراق الموسيقين ذاتُ الأوتار والأحبار
وكان المارة كلهم حضوراً يتضاحكون ... من أجلي!

ذكرى بنت أحمد
17/04/2010, 04:36 AM
وكنتُ يوماً بشوقٍ إلى هَذا الحرفْ ،
فجاءنِي على حينِ غفلةٍ منّي .!
وكنت يوماً يائسةً ..
فوجدته فارغاً من الحياةِ ،
تحجرت وجوه مارته وتيبست أوراق أشجاره واستطالَ حتى لا تكاد نهايته تُدرَكْ ،
وكأنه في انتظار الموت!
اليأس ليلٌ / ونحنُ نَهارْ ،
أنّى نلتقي ؟! : )
لا يأسَ مع الحياااة ،
ومن حيثُ " تضيقْ " دوماً " تُفرجْ "
عسَى اللهُ أن يبلّغنا صُبحاً قريباً :m7:
جِهاد :
تَاابعي :Heart:
:rose:

جهاد خالد
17/04/2010, 11:47 AM
وفاجأني مرةً قائلاً:سأشارككِ اليوم الطريق!
فابتهجتُ ابتهاج من رُزق من حيث لا يحتسب
وأخذته في الطريق أمارس دور المُرشد
فقال: أنا أعرف هذا الطريق جيداً فليس عليكِ أن تتكلفي عناء الإرشاد والمسؤولية
ضحكت كثيراً وأسلمته زمام الأمر.
كنت جالسة إلى جواره أباهي به الطريق
وشعرت بأني على وشكَ أن أعرفه بصديقي الذي لا يعرفه أحد سواي
وكان الطريق كريماً جداً، منحني من الصور والمعاني مالا يمنح إلا كهدية قيمة!
وكأنه يشاركني سعادة الموقف الجديد!
ولا زلتُ أشكر الطريق طوال الوقت حتى لفتني إليه قائلاً: هيه؟أين أنتِ!!
ووجدتني أخبره :لاشيء!
هل أخاف أن أعرفه بالطريق !!!
ربما

جهاد خالد
17/04/2010, 11:48 AM
وكنتُ يوماً بشوقٍ إلى هَذا الحرفْ ،
فجاءنِي على حينِ غفلةٍ منّي .!

اليأس ليلٌ / ونحنُ نَهارْ ،
أنّى نلتقي ؟! : )
لا يأسَ مع الحياااة ،
ومن حيثُ " تضيقْ " دوماً " تُفرجْ "
عسَى اللهُ أن يبلّغنا صُبحاً قريباً :m7:
جِهاد :
تَاابعي :Heart:
:rose:


شكراً للأمل للذي أفضتهِ هنــا
وأفاضكْ!


:rose:

شروق العامري
17/04/2010, 10:12 PM
ودائما نحن نطلي الوج ـوه والشوارع والأرصفة

بلون بهجتنا / ح ـزننا وكأن الكون كله يشاركنا كل .. شيء !


ما أمتع هذه الحكايا

سأظل هنا :)



دمتِ بحب

جهاد خالد
18/04/2010, 01:24 PM
ودائما نحن نطلي الوج ـوه والشوارع والأرصفة

بلون بهجتنا / ح ـزننا وكأن الكون كله يشاركنا كل .. شيء !


ما أمتع هذه الحكايا

سأظل هنا :)



دمتِ بحب

وإن لم نفعل هذا فإنّا في الحياةِ وليست فينا حياة!

بقاؤكِ شرفٌ .. فلا تحرميني

flwr1

جهاد خالد
18/04/2010, 01:43 PM
وكنت مــارّةً ذاتَ صيفٍ حينَ عصرْ..
وإن لهذا الوقت في نفسي لحكايا أبثها في الشمس والزرع فتأتيني صوراً من حياةٍ غيرَ الحياة!
ولمحتُ بيتاً لا كتلك البيوتِ التي تصنعها المدنية من حجرٍ وطلاءٍ وزيفْ ، لكنه بيتٌ صنعته الأرضُ من طينٍ وقشٍّ وفقرْ!
كان البيتُ في وسط حقل امتزجتْ فيهِ الخضرةُ بالصفرة فكأنما تؤازر الصفرة البيتَ وتشاركه وتبعثُ الخُضرة فيه الأمل.
وأرسلتُ خيالي خلف عيني فلمحتُني هناكَ حيثُ باب البيت،وأسرفتُ في الخيال فتصورته بيتي، ثم أني بالغتُ فصنعتُ بخيالي قصة حياتي هناكْ!
***
كنت في تلكَ الحكايةِ طفلة لم تتجاوز السابعة
لها ضفيرتان ذهبيتان لا تدري أولِدتْ بهما أم أن الشمس لفحتهما فبخّرتْ سوادهما!
ولها مقلتان نابضتان بالحياة ، وثغر يتكلم بالفرح ، وجسد نحيل كأعواد القمح الأصفر التي تُحيط البيت.
كانت تلهو وتلعب هنا وهناك ، وكأنّها على أرضٍ في خيالها هي وتحت سماءٍ من صنعها هي، وفي حياةٍ ترسم فيها بأقلامها ما تريدُ من أحداثٍ وتمحو ما لا تُريدْ.
ونادتها أمها لتناول الغداء فأبت قائلة: لقد أكلتْ
فتعجبت الأم وتساءلت : أينَ يا فتاة وأنا لم أطعمكِ ولم يُطعمكِ أحد
فأجابتها وهي تركض في قفزاتِ لاهية: لقد أكلت مع أسماء
- ومن هي أسماء ؟ وأينها؟ أنا لا أرى احداً
فأشارت بإصبعها حيث بقعة خضراء من الحقل:
- هناك يا أمي
-أنا لا أرى أحداً يا بنيتي
فضحكتْ مجلجلة بشكل طفولي وركضت إلى حيث البقعة ونظرتْ كأنها تنظر لشخص وتحدثه
ثم قالت:
-أنا فقط من أرى أسماءَ يا أمي ، لن تريها أنتِ
ذهلتْ الأم وراحتْ بها الفكرة وجاءتْ وركضتْ إلى حيثُ ابنتها
وهزتها بخوف قائلة:
-ماهذا الذي تقولين ، هل ترين أحداً !! تكلمي
أخذتِ الرجفة فرحة الفتاةِ إلى ذهول وخوف فارتعشتْ
وسمرتْ عينيها مقابل مقلتي أمها وبدأتْ عيناها ترقرق بالدمع
فكررت الأم في فزع :
-أجيبيني يا بنت ما هذا.!!
بكت الفتاة بألم شديد وانفلتت من بين يدي أمها وتكورت على الأرض تبكي
-كانتْ لعبة يا أمي ، كانت لعبة ،
لقد رحلتْ أسماء خوفاً ، لقد رحلت!
***

وعدتُ إلى حيث كنت ،
وياليت أن الكبار يتركون للصغار أحلامهم دون فرض سُلطة الواقع المُفزعِ من أجلْ .. غداءْ!

جهاد خالد
20/04/2010, 02:43 AM
كـم أحبّ الحافلة!
تُريني كل شيء ، وتُعرّفني بكل شيء، فالحافلة صورة مصغرة للحياة هنا .. في وطني.
تبسط لي الحافلة كل يوم صورة جديدة من صور الحياة، وفي كل صورة تُفسَّر وتُكشّف لي معانٍ عديدة
فلا يمر الوقت إلا كما يمر (فيلم تسجيلي) ماتع ، غني بالمعرفة والشعور.
***
وتقدمني في الحافلة يومـاً فتى،
شاب تبدو عليه البساطة ، بساطة المظهر ، وبساطة الفكر أيضاً! ، ولا عجب فإن بعض العقول تُفصح عن نفسها بكلمة! ، ونظرة عين تكفي في أحيانٍ كثيرة!
وما كاد يجلس في المقعد أمامي حتى استخدم جهازه المخصص للإزعاج ، ذلك الجهاز الذي يطلقون عليه (جوال)
وما أراه يجول هذه الأيام إلا بمُضيعات الوقت ، ومضيعات الهدوء كذلك!
دقيقة واحدة ، وسمعت صوتا نسائياً ليس بغريب على أذني فهو يفرض نفسه على المسامع كل يوم وليلة في كل مكان ، وبدأت تلك تغني إحساسها ، وبدأت أنا أغني وجع رأسي.
حاولت أن أذهب بعيداً (في رأسي) ، لكنني لم أكد أبتعد من أمامي حتى بادرني خلفي!!
وبدا لي أن الرحلة ستكون ساعة في حانة ، تتداخل فيها أصوات الطبول والجواري وصيحات الرواد!
فأغضمت عيني محاولة بيأسٍ أن أشرد بعيدا من جديد، وياليت أن هذه الخاطرة لم تزرني ، فهاهو قائد الحافلة يمارس (حقه) هو الآخر في سماع ما يُريد!
وبدا لي أن الجميع متفقون عليّ مع (خاطري) لئلا أنعم بلحظة (بعيداً)!
***
هذه هي حياتهم ، حقي ، ثم حقي ، ثم حقي ، ........ ثم حقي!
لم يحاول أحدهم أن يستعمل حقه فقط فيما يدعونه (سماعاتِ الأذن)
لكنه كان يحاول أكثر أن يفرض حقه على الآخرين!
وما جعلني أبسم في النهاية ابتسامة المنتصر ، أن أحداً منهم لم يأخذ (حقه) فقد ضاع (صوت حقه) بين كل تلك الأصوات!

مريم جمعة عبد الله
20/04/2010, 06:23 PM
لله حكاياك
تنفستها عمقا آخر
فضاءات أوكسجين نقي .. يبدد اختناقات الأيام

عزف نبيل / منفرد على رؤى الروح
.
أسعدك الله
.
أختك مريم

جهاد خالد
21/04/2010, 12:16 AM
لله حكاياك
تنفستها عمقا آخر
فضاءات أوكسجين نقي .. يبدد اختناقات الأيام

عزف نبيل / منفرد على رؤى الروح
.
أسعدك الله
.
أختك مريم


وأنـا كما أنتِ
لو أني لم أتنفس حكاياي تلك وأقتات منها ، لاختنقت مني الروح!

شكــراً .. لأنكِ أنتِ النبيلة
flwr1

جهاد خالد
21/04/2010, 12:25 AM
وفي الحافلة ذاتَ مساء..
رأيت فتاة، يبدو عليها الغنى! ، غِنى المظهر وفقر الجوهر!
والفتياتُ في هذا اسهل تمييزاً من الفتيان!
فإنكَ ما ترى الفتاة تُبالغ في مظهرها تُبدي إليكَ فنّا من بعد فنّ ، ولوناً من فوق لونْ حتى تعلم أن رأسها فَرِغَ إلا من القدرة على تمييز الألوان وفنون التبرّج!

ولم تلبث أن جلست في مكان غير بعيد بحيث أرى ظهرها وقليلاً من يسار وجهها ، وكثيره إذا ما التفتت
، حتى وجدت رجلاً قد جاء وجلس إلى جانبها.
وعرفت من سلامهما وحديثهما أنها تعرفه ويعرفها ، بل وأنها ما جاءت إلا معه وله!
ولمت نفسي : يا أمارة بالسوء أما تنشغلين إلا بسوء الظن!
ولكنهما في حركات متتالية حركا أيديهما فما وجدت تلك الحلقات التي تدل على زواج أو حتى خِطبة!
حتى لكأنّهما يخففان على نفسي بوقاحة (لم تُسيئي!)
***
وشردت بعيداً ، ولكنّي أخذتُ معاني جلستهما معي...

عائــدة لأحكيها

ماجد عبد الرحمن
21/04/2010, 02:44 AM
سـ أبقى هنا ما بقيتِ ..

إلى حين ٍ كتبهُ اللهُ يا نقية ..

آنذاكَ سـ يُحدثُ اللهُ بعدَ ذلكَ أمراً ..!

جهاد خالد
21/04/2010, 10:32 PM
سـ أبقى هنا ما بقيتِ ..

إلى حين ٍ كتبهُ اللهُ يا نقية ..

آنذاكَ سـ يُحدثُ اللهُ بعدَ ذلكَ أمراً ..!




ابقَ ما شئت
فإن الحكايا لا تنتشي إلا ببقاء قلبٍ بينها
....

هامشـ: كأنكَ تتفنن في إبقائي دائماً منتظرة!

جهاد خالد
21/04/2010, 10:49 PM
وشردت بعيداً ، ولكني أخذتُ معاني جلستهما معي..
وفصلتُ بينهما في عقلي بستار ، حتى أُفردَ كلا بمعانيه وحده دون صاحبه ، وكيما أفسر أثر معاني كل واحدٍ منهما في معاني صاحبه!
فكان لكلٍ معنيان: معنى من نفسه ، ومعنى من صاحبه!
فأما الفتاة: فكان لها من معاني نفسها ما تراه فيها ومايراه الناس فيها
وما رأت في نفسها سوى جمال ينبثق من جمال ، ولا رأت سوى فتنة تدعو صاحبها ورجال الأرض كلها إليها زحفاً وتجرهم إليها جرّاً! ، وما رأت سوى أن الله خلق جسدها فصوره وأبدعه كيما تزيد في إبرازه وإيضاحه بأدواتِ الخلق!
وما رأى (أسوياء) الناس منها إلا أنها ابتذال ينبثق من خلاعة ، ولا رأوا سوى أنها فتنة تدعو من في الأرض إلى النار ركضاً وتجري بهم إليها جرياً ! ، وما رأوا سوى أن الله خلقها فسلمت نفسها إلى الشيطان يصرفها كيف يشاء في قلوب من أراد إغواءهم من الخلق!
وهذه معانيها من نفسها.. فيما رأت وفيما رأى الناس.
وأما معانيها من صاحبها :
فما رأت نفسها إلا ملكة فوق عرش قلبه ، ولم تشك في أنها ألجمته بحبها والتيه بها وبجمالها حتى أنها تستطيع إرساله في الأرض كالخادم يعمل لها ما شاءت ويجلب إليها ما اشتهت ويزيد على ذلك قبلاتِ الاسترضاء وكلماتِ الاستمالة!
وما رأى الناس فيها سوى جارية بيعت إليهِ بـ (لاشيء) ليس إلا لتمتع بصره بجمالها وتطرب أذنه بتكسر صوتها وتخدم الغريزة فيه بفتنة جسدها ، وليس لها سوى أن تكون كاملة الجسد في كل وقتٍ وإن نقصت منها الروح وإلا ضجرَ سيدها وباعها!


وأمــا هو ..
فأعود لأكمل الحكاية

جهاد خالد
22/04/2010, 09:19 PM
وأمـا هو..
فكان من معنى نفسه الذي رآه -هو- في نفسه ، أنه رجلٌ لم تُنجب أرض الذكاءِ والدهاء والجاذبية مثله!، وما رأى سوى أنه الرجل الكامل بل وفوق الكامل ذلك الرجل الذي يشاهده الناس في الأفلام يطيحُ بالنساء في طريقه غراماً وهياما، ولا رأى غير لباقة حرفه ومس السحر في عينيه وقوة المغناطيس في جسده!
وما رأى الناس منه إلا أنه فارغٌ من الفكر والعمل فهو يحترف التفاهة ويشتغل الابتذال! ، ولا رأوا سوى أنه ذكرٌ ناقص الرجولة يكاد يُعدمها فهو من النساءِ شارٍ يريد متاعاً لا إنساناً يطلب قلباً ، وما رأوا سوى ركاكة حرفه ، ودنو مقصده وبلاهة نظرتهِ ونخرَ الغريزة في عظامه!

وأما معانيهِ من صاحبته...
فما رأى إلا أنه أخذ بقلبها أخذ الساحر، وعملَ في نفسها عمل الرسالة من النبي! ، وصرّفَها في متعته فهي لا تلبس ولا تأكل ولا تشرب إلا ما يحب ، حتى أنها لتتعطر بطرب أنفاسهِ من عطرها لا بـعطرها!
وما رأى منه الناس سوى أنه عبدٌ لامرأة لا يملكُ من أمرهِ شيئاً وإنما تملك هي نفسه ورأسه وجسده وتشدهم إليها شداً وتجذبهم إليها كالغنم جذباً ، وما رأوا سوى خادمَ غريزته برجولته فهو لا ينفك يبعثر رجولته تحت أقدامها كيما تُرضي الذكرَ فيه!

وبين معانيها ومعانيهِ ابتذال ودنو لا يعدو أن يكون صورة للخطيئةِ التي تنبعث من أرضيةِ النفس وطينيتها، صورة ذاهبة أبداً بسمو الحب ورفعةِ العشق ، تلك الأفلاك التي يدور بها قلب المؤمن إذا فهم لمَ خلق الله حواء من ضلع آدم لا من فخذه!

ليلى العيسى
28/05/2010, 12:00 AM
حكاياتُ الطّريقِ التي دوّنتها يا جِهاد
ذكرتني بحكايات شبيهة بها .. الطّريق الذي لا ندرك تفاصيله الصّغيرة إنما نذكر أنا عبرناه مرة و رأينا كذا و كذا
أتراها الطرق تتذكرُ الحكايات المشتعلة فيها؟
أعجبني الموضوع بكلّه .. "حكايا الطريق" رائعة يا جِهاد شكلاً و مضمونًا
لا عدمناك ،!

:rose:

جهاد خالد
04/09/2010, 05:08 AM
حكاياتُ الطّريقِ التي دوّنتها يا جِهاد
ذكرتني بحكايات شبيهة بها .. الطّريق الذي لا ندرك تفاصيله الصّغيرة إنما نذكر أنا عبرناه مرة و رأينا كذا و كذا
أتراها الطرق تتذكرُ الحكايات المشتعلة فيها؟
أعجبني الموضوع بكلّه .. "حكايا الطريق" رائعة يا جِهاد شكلاً و مضمونًا
لا عدمناك ،!

:rose:

ولماذا لا تتشابه الحكايا والطريق واحدة!

طريقـ الحياة!

ولاعدمتُ مروركِ البهيّ يا عزيزة
:)

جهاد خالد
07/09/2010, 08:12 PM
ذات يوم في الطريق رأيت رجالاً ونساءً أهملوا الحياة حتى لم تعد تعنيهم!
أو أنهم أبغضوها فأصبح انتهاؤها جُلّ ما يعنيهم!
رأيتهم يرمون بأنفسهم على قارعة الطريق فيما يدعى تجميلاً (عبور الطريق)
وعلى الحذر الذي تظهره المشيات ، لم تستطع نظراتم أن تتخلى عن رجاءها للسيارات بأن تنهي المهمة التي تبدأ كل يوم ولا تنتهي !
وعجبت..كيف لأم أن ترمي بنفسها في أحضان واجهة سيارة!
وكيف لها أن تاخذ أبناءها معها!
وعجبت..كيف لشاب آتته الحياة ما لم تؤتِ أحداً من قوة وعقل أن يلقي بهبته إلى العجلات تنهشها!
وعجبت .. لطفل لم يرَ بعد من الأحداث شيئا كيف يرمي بفرص بهجته إلى قسوة الأرض!
وعجبت وعجبت وعجبت...
وبعد أن فرغت من العجب سألت الطريق عن حكاية هؤلاء فقال:
"ماذا تبقى من الأمومة لأم لا تستطيع ممارسة الحنان مع أطفالها فهي إما جائعة لا تستطيع إطعامهم خبزا،
أو مأخوذة في زخم أعمالها لا تستطيع إروائهم وقتاً ولعبا ، أو أنها مُجرّدة من فطرتها إلى الشارع وتحقيق (ذاتها) الكاذبة فلا تستطيع أن تكسوهم بوجودها أمنا!.
وماذا تبقى لشاب من قوته بعد أن أفناها العمل، وماذا تبقى له من جهده بعد أفناه اليأس ، وماذا تبقى له من عقله بعد أن عاثت به الظنون ، وماذا تبقى له من نفسه بعد ان ذهبت منها معانيها المؤججة لحرارة الشباب فيها!.
وماذا تبقى لطفل من براءة أفناها الإعلام بما لم يكن يُرى ولا يُسمع! ، وماذا تبقى له من فرص الفرح في حياته بعد ان سرقها طمع الكبار في مزيد من اللهو والفرح! ، وماذا تبقى له من ألعاب يعطيها نشاط الدم في عروقه بعد أن قيدتها أفكار الكبار الأغبياء في إطار صغير يبث في عينيه ألوانا وصوراً كثيرة حتى تسلب انتباه الحياة في دمه!.
وماذا تبقى لهذه الأرض من أطعم الحياة والناس تركوها للخراب وانصرفوا عنها يبنون الأبراج ظناً أنهم سيبعثون بخرابهم الحياة فوق القمر!!"