ماجد عبد الرحمن
21/04/2010, 03:23 AM
وأحياناً أكتبُ لـ أجدَ أنّ أصابعي
باتت أقصر من المعتاد ؛
فـ هيَ تجفّ أحياناً
" كلّ نقرةِ حرفٍ على لوحة المفاتيح
تعني استهلاكاً أكثر لـ صلاحيتها " ..!
ولا زلتُ أكتب ؛ والغريبُ أنني :
وصلتُ لـ كتابةِ نهايةِ هذهِ الجملةِ بـ فكي ..!
ما الذي يجعلكَ مطمئناً إلى هذا الحدّ ..؟
أنتَ لا تعرفُ سببَ هطول المطر
ولا كيفية َ هطوله
أنتَ تنظرُ إلى السماءِ بـ دهشةٍ :
ربما لـ أنّ ثوبكَ الأبيض قد أصبحَ لؤلؤياً
أو ربما لـ أنّ ثوبكَ الأبيض ازدادَ بياضاً
وربما لـ أنكَ لا تعرفُ سبب هطول المطر
ولا كيفية َ هطوله ..!
أنتَ لا تبدو مطمئناً لـ سببٍ واضح
كلّ ما في الأمر ِ
أنكَ مطمئنٌ لـ أنكَ تريدُ أن تشعرَ بـ ذلك
ولـ أنكَ مطمئنٌ لـ أنّ الطمأنينة َ :
كلمة ٌ طويلة ٌ هكذا ..!
ولـ أنكَ طينيٌ لـ درجةٍ غريبة
فـ قد أصبحتَ " تأمنُ الطينَ "
لـ أنهُ مشتقٌ مما تشعرُ به
ولـ أنّ " نمط َ التأيّن " في نواياك
يدعوكَ إلى هذا ..!
وأيضاً بـ سبب انشغالكَ في جملةٍ
تشبهُ كثيراً استغرابَ أحدهم منك
وتشبهُ كثيراً انزعاجَ أحدهم المهذب :
" أنتَ نمطيٌ " جداً ..!
تتكررُ كـ حادثين ِ غريبين ِ في يوم ٍ واحد
إلا أنّ من رآهما لم تصدر عنهُ ابتسامة ٌ واحدة
ولم يضعْ يديهِ على رأسهِ قلقاً :
من حدوثِ الثالثِ على مسافةٍ تكفي لـ قتله ..!
أنتَ مطمئنٌ لـ أسبابٍ
تجعلُ منكَ شحاذاً يثقُ بـ المارّة
" سـ يُلقونَ لهُ ما يكفي
لـ شراءِ سعادةٍ مؤقتة "
وأنتَ لديكَ ما يكفي من " المارّةِ "
كي تعرضَ عليهمْ سعادتكَ وتبيعها ..!
ومطمئنٌ لـ أنكَ تشعرُ بـ ثقل ِ أوردتك
- وأنكَ لن تموتُ هنا والآن -
بل تعرفُ مقدارَ ما تبقى من الحياةِ
بـ ثقل ِ ما يسري فيها
وتشعرُ بـ " أنين ِ الطمي " حينَ يطردهُ قلبك
فـ يزحفُ بـ بطءِ سلحفاةٍ عبر شرايينك
ولا يعكّر مزاجك
إلا أنكَ ترغبُ في النوم
والحقيقة ُ هيَ أنهُ لا يُراودكَ نعاسٌ ما
بل هذا ما يفعلهُ الإنسانُ حينَ يشعرُ بـ الطمأنينة ..!
عليكَ أن تكتبَ حياتكَ في ورقةٍ واحدة
وأن تـُلقي بها في البحر
عليكَ أنْ ترتبَ
سريرَ نومكَ
كوبَ قهوتكَ
علبة َ السجائر ِ
الكرسيّ
المصباحَ الكهربائيّ
والنوافذَ جميعها
وتـُلقيها في البحر
ثمّ تـُلقيهم في حقيبةِ يدكَ وتمضي ..!
وعليكَ - لا على الذينَ من قبلكَ - أنْ :
تعرفَ الفرقَ بينَ جريدةِ الأمس التي لم تظهر بها
وجريدةِ الغدِ التي سـ يتجاهلونكَ خلالَ نشرها
ومجلة ً احتفظ َ بها أبوكَ في خزانته
وحينَ رحلَ عنكَ
أخذتَ تقلـّبُ احتمالاتكَ في أهميتها
لكنكَ تتفاجأُ بـ تلاشي قدرتكَ
عن حلّ أتفهِ الألغاز ِ تعقيداً
لـ ماذا احتفظ َ أبي بـ مجلة ..؟
وحينَ تدركَ مَن أنت
ولـ ماذا عادَ إحساسكَ بـ الأشياء
فـ إنكَ حالاً تبكي
وتعرفُ تماماً سببَ هطول المطر
وكيفية َ هطوله ..!
إنكَ مطمئنٌ لـ أمر ٍ واحدٍ
يجعلُ الأمرَ مقبولاً لـ جميع الأطراف
ولـ جميع الاحتمالاتِ أن تمرّ من خلالك
وأن تعْبُرَكَ كـ ضوءٍ نافذٍ لـ الجمادات
كـ صوتِ نداءٍ خافتٍ عبرَ حائط
كـ تيار ٍ دافئ ٍ بينَ جسدين ِ لم يتلامسا
إنكَ مطمئنٌ لـ أنّ الطمأنينة َ شيءٌ لا يقتلُ
أو يُسبّبُ جرحاً إذا ذكّرْتها
كـ " سَكِينة " ..!
في الأربعاء
21 / 4 / 2010 م
عندَ 1:20 صباحاً ..!
.. ماجد عبد الرحمن ..
باتت أقصر من المعتاد ؛
فـ هيَ تجفّ أحياناً
" كلّ نقرةِ حرفٍ على لوحة المفاتيح
تعني استهلاكاً أكثر لـ صلاحيتها " ..!
ولا زلتُ أكتب ؛ والغريبُ أنني :
وصلتُ لـ كتابةِ نهايةِ هذهِ الجملةِ بـ فكي ..!
ما الذي يجعلكَ مطمئناً إلى هذا الحدّ ..؟
أنتَ لا تعرفُ سببَ هطول المطر
ولا كيفية َ هطوله
أنتَ تنظرُ إلى السماءِ بـ دهشةٍ :
ربما لـ أنّ ثوبكَ الأبيض قد أصبحَ لؤلؤياً
أو ربما لـ أنّ ثوبكَ الأبيض ازدادَ بياضاً
وربما لـ أنكَ لا تعرفُ سبب هطول المطر
ولا كيفية َ هطوله ..!
أنتَ لا تبدو مطمئناً لـ سببٍ واضح
كلّ ما في الأمر ِ
أنكَ مطمئنٌ لـ أنكَ تريدُ أن تشعرَ بـ ذلك
ولـ أنكَ مطمئنٌ لـ أنّ الطمأنينة َ :
كلمة ٌ طويلة ٌ هكذا ..!
ولـ أنكَ طينيٌ لـ درجةٍ غريبة
فـ قد أصبحتَ " تأمنُ الطينَ "
لـ أنهُ مشتقٌ مما تشعرُ به
ولـ أنّ " نمط َ التأيّن " في نواياك
يدعوكَ إلى هذا ..!
وأيضاً بـ سبب انشغالكَ في جملةٍ
تشبهُ كثيراً استغرابَ أحدهم منك
وتشبهُ كثيراً انزعاجَ أحدهم المهذب :
" أنتَ نمطيٌ " جداً ..!
تتكررُ كـ حادثين ِ غريبين ِ في يوم ٍ واحد
إلا أنّ من رآهما لم تصدر عنهُ ابتسامة ٌ واحدة
ولم يضعْ يديهِ على رأسهِ قلقاً :
من حدوثِ الثالثِ على مسافةٍ تكفي لـ قتله ..!
أنتَ مطمئنٌ لـ أسبابٍ
تجعلُ منكَ شحاذاً يثقُ بـ المارّة
" سـ يُلقونَ لهُ ما يكفي
لـ شراءِ سعادةٍ مؤقتة "
وأنتَ لديكَ ما يكفي من " المارّةِ "
كي تعرضَ عليهمْ سعادتكَ وتبيعها ..!
ومطمئنٌ لـ أنكَ تشعرُ بـ ثقل ِ أوردتك
- وأنكَ لن تموتُ هنا والآن -
بل تعرفُ مقدارَ ما تبقى من الحياةِ
بـ ثقل ِ ما يسري فيها
وتشعرُ بـ " أنين ِ الطمي " حينَ يطردهُ قلبك
فـ يزحفُ بـ بطءِ سلحفاةٍ عبر شرايينك
ولا يعكّر مزاجك
إلا أنكَ ترغبُ في النوم
والحقيقة ُ هيَ أنهُ لا يُراودكَ نعاسٌ ما
بل هذا ما يفعلهُ الإنسانُ حينَ يشعرُ بـ الطمأنينة ..!
عليكَ أن تكتبَ حياتكَ في ورقةٍ واحدة
وأن تـُلقي بها في البحر
عليكَ أنْ ترتبَ
سريرَ نومكَ
كوبَ قهوتكَ
علبة َ السجائر ِ
الكرسيّ
المصباحَ الكهربائيّ
والنوافذَ جميعها
وتـُلقيها في البحر
ثمّ تـُلقيهم في حقيبةِ يدكَ وتمضي ..!
وعليكَ - لا على الذينَ من قبلكَ - أنْ :
تعرفَ الفرقَ بينَ جريدةِ الأمس التي لم تظهر بها
وجريدةِ الغدِ التي سـ يتجاهلونكَ خلالَ نشرها
ومجلة ً احتفظ َ بها أبوكَ في خزانته
وحينَ رحلَ عنكَ
أخذتَ تقلـّبُ احتمالاتكَ في أهميتها
لكنكَ تتفاجأُ بـ تلاشي قدرتكَ
عن حلّ أتفهِ الألغاز ِ تعقيداً
لـ ماذا احتفظ َ أبي بـ مجلة ..؟
وحينَ تدركَ مَن أنت
ولـ ماذا عادَ إحساسكَ بـ الأشياء
فـ إنكَ حالاً تبكي
وتعرفُ تماماً سببَ هطول المطر
وكيفية َ هطوله ..!
إنكَ مطمئنٌ لـ أمر ٍ واحدٍ
يجعلُ الأمرَ مقبولاً لـ جميع الأطراف
ولـ جميع الاحتمالاتِ أن تمرّ من خلالك
وأن تعْبُرَكَ كـ ضوءٍ نافذٍ لـ الجمادات
كـ صوتِ نداءٍ خافتٍ عبرَ حائط
كـ تيار ٍ دافئ ٍ بينَ جسدين ِ لم يتلامسا
إنكَ مطمئنٌ لـ أنّ الطمأنينة َ شيءٌ لا يقتلُ
أو يُسبّبُ جرحاً إذا ذكّرْتها
كـ " سَكِينة " ..!
في الأربعاء
21 / 4 / 2010 م
عندَ 1:20 صباحاً ..!
.. ماجد عبد الرحمن ..