المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة روح /من حكايات الزمن الردىء


سعد الحمري
26/05/2007, 08:18 PM
-1-
كانت روحه قد فارقته فيما كان يردد بلسانه الذي أهلكته الجلطة الأخيرة عليكم اللعنه.

-2-
(دوام الحال من المحال ) قالها شيخ طاعن في السن و هو يشهد سبابته و يتلو الشهادتين على روحه.


-3-
تنفس كل من حوله الصعداء..و نونات بكائية اقرب إلى زغاريد الفرح.


-4-
اختارت روحه المشاكسة ضلفة دولاب (مهنّا) قديم لترقب عن كثب كل ردود الفعل.. قبل أن تصعد إلى بارئها.







-5-
ابن عمه ..كان قد صر على أسنانه الكالحة و هو يردد بفرحة بينه و بين نفسه /(الله لا يردك)كان مداناً له بمبلغ..يمسك بخناقه من خلاله.(انخرط في البكاء فيما كانت روح المرحوم تهتز ساخرة وهي تبصق علية.



-6-
أخته الوحيدة
غمازها يهتز لفرط شماتتها برحيله .. و اوشامها الخضراء التي كانت تبرز تضاريس جمال ولّى ،منفجرة تماماَ تشارك شفتاها بضع شيء أشبه بالابتسامة.(إنشاء الله من القبر للجحيم)كان حجراَ عثراَ في كل زيجاتها ..فقد كان متزناَ عكسها تماماَ(و لولت بيدين ليس بهما أظافر ..فهي لم تنس قص أظافرها قبل موت المرحوم)

نظرت إليها الروح ( تفوه).









-7-
ابنه البكر..
كان يحسب تكاليف العزاء فيما تنساب رائحة خمر البارحة من فمه بهدوء (ارتاح و أراح).
رددت الروح(الله لا يردكم انتم).




-8-
صعدت روحه ..وقفت بين يدي المولى ..فيما تدحرجت دمعة من عين كانت منذ لحظات تضج بالحياة.





البيضاء-1996ف

يُمنى سالم
27/05/2007, 12:38 AM
الفاضل سعد الحمري


تحكي لي صديقتي قصتها مع زوجها الذي يكبرها سناً، وتقول لي إن مات سأزغرد ووالله لن أتزوج بعده أبداً..فقط "يحل عني"..!!

حينما تتردد جملتها تلك في ذاكرتي أستنكر كيف يكون الموت راحة للأحياء، وكيف ستبتسم وقت حدث جلل كهذا؟!
أم هي مجرد ضغوط تجبر المشاعر على التحجر والقلوب على التصخر..

صورت مشاهد قد تحدث، ولكن لا يستسيغها عقل بشري مؤمن بقضاء الله وقدره..

تحية لك سيدي

كن بخير

سعد الحمري
28/05/2007, 12:43 AM
أم هي مجرد ضغوط تجبر المشاعر على التحجر والقلوب على التصخر


العزيزة يمنى سالم

لاشك أننا نتوهم اذا ماأردنا التورط بالنص الابداعى لنضعه فى خانة لايحيد عنها واذا حاد عنها فهو فى رأينا يقدم نصا لامعقولا او عبثيا ..

التجربة ياسيدتى الفاضله هى مايضع الفيصل بين الامتاع والسلوى ..

والتجربة مرادفة لطبيعة البشرى ذاك الكائن الذى قال عنه رب العزة بأنه (( ظلوما جهولا))
وتلك التجربة هى مايطرح جانب الاخلاق الفاضلة والفرح ونوازع الايمان

الا ترى معى أن الله سبحانه وتعالى خلق التضادات لنعرف بها الفرق بين الاشياء

الاترى اننا لانستطيع ان نميز الا بهذه المتضادات

العزيزة الفاضله

أسعدنى مرورك
هى حكاية من حكايات الزمن الردىء على أى حال وأنا اشرت اليها اشارة واضحة مقرون بالنص

دمت للقلم ايتها الرائعه

ولك الود والامنيات الطيبه

كونى بخير

إيناس الطاهر
28/05/2007, 12:42 PM
أن يقول الوجهُ امراً
وتعكس المرآةِ آخر
بين صورةُ الواقع وظلّه وجوهٌ عدّة ، ومخدوعٌ من ناظر الوجه وانخدعَ بتلك اللوحة

كثيراً ما اكرهُ يا سيدي وجهَ الظهيرة
ربما لأنّ الظلّ يطابق الجسد حجماً وطولاً وشكلاً
فـ يصير أمر تمييز ما خفي عمّا ظهر محال


حكاياتك تلك صورةٌ من متعدد
لـ حال من سابق لهاثه قدميه للحياة
اشترته بـ ثمنٍ بخس وباع ضميره دون فائدة

الجميلُ في الموضوع أنّ المغرغرَ التقيّ يرى بـ عين الربِّ
لا تعتبر ما قلته هنا تجاوز دين لا وربي
قصدتُ في الأمر ، أنّ المحتضر حين يرتقي للإنسانية ، ويخرج عن المطامع الشهوانية ، ويقترب من روح الملائكة في تصرفاته وإيمانه ، يصبح أبعد ما يكون عن الحسية الدونية ، وبذلك يرى ما خلف الأقنعة ، ويقرأ ما بين السطور وإن داعبت عينه ألوان شمطاء تعلن للزيف وجود ، وتجيد التمثيل على مقصلة الاعتراف

وفي ذات الوقت فإن مغرغراً غير تائبٍ أبداً متمسكٌ في الحياة
يرى الوجوه بـ عين الدنيا ، وعين الفناء
فـ تبكيه مدامعٌ يظنها عليه مشفقه
ويزيده حزناً أنه مفارقٌ قلوباً يعتقدها فيه مسلوبة

شيخنا ، ارتقى واتقى
وصدّق بـ الحسنى
فـ كان الموت أولى له وأولى
وكان الفائز بين الخاسرين
الذاهب من دار الشكِّ لليقين
وكانوا برحيله الخاسرين
وللأسف بالدنيا متشبثين فضياعهم ما كانوا به دارين

وهذا حال الوجه في النقد البشري
أن ترى ما يُرى وتعجزْ عمّا يُدرك دون ان يُرى
ضعف بصر وقصر بصيرة وسخف شخص ورجاحة جنون
وأن تكون الأعلى سهماً في احتواء الفكر والتفكير حتى يعجز الاقران عن الإدراك ويشهد الأسلاف لك في السبق فقد وصلت ما حصّلت دون طلب بل بتفوق روح

عذراً إن اطلت ، لكنني قرأت النص بين التذوق والإدراك
وحاولت الإسهاب نحو لاهوت الفكرة بل واحتواءها من بئر المحظور
فإن تجاوزنا فعذراً لكن كثيرة هي النصوص التي تخلق في ذواتنا وأعماق فكرنا جنوناً يختلف ولا يتشابه بوضعه


كن بخير سيدي

هدى العريمي
30/05/2007, 06:33 PM
حين نتجول في النص..
نسرح بعيدا
ننظر له بزاوية إبداعية أخرى قد لاتضاهي الإبداع المنثور هنا
فسنخمن
ظننا بعلمنا بنفوس البشرية..والقدر الهائل من المشاعر المتناقضة التي يكنوها لنا والتي تناسب طبيعتهم وردود أفعالهم المتوقعة
هو ما جعلنا نتخيل للحظة أننا سنغادر الحياة ولو لوهلة
أحيانا..
أشعر أني غادرت الحياة فعلا..
فيمر أمامي شريط بدء من الأقرباء/الأغرباء
فأجد أن ما يدمع عيني ردة فعل بعضهم وإن كنت أردد والفظ بعض حروف الثناء والذكر الحسن التي خيل لي أستراقها من افواههم..فيزداد نحيبي
وهناك على الناصية..أبتسم أني قد أديت ما كتب لي وحان موعد لقائي بالرفيق الأعلى
فهاهم يتركوني وحيدا في قبر وأسمع وقع خطاهم ويرحلون
لتزداد خفقات قلبي..واشعر بضيق التنفس..فأكاد أختنق
لأفتح عيني حتى لا أموت في خيالي
و..أتاوه وأتنفس بعمق..وأردد
الحمدلله أني لازلت على قيد الحياة..علني أصحح بعض من إعوجاج فد خلفته في نفوس من يتمنى موتي
ليكونوا في موتتي الحقيقية في صفي..فهل كنت أحتاج لوقفة مع ذاتي ومحاسبتها بطريقة أكثر إقناعا
،
،
أيها الناقد والكاتب
هكذا رحلت وسرحت بي حروفك
فهل ادركت كم أنت مبدع..
وأعلم أنني لست مع مقولة أن
لاشك أننا نتوهم اذا ماأردنا التورط بالنص الابداعى لنضعه فى خانة لايحيد عنها واذا حاد عنها فهو فى رأينا يقدم نصا لامعقولا او عبثيا ..
لان الإبداع هو تسجيل واقعنا بعينه..فإذا ماسطرناها في هذا العالم الزائف..كان إبداعا
وتبقى مجرد وجهة نظر :)
ومساؤك جوري مني

سعد الحمري
31/05/2007, 05:07 AM
الفاضلة / إيناس طاهر

اهلا بك فى براح البوح اللذيذ ...
قصدتُ في الأمر ، أنّ المحتضر حين يرتقي للإنسانية ، ويخرج عن المطامع الشهوانية ،‏‎ ‎ويقترب من روح الملائكة في تصرفاته وإيمانه ، يصبح أبعد ما يكون عن الحسية الدونية‎ ‎، ‏وبذلك يرى ما خلف الأقنعة ، ويقرأ ما بين السطور وإن داعبت عينه ألوان شمطاء تعلن‎ ‎للزيف ‏وجود ، وتجيد التمثيل على مقصلة الاعتراف

ارجو أن لاتبررى ماتقصدين فنحن كما زخات المطر تعبر عن نفسها دونما تمحيص للامر او قولبه
أنت فى براحك ياسيدتى لك أن تقولى رأيك والذى أعتز به ..

دخولك كما شذى الربيع يترك اثرا دائما فى النفس

لك الود ياسيدتى

كونى بخير

سعد الحمري
31/05/2007, 05:19 AM
العزيزة / هدى العريمى

أهلا بك فى قراءتك التى جعلت النص يسمو بها أكثر

أجل ياسيدتى
حين نتجول في النص‎..
نسرح بعيدا‎
ننظر له بزاوية إبداعية أخرى‎ ‎قد لاتضاهي الإبداع المنثور هنا‎
فسنخمن‎ ظننا بعلمنا بنفوس البشرية..والقدر‎ ‎الهائل من المشاعر المتناقضة التي يكنوها لنا والتي تناسب طبيعتهم وردود ‏أفعالهم‎ ‎المتوقعة‎


نحن متفاهمان إذا وهذا لعمرى وسام اعتز به من كاتبة مثلك ارتقت فى تحليلها بالنص حتى ارتقت به الى الاعلى

مرحى سيدتى لحضورك ..
مرحى لكلماتك التى تؤكد أن النص الابداعى قد يولد من جديد ابان كل قراءة ابداعية تتناوله

شكرا لحضور كلماتك الاسرة

دمت للقلم

كونى بخير

عبد العزيز الجرّاح
02/06/2007, 10:40 AM
من وجهة نظري المتواضعة، أرى أن هذه الحكاية حملت شيئاً من واقع الحياة وآخرٌ من خيال الكاتب الذي أبدع كثيراً في حكايته وأن كان المأخذ الوحيد عليه من وجهة نظري أنه لم يوجد شخصية واحدة حزينة عليه/ لأجله وهذا الذي لم أجده منطقياً..!!
وبعيداً عن النفس البشرية وطبيعتها وهل ما كان منطقياً حول أن الجميع قد كان فرحاً بموته فأن هذه القصة يجب أن تقودنا لنسأل أنفسنا، والسؤال لن يكون بالتأكيد من سيفرح بموتي ومن سيحزن ولكن هل سأُخلد ذِكراً طيباً بعد مماتي، وهل تزوّدت في حياتي لـ آخرتي.؟


سعد...
بعيداً عن كل هذا وذاك فقد أبدعت والله كثيراً.
من الأوردة شكراً لـ فكرك.

دمت ماطراً
عبد العزيز الجراح

سعد الحمري
03/06/2007, 06:35 AM
الاستاذ الفاضل /عبدالعزيز الجراح

يقولون دائما (( عبرة الاشياء من خلال خواتمها))

شكرا لحضورك ولكلماتك التى اعتبرها وساما على الصدر اعتز به

كن بخير ايها الفاضل

لك التحية