جهاد خالد
23/04/2010, 10:03 PM
"ترمس"
"ترمس"
"ترمس يا آنسة"
------------
جاءني ذلك الصوت الرقيق لينتزعني من بين أمواج فكري التي كانت في شد وجذب مع أمواج البحر المترددة أمامي على الشاطئ،
ومع أني كنت قد شردت في اللاشيء كما العادة إلا أن الصوت لفت انتباهي بشدة لا تتناسب مع رقة الصوت و سطحية الشرود
نظرت إلى حيث يقف .. أو إلى حيث يمر
فهو لا يلبث واقفا .. بل يمر مرور الحييّ العفيف حتى تكاد تخاله لا يرجو من ندائه بيعا!!
لمحت تلك القامة الصغيرة التي لا تتجاوز المتر والأربعين سنتيمترا وذلك الجسم الضئيل النحيف
ينبئني بأنه ملك لطفل لا لرجل قزم
حاولت أن أستبين ملامحه لكنها تفلتت مني بسرعةِ تفلت قدميه من الرمال.
---
عدت لشرودي ثانية أبحث عن تلك المنطقة الخالية من الفكر لأواصل فترة استرخائي
وماهي إلا دقائق حتى جذبني ذلك الصوت من جديد
عائدا من حيث ذهب
فانتبهت إليه سريعا علّي ألمح بعضا من قسماته
وليت أنّي ما لمحتها،
عينان زرقاوتان سبحان من صور بهاءهما وركب صفاءهما
وشعر ذهبي تكاد حرارة الشمس تذهب بلونه
وأنف صغير كأنما وُجد على قدر فتحتي تنفس لا يزيد حولهما
وثغر شُقّ برقة تناسب براءة الصوت المنبعث منه
---
ملامح لا يُقال عنها طفولية
ولا يُقال عنها بريئة
فالطفولة لها سبق سن
والبراءة إن وصفتها فهي في حقها خبث !!
فوالله إنها لملامح ملاك طاهر تنزل من السماء على رسم واسم طفل
فهو ليس من أطفال البشر في شيء!
---
ظل يروح على الشاطئ جيئة وذهابا
والشمس تلفح ذاك الجسد الرقيق ذاهبة بلونه إلى لون أحمر يثير ألم الناظر فكيف به يحرق صاحبه!!
هممت أن أستوقفه مرة لأسأله :
- ما اسمك ...... يامن لا يُقال لك إلا ملك ؟؟
- وما عمرك ....... يامن لا تجاوز الزهر عمرا ؟؟
- ولماذا أنت هنا ...... في مكان لست منه وليس منك ؟؟
- أين والداك يا ترى ....... أقبضهما مالكهما ؟؟ أم ذهب الفقر بقلبيهما ليتركاك هنا بين ملح وشمس ؟؟
أم ذهب الجهل بعقل أحدهما فسلط على بقيتكم شره ؟؟
أم أن اقتراب الموت حاجة ً كان أقوى من نزعة الحياة الطبيعية لديكم فأحياكم حياته الميتة ؟؟؟!!
- هممت أن أسأله ...... كم من مقتدر رآك ولم يُعِنك ؟؟
كم من متبجح ردك بغلظة وأهانك ؟؟
كم من فاقد بصيرة رأى نفسه أرقى من نفسك ؟؟
وكم من جاهل ظن أن له روحا ليست كروحك ؟؟
كنت سأسأله.....
- هل تبكي دمعا ككل الأطفال ؟!!
أم أن عيناك تقطر دما ؟؟ أم أنهما من طهرك تقطران لؤلؤا !!
أم أنك لا تبكي أصلا !!
فالدمع للأطفال وحياتك وجسدك ليسا من حيوات وأجساد الأطفال في شيء؟؟
- هل تحزن مثل كل الأطفال ... لأنك لم تحصل على تلك اللعبة ؟؟
أو تبكي لأنك حرمت ليوم من تلك النزهة ؟؟
أم أنك تبكي لأنك لا تجد اللقمة ..
والشارع لك مذلة لا مرح فيه ولا فرح !!!
---
أسئلة كثيرة كانت قد هيأت مكانها على طرف لساني
لكنني وفي آخر لحظة أعدتها إلى عقلي
قائلة لنفسي ....
ربما أنعم الله عليه بألا يدري بكل هذا
فلا أكن أنا وكل هذا عليه
.
.
انصرف إلى حياتك يا صغيري .. فربما كان لك فيها من الفرح أضعاف ما لغيرك من المترفين
!!!
"ترمس"
"ترمس يا آنسة"
------------
جاءني ذلك الصوت الرقيق لينتزعني من بين أمواج فكري التي كانت في شد وجذب مع أمواج البحر المترددة أمامي على الشاطئ،
ومع أني كنت قد شردت في اللاشيء كما العادة إلا أن الصوت لفت انتباهي بشدة لا تتناسب مع رقة الصوت و سطحية الشرود
نظرت إلى حيث يقف .. أو إلى حيث يمر
فهو لا يلبث واقفا .. بل يمر مرور الحييّ العفيف حتى تكاد تخاله لا يرجو من ندائه بيعا!!
لمحت تلك القامة الصغيرة التي لا تتجاوز المتر والأربعين سنتيمترا وذلك الجسم الضئيل النحيف
ينبئني بأنه ملك لطفل لا لرجل قزم
حاولت أن أستبين ملامحه لكنها تفلتت مني بسرعةِ تفلت قدميه من الرمال.
---
عدت لشرودي ثانية أبحث عن تلك المنطقة الخالية من الفكر لأواصل فترة استرخائي
وماهي إلا دقائق حتى جذبني ذلك الصوت من جديد
عائدا من حيث ذهب
فانتبهت إليه سريعا علّي ألمح بعضا من قسماته
وليت أنّي ما لمحتها،
عينان زرقاوتان سبحان من صور بهاءهما وركب صفاءهما
وشعر ذهبي تكاد حرارة الشمس تذهب بلونه
وأنف صغير كأنما وُجد على قدر فتحتي تنفس لا يزيد حولهما
وثغر شُقّ برقة تناسب براءة الصوت المنبعث منه
---
ملامح لا يُقال عنها طفولية
ولا يُقال عنها بريئة
فالطفولة لها سبق سن
والبراءة إن وصفتها فهي في حقها خبث !!
فوالله إنها لملامح ملاك طاهر تنزل من السماء على رسم واسم طفل
فهو ليس من أطفال البشر في شيء!
---
ظل يروح على الشاطئ جيئة وذهابا
والشمس تلفح ذاك الجسد الرقيق ذاهبة بلونه إلى لون أحمر يثير ألم الناظر فكيف به يحرق صاحبه!!
هممت أن أستوقفه مرة لأسأله :
- ما اسمك ...... يامن لا يُقال لك إلا ملك ؟؟
- وما عمرك ....... يامن لا تجاوز الزهر عمرا ؟؟
- ولماذا أنت هنا ...... في مكان لست منه وليس منك ؟؟
- أين والداك يا ترى ....... أقبضهما مالكهما ؟؟ أم ذهب الفقر بقلبيهما ليتركاك هنا بين ملح وشمس ؟؟
أم ذهب الجهل بعقل أحدهما فسلط على بقيتكم شره ؟؟
أم أن اقتراب الموت حاجة ً كان أقوى من نزعة الحياة الطبيعية لديكم فأحياكم حياته الميتة ؟؟؟!!
- هممت أن أسأله ...... كم من مقتدر رآك ولم يُعِنك ؟؟
كم من متبجح ردك بغلظة وأهانك ؟؟
كم من فاقد بصيرة رأى نفسه أرقى من نفسك ؟؟
وكم من جاهل ظن أن له روحا ليست كروحك ؟؟
كنت سأسأله.....
- هل تبكي دمعا ككل الأطفال ؟!!
أم أن عيناك تقطر دما ؟؟ أم أنهما من طهرك تقطران لؤلؤا !!
أم أنك لا تبكي أصلا !!
فالدمع للأطفال وحياتك وجسدك ليسا من حيوات وأجساد الأطفال في شيء؟؟
- هل تحزن مثل كل الأطفال ... لأنك لم تحصل على تلك اللعبة ؟؟
أو تبكي لأنك حرمت ليوم من تلك النزهة ؟؟
أم أنك تبكي لأنك لا تجد اللقمة ..
والشارع لك مذلة لا مرح فيه ولا فرح !!!
---
أسئلة كثيرة كانت قد هيأت مكانها على طرف لساني
لكنني وفي آخر لحظة أعدتها إلى عقلي
قائلة لنفسي ....
ربما أنعم الله عليه بألا يدري بكل هذا
فلا أكن أنا وكل هذا عليه
.
.
انصرف إلى حياتك يا صغيري .. فربما كان لك فيها من الفرح أضعاف ما لغيرك من المترفين
!!!