طارق قاسم
30/04/2010, 11:07 AM
الخضرة الكاسية الممتدة بلا حد تبدو كقطيفة منداة ، الهواء يلمع ، لا شمس ولا حر ولا غيوم ولا برد ..الجو فوق الوصف والإحاطة .. ريح لطيفة تهب فترقص أطراف ثيابنا البيضاء ونسمع صوت ضحكها ، نسير بخطوات خفيفة هادئة واثقة تعرف وجهتها بتوجيه خارج إرادتنا ..أمضي مع آخرين كثر رجال ونساء وأطفال لا أذكر أني عرفت أحدهم قبل لكن بيننا ألفة ومودة كأننا عشنا معا لقرون ، كل المنسابين في الجمع السائر يافعون بما فيهم أنا ، أذهلني طولي ورشاقة جسدي ونصاعة بشرتي ونعومة وطول شعري الذي – كالآخرين – تطيره الريح المازحة فيتحرك في كل اتجاه ويسقط على العيون والوجوه ، حولنا أشجار ثمارها ملونة براقة كالكريستال إذا اصطدم بها أحدنا ألفاها لدنة لا تصنع مع وجهه ارتطاما ولو بسيطا وإنما مداعبة ناعمة ، وجوه الجميع فاتنة ومع ذلك لا مكان لمشاعر الإعجاب البشرية التقليدية ، الأطفال يتقافزون كبللور مسحور ، صياحهم لا أثر فيه للإزعاج بل كأنه ترنيم أو ترتيل ..اجتزنا أكمة ساحرة إلى براح أخضر عصف مرآه بقلوبنا فتوقفنا برهات مأخوذين ..هناك على مسافة ليست قصيرة اصطف قوم كأنما في صلاة عيد أو جمعة تأتينا من لدنهم همهمة رخيمة سبت آذاننا فاتجهنا صوبها بالكلية ، واصلنا السير وقد أدركنا أن توجهنا مدفوع نحوهم بقوة غيبية ، مع اقترابنا تزداد الهمهمة ارتفاعا وسيطرة على أفئدتنا وتنفك معالمها وتتضح فإذا هي تسابيح عجيبة حملتنا إلى ذروة من الوجد والنشوة وانطلقت ألسنتنا تلقائيا تجاوبها وتكررها ، دنونا أكثر فبدا المشهد سحابة من البياض والخضرة والذكر ، لما دخلنا في رحاب القوم غمرونا بنظرات تغدق حبا غير مشهود ، راعني أن كثيرين أعرفهم موجودون في المكان ، كل وجه وقعت عليه عيناي حرك في شعورا شفيفا شجيا ، احترت بأيهم أبدأ التحايا ، بعضهم تذكرت أني أسأت لهم يوما فلما هممت بالاعتذار بادروني بنظرات رؤوم كلها صفح تقول : هون عليك ..مضى كل شئ ولا مجال الآن إلا للمحبة والأخوّة ، آخرون كانوا غادروا قبل أن أقوم بواجبي نحوهم ، قدرت أنها فرصة لتدارك ما فات والاعتذار فإذا بهم يمطرونني بوابل صيب من السماح وعيونهم تخبرني أن ما عليّ نحوهم أدته عني القدرة العلية ..بعض ثالث تذكرت أننا لم يجمعنا ود في السابق فزاد عجبي إذ وجدتني لا أكن لهم الآن إلا كل شوق وهم كذلك بحسب ما تبوح به وجوههم وهم يلقوني
في صف متقدم كان يجلس شيخ طالما علمني وربي عقلي وقلبي ، رؤياه قذفت مشاعري إلى سماء بعيدة من البهجة ، سرت صوبه شاقا الصفوف التي كان جالسوها يفسحون إلي بترحاب وتشجيع وتهنئة ..وصلته فنهض يعانقني و قد استحال شابا آية في البهاء ، أفسح لي مكانا بجواره فوقفت أصلي ركعتين ، من حولي كان الذكر يدور وضاء في حلقات ومقاطع متناغمة مسجوعة أروع من أي لحن عرفته دنيا الناس ، عند فواصل بعينها كان الدور يأتي على ذكر آخر يشيع جوا رحمانيا جديدا
على أن أروع الذكر كان لفظ الجلالة ..
عندما كان يأتي الدور عليه تستبد بالجميع نشوة جارفة فيتمايلون بانسجام لا يقل إعجازا عن أي شئ حولنا ...
كبرت ودخلت في ركعتي التحية ..
ومن حولي كان الجميع يهزج: الله ..الله ..الله ..الله ..الله ..الله..الله..
في صف متقدم كان يجلس شيخ طالما علمني وربي عقلي وقلبي ، رؤياه قذفت مشاعري إلى سماء بعيدة من البهجة ، سرت صوبه شاقا الصفوف التي كان جالسوها يفسحون إلي بترحاب وتشجيع وتهنئة ..وصلته فنهض يعانقني و قد استحال شابا آية في البهاء ، أفسح لي مكانا بجواره فوقفت أصلي ركعتين ، من حولي كان الذكر يدور وضاء في حلقات ومقاطع متناغمة مسجوعة أروع من أي لحن عرفته دنيا الناس ، عند فواصل بعينها كان الدور يأتي على ذكر آخر يشيع جوا رحمانيا جديدا
على أن أروع الذكر كان لفظ الجلالة ..
عندما كان يأتي الدور عليه تستبد بالجميع نشوة جارفة فيتمايلون بانسجام لا يقل إعجازا عن أي شئ حولنا ...
كبرت ودخلت في ركعتي التحية ..
ومن حولي كان الجميع يهزج: الله ..الله ..الله ..الله ..الله ..الله..الله..