المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( حوار بين وجهين .. لم يلتقيا بعد ..))


سالم السيفي
30/05/2007, 02:02 AM
لن أحتاج الى مقدمة مستهلكة ..اليوم فقد تألمت أطرافي من المقدمات الفجة ..وسأعمل بمبدأ فرايدي في سرعته لان كل شيء في داخلي يلف بسرعة أكبر من سرعة الدينامو التي قام بختراعها ..هكذا أنا حينما أجدُ الأحداث تتسارع والأقنعة تسقط وقد يأخذ بقولي هذا على أنه من ضمن الحالات النفسية التي أمر بها بين الفينة والأخرى ولكن لا بأس لا ضرار في ذلك ..فقد ترهق فكرك لحظة لتضمده لازمنة طويلة ... فليس هناك ما يدعو للمثول بين يدي القضاء وليس هنا ما يدعو للشجب ..تلطخت العقول برطوبة الإفرازات التي تفرزها الأدران المتساقطة من وريقات مصلوبة.. وقد وجدتُ من الصعبِ حقاً أن تتجوَّل كرجلٍ أنيق .. في حديقة الطيور الحمقاء .. والصيادين الجبناء أنا اليوم مصاب بتواضع في غير محله.. وكأن مفهوم التواضع لدي.. هو: أن أشك في ما يجعلني أزاد اقتناعاً بسفسطة تساورها ريبة والحديث عن صيرورة الفكر المنعزل وعن الملكية الفكرية أجده فجا ممزوجا بالجنون العاقل .. وأتمنى أن أصاب بهكذا نوعا من أنواع الجنون حتى يخونني الظن أن قلت أن الحال سيقلب الأمر إلى عكسه تماماً.. فالتواضع قديماً حمل الإنسان على أن يرتاب في جهوده الأمر الذي قد يدفعه إلى أن يعمل بجهد أكبر... لكن التواضع اليوم يجعل المرء يشك بأهدافه.. فيحمله إلى التوقف عن ما ينوي فعله دونما الرجوع الى بداياته .!

كيف لا ..وربما نعم .. وربما .. وربما .. ولكن هنا لا حيرة لان حزن المحبورين فاق عنان الدفة وانزلاق الموتورين بدأ لقيطاً .. لا مجال للتهاون .. ولهذا سأفتتح جلسة الحوار مع الوجه الأخر عل وعسى أن يرمقنا الزمن بنظرة بائسة ..


ذئب الصحراء : مللت الأطراف اللا متناهية .. مللت العطش والبؤس ..والعواصف الرملية ...
أريد أن أتنفس الهواء النقي ...

سالم : اعتقد انه يجب أن اقطع العرق الذي في يدك اليسرى لتعرف أين النقاء الأكثر هنا أم خلف تلك الرمال وتلك الأراضي المشدود إليها ..

ذئب الصحراء : تصدق .. يقال أن خلف هذه الرمال .. أناس .. يتنفسون الهواء النقي .

يقال .. أن جزر الحور .. في الأفق البعيد حيث تهبط الشمس.

سالم : : حسنا كل شي يستحق التجربة عزيزي لك شرف التجربة ولكني لا أرى شيئا في أولئك الحور يفرق عن هؤلاء أتصدقني إنني أفضل الصمت على الصراخ عاليا أنتِ جميلة ..ولن تحرك تلك الحورا فيّ شيئا

ذئب الصحراء : اااااااااه يا سالم : .. ليتك تعرف .. ما أعرف .. يقال : أن جزر الحور بلادٍ جميله .. لكنها بعيده .. دائما خضراء .. ماؤها عذبٌ ورجالها طيبون .. يقال إن النساء الجميلات .. يملأن كل مكان فيها .. ااااااااااا ه .. وروائحها الجميلة .. تغطي كل الأرجاء .. والليل مشبّعٌ بالنور الباهر ..

سالم : نعم قيل لي هكذا سأذهب معك طالما أنها.. دائمة الخضرة عذبة المياه.. عذبة الرجال ..عذبة النساء فان لا من شك أن هذه البلاد تقطر عذوبة من صغيرها الى كبيرها.. من ثمرها حتى شجرها.. سأذهب فقط لكي أرى كيف الليل منار بالنور الباهر أحب أن أرى النور وهو يكسح الظلام أثرت فضولي للمشاهدة .

ذئب الصحراء : سالم : .. لن أبقى هنا وحيداً .. أواجه الصمت .. لقد سئمت رائحة العرق .. وشرب الماء المالح .. وحياة أهل القبور .. لقد مل صبري من أصحاب القيل والقال..

سالم : : اتبع أوهامك حتى النهاية ... فهي حتماً لن تخذلك
..ولكن اسمع قد قيل :
في نظري لا أرى شيئا أجدر باللوم من رجل ينام على الإيمان بامرأة .. ويهزم دون أن يشتبه بشيء .. معتمداً بكل هدوء على فضيلتها الواهية .. يظن أنها امرأة مخلصة له وحده .. في كل الأوقات يجب أن تتولى حراسة نفسك .. تابع خطواتها في كل مكان .. واحبسها إذا لزم الأمر .. وعندما تريد أن تزمجر ارفع صوتك فوق هديرها وعلى الرغم من كل العنايات التي يشغلنا بها الحب .. فإن امهر الرجال يكون على الدوام مخدوعا ً.
.
ذئب الصحراء : سوف اتبع الأوهام ... فهي الأمل الوحيد .. الباقي لي .. لقد قررت الرحيل .. إلى جزر الحور البعيدة ....

سالم : ارحل صديقي وسأرحل معك إن أردت ذلك ولكن قبل الرحيل يجب أن تعتني جيدا بحركات قدميك حذاري أن تجعل قدمك على تل من الرمل وأنت لا تعرف أن فيه هلاكك فيسجنك وتضيع .. واحذر من خداع النظر .. وكذب المطر .. وانتظار الزهر .. وحاول أن لا تلتفت أمامك قبل أن تلتفت خلفك لترى شيئا مما فعلته يستحق أن تضعه في طريقك اليوم .. احذر المجهول بأن تعد عدته ..

ذئب الصحراء : فسرتها ضعف مني وأسرفت فيني الغبية ..ما تعرف أن التأني ..فن من فنون الذئاب

سالم : : بهذا رفع القلم .
وهل سيرفع سالم القلم ..

إيناس الطاهر
30/05/2007, 10:31 AM
سـ أتبع ما تمليه عليّ البصيرة ، لستُ بحاجةٍ للنظر ، لا أحتاج عيوني والبصر !!!
بدايةً شعرتُك وذاك الذي يهرب للصحراء كي يتوالد بالقسوة ، والتوّحد مع لون الرمل ، تهتفان

أتدري يا سالم ؟؟
كأنني بكَ تبحثُ عن الفضيلة ، عن الكمال الروحي ، عن ذلك الإنسان الذي سادت روحه فاحتوت رغبات جسده ليخرج من حيوانية التطبيع ، لمثالية الطبع
أشعركَ تبحث جاهداً ، يؤرقك الإنسان يا سالم لحتى تفيق على سؤال ، وتنام على استفهام
ليس من ذلك المتصفح عليك حكمت ، بل من قبله جزمتُ أنني أمام قلماً مترف الحساسية ، لا تمر الكلمة أمام ناظريه مرور السحاب ، ولا يترك السكينة دون أن يفسرها ويجد ميزاتها

ذات مرّة ، نشأ جدل في الفلسفة بين فئتين ، السفسطائيين ، وفئة المتشككين
أما أرسطو ، وأفلاطون ، ومن تبع نهجهما فقد كانا من الفئة الأولى ، وجاء أمانويل كنت ، ليكون أول من يقود المتشككين ، فقال : أنا أفكر ، إذاً أنا موجود
وأراك اليوم من تلك الفئة ، خمسٌ من الأسئلة ما تمضي عليها الأحداث في ذهنك
( كيف ؟ ، لماذا ؟ ، مَن ؟ ، متى ؟ ، وأين ؟ )
أنا لا أحلل شخصيتك بل أقيّم قلمك كي أصل معك لنقطة التقاء
فما ألحظه أنك تشعر أنك تبدأ هذيان الكتابة حين تنعكس معك الموازين ، ويهرب منك سبب العلّة لتبقى العلّة تمرّغ فكرك

صديق المنتدى ، لا نطب الكمال في النواقص ، ولا نبحث في المشروخ عن الاعتدال
وإن أردنا القالب كاملاً لجزئية راقتنا فيه ، فعلينا قبول نقصه وعيبه جزأ منه ، فأنت لستَ بالنحّات الذي يجمع من كلّ وجه أفضله ، ليضعه في أطروحته الكامله ، وحتى وإن استطعت ، فقد يرى الناظر لتحفتك فيها نقصاً يستشعر ذهنك فيه الكمال
لذلك فحتى بلد الحور ، تلك التي بناها أسلوبك ، وارتأت فيها نفسك سبل الاحتواء لمزايا البشر والترفع عمّا أنقص الإيجاب فيهم ، قد يراها محاور آخر ، أشبه بمدينة البلاستيك ، كل ما فيها يشبه الواقع لكنها خاويةٌٌٌ من أنين الحياة
فحتى نقص الطبائع يا صديقي ، وسلبيات البشر ، إيجاب بحد ذاته ، لأنه يشعرك أنك أفضل ممن هم دونك ، وأقل ممن عليك ارتقوا ، فتثابر حتى لا تنزل لدرك الدون ، وترتقي لتصل ليد الأعلى من خصل

سالم ، أدرك أنني عليك يا اخي قد اطلت ، وربما فيما كتبت تماديت ، لكن ، شعرت بصعداءك ، وتلك النزلة الرئوية في حروفك ، أتعلم ، أكاد أشعر بما هو أكثر ، ربما لم يكن فيما شعرتك علّة لديك
وربما تكون العلّة عندي ، فكثيراً يا أخي ، حين نشتّم رائحة الدماء حولنا ، نشعر بألم كأن الجرح فينا


سالم سعدتُ اليوم بذلك الحوار ، وكنتُ سعيدة بالاسترسال فيه

هدى العريمي
30/05/2007, 06:19 PM
أتعلم أيها الشاعر
ابتسمت حين قرأت حروف التواضع على قدر دهشتي بها
فأنا على يقين ان التواضع الذي يُعلن أنه تواضع فهو غرور
وأن التواضع الذي في غير محله هو أيضا غرور
ويبقى لدينا التواضع الزائف ليبقى هو الغرور بعينه
،
،
لن تحتاج أيها الشاعر للتجول في حديقة الطيور الحمقاء ولا الصيادين الجبناء
لأنهم يساورون حياتهم بطريقتهم التي جعلتهم يسكونون أرصفة وطرقات خلدت وصنعت وخلقت لهم
ليبقى من ليس له وطن وقد تضببت في عينيه الحقيقة الترحال
لــ يلتقي بكل زائف وجوهري
لعله يدرك
كم هو التواضع مهم وجوهري ..لم ندرك حقيقته رغم الكبر
/
/
هذيان هو أيها الشاعر مع النفس
لا تأخذ به فقط كن بخير
وتواضع