المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { سبـاحـة في فناجينِ قهوة ..~


لينا المهتدي
12/05/2010, 02:02 PM
حين توسدت الشمس قلب السماء

وبات النسيم يداعبُ أجنةَ السحب

داعبتني رغبةٌ شديدة في الجلوس على تلك الأريكة الصغيرة

قُربَ نافذةٍ تطلُ على أرصفةٍ باهتةَ اللون

أردتُ لـ فنجان القهوة مشاركتي التأمل ..

رشفةٌ تلوَ أخرى

أبتلعها على مضاضة

وكأنني لأول مرة أجربُ طعم القهوة !!

لا أدري لمَ كانت مرارتها مضاعفةٌ هكذا

إلا أنني قبل انتهاء الرشفة الأخيرة

وقبل أن أجعل المغسلة تبتلع ما قد ترسب في قعر الفنجان



أمعنتُ النظر فيما حولي

وكأني أرى الأشياء كلها تسبحُ في :



فناجين قهوةٍ مُرة الطعم

لا أدري هل هو تأثير البُن ؟؟

أم ربما ذلك الصداع الذي تطفل على رأسي المُثقل بجداول الأعمال

أم شيءٌ آخــر ؟؟

المهم ..~

أن عيناي لم تعد ترى سوى فناجين قهوة ذاتَ مرارةٍ كريهة ، وكريهة جـداً


/


فنجان ،،

أرى فيه صورة أخي الصغير الذي لم يتجاوز سنواته العشر وهو يطرق باب غرفتي قائلاً :

لينـا ,, مو فاهم هالدرس بالرياضيات ؟

الأستاذ كتبه عالسبورة وقعد ( يلعب بجواله ) وحكى إنو إلي مو فاهم شي يسأل أمه أو أبوه ؟؟

/

عذراً صغيري فأنتَ لا تعلم بعد : معادلة التعليم من الدرجة الفاشلة

تكون فيها إنسانية العلم هي المجهول

وطرفي المعادلة : المسؤولون و المدرسون

إضْرِب فيها إهمال المسؤولين لحقوق المدرسين

ثم اقسمها على انتقام المدرسين من الطلبة

ولا بأس أن تضيف للمقدرا : تطنيش الأهالي

وتبقى المعادلة سجينة جذور لم تُستَخرج بعد



/

ولـ تذهب يا فنجان إلى المغسلة الآن


http://artfiles.art.com/images/-/Cup-of-Coffee-Photographic-Print-C12140476.jpeg


وبخط الـ بُن العريض ..~

يظهر لي اسمها في الماسنجر وهي تُزخرف - التوبيك - الخاص بـ حبيب القلب قائلة :

حبيبي يا حبيبي انا اشتقتلك انا بحنلك متل شمعة على غيابك انا عم دوب

/

لا يا عزيزتي كله ولا - تدوبي - دة احنا لسا مشوارنا طوييييييل

^^

لا أدري إلى متى سوف تبقى بعض الفتيات أضحوكة لـ العشق :)

تُغني للحب وسوف يأتي يوم وتبكي بـ سببه !

تُسلم قلبها لمن هو فناناً في التلاعب بالمشاعر ،،

رفقاً يا عزيزتي بأنوثتك :)

ولتجعليها تستيقظ ولو لبرهة واحدة من رومانسية : روميو و جولييت

فـ التايتنك الجديد يُقدم لك قصة غرق أنتِ ضحيتها!!

/

ولـ تذهب يا فنجان إلى المغسلة الآن

http://artfiles.art.com/images/-/Cup-of-Coffee-Photographic-Print-C12140476.jpeg



بدت الملعقة تشقُ طريقها نحو فنجانٍ آخر

كان صوتُ ارتطامها بأركانه

يذكرني بصوت دكتور الإعلام في جامعتي العزيزة وهو يسبُ دكتوراً آخر بأبيه !!

ثم يتنامى لمسمعي صوت الدكتورة المسيحية وهي تُروج لأفكار حمقاء

وتلك الفتاة التي يسألها الدكتور قائلاً : فاطمة انتِ تحبيني ؟

ثم تُجيبه بنغمة غنائية :

بحبك يا حمار !!!!!!

وأمعن التأمل طويلاً في مقطع صوتي فحواه :

يبا حط في بالك إن الطلبة مجرد سلعة للجامعة ،، حنا اهني ناخذ فلوسنا منهم

يعني ألف دكتور يروح ولا طالب واحد يقدم شكوى وإن كان على غلط !!!!
/

قرابة الأسبوع وأنا أحاول تنقيح ذاكرتي مما سمعته ورأيته ,,~

إلا أن طبلة أذني الصغيرة رفضت قطعياً أن تُمِثل الصمم

خلف الكواليس

الكثير هناك تجهلونه

فأرجوكم ،، حملقوا في وجه الحياةِ جيداً

انتظروا مني حلقاتٍ طازجة لقصة كانت تُذاع للأطفال قديماً بعنوان : أليكس في بلاد العجائب

ويوماً مـا سوف أذيعها لكم تحت عنوان :

لينـا في جامعة العجائب ^^ كونوا بالقرب واحترسوا من الابتسامة الصفراء

/

ولـ تذهب يا فنجان إلى المغسلة الآن

http://artfiles.art.com/images/-/Cup-of-Coffee-Photographic-Print-C12140476.jpeg


الطريقة التي تُصَب بها القهوة من الدلة لا تؤثر على الطعم

لكنها تؤثر على الشكل الذي قد يجعل الشارب غير متقبلاً لها

ذكرني ذلك بـ عنوان عريض قرأته في جريدة الرياض كان مضمونه :

" سماحة مفتي المملكة يُطالب رجال الهيئة بـ الرفق واللين

وإقناع المخطئين والستر عليهم وعدم نشر العيوب "


وحتى لا يتهمني البعض بالإفتراء إليكم مصدر الخبر إلكترونياً:



http://www.alriyadh.com/2008/12/24/article397361.html


/

أعجبُ كثيراً من تلك العصا التي يلوح بها بعض رجال الهيئة

فيضربون النساء وكأنهم قطيع من الأغنام

- تستري يا مَرة اتقي الله

يقولونها بفظاظة

وينسون أنفسهم أنهم لم يتداركوا حسن نهج الرسول صلى الله عليه وسلم

في التعامل مع النساء ثم التعامل مع المخطئ ثم التعامل مع المجاهر بالمعصية بل وحتى الكفار

ومن هنا

ما رأيكم أن نقدم هدية بسيطة لبعض رجال الهيئة

عبارة عن كتاب صغير الحجم كبير المعاني

يوضح نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة :)

وأتمنى منهم قبول الهدية وألا يُدخلونها في باب الرشوة

^^

/

ولتذهب يا فنجان إلى المغسلة الآن

http://artfiles.art.com/images/-/Cup-of-Coffee-Photographic-Print-C12140476.jpeg



وها هو البُن يتشكل لـ يذكرني بـ قطٍ لطيف يتخلل سواد شعره بعض البياض

كان ذات صباح ، يموء بصوتٍ حزين في الممر المؤدي لـ منزلي

أحضرتُ له بعض الطعام ، وإذ به يحمل في فمه ما استطاع التقاطه دون أن يأكل شيئاً .!

ثم يحرك ذيله بطريقة أضحكتني ^^

ويبتعدُ ببطء متجهاً نحو ممرٍ آخر

قادني الفضول لتقمص دور المحقق ، فـ تبعته بحذر

كانت زوجته المريضة و قطيه الصغيرين ، يستندان على الجدار بإعياء

ميــآو ،، قالها لهم بعد أن وضع ما يحويه فمه من طعام أمامهم ،

ثم جلس يلحس فراء صغيريه.!

/

مسكينة تلك الحيوانات !

نتهمها دائماً بالغباء

ونحن نجهل أنها امتثلت لفطرة غريزية حباها الله بها

فلازالت تخاف على بعضها البعض

تتشارك في الحزن والفرح ولحظات المرض

بل دعوني أفاجئكم ، لحظات الموت كذلك :

مقطع مصور لقطة تدهسها سيارة ، فتحاول الأخرى تقديم ما تستطيعه من مساعدة لها :


ولازلنا نصف الحيوانات أنها بلا عقل

ونحنُ أصحاب العقول

نقتل بعضنا بعضاً جسدياً ومعنوياً

بل ولا نرحم موتانا من ذكر مساوئهم أيضاً !!

يا سلام على الإنسانية التي نتصف بها :)

/

ولـ تذهب يا فنجان إلى المغسلة الآن

http://artfiles.art.com/images/-/Cup-of-Coffee-Photographic-Print-C12140476.jpeg


لازال لون البُن يزداد اسوداداً

ورائحته تنقلب تدريجياً إلى العفن من شدة المرارة

تعود بي ذاكرتي إلى الأسبوع الماضي

حيثُ ذهبتُ مضطرة إلى طبيب الأسنان ، الذي لطالما كتبتُ تحت اسمه في مذكراتي الطفولية

أنه حقاً : رجل شرير ^^

سجلتُ توقيعي الأخير على ملفي الذي يعج بالأوراق

وقبل صعودي للطابق العلوي

تهادى لمسمعي بكاء ذلك الطفل الصغير ، والذي يعلو عليه صراخ والدته قائلة :

حرام عليكم أنا جاية من مكان بعيد وعقب كل هالمشوار إلي قطعته

تقولين لي مافي ولا دكتور أطفال موجود !!

وولدي المريض هذا شسوي فيه يعني ، حسبي الله ونعم الوكيل


تجرُ أذيالها خائبة وهي تنعتُ حظها الذي قادها لمستشفى تعيسٍِ كهذا

/

لازالت هناك الكثير من المعالم تحتاجُ إلى من يلتفت لها بنظارة متعددة الزوايا

وتنتظر من تلك الأصابع التي تعشق التصفيق للشهرة

أن تُصفق ولو لـ مرة واحد من أجل الناس أنفسهم

/

ولتذهب يا فنجان إلى المغسلة الآن

http://artfiles.art.com/images/-/Cup-of-Coffee-Photographic-Print-C12140476.jpeg


/

وهاهي الشمس تُودع أرفف السماء

وفي الصبـاح الباكر

لابد أن أجرب تناول القهوة هذه المرة مع قطعة من السكر :)

فكما أن الليل ينجلي ليحل مكانه نور الشمس

أثقُ تماماً أن مرارة القهوة مطلوبة لتجعل حياتنا سعيدة

وما أن تبدأ المرارة بتجاوز حدها المسموح

لا بأس من أن نضيف لها قطعة سكر ونحرك الملعقة في الإتجاه المعاكس

ثم نشربها مع ابتسامةٍ جميلة :) ، تحمل إصراراً على :

التغيير نحو الأفضل بإذن الله


/


لينـــا



^_^

ريم عبد الرحمن
13/05/2010, 12:28 AM
من أي طينة أنت يا لينا ؟!
فكر ثاقب ومضمون رائع

تبارك الله فيما منحك


لك مودتي يا الغلا

لينا المهتدي
13/05/2010, 11:38 PM
عزيزتي ريـم ..~
كم أنا ممتنة لهذا الحضور =)
لستُ إلا قلماً يصافح أحباركم على استحياء ..~
شكـراً يا عزيزتي على رقة إطرائك
سعيدةٌ بكِ فـ كوني بالقرب دوماً
^_^

جوري جميل
30/06/2010, 08:37 PM
هنا أرى ...
اللسان الطليق الذي لا يفصح إلا عن الواقع والحق
المرآة السماوية التي لا تعكسُ إلا النور الساطع ضمن أوراقها المتتالية في كتاب الواقع المرير
وإن لم تقف أمامها وجوه صادقة ومكثت , لكن وجوهاً مرت سوف تقبع في ذاكرتها تلك الصورة
مررتُ ولن تبرح ذاكرتي ما كتبتِ يا لينا...
ستظل مرآتكِ تلون لنا حياة لابد من إشراقة فيها...
حيث يسد الطريق الملتوي ويبقى السوي ...

عافاكِ المولى يا صديقة