المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمل وردة بيضاء نقيّة ..!


زياد محمد
24/06/2010, 03:47 AM
الأمل وردة بيضاء نقيّة ..!


سلام من الرحمن يسكن في الأبدان ..

عندما أقبل الفجر و لاح الخيط الأبيض نفث المؤذن ثلاثاً عن يمينه فرحلت الشياطين عنه . و كأنها على موعدٍ معي لتعصف بي و تأخذني لسرير السعادة . على هذا السرير أرى النوم مُتكأ على مخدة حوتها الأحلام و الأفكار و المشاعر … دفعتني الشياطين على السرير لأسقط عليه كما تهوي النخل الباسقات . يا له من مشهد .. الشياطين تُحيط بالسرير و تُغني : نام نام حبيبي نام , و النوم يحضني إليه لأغرق بأحضانه … كل ما لامس أذني حي على الصلاة إعتلت أصوات الشياطين حتى ضربت قلبي حي على الفلاح ، لأنهض بأعجوبة و أنفث عن يميني عشراً حتى رحلت الشياطين بأعجوبة أيضاً ..

خلعتُ بجامة المنام و أودعتها على حافة السرير . و اتجهة لركن الغرفة حيثُ يرقد الثوب في مأواه ، أُقبل عليه و أمسك به من كتفه و ألبسه و ملامح النوم مازالت بي لم تُفارقني . ثم … .!

و أنا في عودتي من المسجد . أبصر في السماء و أقرأ عظمة الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه … عن يساري يُطل يوم جديد بمعالمه و مشاهده اسمه الإربعاء ، و عن يميني ليل مازال في ليله بأحداثه و مواقفه اسمه الثلاثاء . يا الله كم في الدنيا من محاسن الجمال التي تفرض علينا لذة النظر إليها و إستشعار خلق الله لها و هذا من الإيمان ، لهذا فقدنا الإستشعار الإيماني من ملهيات الزمان و متغيرات المكان ..

أخذتُ بنفسي و بصري و شعوري و صعدتُ سلم البيت و أنا أودِعُ خلف ظهري مشاهد عظيمة خلقها الرحمن و غفل عنها الإنسان ..

على النافذة يغرد طير الصباح بأنشودة الأمل ، حتى نفذت أشعة الشمس من النافذة بأنفاس هذا الطير . نهضتُ من سرير السعادة و أنا في شعور ليس شعور ليل الثلاثاء أو فجر الإربعاء و إنما بشعور مُختلف جداً أظنه شعور بأمل و لِمَ لا يكون و الطير يُغرد بأنشودته … دفعني إحساس بداخلي لوردة بيضاء على رفٍ بجانبي ، هي وردة الأمل بل وردة الحياة التي تأخذني بعبقها لسكر السعادة ، لأخرج من حياة موجعة بجِراحها و موحشة بصورها التي جاء بها الإنسان ، إلى حياة جميلة بملامحها و مشاهدها ... عنها يصعب الوصف … يالها من وردة عظيمة يُحيط بها النقاء و يفوح منها الأمل ..

إلزموا محاسن دُنياكم ، و خذوا بالورد فالورد روح و حياة و نقاء و أمل ..!



على الأمل نلتقي ..flwr1

ليلى العيسى
25/06/2010, 03:59 PM
زِيَـاد
يقول الطغرائي "ما أضيقَ العيشَ لولا فسحة الأمـل" ، الأمل حكايةُ حياةٍ أخرَى فما أسعدهُ من إنسانٍ يملك مقاليدَ الحياة "الأمل" فمعَه تشيخُ أحزاننا و تنضجُ أفراحنا المختبئة مع الأيّام القـادمـة بالإيمـانِ فقط تتسعُ المسافة بين آمالنا و يأسنا ، قرأتُ هُنا بياضًا لا مثيلَ له
أهلاً بِك زيـاد ،
تحيَّـة

ريم عبد الرحمن
26/06/2010, 03:09 AM
وعليك سلام المولى ورحمته وإكرامه أخي زياد

أرحب بك أخاً كريماً بين أسرتك المطرية
وهلا ومراحب بك بحجم قاسيون الشام :)


للأمانة ,, الأمل وردة بيضاء نقيّة ..!
نص أدبي يجمع بين روحانية الحرف وجمال المعنى ومن أجمل ماقرأت في المنابر
فـ هنيئاً لك هذه الموهبة ,, زادك المولى من فضله

هذه الوردة ذكرتني بعصافير تسكن عند نافذة غرفتي وتمنحني الأمل ذاته
يمكنني أن أفسره لك وإن كانت حروفي تخونني, حيث أشعر بعظمة الخالق جل وعلا عندما أتأمل جمال شكلها وصوتها ..

لنفرض مثلاً
إنك إن اتصلت بمخلوقٍ على شيء من الميزات تسمو ،إنك إن اتصلت اتصالاً بصرياً بمنظر جميل تسعد ، فكيفَ إذا اتصلتَ بالحقيقة الأولى والأخيرة ، بِسرِ القوة في الكون ، بِسرِ الحِكمة ، بِسرِ الرحمة ، بِسرِ الغِنى بِسرِ القدرة ...
إن الأمل الذي تمنحنا إياه تلك الوردة البيضاء الواردة في موضوعك
هو الأمل النابع من الاتصال بالله تعالى والذي يجعلنا ننجح في أن نهرب من ضيق الصدر بالهم والغم والحزن والمخاوف التي تعترينا في هذه الدار ؛ إلى سعة الإيمان وأفق الإسلام ورحاب طاعة الرحمن .
..

أخي زياد

سعدت وربي بمشاركتك هنا ,, لك تحياتي وتقديري

دمت في حفظ الله ورعايته

زياد محمد
27/06/2010, 02:00 AM
ليلى العيسى ..

أجمل ما يكون أن نخلق الأمل في صدورنا رغم صراع الواقع ، و رغم ما يُحيط بنا من ألم نفقد لذة النعيم في الحياة ، و نفقد حسن التعامل مع الناس ... كم في النفس من مصائب يعجز العقل أن يخرج منها ليتقلب في جِنان الأحلام و يبحر بعقله بعيداً عن نفسه ... نعجز أن نكون كذلك ..


ريم عبدالرحمن ..

أهلاً بكِ عدد سيارات الرياض .. :)
و إملاءات أسرة كريمة و بيت أدبي مُحافظ ..

لم أشعر بعظمة الأمل إلا عندما أحتويت الورد و رأيت عظمة الخالق فيها ، كم هي ببساطة شكلها و عظمة رسمها تأثر على الجوانب النفسية .. فكانت هذه الوردة أقرب الناس لي لكونها تفرض الأمل عليّ و تضمد جراح الحزن بداخلي .. سبحان من أوجد هذا السحر الحلال فيها ..

ألا تشعري بأن كل لون من ألوان الورد له معنى في نفسكِ ..؟ و أثر يبقيه في النفس ..!



من صميم الأمل شكراً لإطلالتكن ..

مختار بن ليث
30/06/2010, 02:01 PM
زياد محمد


الأمل أيا كان وصفه فهو الذي يجلب الاشراق الى النفس ويبث الأمل.

الأمل كلمة تبعث بالنفس الراحة ويكون حال المرؤ تماما كمن يحسن الظن بربه وخالقه. لاحياة مع اليأس ولايأس مع الحياة هذا هو الأمل.

فتحية الشبلي
03/07/2010, 01:26 PM
نص مشرق بنـــور الأمل الذي يطغي علي كل مساحات اليأس والحزن ....

وهذا هو الأمل دائماً بلسم لجراحات القلوب وبتجدده تتجدد الحياة وتستمر ....
فهو والحياة متلازمان يحيا كل منهما بالآخر .....!!!


السيد الكريم / زياد .... شكراً علي هذه الوردة البيضاء النقية التي أهديتنا إياها، وأهلاً بك بيننا في إملاءات المطر .

تحياتي واحترامي

زياد محمد
04/07/2010, 01:05 AM
مختار بن ليث ..

لو عملنا بلا حياة مع اليأس و لا يأس مع الحياة ..
لعشنا لحظات الأمل بكل روح و وفاء و اخلاص و تضحية ..
و لكننا لا نُجيد فن التعامل مع الآمال .. و هذا حال المرء ..


تحيتي لك ..



فتحية الشبلي ..

مررتِ بي : الأمل و الحياة متلازمان يحيا كل منهما بالآخر ..
مقولة رائحة تجسد المعنى الحقيقي للأمل .. استفدت منها ،،،

كثيرة هي الكلمات التي تختصر الكثير من المعاني .. و هذه منها ..

حياة الورد بتآلف القلوب ، و طيب النفوس ، و لين الجوانب ..

تحيتي لكِ ..

ندى الحربي
04/07/2010, 05:05 PM
الأمل.. والنظرة البيضاء للأمور
والبسمة حتى عند حلكة الليل..
كلها تفاصيل يصعب التحكم فيها بالتدريب أو القراءة أو حتى التأمل
هي لا تخرج عن اثنين:

إما تربية سوية.. أو إيمان صادق بالله عز وجل

وقوفك أمام تفاصيل الفجر بعد الصلاة أخذني مع لذات الموقف
شكرًا لإحياءِ الأمل فينا

..

زياد محمد
05/07/2010, 12:35 AM
ندى ..

في هذه الحياة ، لا يمكن أن تتفق نظرة بيضاء و أمل ..!
هكذا هي الحياة تفرض علينا أن نصنع الإبتسامة
على وجوه ألفت النكد و تلذذت بالألم ..
و ما تكون النظرات البيضاء و الآمال المُتأخرة
إلا تنازل منّا أمام هذه الحياة يفرض علينا
أن ننتشل السعادة من أعماق قد تكون نهاية الحياة لنا
إن تكررت لاحقاً ...
يُحيط بناء الأمل و يعوق وصوله الألم ..
لهذا دائماً نسأل الله بتحقيق الآمال عوضاً عن جراح الآلام ..!

تحيتي لكِ