المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السهام الطائشة..!


عبدالرحمن الجميعان
04/06/2007, 10:11 PM
الحياة من حولنا ضجيج هائل، و أنات و عويل، وهماهم، وغماغم، وصخب المعاول يدق أسماعنا، ومهزعات العصر الحديث تقض مضاجعنا، و نحن نرى عقارب الحياة وأفاعيها وأصلالها تخرج من أجحارها، و تحوم حولنا، لتنفث السم الزعاف، و نحن نتصامى عن الوجود، و نتعامى عن أهواله، ونغفل عن ساعة المفاصلة..!
ثمة ألم كبير في قلوبنا نكاد نظهره، نعلم أننا بظهوره قد نتساقط، فنرفع رؤوسنا شامخة، لا نعبأ بضجيج، ولا ننحني لسيف...!
سهام تتقاذفها أياد خبيثة، ونحن كطائر جريح، يتحاشاها وهو في مرمى الهدف..أيكون ذلك..!
صدورنا مرفوعة نحو السماء، وأنوفنا شامخة بعلو يتحاشى الكبرياء
، مربوطون نحن بحبال من وهم في دنيانا، و لكننا نسعى جاهدين أو غافلين أن نجعلها متينة، لا تفتل..!
وأنا أترقب مشهد طائر تتناوشه سهام من حدب وصوب....!
آه أيها الطائر...هاهي سهامهم تحتوشك من كل صوب وجانب...و تنهال عليك من كل حدب و مرقى وصعود!
وها أنت ذا بكبريائك وعلوك، ترقى وتعلو عليها...انظر إلى كثرة السهام، وأنت وحيد مربوط بفنن على شجر، كأن القائل عناك في قوله
(علو في الحياة وفي الممات لعمرك إنها لأحدى المكرمات)
وهاهي سهامهم تطيش في الهواء، فلا يكاد يصيبك منها سهم..!
أين صيادوك؟؟! لقد خفضوا رؤوسهم، واختبئوا في قترهم،
مع سدف الظلام...وها أنت تنظر وكأن الدنيا قد آذنت بأفول، والشمس تسعى بغروب..!
و أنت أنت تنظر غير محتفل بهم، ولا آبه بخططهم...و كان ليس هناك ما يزعجك..أو يقض مضجعك، بل لا تزيدك الأيام إلا صلابة، ولا تريك الليالي إلا شمسا مضيئة، ونجوما تتلألأ..!
ألست هناك تنتشي سورة النصر، وسورة العزة، و أنت تعلو فوق خراب موحش، و تنزو على قفر موحش،و ترقى في جو السماء، تهزأ بقاتليك، وتفتر عن ثغر باسم للموت..!
أي الم فادح يلم بنا فنتهاوى، ثم نراك تعلو وتعلو إلى ذرى المجد والعز.... و أنت الطائر الضعيف....!

ساره
05/06/2007, 01:28 AM
كم هو نقي هذا الحرف

أكاد أرى طهره الشفاف يعلو و يعلو ليسبح في فضاء.
لا أدنّسه ببعض حرف، فسأمثل أمام الحكمة صامته،
فهذا الجمال صرعني.


دمتــ نقيّا

مأمون المغازي
05/06/2007, 02:51 AM
الكاتب والناقد الكبير : عبد الرحمن الجميعان ،

بين ألق اللغة وقوة السبك ، بين البلاغة القديمة بالبيان ، وبلاغة السياق والنسق ، بين الفكر والتعبير ، وفي إطار من اللغة القوية المطواعة جاء هذا النص الرائع بما اشتمله من التأمل وحسن العرض ، لتزدهي به البلاغة وفن البيان ، ويستعذبه السطر والعبارة ، ليستقر في الذائقة مثالاً للعربية التي هي سيدة اللغات .

أديبنا الكبير ، استهواني النسق والسبك ، وراقبت الحال ما بين الطائر والفضاء ، وبين السهام والأرض ؛ لأجد هذا العنوان المنسحب عبر النص من الاستهلال إلى الإغلاق ، متأملاً حالنا ، وقد ملك الطائر بعض حرية ، وتباهينا بفقدها . رائع أنت أيها الأديب .

تقبل المحبة والأحترام

مأمون المغازي

إيمان بنت عبد الله
05/06/2007, 03:42 PM
الحياة من حولنا ضجيج هائل، و أنات و عويل، وهماهم، وغماغم، وصخب المعاول يدق أسماعنا، ومهزعات العصر الحديث تقض مضاجعنا، و نحن نرى عقارب الحياة وأفاعيها وأصلالها تخرج من أجحارها، و تحوم حولنا، لتنفث السم الزعاف، و نحن نتصامى عن الوجود، و نتعامى عن أهواله، ونغفل عن ساعة المفاصلة..!
ثمة ألم كبير في قلوبنا نكاد نظهره، نعلم أننا بظهوره قد نتساقط، فنرفع رؤوسنا شامخة، لا نعبأ بضجيج، ولا ننحني لسيف...!
سهام تتقاذفها أياد خبيثة، ونحن كطائر جريح، يتحاشاها وهو في مرمى الهدف..أيكون ذلك..!
صدورنا مرفوعة نحو السماء، وأنوفنا شامخة بعلو يتحاشى الكبرياء
، مربوطون نحن بحبال من وهم في دنيانا، و لكننا نسعى جاهدين أو غافلين أن نجعلها متينة، لا تفتل..!
وأنا أترقب مشهد طائر تتناوشه سهام من حدب وصوب....!
آه أيها الطائر...هاهي سهامهم تحتوشك من كل صوب وجانب...و تنهال عليك من كل حدب و مرقى وصعود!
وها أنت ذا بكبريائك وعلوك، ترقى وتعلو عليها...انظر إلى كثرة السهام، وأنت وحيد مربوط بفنن على شجر، كأن القائل عناك في قوله
(علو في الحياة وفي الممات لعمرك إنها لأحدى المكرمات)
وهاهي سهامهم تطيش في الهواء، فلا يكاد يصيبك منها سهم..!
أين صيادوك؟؟! لقد خفضوا رؤوسهم، واختبئوا في قترهم،
مع سدف الظلام...وها أنت تنظر وكأن الدنيا قد آذنت بأفول، والشمس تسعى بغروب..!
و أنت أنت تنظر غير محتفل بهم، ولا آبه بخططهم...و كان ليس هناك ما يزعجك..أو يقض مضجعك، بل لا تزيدك الأيام إلا صلابة، ولا تريك الليالي إلا شمسا مضيئة، ونجوما تتلألأ..!
ألست هناك تنتشي سورة النصر، وسورة العزة، و أنت تعلو فوق خراب موحش، و تنزو على قفر موحش،و ترقى في جو السماء، تهزأ بقاتليك، وتفتر عن ثغر باسم للموت..!
أي الم فادح يلم بنا فنتهاوى، ثم نراك تعلو وتعلو إلى ذرى المجد والعز.... و أنت الطائر الضعيف....!


الحَيّاةُ .. بَحْرٌ مُتَلاَطِم ..

أَمواجُهُ تَعلو، و تَهبطْ..

كِبريَاء النفسِ لا يهَدُه قَهْرُ الرِجال !

و النَفسُ إذا اعتَادتِ السُموَ عَلتْ وَ تَسَامتْ


عَبدُ الرَحمَنِ الجُميعَان ..

دَامَ قَلمكَ الوَضاءْ


/
/
/


إيمان

رانية أحمد
05/06/2007, 03:50 PM
مربوطون نحن بحبال من وهم في دنيانا

فلسفة تظهرنا على حقيقتنا ..


عبدالرحمن الجميعان

أحترام وتقدير لا ينتهي
لـ حرفك .. لك


ودي

عبدالرحمن الجميعان
07/06/2007, 10:46 PM
كم هو نقي هذا الحرف

أكاد أرى طهره الشفاف يعلو و يعلو ليسبح في فضاء.
لا أدنّسه ببعض حرف، فسأمثل أمام الحكمة صامته،
فهذا الجمال صرعني.


دمتــ نقيّا

أختي سارة..
كيف لي أن أرد جميلك الفياض؟
بل أنت لا تدنسينه، ستضيفين عليه بهاء من نور حرفك الوضاء....!

عبدالرحمن الجميعان
07/06/2007, 10:49 PM
الكاتب والناقد الكبير : عبد الرحمن الجميعان ،

بين ألق اللغة وقوة السبك ، بين البلاغة القديمة بالبيان ، وبلاغة السياق والنسق ، بين الفكر والتعبير ، وفي إطار من اللغة القوية المطواعة جاء هذا النص الرائع بما اشتمله من التأمل وحسن العرض ، لتزدهي به البلاغة وفن البيان ، ويستعذبه السطر والعبارة ، ليستقر في الذائقة مثالاً للعربية التي هي سيدة اللغات .

أديبنا الكبير ، استهواني النسق والسبك ، وراقبت الحال ما بين الطائر والفضاء ، وبين السهام والأرض ؛ لأجد هذا العنوان المنسحب عبر النص من الاستهلال إلى الإغلاق ، متأملاً حالنا ، وقد ملك الطائر بعض حرية ، وتباهينا بفقدها . رائع أنت أيها الأديب .

تقبل المحبة والأحترام

مأمون المغازي

استاذ مأمون
أذهلني حرفك وكبلني مديحك...
حتى لا أستطيع مقالا...
هل يجزيك الشكر؟
فليس في يدي غيره...!

عبد العزيز الجرّاح
08/06/2007, 03:55 AM
الكاتب والناقد الكبير : عبد الرحمن الجميعان ،

بين ألق اللغة وقوة السبك ، بين البلاغة القديمة بالبيان ، وبلاغة السياق والنسق ، بين الفكر والتعبير ، وفي إطار من اللغة القوية المطواعة جاء هذا النص الرائع بما اشتمله من التأمل وحسن العرض ، لتزدهي به البلاغة وفن البيان ، ويستعذبه السطر والعبارة ، ليستقر في الذائقة مثالاً للعربية التي هي سيدة اللغات .

أديبنا الكبير ، استهواني النسق والسبك ، وراقبت الحال ما بين الطائر والفضاء ، وبين السهام والأرض ؛ لأجد هذا العنوان المنسحب عبر النص من الاستهلال إلى الإغلاق ، متأملاً حالنا ، وقد ملك الطائر بعض حرية ، وتباهينا بفقدها . رائع أنت أيها الأديب .

تقبل المحبة والأحترام

مأمون المغازي


عبد الرحمن

عذراً أن قصّر حضوري ولكن:
أظن ليس بعد حضور المغازي، حضور.

شكراً لك كاتبنا على هذا النص.
وشكراً أخرى لتواصلك وعطاءك...
وشكراً للمغازي رده.


دمت متألقاً...

عبدالرحمن الجميعان
16/06/2007, 12:24 AM
الحَيّاةُ .. بَحْرٌ مُتَلاَطِم ..

أَمواجُهُ تَعلو، و تَهبطْ..

كِبريَاء النفسِ لا يهَدُه قَهْرُ الرِجال !

و النَفسُ إذا اعتَادتِ السُموَ عَلتْ وَ تَسَامتْ


عَبدُ الرَحمَنِ الجُميعَان ..

دَامَ قَلمكَ الوَضاءْ


/
/
/


إيمان
إيمان
دوماً يغمرني حرفك بجميل المديح، فيتلجلج لساني، ويعيى عن النطق قلمي..
شكرا ...