المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب موجعة ملامحه .!


زياد محمد
03/07/2010, 02:33 AM
حب موجعة ملامحه .!

حدثني صديق لي عن ابنه فقال : إن ابني يحب الحمار ، و إني من هذا الحب الأعمى في ضيق ، فهل تُشاركني يا زياد في حل يُخرجنا من هذه المصيبة .؟! فقلت : و هل سمعت في يوم أن هُناك حب يَرى حتى تقول عنه أعمى . هكذا هو الحب لا يعرف جاهاً و لا منصباً و لا يعرف بشرة بيضاء أو سوداء ، بل لا يملكه الأغنياء عن الفقراء … تلك هي المشاعر تسير لما يعشق القلب ، فقال : و هل تسير لحمار ؟… فعرضت ضحكة و قلت : أليس للحمار قلب .؟! لا ندري ، فقد كان من هذا الحمار موقف حيواني نبيل لطفلك ، فكان من عواقبه أن يحب طفلك الحمير ، أو نقول من محاسنه حتى لا نفسد الود ما بين طفلك و حماره ...

في ساعة من ساعات العاشقين و لحظة من لحظات المحبين . فاضت مشاعر هذا الطفل تجاه عشيقه الحمار ، فألحّ على والده أن يأخذه إليه حتى يأخذ معه صورة تذكاريّة .! فرفض الأب أن يكون شريك في هذه المصيبة ، بل خاف أن يتحوّل هذا الحب إلى مهنه في الكِبَر . فبدل أن يحمل شهادة الدكتوراه يكون مُقيّد من حب ولد في الصِغر فشاب عليه حتى صار من بائعي الحمير و من تُجّارها و عشاقها … أعظم القهر أن تُحبس المشاعر ، و أن تحترق في القلب بدل أن تبلغ مقاصدها ، و هذا حال العاشقين بالعموم و حال عشيقنا هذا … إن مشاعر هذا الطفل فرضت نفسها و باشرت مهامها ، فما كان من الأب إلا السمع و الطاعة لهذا الحب الذي لا ندري ما تخفيه عواقبه … فأخذ هذا الطفل صورة تذكاريّة مع عشيقه الحمار ، يُقلبها بين يديه في كل لحظة ، بداخله سعادة يعجز عن وصفها الواصفون و في والديه نار تتأجج تحرق الأظلاع ، تقتل الطموح ، تفسد البر ، تُعيق التربية … فمن سوء الحظ بأني إطلعت عليها فرأيت هذا الحمار قد جمع جمال الحمير في نفسه ، فقد كان شاباً بدت عليه ملامح السعادة ، و طغى عليه النعيم الذي هو فيه ، فأخذه الكِبر فرفع رأسه و سلهم بعينيه … فإلتفتُّ لصاحبي و قلت : أهذا هو حمارنا المعشوق .؟! طفلك لا يُلام ! ثم قلت : إن في داخلي مشاعر لهذا الحمار أعجز عن ذكرها ، فهل تقبل أن أشارك طفلك مشاعره ، حتى أدخل تاريخ العاشقين من أوسع نوافذه ،، ثم ضحكنا ..!

قلت له : إن في طفلك فلتان عاطفي لم يجد حضن يلمّه عن غيره ، فلم يكون هذا الحمار صاحب فضل عليه و إنما هو حيوان مثل غيره ، و طفلك آثر في نفسه موقف جاء صدفة من هذا الحمار فتولّع فيه … ثم قال : و كيف أخلع ذكرى الحمار من عقله و تفكيره ، قلت : لا تكون ذاك الحمار في مشاعرك - فضحكنا هه - و لكن أجعل من نفسك حضوراً في حياة طفلك . فأشغل وقته بالألعاب و ما يتعلّق فيه الأطفال و ما يلهون عليه … جدد حياته في رحلة تُخرجه من طوق التفكير . حاول أن تكون نزهه في مدينة ساحلية ، تختلف تماماً عن واقع حياته الآن … حينها ستجد بأن هذا الحب الهستيري قد زال من مخيلة طفلك . و أن طفلك بدل أن يحب حمار و يصوّر معه . حب والده و صوّر معه - ضحكنا هه - … ( أعزكم الله و رفع قدركم ) ..

أيُّها الكِرام ..
إلزموا أطفالكم ، فلا تأخذكم الدنيا بعزتها أو تصرفكم بمتعتها .. فيها أطفالكم أحسنوا إليهم .. بهم رفعة الأمة و بهم زينة الحياة الدنيا ..!


بحفظ الله ،،

هواجس الذبياني
03/07/2010, 10:11 AM
أ / زياد..
أهلاً تليق بسمو فكرك الرفيع وطرحك المميّز..
ناقشت قضيه إنسانيه ذات أوجه عديده بطريقه
فكريه مبهره ومبهجه..
(حب موجعة ملامحه ) أول نصّ قرأتهُ لكَ
إستشرف فضولي لما قبله وما بعده..
ورغم ماحققته بعض المشاهد من إبتسامات
إلا أن فيه نبرة صدق زفرها قلم بكل ألم ..
سأعود بإذن الله .
إحترامي الكبير..

هواجس الذبياني
05/07/2010, 03:49 AM
هاأنا أعود لـ ملامح الحب الموجعه
وعذراً لـ بساطة لغتي


لا ندري ، فقد كان من هذا الحمار موقف حيواني نبيل لطفلك ، فكان من عواقبه أن يحب طفلك الحمير ، أو نقول من محاسنه حتى لا نفسد الود ما بين طفلك و حماره ...




الفاضل / زياد ..
لاأعلنكَ سرّا إنها كثيره هي المواقف النبيله لـ أُولئك الحـ..... وتواجه أطفالنا بأشكال مؤثره وجذابه..
لكن السؤال هو: كيف نعلّم أطفالنا رد..عفواً رفض الجميل ؟! فالطفل كل دُخانٍ يراه يعتقد أنهُ بَخُورُ،
وخاصةً إن حاسة الشم تغط في نومٍ عميق في السنوات الأولى , مثل ما خِيل لـ طفل صديقك أن
ذلك الحمار حصان , إنهُ لايراه كما تعتقدان أنتَ وصديقكَ.. إذن يجب علينا رعاية حواس أطفالنا
وارواء نباتها والتأكد من توجهها نحو الضوء الحقيقي .

فمن سوء الحظ بأني إطلعت عليها فرأيت هذا الحمار قد جمع جمال الحمير في نفسه ، فقد كان شاباً بدت عليه ملامح السعادة ، و طغى عليه النعيم الذي هو فيه ، فأخذه الكِبر فرفع رأسه و سلهم بعينيه … فإلتفتُّ لصاحبي و قلت : أهذا هو حمارنا المعشوق .؟! طفلك لا يُلام ! ثم قلت : إن في داخلي مشاعر لهذا الحمار أعجز عن ذكرها ، فهل تقبل أن أشارك طفلك مشاعره ،

أوافقك الرأي طفل صديقك لايُلام ! وأنتَ أيضا لاتُلام ! فـ صفات المعشوق حقاً مذهله! أجَّجَتْ في
داخلي قَبَس من الشوق لرؤيا تلك الصوره :)

قال : و كيف أخلع ذكرى الحمار من عقله و تفكيره ، قلت : لا تكون ذاك الحمار في مشاعرك - فضحكنا هه - و لكن أجعل من نفسك حضوراً في حياة طفلك .

أ / زياد ..
أنت تمتلك نور يطفيء الظلام.
ممتنّه لإخلاصك للحقيقه..
إحترام إختك.....

مضاوي الروقي
05/07/2010, 03:42 PM
العنوان وحده حكاية.. راقني كثيرا العنوان

ندى الحربي
05/07/2010, 05:32 PM
لو نظرنا لمقاييس الحب والشعور..
فإن الحمار أجمل من الاسفنجة التي يتهافت عليها الكبار والصغار والمسماة بـ Spong Bob

ماعلينا..
أشعر أن تحويل المشاعر فنّ مُرهق للمربي..
أو حتى للشخص الذي لا يستطيع الحصول على ما يحب لسبب أو لآخر.
فإن كان هناك إكسير لتغيير مسار القلب.. فإلينا به يا رفيق!
ففي قلب كل منا حِمار*!!
عرضك للموضوع شائق جدًا
أشكرك


*مجازيًا أكيد

..

زياد محمد
06/07/2010, 01:18 AM
هواجس الذبياني ..

بعض الأحيان مرونة اللفظ ، و إنتقاء بعض المفردات العامية .. تعطينا صورة واضحة فنكون جزء بين هذه المشاهد .. فلو كانت أدبية حادة صرامة باللفظ و المعنى لما ظهرت الصورة واضحة لكون مجتمعنا العربي يتحدث بالعامية و ليست العربية .. لهذا كان القبول لكِ سهل جداً و ما كان عليه من مفردات سهله أختصرت الكثير من الإطلاع و التعمق في ذات المشكلة ... < هذه نظرتي الشخصية تجاه المقالات بكل أنواعها ، قد أوفق و قد أخطئ و كلنا على هذه حائمون ..

بساطة النية و لطافة العقلية هي من تدفع الطفل لبعض التقليعات التي لا نكاد نشعر بها ، بل نعيش رأي الطفل أو عقله و كأنه نحن بعقولنا و بفكرنا و بتقديرنا للأمور ... لهذا فالبساطة هذه التي يتمتع بها الأطفال هي التي تدفعهم كما دُفِع طفلنا هذا ، فلا نملك تجاهه إلا التوجية أو قد يفرض علينا أن نسير معه حتى النهاية و حينها بالتأكيد نكون نحن الأفضل في التفكير و التقدير ( و بيننا عقول عقول الأطفال أفضل منها ) ..

أيقضتي عقلي لأمر لم أنتبه إليه أو لم أشعر به أفضل للوصف ... فقد ترى عين هذا الطفل الحمار حصان .. و هُنا نرفع الأيادي للإستسلام و نقول أن هذا الطفل على حق ، و أشك أن نطلب صور أيضاً لو رأينا بعينه ... سُررت بهذه النقطة التي أشرتي إليها ، راقت لي جداً جداً ..

حقيقةً أتلفت الصورة .. لا أود أن يتعلق بها الطفل أكثر من هذا الحب ... أليس كذلك :)


سررتُ بتواجدكِ و مُتابعتكِ ، و عذراً عن بعض الألفاظ .. و لكنه الموقف ...

تحيتي لكِ



مضاوي الروقي ..

لا أخفيك .. ترددت فيه كثيراً .. و الحمد لله أنه وافق مُراد الموضوع ..

راقت لي إطلالتكِ ..

سماح عادل
08/07/2010, 10:40 PM
اعجبني وراق لي اسلوبك وطريقة تناولك للموضوع
ولضيق وقتي وسوء الإتصال الذي أخشى أن ينقطع فجأة ويقطع حبل أفكاري
وددت الشكروتسجيل المرور فقط
ولي الشرف معرفة قلمك الكريم الذي راق لي كثيرا


شكرا لك