مضاوي الروقي
06/07/2010, 01:46 AM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1241214761.gifالموت البارد..!!
مدخل:
علميني..
كيف أمحو..؟ من وريقات وجودي
أبجديات غبائي،
وحماقات انفعالي..!!
٭ ٭ ٭
ها هي تمارس هوايتها المفضلة، تجلس باسترخاء تام على كرسيها الخشبي، تحت شجرة اللوز في حديقة منزلهم، مغمضة عينيها، مسترسلة في تفكير عميق، لاتمل من تكرار هذه الهواية مرات عديدة في اليوم، خاصة مع الصباح الباكر، وقبيل الغروب، وكأنها لو لم تمارسها في هذين الوقتين تحديداً؛ فانها لن تستطيع ممارستها بقية اليوم..!!
لا أحد يدرك مدى المتعة التي تمارسها من خلال تفكيرها، انها تعشقه. تفكيرها، حد السادية، منذ أن كانت في مراحل حياتها الأولى، وهي تمارس هوايتها تلك، حتى استوت شابة ناضجة العقل!.
أصبح التفكير بالنسبة لها لعبة عقلية تمارسها دوماً، تجد لذتها في اكتشاف أشياء غريبة يقودها اليها تفكيرها، تبتهج كثيراً كلما وصلت إلى نتيجة معقدة قادها اليها تفكيرها العظيم..!!
كم يطربها أن تسمع عبارات الثناء تنصب على تفكيرها المتفرد!! انها تستطيع.. نعم، انها تستطيع.. الربط والتحليل والتفكير، بل والأهم من هذا تجيد الوصول إلى النتائج المقاربة للصواب..!! فقلما خذلها عقلها الفذ، «هكذا يقال عنها دوماً»!.
لا تستطيع أن تكتم سعادتها التي تزحف على محياها، كلما تذكرت ذلك الحدث العظيم..! حينما كانت في الثانية عشرة، حيث استطاعت باقتدار، وبشهادة الجميع، أن تحلل لصديقتها مفردات أحداث مرت بها، وكانت النتيجة التي توصلت اليها مطابقة تماماً لما حدث لاحقاً..
كانت تبتهج عندما تأتيها صديقتها لتحل لها ما أشكل على عقلها الصغير، والذي يقصر أمام عقلها هي..!!
تشعر بسعادة لا نظير لها عندما تسمع اطراء صديقتها الساذجة، والتي لا تدرك سوى أنها لا تمتلك مقدرة مثلها.. وانه حتى أبيها ما استطاع استكناه هذه النتيجة!!.
«أنت بحق تمتلكين عقلاً لا يعترف بالعجز، والتراجع والفشل..!!».
كم يسعدني أن أنعم بصداقة من تحمل في رأسها مثل عقلك، أنت حقاً صديقتي!!
إن هذا الثناء لا يزيدها إلا نشوة، بل ويدفعها إلى الاعتداد بذلك العقل الفذ، والتفكير المتميز؛ كم يحزنها أن تقف عدة أيام تفكر فيها!! ترى أنها ساذجة كغيرها إذا ما أرهقها التفكير، وتأخرت في الوصول إلى نتيجة، انها ترى أن عقلها هذا الذي تمتلكه، ولا يشاركها في إدارته مخلوق، هو وحده مصدر تميزها..!! سواء أشعرت بهذا أم لم تشعر؟، مارست جنونها هذا بقصد أم دون قصد..!!، ياللجنون..!! كم تعشق هذه الكلمة التي طالما أرضت نهمها المتزايد في سماع عبارات الإطراء، التي تحفل بها مفردات اللغة، وكأن اللغة لا تضم في عمقها سواها؛ على هذا العقل المتفرد!!.
٭ ٭ ٭
اليوم ما عادت تحفل كثيراً بالوصول إلى النتائج، بل انها تتمنى أن تتوقف عن ممارسة لعبتها الأثيرة تلك، على أنها ترجو دوماً أن تفقد هذه الملكة، أو على الأقل أن لا تحسن استخدامها؛ بات التفكير مصدر شقائها، أصبح يعذبها، لا تريد أن تستكنه أكثر..!! تريد أن يخذلها حدسها كل مرة تحاول استخدامه فيها!! تحاول دوماً الانعتاق من ربقة أفكارها الحمقاء..!!
٭ ٭ ٭
لم تكن هكذا قبل اليوم!!
لعلها تدرك في قرارة نفسها أن تفكيرها متاهات متشابكة لا تقودها إلى الراحة، ولا حتى إلى مخرج مرض..!!
قالتها بسخرية مؤلمة: «الفهم مشكلة، التفكير سببها الأقوى..»!!
ليتني أعيش ببراءة طفل الثانية!، أو حتى الخامسة!! أريد أن أكون مثل البقية، أريد ذلك.. أقسم أني أريده..!!
ما أجمل أن تكون ساذجاً! تتصرف بسجية الإنسان البسيط، الذي يعيش يومه، يومه فقط!!.
لا يحلل ما مر به في أمسه، ولا يحاول استكناه ما سيحدث في غده!!
٭ ٭ ٭
نعم، تعرف أنها امتلكت الكثير..!! واستطاعت التحكم في الكثير..!!
تعرف أنها طالما تمكنت من إدارة من أرادت!، وما أرادت..!
تدرك..! أن كل ماحصلت عليه أنقاض بريق لآل سرعان ما تقضى، ولكنها..!! فقدت السيطرة عليه!! بل انها لم تمتلكه يوماً، ولم تحاول فهم نبضاته المتسارعة، أو الهادئة!!
قد تكون امتلكت أشياء متنوعة! لكنها لم تمتلكه ساعة من نهار!! وهي تفقده يوماً تلو الآخر!!
عاشت آلة بغيضة متنقلة، لا تعرف الأعطال، من التحليل، والربط، والدقة، ولم تحاول ألبتة التعرف على توجهاته، ولا على ما يريد هو لا هي..!!!
على الرغم من كل ما تعلمته، إلا أنها تعلمت شيئاً جديداً، ما كانت تدركه قبلا، ولم تعتقد يوماً أنها ستعترف به..!!
لقد عرفت حقيقة لا جدال في صحتها، عرفت بعد هذه السنوات أن عقلها أحمق..!! وهو الذي قتلها وهي لاتزال تتنفس عميق ظلمه..!!!
أدركت أن اللعبة لابد أن تمل، بل وتتلف..!
تبينت ذلك..! ولكن ما النتيجة التي توصلت من خلالها لاكتشافها العظيم..؟!!
لقد فقدته...!! فقدت الإنسان في أعماقها..!!
فقدت قبلها!!
مدخل:
علميني..
كيف أمحو..؟ من وريقات وجودي
أبجديات غبائي،
وحماقات انفعالي..!!
٭ ٭ ٭
ها هي تمارس هوايتها المفضلة، تجلس باسترخاء تام على كرسيها الخشبي، تحت شجرة اللوز في حديقة منزلهم، مغمضة عينيها، مسترسلة في تفكير عميق، لاتمل من تكرار هذه الهواية مرات عديدة في اليوم، خاصة مع الصباح الباكر، وقبيل الغروب، وكأنها لو لم تمارسها في هذين الوقتين تحديداً؛ فانها لن تستطيع ممارستها بقية اليوم..!!
لا أحد يدرك مدى المتعة التي تمارسها من خلال تفكيرها، انها تعشقه. تفكيرها، حد السادية، منذ أن كانت في مراحل حياتها الأولى، وهي تمارس هوايتها تلك، حتى استوت شابة ناضجة العقل!.
أصبح التفكير بالنسبة لها لعبة عقلية تمارسها دوماً، تجد لذتها في اكتشاف أشياء غريبة يقودها اليها تفكيرها، تبتهج كثيراً كلما وصلت إلى نتيجة معقدة قادها اليها تفكيرها العظيم..!!
كم يطربها أن تسمع عبارات الثناء تنصب على تفكيرها المتفرد!! انها تستطيع.. نعم، انها تستطيع.. الربط والتحليل والتفكير، بل والأهم من هذا تجيد الوصول إلى النتائج المقاربة للصواب..!! فقلما خذلها عقلها الفذ، «هكذا يقال عنها دوماً»!.
لا تستطيع أن تكتم سعادتها التي تزحف على محياها، كلما تذكرت ذلك الحدث العظيم..! حينما كانت في الثانية عشرة، حيث استطاعت باقتدار، وبشهادة الجميع، أن تحلل لصديقتها مفردات أحداث مرت بها، وكانت النتيجة التي توصلت اليها مطابقة تماماً لما حدث لاحقاً..
كانت تبتهج عندما تأتيها صديقتها لتحل لها ما أشكل على عقلها الصغير، والذي يقصر أمام عقلها هي..!!
تشعر بسعادة لا نظير لها عندما تسمع اطراء صديقتها الساذجة، والتي لا تدرك سوى أنها لا تمتلك مقدرة مثلها.. وانه حتى أبيها ما استطاع استكناه هذه النتيجة!!.
«أنت بحق تمتلكين عقلاً لا يعترف بالعجز، والتراجع والفشل..!!».
كم يسعدني أن أنعم بصداقة من تحمل في رأسها مثل عقلك، أنت حقاً صديقتي!!
إن هذا الثناء لا يزيدها إلا نشوة، بل ويدفعها إلى الاعتداد بذلك العقل الفذ، والتفكير المتميز؛ كم يحزنها أن تقف عدة أيام تفكر فيها!! ترى أنها ساذجة كغيرها إذا ما أرهقها التفكير، وتأخرت في الوصول إلى نتيجة، انها ترى أن عقلها هذا الذي تمتلكه، ولا يشاركها في إدارته مخلوق، هو وحده مصدر تميزها..!! سواء أشعرت بهذا أم لم تشعر؟، مارست جنونها هذا بقصد أم دون قصد..!!، ياللجنون..!! كم تعشق هذه الكلمة التي طالما أرضت نهمها المتزايد في سماع عبارات الإطراء، التي تحفل بها مفردات اللغة، وكأن اللغة لا تضم في عمقها سواها؛ على هذا العقل المتفرد!!.
٭ ٭ ٭
اليوم ما عادت تحفل كثيراً بالوصول إلى النتائج، بل انها تتمنى أن تتوقف عن ممارسة لعبتها الأثيرة تلك، على أنها ترجو دوماً أن تفقد هذه الملكة، أو على الأقل أن لا تحسن استخدامها؛ بات التفكير مصدر شقائها، أصبح يعذبها، لا تريد أن تستكنه أكثر..!! تريد أن يخذلها حدسها كل مرة تحاول استخدامه فيها!! تحاول دوماً الانعتاق من ربقة أفكارها الحمقاء..!!
٭ ٭ ٭
لم تكن هكذا قبل اليوم!!
لعلها تدرك في قرارة نفسها أن تفكيرها متاهات متشابكة لا تقودها إلى الراحة، ولا حتى إلى مخرج مرض..!!
قالتها بسخرية مؤلمة: «الفهم مشكلة، التفكير سببها الأقوى..»!!
ليتني أعيش ببراءة طفل الثانية!، أو حتى الخامسة!! أريد أن أكون مثل البقية، أريد ذلك.. أقسم أني أريده..!!
ما أجمل أن تكون ساذجاً! تتصرف بسجية الإنسان البسيط، الذي يعيش يومه، يومه فقط!!.
لا يحلل ما مر به في أمسه، ولا يحاول استكناه ما سيحدث في غده!!
٭ ٭ ٭
نعم، تعرف أنها امتلكت الكثير..!! واستطاعت التحكم في الكثير..!!
تعرف أنها طالما تمكنت من إدارة من أرادت!، وما أرادت..!
تدرك..! أن كل ماحصلت عليه أنقاض بريق لآل سرعان ما تقضى، ولكنها..!! فقدت السيطرة عليه!! بل انها لم تمتلكه يوماً، ولم تحاول فهم نبضاته المتسارعة، أو الهادئة!!
قد تكون امتلكت أشياء متنوعة! لكنها لم تمتلكه ساعة من نهار!! وهي تفقده يوماً تلو الآخر!!
عاشت آلة بغيضة متنقلة، لا تعرف الأعطال، من التحليل، والربط، والدقة، ولم تحاول ألبتة التعرف على توجهاته، ولا على ما يريد هو لا هي..!!!
على الرغم من كل ما تعلمته، إلا أنها تعلمت شيئاً جديداً، ما كانت تدركه قبلا، ولم تعتقد يوماً أنها ستعترف به..!!
لقد عرفت حقيقة لا جدال في صحتها، عرفت بعد هذه السنوات أن عقلها أحمق..!! وهو الذي قتلها وهي لاتزال تتنفس عميق ظلمه..!!!
أدركت أن اللعبة لابد أن تمل، بل وتتلف..!
تبينت ذلك..! ولكن ما النتيجة التي توصلت من خلالها لاكتشافها العظيم..؟!!
لقد فقدته...!! فقدت الإنسان في أعماقها..!!
فقدت قبلها!!