المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام دين حضارة لا دين شطارة :


عزيز العرباوي
12/07/2010, 06:45 PM
الإسلام دين حضارة لا دين شطارة :









من الطبيعي أن الاهتمام العالمي اليوم بالإسلام وأهله وكتابه المقدس وبنبيه العظيم، وبتاريخه المجيد المليء بالأحداث التي تدفع المرء الذي في نفسه مرض إلى البحث عن بعض الفلتات التي جاءت على أيدي قلة من أهله والمحسوبين عليه، جعلته (أي الإسلام) يتبوأ مكانة عظيمة في العالم. وهكذا بدأ الكل يتحدث عن الإسلام عارفه وجاهله، مدرك لقيمته الحضارية والدينية وناكر جاحد لكل هذه الأمور، متعاطف مع أهله المظلومين في شتى بقاع العالم ومشارك في اضطهادهم بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة، المشروعة وغير المشروعة، وهذا يؤكد أيضا أن هذا الدين هو دين متحرك متجدد وليس جامدا في مكانه، يساير الواقع وتطور البشرية ولا يمنع الاجتهاد والإبداع والتجديد في العديد من أبوابه الشرعية .
ولا تنحصر قيمة هذا الدين في هذا الأمر فقط، بل هو الدين الجامع الشامل لكل أمر وشأن بشري، بل يشمل أيضا كل الثقافات والمعارف التي تعارف عليها البشر ومازالوا يفعلون. ولذلك نجد العديد من الحاقدين عليه وعلى أهله يحاربونه ويحاربون أهله بشتى الوسائل مختلفين الأكاذيب والبهتان لمحاربته في عقر داره ومنع العديد من الحالات التي أعلنت عن دخولها إلى الإسلام والوقوف بجانبه .
ولكي نتمكن من مناقشة هذه المحاولات التي تعمل ليل نهار وبجد ومثابرة على محاربة الإسلام لابد لنا من استعراض بعضها سواء كانت من داخل العالم الإسلامي أو من خارجه في الغرب، ولعل الفئة الأولى من الأخطر على الإسلام من الفئة الثانية لأنها الفئة التي عرفت هذا الدين وخبرته وخبرت أهله. والغرض من هذا الاستعراض هو ليس سرد هذه المحاولات بصورة شاملة، بل هو العمل على توضيح العمل والجهد الجبار الذي يتعاطاه هؤلاء من أجل ضرب الدين الإسلامي وجعله مجرد ثقافة وحضارة بشرية لا غير .
إن كل من يدعي جهلا أو عمدا أن الإسلام منهج ديني وليس منهجا حياتيا، وبالتالي يجب فصله عن أمور الحياة وإخراجه من دائرة التشريع والقانون والمعاملات الإنسانية هو ادعاء باطل، لكن يجد نفسه حاضرا بقوة داخل المجتمعات العربية والإسلامية، مستفيدا من نظريات وثقافات غربية سبق لها أن واجهت الدين ودافعت عن اغترابه داخل الأنماط الحياتية في المجتمع الغربي. ومن هنا نجد أن كل المقولات التي تدعو اليوم من داخل المجتمع الإسلامي عموما بإبعاد الدين عن شؤون الحياة وتبني العلمانية الكلية كنمط حياة وتعايش وحكم هي مقولات قد رست فوق رصيف الفكر والثقافة لا ترى في أن الإنسان بطبيعته لا يمكنه أن يتعايش بدون دين يحكم تصرفاته وأهوائه ويكبح حاجياته المفرطة .
يتم استغلال بعض الوقائع التي شارك فيها بعض المحسوبين على الإسلام، والتي تكون مدمرة في بعض الأحيان، ونذكر منها بعض العمليات الإرهابية المدانة التي لا يمكننا البتة الاتفاق معها بالمطلق. ويتم استحضارها في العديد من المحطات لضرب الإسلام ووصفه بأنه دين عنف وإرهاب وهو براء من هذه التهم الجزافية التي يطلقونها دون تمحيص أو تفكير عقلاني .
إن معاداة الإسلام تبدأ من محاربة اللغة العربية التي هي لغة القرآن دستور المسلمين عامة. ولذلك فكل الحروب الواقعة اليوم في العالم نجد ضحاياها من المسلمين. وكل الاضطهاد الذي يعيشه المسلم سواء في بلده أو في بلد الآخر مرده أنه عربي أو أنه مسلم يدين بدين الإسلام الذي لم يستطع أي أحد أن ينتصر عليه أو يغير من تعاليمه أو يزور كتابه المقدس أو ينزع نوره من قلوب المؤمنين به. وكل المعاناة التي يعانيها المسلم اليوم هي نتيجة لقدرته على الصمود في وجه كل الزوابع والقلاقل والتقليل من القيمة التي يمارسها الأعداء على دين الإسلام. وهذا لعمري هو مربط الفرس في كل هذه الحروب العسكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية ضد المسلمين وأوطانهم .
إن الإسلام كدين حضارة وقيم جاء لينظم حياة الناس على أساس احترام بعضهم البعض، وتكافل بعضهم البعض، وتعاونهم على البر والإحسان، وقيام مجتمع نقي لا تشوبه شائبة، مخالف للسائد اليوم حيث القيم الهدامة والأخلاق المدمرة للإنسان والطبيعة هي الرائجة، وحيث أن القوي والمتميز هو الذي يستطيع بشطارته أن يخادع الآخرين ويبتزهم وينافقهم ويكذب عليهم لتحقيق أهدافه الخبيثة. ولذلك نجد كل هذا العداء له من لدن أناس ومجتمعات وأنظمة سياسية لا تستطيع أن تعيش ضمن النقاء والصفاء والوضوح. فكل الشعارات التي يسوقونها حول أنظمتهم القمعية للضعفاء هي شعارات جوفاء وواهية سرعان ما ينفضح أمرها وتظهر على أنها أكاذيب ونفاق ودجل سياسي وفكري استطاعوا أن يقنعوا بها ضعاف النفوس عندنا، لكنهم لن يستطيعوا أن يقنعوا بها الجميع. لأنه مازال عندنا من يحافظ على نقاء سريرته ويدافع عن دينه وقيمه التي تربى عليها وعرفها حسب السيرورة التاريخية .
ستؤدي كل الحروب المعلنة على المسلمين اليوم إلى الفشل الذريع، لأنها حروب ظالمة ومدمرة لسنة الله في الأرض. فالله خالق البشر جميعا قد بعث برسله وأنبيائه برسالة السلام والتعايش والتدافع بالأفكار لا بالسيوف والطائرات والسلاح النووي.... هذه هي رسالة الله إلى الناس أجمعين، وهذه هي سنته التي أرادها على أرضه، لكن لا حياة لمن تنادي. فهناك من البشر من جُبِل على الشر والتدمير وجارى الشيطان في مخططاته التخريبية، ليقضي على قيم إنسانية مستمدة من رسالات ربانية تهدف إلى البناء والتعايش والوئام .
والإسلام كرسالة إلهية للناس أجمعين جاء بهذا كله وطالب به، ودافع عن هذه القيم المشار إليها، بل حارب المؤمنون من أجل أجرأتها في الواقع واستشهد الكثيرون منهم من أجل إحقاق الحق وفرض القيم الإسلامية وتبوئها المكانة اللائقة، لكن وجدت كل هذه المجهودات من يقف ضدها ويحد من صيرورتها ويوقف استمراريتها السلسة التي كانت تعرفها في بداية ظهور الإسلام. ولا شك أن الخاسر الأكبر من كل هذا الشد والجذب هو الإنسان أولا وأخيرا ....



عزيز العرباوي
كاتب وباحث

مختار بن ليث
16/08/2010, 04:56 PM
الإسلام دين الله السليم والقويم والصحيح.

عندما يوجد المسلمين الصادقين تجد الإسلام.

عندما يكون الخلل والعيب في من يقول أنه ينتمي للإسلام ولايعمل بماجاء به الإسلام أي مجرد اسم يحمله وعندما تقارن أعماله وأفعاله تجدها لاتتفق مع الإسلام ولاتسير وفقا لمنهج وتعاليم الإسلام, فكيف يكون ذلك؟
أكثر مشاكل المسلمين من أنفسهم فنجدهم قد تخلوا عن أساسيات وأركان أساسية في الإسلام ومن تخلى عن الإسلام سيخذل ويصاب بالذل والهوان.

نردد كثرا ونقول لاعزة لنا إلا بالإسلام, فهل تمسكنا بالإسلام حقا أو مجرد أقاويل وشعارات نرددها فقط باللسان ولاتطابق أفعالنا أقوالنا.

حال المسلمين حاليا يعكس مدى بعدهم عن الإسلام وتعاليم الإسلام ومدى تفرقهم وتشتتهم واختلافهم وخلافهم فيما بينهم ولم يعد الإسلام هو الرابط الذي يبحثون عنه بل نجدهم مع الأسف يرددون شعارات قومية والسير وراء دساتير غربية وشرقية لاتمت للاسلام بصلة وتركوا الاسلام لذلك النتيجة الطبيعية هي الحال الذي نحن عليه الآن من ذل وهوان.

صبا خالد
16/08/2010, 05:22 PM
:

الإسلام دِين حضَارة , فمنذ نزوله كان دِين عِبادة ومُعاملة ..
الإسلام دِين حضَارة من حيث َ تقدِير حُرية التفكِير وكَرامة الإنِسان

الجهل بِـ الإِسلام وما يمتلكهُ من رحمَة , والتعرّف إليه من مصادِر مُعادية
هو من أهم أسبَاب مُعاداة الإسلَام وتكرِيس الربط بين الإسلَام والإِرهاب .!
أعتقِد بأن المسلمُون يتحمَلون مسؤُوليّة في هذه الصُورة .
الله المُستعان ..!

/

شُكرا مُمتدّة

زياد محمد
18/08/2010, 03:29 AM
كثيرون ما حاربوا الإسلام ..
و في الأخير ..
تبقى النتيجة بقاء الإسلام ..
و أين البقيّة ..؟!!!

عزيز العرباوي
12/09/2010, 07:06 PM
الإسلام دين الله السليم والقويم والصحيح.

عندما يوجد المسلمين الصادقين تجد الإسلام.

عندما يكون الخلل والعيب في من يقول أنه ينتمي للإسلام ولايعمل بماجاء به الإسلام أي مجرد اسم يحمله وعندما تقارن أعماله وأفعاله تجدها لاتتفق مع الإسلام ولاتسير وفقا لمنهج وتعاليم الإسلام, فكيف يكون ذلك؟
أكثر مشاكل المسلمين من أنفسهم فنجدهم قد تخلوا عن أساسيات وأركان أساسية في الإسلام ومن تخلى عن الإسلام سيخذل ويصاب بالذل والهوان.

نردد كثرا ونقول لاعزة لنا إلا بالإسلام, فهل تمسكنا بالإسلام حقا أو مجرد أقاويل وشعارات نرددها فقط باللسان ولاتطابق أفعالنا أقوالنا.

حال المسلمين حاليا يعكس مدى بعدهم عن الإسلام وتعاليم الإسلام ومدى تفرقهم وتشتتهم واختلافهم وخلافهم فيما بينهم ولم يعد الإسلام هو الرابط الذي يبحثون عنه بل نجدهم مع الأسف يرددون شعارات قومية والسير وراء دساتير غربية وشرقية لاتمت للاسلام بصلة وتركوا الاسلام لذلك النتيجة الطبيعية هي الحال الذي نحن عليه الآن من ذل وهوان.


شكرا لك أخي مختار على قراءتك
تعليقك المهم هذا أضاف الكثير إلى الموضوع
صدقت في كلامك كله
تحياتي
وعيد سعيد

عزيز العرباوي
12/09/2010, 07:09 PM
:

الإسلام دِين حضَارة , فمنذ نزوله كان دِين عِبادة ومُعاملة ..
الإسلام دِين حضَارة من حيث َ تقدِير حُرية التفكِير وكَرامة الإنِسان

الجهل بِـ الإِسلام وما يمتلكهُ من رحمَة , والتعرّف إليه من مصادِر مُعادية
هو من أهم أسبَاب مُعاداة الإسلَام وتكرِيس الربط بين الإسلَام والإِرهاب .!
أعتقِد بأن المسلمُين يتحمَلون مسؤُوليّة في هذه الصُورة .
الله المُستعان ..!

/

شُكرا مُمتدّة



شكرا يا صبا على قراءتك

صدقت في تحليلك هذا

فقط سأصحح كلمة المسلمون بالمسلمين لانها منصوبة بان

تحياتي ومحبتي

عزيز العرباوي
12/09/2010, 07:12 PM
كثيرون ما حاربوا الإسلام ..
و في الأخير ..
تبقى النتيجة بقاء الإسلام ..
و أين البقيّة ..؟!!!

شكرا لك اخي زياد على قراءتك
اسعدني مرورمك

تحياتي