مضاوي الروقي
16/07/2010, 03:20 AM
إهداء: إلى الغيث الذي أغدق روحي بفيضه ثم اضمحل..
إلى اليد التي امتدت ستنتشلني من ضجيج الأوقات..
إلى من استكنه أعماقي ذات خريف..
التقينا دون ميعاد، وافترقنا على عتبة الزمن التي تأرجحت بنا دون أن يكون لنا أدنى اختيار..
لعلك أفضل مني في فرص الاختيار التي منحت إياها! أما أنا، فلم أمنح فرصة واحدة؛ وعندما نسيتك أو هكذا تخيلت.. عدت لتبعثر أحزاني، وتعيد لي الألم الجراح من جديد..
مازلت أذكر تلك اللحظة الشاعرية التي ضمت قلبينا، كان النسيم عليلا، والأرض مزهرة.. والمياه تتدفق من أعالي الجبال لتصب في الوادي.. خريرها كان نغما عذبا تتراقص الطيور على إيقاعاته!!
في تلك اللحظة التي تحفنا فيها السعادة كانت جميع الكائنات سعيدة، لأننا معا!!
وتهب رياح الخوف لتقتلع كل ما كان، ولتزرع الآلام والأحزان، ولتنتزع كل جميل، فالطيور هاجرت ولم تعد.. والأزهار ذبلت.. والأنهار توقفت عن الجريان.. جف الوادي.. وجف قلبي معه!!! عندما يجف الوادي تموت المخلوقات.. وعندما يجف القلب من يا ترى يموت؟!!!
عندما نظرت إليك شعرت بشيء لا أستطيع تفسيره، لا أعلم أهو الفرح؟ أم الحزن؟ أم هما؟!!
لقد حركت قلبي من جديد ومنحته الحياة التي افتقدها طويلاً.. كنت مخلوقاً ضعيفاً.. لا شيء يشعر بالحياة فيه سوى نغمات القلب الخافتة التي تؤذن بالنهاية!!!
قبل وصولك بقليل أحسست بقلبي يخفق بعنف، ساعتها أيقنت أن روحي عادت، أو أنني سأفارق الحياة، هكذا تخيلت.. حانت مني التفاتة مفاجئة صوب النافذة.. عاد الوادي عشيبا كما كان، سمعت خرير الماء وهمسات الطيور.. ورقصات أغصان الشجر..
أيقنت أنها توحي لي شيئاً.. ولكن، لم أتوقع أن تكون أنت القادم!!! وعندما طرقت الباب.. اعترتني البهجة والنضارة دون سابق وعد!! لم أشعر بنفسي وأنا أنهض من الموات لأفتح الباب، وعندما رأيتك أمامي انهمرت دموعي وأحسست أني أحلم..
لا، بل شعرت أن الحياة دبت في جسدي الضعيف..
ابتسامتك الحالمة، عيناك الشهلاوان اللتان تحملان معاني الحب، والعزيمة، والاصرار.. كل ذلك تمثل أمامي وأنا أراك مجددا.. عندها أدركت معنى العدم، عندها عرفت من أكون.. لقد تعلمت منك اشياء كثيرة في تلك اللحظة القصيرة، تعلمت منك الحب، الوفاء، تعلمت منك.. تبقى أنت مدرستي في الحياة!!!
ولكن، في صبيحة اليوم التالي رحلت بلا عودة.. رحلت بلا وداع..رحلت بلا أمل.. رحلت دون أن تقطع لي وعداً بالعودة؛ لأنك لا تملك ذلك الوعد فضلاً عن أن تفي به..
وبرحيلك رحل الجمال وعدت إلى الوحشة من جديد..
نشرت في صحيفة الرياض عام 1425
إلى اليد التي امتدت ستنتشلني من ضجيج الأوقات..
إلى من استكنه أعماقي ذات خريف..
التقينا دون ميعاد، وافترقنا على عتبة الزمن التي تأرجحت بنا دون أن يكون لنا أدنى اختيار..
لعلك أفضل مني في فرص الاختيار التي منحت إياها! أما أنا، فلم أمنح فرصة واحدة؛ وعندما نسيتك أو هكذا تخيلت.. عدت لتبعثر أحزاني، وتعيد لي الألم الجراح من جديد..
مازلت أذكر تلك اللحظة الشاعرية التي ضمت قلبينا، كان النسيم عليلا، والأرض مزهرة.. والمياه تتدفق من أعالي الجبال لتصب في الوادي.. خريرها كان نغما عذبا تتراقص الطيور على إيقاعاته!!
في تلك اللحظة التي تحفنا فيها السعادة كانت جميع الكائنات سعيدة، لأننا معا!!
وتهب رياح الخوف لتقتلع كل ما كان، ولتزرع الآلام والأحزان، ولتنتزع كل جميل، فالطيور هاجرت ولم تعد.. والأزهار ذبلت.. والأنهار توقفت عن الجريان.. جف الوادي.. وجف قلبي معه!!! عندما يجف الوادي تموت المخلوقات.. وعندما يجف القلب من يا ترى يموت؟!!!
عندما نظرت إليك شعرت بشيء لا أستطيع تفسيره، لا أعلم أهو الفرح؟ أم الحزن؟ أم هما؟!!
لقد حركت قلبي من جديد ومنحته الحياة التي افتقدها طويلاً.. كنت مخلوقاً ضعيفاً.. لا شيء يشعر بالحياة فيه سوى نغمات القلب الخافتة التي تؤذن بالنهاية!!!
قبل وصولك بقليل أحسست بقلبي يخفق بعنف، ساعتها أيقنت أن روحي عادت، أو أنني سأفارق الحياة، هكذا تخيلت.. حانت مني التفاتة مفاجئة صوب النافذة.. عاد الوادي عشيبا كما كان، سمعت خرير الماء وهمسات الطيور.. ورقصات أغصان الشجر..
أيقنت أنها توحي لي شيئاً.. ولكن، لم أتوقع أن تكون أنت القادم!!! وعندما طرقت الباب.. اعترتني البهجة والنضارة دون سابق وعد!! لم أشعر بنفسي وأنا أنهض من الموات لأفتح الباب، وعندما رأيتك أمامي انهمرت دموعي وأحسست أني أحلم..
لا، بل شعرت أن الحياة دبت في جسدي الضعيف..
ابتسامتك الحالمة، عيناك الشهلاوان اللتان تحملان معاني الحب، والعزيمة، والاصرار.. كل ذلك تمثل أمامي وأنا أراك مجددا.. عندها أدركت معنى العدم، عندها عرفت من أكون.. لقد تعلمت منك اشياء كثيرة في تلك اللحظة القصيرة، تعلمت منك الحب، الوفاء، تعلمت منك.. تبقى أنت مدرستي في الحياة!!!
ولكن، في صبيحة اليوم التالي رحلت بلا عودة.. رحلت بلا وداع..رحلت بلا أمل.. رحلت دون أن تقطع لي وعداً بالعودة؛ لأنك لا تملك ذلك الوعد فضلاً عن أن تفي به..
وبرحيلك رحل الجمال وعدت إلى الوحشة من جديد..
نشرت في صحيفة الرياض عام 1425