يارا الشبانات
16/07/2010, 04:12 PM
إليهَا أبعثُ بعضًا منيّ .. بعضًا من التحَايَا الملفوفة من
شريط مِخمليّ انشطر من خصلاتِ شعريّ و رابطةُ العُنق المصنوعة من يديها التي لا تتكرر .
إلى أُمي التي أفتقدها كثيرًا .
http://www.english4arab.net/up/uploads/0a3fb92419.jpg (http://www.english4arab.net/up)
عندما أتذمر من الأجواء العالقة فيَّ وأنا عائدة من دوام جامعيّ كئيب .. تبتسمين يا أمي !
تتجمع أكوام الضُغوط وَ أحسُ أنني كُتلة من الأكسجين المسموم وأعودُ إلى المنزل لأرمي نفسيّ عليكِ .. وكأنكِ منفى أوجاعِي !
لا أعلم لم كُنتُ أذهبُ إليكِ لأرمي نفسي عليكِ وتنظرينَ إليَّ بابتسامة تجعلني أخجلُ من نفسيّ وأقول "مساؤكِ جنّة ماما" !
أمي عندما أتذكرُ حديثي معكِ أكفُ عن البُكاء الذي يأتي إليَّ بلا سبب منطقيّ ، وفي "قاعة المحاضرات" وفي "محاضرات النُصوص "
عندما أسمع حديثُ امرئُ القَيس عنّ مُعاناته بعد فِراق حبيبته وأنه لا يستطيعُ تَحمل ماهو عليه الآن ويبحرُ خياله في وصفِ الخيلِ والليل وَ قال :
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سُدوله
عليَّ بأنواعِ الهُمومِ ليبتلي !*
يعاني المعشوق يا أمي ، وصغيرتكِ تُعاني جحيمًا عندما تذهبُ للنوم وتذهبين ويغيم على بيتنا سوادٌ حالِك قد لا تعلمين ولا يعلم أبي ولا أخوتي
بمدى كمية الحُب التي أخرجها من صندوق الإدخار ، وليسَ مُهمًا أنكِ تعلمين أو يعلمون لأنني في كل ليلة أُناجي النُجوم التي تتحدثُ معيَّ كثيرًا !
أمي النجوم تبكي كما أبكي أنا ، وتئنُ كأنيني :" ، تقولُ آه أُمكِ جميلة جدًا ، حُقَّ للشُعراء أن يتحدثوا عنها ويسطرون أحرفًا من ذَهبَ على سبيكة ألماس فاخرة !
أميّ أنتِ وطنٌ أعيشه فيه ومُحالًا عليَّ مُغادرته ، ومحالًا أن تخرج قطرة هواءٍ منكِ ، وطن الوطن أنتِ يا أمي ، وطنُ الحياة ، وطنُ الأطفَال ، وطنُ الكبار ، وطنُ صغيراتكِ ، ووطني أنا .
العُشاقُ يا أمي يبكون ويرثونَ أنفسهم في فِراق معشوقتهم عنهم وأنا أبكيّ يا أمي لأنني أُفارق عندما لا أجدكِ في الصبَاح ، عندما لا أجدك بداية مساء كل يومِ سبت ، لأنني لا أجدكِ بداية مساء كلِ يومِ ثلاثاء ، وفي بعضِ الأحيان مساء كل يوم أربعاءٍ وَ خميّس وفي كل صباح وكل إشراق لا أجدكِ ؛ لأنكِ تروين حكاية نومٍ على أطفالكِ ، كبرتُ قليلًا أعلم يا أمي لكنني أشتاقُ لحديثك أشتاقُ لرؤية عينيكِ وَ أشتاقُ لتقبيل يديكِ ، وأشتاقُ لأن أتحدث معكِ ولا أنتهي ، واشتاقُ أن أقول لكِ أحبكِ أكثر من الزهرِ والوردِ والسحابِ والمطرِ والثَلّج البارد وأحبكِ أطول من مسافة البُكاء عندما أصعد الحافلة التي تأتي إليَّ كل صباحٍ ممتلئ بالخيبة لأنكِ لن تكوني بصحبتي ولأنني لا أستطيعُ أن أقول لكِ يا "ماما صباحكِ جنّة" و يكون صباحي برؤيتك مطرٌ لا يكفُ عن الإنهمار و قميصٌ أبيس مُبلل بالماء النقيّ البارد () .
لكن يا أمي هُناكَ علاقةٌ وثيقة جدًا بيني وبين القلم وأوراقي المُبللة ببكائي وإن كانا يوبخاني كثيرًا "وليسَ مُهمًا" توبيخًا يومي ولا مُفارقتكِ ،
وكأنكِ سحابةٌ تظللني من لهيبِ الشمس المُحرقة ، عندمَا أعودُ من هذا الدوام الجامعيّ السيء ما إن أرى ابتسامتكِ تنزاحُ كُل همومِ الدنيا جميعها وتجعلُ من الحياة حديقةٌ مزهرة جدًا وتجعلينني طيرٌ محلق في السماء ، وكأنني ريشةٌ بيضاء تتطايرُ في أرضٍ فُلات تصطدمُ بها ومن ثم إليكِ حيثُ الأمَانُ يا أمي حيثُ الأشياء الجميلة .
أمي الشَوقُ والحنين تسيرُ إليكِ دونَ أنّ يشعر أحد حتى الوردة التي جلبتها لكِ لم تَشعر ، حتى أكسجيني لا يَشعر ولا قدمايّ التي تساقن إليكِ ، ولا حتى إخوتي والبراءة المنقوشة على مُحياهم ، ماما أنتِ ممتلئة جمالًا ومن فرطِ الجمال الذي فيكِ انتشرَ إليَّ وإلى ملامحِ أبي الأنيق ، وإلى أخوتي وإلى الأناس المكتظة أرواحهم بغيرةٍ ليسَ لها سبب وليس لها داعٍ إلى ذلك ، ماما أحبكِ أكبر من أحجامهم ومن قهقاتهم العالية والمفرطة .
أُميّ تُشبهينَ الرسائِل البيضـاء الصَاعِدة إلى السَمَاء ، وَ تُشبهين الوردة البيضَاء التي أستنشقُها كُلَ صَبَاح !
أُمِي وحتَى وأنتِ مُختبئَة بينَ ولايات ماليزيَا التي لا أُكنُ لها بحبٍ أبدًا ، الصَبَاحات مُمتلئة بالبياض عندما يأتي صوتكِ إليّ وأجري إليِهِ وأُمسكُ بِهِ ولا أُطلقه يا أميّ لأنّ الصباح ينجلي بسرعة ولا ينتظر !
ولأنّ المساء يفصلُ بيننا كثيرًا ويفصلُ بين حديثنا وأصواتنا التي تفتقدُ أثرًا من دفئكِ ، وذكرى من بسمتكِ ،
ولأنّ أبيّ أرادكِ بصحبتهِ ليمتلئ فرحًا بكِ ولأنكِ هدية لأبي وهدية للعالم !
أُميّ ، كُنتِ وطنًا ولا زلتِ .
صَغيرتكِ .. w
شريط مِخمليّ انشطر من خصلاتِ شعريّ و رابطةُ العُنق المصنوعة من يديها التي لا تتكرر .
إلى أُمي التي أفتقدها كثيرًا .
http://www.english4arab.net/up/uploads/0a3fb92419.jpg (http://www.english4arab.net/up)
عندما أتذمر من الأجواء العالقة فيَّ وأنا عائدة من دوام جامعيّ كئيب .. تبتسمين يا أمي !
تتجمع أكوام الضُغوط وَ أحسُ أنني كُتلة من الأكسجين المسموم وأعودُ إلى المنزل لأرمي نفسيّ عليكِ .. وكأنكِ منفى أوجاعِي !
لا أعلم لم كُنتُ أذهبُ إليكِ لأرمي نفسي عليكِ وتنظرينَ إليَّ بابتسامة تجعلني أخجلُ من نفسيّ وأقول "مساؤكِ جنّة ماما" !
أمي عندما أتذكرُ حديثي معكِ أكفُ عن البُكاء الذي يأتي إليَّ بلا سبب منطقيّ ، وفي "قاعة المحاضرات" وفي "محاضرات النُصوص "
عندما أسمع حديثُ امرئُ القَيس عنّ مُعاناته بعد فِراق حبيبته وأنه لا يستطيعُ تَحمل ماهو عليه الآن ويبحرُ خياله في وصفِ الخيلِ والليل وَ قال :
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سُدوله
عليَّ بأنواعِ الهُمومِ ليبتلي !*
يعاني المعشوق يا أمي ، وصغيرتكِ تُعاني جحيمًا عندما تذهبُ للنوم وتذهبين ويغيم على بيتنا سوادٌ حالِك قد لا تعلمين ولا يعلم أبي ولا أخوتي
بمدى كمية الحُب التي أخرجها من صندوق الإدخار ، وليسَ مُهمًا أنكِ تعلمين أو يعلمون لأنني في كل ليلة أُناجي النُجوم التي تتحدثُ معيَّ كثيرًا !
أمي النجوم تبكي كما أبكي أنا ، وتئنُ كأنيني :" ، تقولُ آه أُمكِ جميلة جدًا ، حُقَّ للشُعراء أن يتحدثوا عنها ويسطرون أحرفًا من ذَهبَ على سبيكة ألماس فاخرة !
أميّ أنتِ وطنٌ أعيشه فيه ومُحالًا عليَّ مُغادرته ، ومحالًا أن تخرج قطرة هواءٍ منكِ ، وطن الوطن أنتِ يا أمي ، وطنُ الحياة ، وطنُ الأطفَال ، وطنُ الكبار ، وطنُ صغيراتكِ ، ووطني أنا .
العُشاقُ يا أمي يبكون ويرثونَ أنفسهم في فِراق معشوقتهم عنهم وأنا أبكيّ يا أمي لأنني أُفارق عندما لا أجدكِ في الصبَاح ، عندما لا أجدك بداية مساء كل يومِ سبت ، لأنني لا أجدكِ بداية مساء كلِ يومِ ثلاثاء ، وفي بعضِ الأحيان مساء كل يوم أربعاءٍ وَ خميّس وفي كل صباح وكل إشراق لا أجدكِ ؛ لأنكِ تروين حكاية نومٍ على أطفالكِ ، كبرتُ قليلًا أعلم يا أمي لكنني أشتاقُ لحديثك أشتاقُ لرؤية عينيكِ وَ أشتاقُ لتقبيل يديكِ ، وأشتاقُ لأن أتحدث معكِ ولا أنتهي ، واشتاقُ أن أقول لكِ أحبكِ أكثر من الزهرِ والوردِ والسحابِ والمطرِ والثَلّج البارد وأحبكِ أطول من مسافة البُكاء عندما أصعد الحافلة التي تأتي إليَّ كل صباحٍ ممتلئ بالخيبة لأنكِ لن تكوني بصحبتي ولأنني لا أستطيعُ أن أقول لكِ يا "ماما صباحكِ جنّة" و يكون صباحي برؤيتك مطرٌ لا يكفُ عن الإنهمار و قميصٌ أبيس مُبلل بالماء النقيّ البارد () .
لكن يا أمي هُناكَ علاقةٌ وثيقة جدًا بيني وبين القلم وأوراقي المُبللة ببكائي وإن كانا يوبخاني كثيرًا "وليسَ مُهمًا" توبيخًا يومي ولا مُفارقتكِ ،
وكأنكِ سحابةٌ تظللني من لهيبِ الشمس المُحرقة ، عندمَا أعودُ من هذا الدوام الجامعيّ السيء ما إن أرى ابتسامتكِ تنزاحُ كُل همومِ الدنيا جميعها وتجعلُ من الحياة حديقةٌ مزهرة جدًا وتجعلينني طيرٌ محلق في السماء ، وكأنني ريشةٌ بيضاء تتطايرُ في أرضٍ فُلات تصطدمُ بها ومن ثم إليكِ حيثُ الأمَانُ يا أمي حيثُ الأشياء الجميلة .
أمي الشَوقُ والحنين تسيرُ إليكِ دونَ أنّ يشعر أحد حتى الوردة التي جلبتها لكِ لم تَشعر ، حتى أكسجيني لا يَشعر ولا قدمايّ التي تساقن إليكِ ، ولا حتى إخوتي والبراءة المنقوشة على مُحياهم ، ماما أنتِ ممتلئة جمالًا ومن فرطِ الجمال الذي فيكِ انتشرَ إليَّ وإلى ملامحِ أبي الأنيق ، وإلى أخوتي وإلى الأناس المكتظة أرواحهم بغيرةٍ ليسَ لها سبب وليس لها داعٍ إلى ذلك ، ماما أحبكِ أكبر من أحجامهم ومن قهقاتهم العالية والمفرطة .
أُميّ تُشبهينَ الرسائِل البيضـاء الصَاعِدة إلى السَمَاء ، وَ تُشبهين الوردة البيضَاء التي أستنشقُها كُلَ صَبَاح !
أُمِي وحتَى وأنتِ مُختبئَة بينَ ولايات ماليزيَا التي لا أُكنُ لها بحبٍ أبدًا ، الصَبَاحات مُمتلئة بالبياض عندما يأتي صوتكِ إليّ وأجري إليِهِ وأُمسكُ بِهِ ولا أُطلقه يا أميّ لأنّ الصباح ينجلي بسرعة ولا ينتظر !
ولأنّ المساء يفصلُ بيننا كثيرًا ويفصلُ بين حديثنا وأصواتنا التي تفتقدُ أثرًا من دفئكِ ، وذكرى من بسمتكِ ،
ولأنّ أبيّ أرادكِ بصحبتهِ ليمتلئ فرحًا بكِ ولأنكِ هدية لأبي وهدية للعالم !
أُميّ ، كُنتِ وطنًا ولا زلتِ .
صَغيرتكِ .. w