مشاهدة النسخة كاملة : من أجل الفضيلة!
عبير محمد الحمد
19/07/2010, 09:04 PM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1225559623.gif
.
.
لا أدري ما إذا كان بوسعي أن أقدم في هذه العُجالة والارتجالةِ تعريفًا لائقًا بالفضيلة, لكنّما يصحُّ في كل الأحوال أن ندخل في دائرتها المترامية كلّ سلوك حسن, وإحساس حسن , ونظرة حسنة تجاه الناس والأشياء, ربما لأنها الشئ الذي تبحث عنه البشرية فيما يربط بينها لأجل نشر الصفاء والنور في الأماكن المظلمة, ولحماية الصفاء والنور من أن يغتالهما الظلام!
وحيثما أردتُ الخوض في تفاصيل كل معمم حول الفضيلة أجد أني أتيه وتختلط عليّ المفاهيم:
هل للفضيلة معايير ثابتة؛ فلا يختلف اثنان على كون أمرٍ فاضلاً أو منافيًا للفضيلة؟
وهل الاختلاف يعني هبوط مستوى الحسن الذي يجعل من سلوكٍ ما (فضيلةً)؟
هل يتأثر الحكم بالفضيلة أو عدمها بالبيئة العامة (الزمان والمكان)؟
وهل يقدح هذا التأثر في طريقة تعاطي البشر للفضائل؟
هل يحق لذوي المعايير العالية أن ينفوا الفضيلة عن ذوي المعايير الأقل علوًا .. الأقل التزامًا ؟
متى يتجرد المرء من الفضيلة ؟؟ وهل يحدث هذا بحال؟؟
أليست في كل واحد منا فضائل خاصة به؟
وأشياء أخرى يصح الحكم عليها بـ قلة التهذب أو عدم الدماثة أو سوء التربية أو التساهل في الانضباط .. بينما لا يحق لنا الحكم عليها بأنها : رذيلة؟!
ثم من هم هؤلاء الذين يخوّلون لفرز الأحكام .. وإلى أي مدًى يؤخذ من أحكامهم ويُردّ ؟!
.
.
أترككم هنا تحدثونني عما تشعرون به .. وتؤمنون به .. وتنافحون عنه كلما ذُكرت أمامكم لفظة : الفضيلة!
.
.
كونوا متجردين أحبتي .. ولنضف شيئًا يجلو غمامة الارتباك عن وجه الباحثين عن هذا الكائن المُشمِس!
.
.
بانتظاركم
.
flwr3
.
ندى الحربي
20/07/2010, 12:06 AM
لا أدري لمَ يتبادر الإيثارُ إلى ذهني كلما مرّت بي لفظة (الفضيلة)
أشعر أن بينهما ارتباطًا خفيًا
أما إن وقفتُ عليها كفضيلة دون تأثير خارجي..
أرى أنها حلمٌ أفلاطوني لم يصل إليه إلا الأقدمون -مسلمين كانوا أو زنادقة-
أشعر أن لا علاقة لها بالدين (رغم أن الإسلام جاء ليعززها ويخلق الكثير من وجوهها)
أ متغيرة هي؟
نعم وجدًا وكليًا!!
باختلاف الزمان والمكان وثقافة البشر
موضوع شيّق
شرفتُ بقراءته
..
عبير محمد الحمد
20/07/2010, 07:30 PM
أهلاً ندى
.
.
اقتباس من: ندى
أرى أنها حلمٌ أفلاطوني لم يصل إليه إلا الأقدمون
هل يعني كلامك أن الفضيلة ليست بين البشر الآن؟؟
ألا تعتقدين أن كلامك مغالطةٌ عملاقة إلا أن أكونَ فهمتك على غير ماتريدين :)
.
.
أيضًا :
أؤيدك جدًا في كون الفضيلة أمرًا لاعلاقة له بالدين .. فحتى الملاحدة لديهم من السلوك الفضيل ماينبع من داخلٍ متجرد .. وليس انصياعًا لعقيدة بعينها .. مع أنه لا يُنكر أن الأديان بالعموم تدعو للفضائل .. حتى تلك الأديان المشوهة أو المحرفة .. لأن الدين هو مايفترض به عقلاً أن يمثِّل المثالية المطلقة التي يجب أن يكون عليها الإنسان .. وهذا هو مانعني به بالمطلق الأعم : الفضيلة !
.
.
اقتباس من: ندى
أ متغيرة هي؟
نعم وجدًا وكليًا!!
باختلاف الزمان والمكان وثقافة البشر
مارأيك؟ هل هذا عادلٌ؟ أن نعدَّ فاضلين في زمان ويحكَم على سلوكنا بأنه غير فاضل في زمان آخر؟
وقيسي على ذلك المكان و أمزجة الناس التي تتقن التصنيف والتثريب..
هل هذا عيبٌ في واضع المقاييس؟ أم نوعٌ من الفوضى الحُكمية التي تسئ للفضيلة وتجني على ثباتها واتزانها؟
.
.
أثيروا الأسئلة فهي أنصافُ الإجابات :)
وجربوا طرح أنصافها الأُخَرْ
فقط
حركوا المياه الراكدة ليعذُبَ المنهل!
:)
.
.
.
.
ندى الحربي
21/07/2010, 03:10 PM
الفضيلة مُفصّلة ومقطّعة إلى أجزاء
اختفى منها الكلّ ولم يبقَ في زمننا إلى ظل -بعض- الأجزاء!
وصدقيني يا عبير
حتى الفضائل التي وضعت الأديانُ أسسها -بما فيها الإسلام-
هي تتغير تبعًا للمصالح والأشخاص والعادات والتقاليد
وأقصد بالتغير: نظرة الناس لها ولأهميتها
ولم أعنِ أن قيمتها كفضيلة متوارثة وأصيلة ممكن أن تندثر
كل الشكر لك
..
ابراهيم القهيدان
22/07/2010, 02:04 AM
.
.
لا أدري ما إذا كان بوسعي أن أقدم في هذه العُجالة والارتجالةِ تعريفًا لائقًا بالفضيلة, لكنّما يصحُّ في كل الأحوال أن ندخل في دائرتها المترامية كلّ سلوك حسن, وإحساس حسن , ونظرة حسنة تجاه الناس والأشياء, ربما لأنها الشئ الذي تبحث عنه البشرية فيما يربط بينها لأجل نشر الصفاء والنور في الأماكن المظلمة, ولحماية الصفاء والنور من أن يغتالهما الظلام!
وحيثما أردتُ الخوض في تفاصيل كل معمم حول الفضيلة أجد أني أتيه وتختلط عليّ المفاهيم:
هل للفضيلة معايير ثابتة؛ فلا يختلف اثنان على كون أمرٍ فاضلاً أو منافيًا للفضيلة؟
وهل الاختلاف يعني هبوط مستوى الحسن الذي يجعل من سلوكٍ ما (فضيلةً)؟
هل يتأثر الحكم بالفضيلة أو عدمها بالبيئة العامة (الزمان والمكان)؟
وهل يقدح هذا التأثر في طريقة تعاطي البشر للفضائل؟
هل يحق لذوي المعايير العالية أن ينفوا الفضيلة عن ذوي المعايير الأقل علوًا .. الأقل التزامًا ؟
متى يتجرد المرء من الفضيلة ؟؟ وهل يحدث هذا بحال؟؟
أليست في كل واحد منا فضائل خاصة به؟
وأشياء أخرى يصح الحكم عليها بـ قلة التهذب أو عدم الدماثة أو سوء التربية أو التساهل في الانضباط .. بينما لا يحق لنا الحكم عليها بأنها : رذيلة؟!
ثم من هم هؤلاء الذين يخوّلون لفرز الأحكام .. وإلى أي مدًى يؤخذ من أحكامهم ويُردّ ؟!
.
.
أترككم هنا تحدثونني عما تشعرون به .. وتؤمنون به .. وتنافحون عنه كلما ذُكرت أمامكم لفظة : الفضيلة!
.
.
كونوا متجردين أحبتي .. ولنضف شيئًا يجلو غمامة الارتباك عن وجه الباحثين عن هذا الكائن المُشمِس!
.
.
بانتظاركم
.
flwr3
.
الفاضلة عبير
عطرتِ المنابر بشذى عبيرك الفواح
سوف يكون لي تحليق مسهب بسماء هذا الموضوع
إن أراد ربي
أتمنى أن أثري القارئ الكريم بوجهة نظري
وأن نفيد ونستفيد من طرح مثل هذه المواضيع الحساسة
التي تحتاج الى الحوار والمناقشة في جو ودي يسوده الإخاء
وأن تقاطعت وجهات النظر
أتمنى فقط ألا أطيل الغياب
تقديري الجم
:rose:
ابراهيم القهيدان
22/07/2010, 03:50 PM
عودا على ذي بدء
مرحبا شذى الورد
أثيروا الأسئلة فهي أنصافُ الإجابات :)
وجربوا طرح أنصافها الأُخَرْ
فقط
حركوا المياه الراكدة ليعذُبَ المنهل!
:)
.
هنا أنا أتفق معك تماما
ولطالما بحثت عن من يمتلكون أساليب الحوار الفكري الذي يفيد الناس من خلال ملامسته لعقول الآخرين بالصراحة والشفافية والعمق الثقافي
لنستقي معلومات عذبة متأصلة الجذور لها منهجيتها التي تستند عليها وإليها
ولتحريك المياه الراكدة في بحيرة هذا الموضوع الذي جاء على صيغة استجواب تحقيقي !!!!؟
.
.
طرح المواضيع يجب أن يدعم بوجهات النظر
لان كل إنسان هو حرا برأيه وحرا بكيفية أبداء مرئياته
وأيضا كل ينظر من زاويته الخاصة
أيا كانت تلك الزاوية وكيفما كانت تلك الرؤية
أختي الفاضلة
كتبت ذات يوما عن الرذيلة
في أروقة هذا الصرح
وحصل على وسام لا يزال موجودا بتوقيعي
ومن خلال بحثي لذلك الموضوع
وجدت إن الفصيلة تقابل الرذيلة لغة
وفي الاصطلاح يكاد تعريفها يكون فضفاضي ومطاطي بعض الشئ
أتفق عليه على إنه اسمع جامع لعدة تصرفات قولية وفعلية
وكل منهما تندرج (الفضيلة والرذيلة) تحتها خصال تختص بها
إنما سأجيبك برأيي المتواضع وحسب فهمي البسيط
وأتمنى أن أوفق في ذلك
.
.
هل للفضيلة معايير ثابتة؛ فلا يختلف اثنان على كون أمرٍ فاضلاً أو منافيًا للفضيلة؟
.
لا ... لاختلاف مفاهيم البشر واختلاف تقديراتهم
كلن حسب إدراكه وفهمه
وهل الاختلاف يعني هبوط مستوى الحسن الذي يجعل من سلوكٍ ما (فضيلةً)؟
.
نعم وكلن حسب تقديره وحكمه سواء على الشخوص أو التصرفات
هل يتأثر الحكم بالفضيلة أو عدمها بالبيئة العامة (الزمان والمكان)؟
هنا أيضا نعم
فكل بيئة لها ثقافتها الزمنية والمكانية
ولها معاييرها التي تستند عليها
ولو عدتي بالذاكرة إلى الوراء قليلا
لرايتي إن هناك أمور في صدر الإسلام كانت تستنكر
اليوم أختلف فيها الحكم
وهل يقدح هذا التأثر في طريقة تعاطي البشر للفضائل؟
نعم يا فاضلة
هل يحق لذوي المعايير العالية أن ينفوا الفضيلة عن ذوي المعايير الأقل علوًا .. الأقل التزامًا ؟
من يتمتعوا بالمعايير العالية فهم الفضلاء
والفضلاء لا ينفوا ولا يمقتوا
متى يتجرد المرء من الفضيلة ؟؟ وهل يحدث هذا بحال؟؟
نعم يحدث
فعندما يتصرف الإنسان تصرف يخالف الفضيلة فهو يتجرد منها
وكلما خالف تهذيب النفس وترويضها التي اعتادت عليه من الشئ الحسن
يعتبر تجرد من الفضيلة
وكما قال صلى الله عليه وسلم
الإثم ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس ... الحديث
أليست في كل واحد منا فضائل خاصة به؟
نعم
وأشياء أخرى يصح الحكم عليها بـ قلة التهذب أو عدم الدماثة أو سوء التربية أو التساهل في الانضباط .. بينما لا يحق لنا الحكم عليها بأنها : رذيلة؟!
ثم من هم هؤلاء الذين يخوّلون لفرز الأحكام .. وإلى أي مدًى يؤخذ من أحكامهم ويُردّ ؟!
.
ثمة أمور تكون في خفايا الإنسان لا تحتكم لوجهات النظر الآخري بقدر احتكامها إلى الرقيب الذاتي
ودماثة الخلق وتهذيب النفس هي من سمات الفضائل
وقد تجتمع الفضيلة في الظاهر والرذيلة في الباطن والعكس بالعكس صحيح
وإطلاق الأحكام يعتبر مرجعيتها رؤية الإنسان نفسه للأمور من حوله
والأخذ والرد وفرز الأحكام لها مقاييس معينة تستند لثقافة الشخص وطريقة تربية وأيضا محيطه المجتمعي وبيئته المعيشية له دور في ذلك
ولو إن الإحكام أصبحت تطلق جزافا في هذا الزمان
لاندثار الكثير من القيم والمفاهيم
وعصر الرويبضة ليس عنا بعيد
إن لم نكن فيه الآن
كونوا متجردين أحبتي .. ولنضف شيئًا يجلو غمامة الارتباك عن وجه الباحثين عن هذا الكائن المُشمِس!
.
هو هاجس وليس كائن ؟!!
هاجس تنتج عنه الأقوال والأفعال ليتم استصدار الأحكام عليها
والتجرد ليس ممكنا لدي البعض لعدم شفافية الحوار في أغلب المجتمعات العربية إن لم تكن جميعا
.
.
.
أتمنى أن أكون أثريت الموضوع بوجهة نظري الخاصة والتي تعبر عني
ليس أكثر
واعتذر على الإطالة
تقديري لك ولفكرك النبيل
عبير محمد الحمد
22/07/2010, 03:54 PM
من : ندى
الفضيلة مُفصّلة ومقطّعة إلى أجزاء
اختفى منها الكلّ ولم يبقَ في زمننا إلى ظل -بعض- الأجزاء!
.
.
ألا ترين في كلامك يا ندُّو تعميمًا ينصرفُ إلى العاطفية أكثر منه إلى الموضوعية؟!
ومفاده ألا فضائل بيننا, وأن مايظهر لنا منها إنما هو ظل زائف لا حقيقة فعلية له!
حسنًا .. هل يرضيك - استنادًا لتعميمك - أن يقال لك : ليس فيك فضيلة؟ بل (بعض) (ظل) فضيلة هبائيّ؟؟!
بالطبع: لا
ولهذا أحسب أنك لا تعنين ذلك بقدر ما العبارة غيرُ دقيقة ..
لأن الكمال عصيٌّ في البشر .. وأنْ نطلب من بشر أن يجسِّد الفضيلة بكاملها لهو العنت الشديد ..
الذي يعجز عن إدراكه حتى الأقدمون الذين تحدثتِ عنهم .. باستثناء سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم وهو الذي مُيِّز عن سائر البشر بالعصمة.
أما الفضيلة فهي قائمة في الأرض مادامت تمثل جانب (الخير) في صراعه الأزلي مع (الشر) !
نراها ونلمسها - بشكلها المشرق العليِّ - في كثيرٍ من خلق الله.
وأما القول بأنه لم يبق منها الآن إلا (ظل) لـ (بعض) الأجزاء
فأظنه كلاماً فيه نظر ويحتاج للكثير من المراجعة والإنصاف والتقنين.
.
.
أثريتِ الحوار أخيتي .. فأهلا بكِ وشكرًا لرحابة صدرك :)
.
.
عبير محمد الحمد
22/07/2010, 04:35 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد الحمد
وهل يقدح هذا التأثر في طريقة تعاطي البشر للفضائل؟
نعم يا فاضلة
(حدِّثنا أكثر)
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد الحمد
هل يحق لذوي المعايير العالية أن ينفوا الفضيلة عن ذوي المعايير الأقل علوًا .. الأقل التزامًا ؟
من يتمتعوا بالمعايير العالية فهم الفضلاء
والفضلاء لا ينفوا ولا يمقتوا
ألا تعتقد بأنهم أكثر الناس حساسية تجاه القصور والخطأ لكونهم يتعنتون في وضع معاييرهم ويستميتون في محاولة الكمال والبعد عن النقص, وبالتالي فإنهم يتنبهون لأبسط الأخطاء عند أنفسهم وعند الآخرين ولا تمر عليهم مرور إغفال؟؟
ربما هم لا يصرِّحون بتثريبهم على الآخرين مراعاة لمشاعرهم أو تجنبًا للصدام حين اصطفاق وجهات النظر
أمّا أنهم لا ينفون ولا يمقتون الأفعال التي تنقص عن معياريتهم الخاصة فلا أظن ذلك :)
.
.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد الحمد
متى يتجرد المرء من الفضيلة ؟؟ وهل يحدث هذا بحال؟؟
نعم يحدث
فعندما يتصرف الإنسان تصرف يخالف الفضيلة فهو يتجرد منها
أَعَلى الإطلاق؟!
وهذا ما أحتاج الجواب عنه وأريد سماع رأيكم فيه .
من إبراهيم
وقد تجتمع الفضيلة في الظاهر والرذيلة في الباطن والعكس بالعكس صحيح
وهل لنا بالحكم على البواطن أو استكناهها؟؟!
كيف يجزم أحدنا بأن أحدًا باطنه الرذيلة ؟؟
أمرٌ غاية في الحساسية ويدخل بقوة تحت فقرة (الظن) والظن لا يغني من الحق شيئًا !
وهل هذه الظنون تخولنا لوصف أحد بالرذالة؟؟
من إبراهيم
ولو إن الإحكام أصبحت تطلق جزافا في هذا الزمان
لاندثار الكثير من القيم والمفاهيم
وعصر الرويبضة ليس عنا بعيد
إن لم نكن فيه الآن
جميل .. أولسنا بحاجة ماسّة لمن يتصدى لهذه الظاهرة المقيتة الهمجية التي استشرت فينا؟
ويعلمنا أن أرذل الرذائل هو تجريم الآخرين بناء على التكهنات والظنون ودون بينة؟؟
ويعزز فينا روح المهابة تجاه الآخرين فلا نجترئ على سرائرهم وفق معاييرنا وأهوائنا ونريد منهم أن يكونوا كما نريد وإلا فإنهم عندنا سفال الخلق و سقط الناس
نحن الذين يضع ديننا عرض المسلم في أول أولوياته فيحرم علينا الغيبة والظن والطعن والقذف والاستهزاء واللمز ويرصد لها العقوبات العظيمة !
لماذا نجعل من أنفسنا حماة الفضيلة ورعاتها والثائرين لأجلها حين يتعلق الأمر بالتثريب على أحد
بينما ننسى الاحتكام إليها عن طريق الدعوة إليها ونشرها وتمثُّلها في الحياة بدلاً من رصد سقطات الناس؟؟
( والكلام موجه لمن يقع في هذا الخطأ وليس على عمومه)
من : إبراهيم
والتجرد ليس ممكنا لدي البعض لعدم شفافية الحوار في أغلب المجتمعات العربية إن لم تكن جميعا
وما أروع أن يصبح همنا أن نتعلم ونعلِّم الآخرين التغلب على العيوب والهزائم بأنْ:
يتجردوا بشجاعة أمام أنفسهم
وأن يكونوا شفافين بشجاعة أمام الآخرين
.
.
.
أتمنى أن أكون أثريت الموضوع بوجهة نظري الخاصة والتي تعبر عني
ليس أكثر
واعتذر على الإطالة
تقديري لك ولفكرك النبيل
أنا والله من تشكر لك كرمك وفكرك النبيل وسعة صدرك
ولتكن معنا لتحريك المياه الراكدة :)
.
.
أسعدك ربك يا إبراهيم
flwr1
.
.
ابراهيم القهيدان
22/07/2010, 04:48 PM
شاكر ومقدر سرعة تجاوبك مع ردي
وسأعود للتحليق والتعليق هنا
لا تكترثي لن أطيل الغياب بمشيئة الله
امتناني وعميق شكري
ابراهيم القهيدان
24/07/2010, 11:18 AM
أسعدت صباحا
أوخيتي لا تختزلي ما طاب لهاجسك من كلامي لإسقاط الضوء عليه
على أنه خطأ
ما أنا وأنتي إلا جزء يسير جدا من لبنات المجتمع
ولا يوجود مجتمع مجرد من الأخطاء
والمدن الأفلاطونية لا توجد الا بالاحلام
ومن يجزم بعدم أخطاء البشر فهو واهم بالتأكيد
وما جاء بالحديث الشريف شاهدا على إن البشر خطاءون
لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم (الحديث)
وأيضا حادثة هابيل وقابيل دليلا على الخير والشر
فعندما نتكلم يأخذ كلامنا صفة العموم والشمولية
والتخصيص يكون له مدلولات شاملة الحجة والدليل
وإلا على الإنسان التزام الصمت
وليس كل ما يعلم يقال يافاضلة
لذلك كان ردي السابق على واقع المجتمعات بشكل عام
فإن كنتي تريدين مناقشة أدق التفاصيل عليك بالتخصيص سواء كان رذيلة أو فضيلة
من عبير
ألا تعتقد بأنهم أكثر الناس حساسية تجاه القصور والخطأ لكونهم يتعنتون في وضع معاييرهم ويستميتون في محاولة الكمال والبعد عن النقص, وبالتالي فإنهم يتنبهون لأبسط الأخطاء عند أنفسهم وعند الآخرين ولا تمر عليهم مرور إغفال؟؟
ربما هم لا يصرِّحون بتثريبهم على الآخرين مراعاة لمشاعرهم أو تجنبًا للصدام حين اصطفاق وجهات النظر
أمّا أنهم لا ينفون ولا يمقتون الأفعال التي تنقص عن معياريتهم الخاصة فلا أظن ذلك :)
ظنك وأنت حرة فيه :)
ولكن ألم تسمعي بالمثل السوداني القائل
باب النجار مخلع
فأنا لا أعتقد يا عبير
لقول الله تبارك وتعالى لخير البشر
أنك لا تهدي من أحبب ولكن الله يهدي من يشاء
من عبير
أَعَلى الإطلاق؟!
وهذا ما أحتاج الجواب عنه وأريد سماع رأيكم فيه .
التعميم من أكبر وأسوء أخطاء البشر
ولكن لأقرب لك الصورة قليلا
إليك حديث المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه
لا يزني الزاني وهو مؤمن (الحديث)
من عبير
وهل لنا بالحكم على البواطن أو استكناهها؟؟!
كيف يجزم أحدنا بأن أحدًا باطنه الرذيلة ؟؟
أمرٌ غاية في الحساسية ويدخل بقوة تحت فقرة (الظن) والظن لا يغني من الحق شيئًا !
وهل هذه الظنون تخولنا لوصف أحد بالرذالة؟؟
لا تقوليني شيئا لم أقله
فأنا لم ولن أدخل في نوايا الناس
وأحسان الظن مطلوب
وتوسم الخير لا يزال باقي
فكما أسلفت سابقا نحن نتحدث بشكل عام
إنما دعيني أوضح لك مسألة
عندما يقال لك سين من الناس فعل كذا وكذا
فتنصدمي بل وتنفي بشدة
فلان لا .. لا أصدق
من عبير
جميل .. أولسنا بحاجة ماسّة لمن يتصدى لهذه الظاهرة المقيتة الهمجية التي استشرت فينا؟
ويعلمنا أن أرذل الرذائل هو تجريم الآخرين بناء على التكهنات والظنون ودون بينة؟؟
ويعزز فينا روح المهابة تجاه الآخرين فلا نجترئ على سرائرهم وفق معاييرنا وأهوائنا ونريد منهم أن يكونوا كما نريد وإلا فإنهم عندنا سفال الخلق و سقط الناس
نحن الذين يضع ديننا عرض المسلم في أول أولوياته فيحرم علينا الغيبة والظن والطعن والقذف والاستهزاء واللمز ويرصد لها العقوبات العظيمة !
لماذا نجعل من أنفسنا حماة الفضيلة ورعاتها والثائرين لأجلها حين يتعلق الأمر بالتثريب على أحد
بينما ننسى الاحتكام إليها عن طريق الدعوة إليها ونشرها وتمثُّلها في الحياة بدلاً من رصد سقطات الناس؟؟
( والكلام موجه لمن يقع في هذا الخطأ وليس على عمومه)
هنا يحتاج لموضوع أخر يناقش فيه الظن وأسباب الظن
والتغيير لا يأتي بالتشدق بالكلام وتنميق الحروف
التغيير قد يحتاج إلى إراقة الدماء أحيانا يا شذى الورد
وقول رب العزة والجلال
إن بعض الظن أثم (الآية)
يدعوك الى التأمل
وما نسب الى الشافعي أيضا
لا يكن ظنك إلا سيئا *** إن بعض الظن من أقوى الفطن
ما رمى الإنسان في مخمصة *** غير حسن الظن والقول الحسن
ومع هذا كله الظن هو من اكذب الحديث كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
من عبير
وما أروع أن يصبح همنا أن نتعلم ونعلِّم الآخرين التغلب على العيوب والهزائم بأنْ:
يتجردوا بشجاعة أمام أنفسهم
وأن يكونوا شفافين بشجاعة أمام الآخرين
التعليم والتغيرلا يأتي بين عشية وضحاها
ولا يأتي من فرادى المجتمعات
نحن وأخطائنا ضحية يا نقية
.
.
.
الحديث معك ذو شجون
شكرا لدعائك
دمتي بخير وسعادة
تقديري الجم
flower:
مختار بن ليث
24/07/2010, 02:51 PM
الفضيلة
مرتبطة بالأعمال والأفعال التي يقوم بها الفرد رجل أو امرأة وبالأقوال التي يتلفظ بها وينطقها ومقياسها ومعيارها الأخلاق والنواميس والأعراف والقيم الاجتماعية النابعة من ثقافة اجتماعية واحدة مترابطة ضمن تجمع اجتماعي واحد.
باختلاف الثقافات والحضارات تختلف وتتعدد وتتنوع الفضائل بدرجات متفاوتة, إلا إنه اتفق جل الشعوب والأمم على أن الفضيلة مرتبطة بالأخلاق وقولا وفعلا ويتم الحكم على ماخرج عن نطاق الأخلاق تصرفا وقولا على أنه فعل أو قول غير فاضل.
كما تطرق الاخ ابراهيم القهيدان إلى أن الفضيلة لغويا مضادها الرذيلة في اللفظ والمعنى.
عبير محمد الحمد
24/07/2010, 05:06 PM
أسعدت صباحا
أوخيتي لا تختزلي ما طاب لهاجسك من كلامي لإسقاط الضوء عليه
على أنه خطأ
ما أنا وأنتي إلا جزء يسير جدا من لبنات المجتمع
ولا يوجود مجتمع مجرد من الأخطاء
والمدن الأفلاطونية لا توجد الا بالاحلام
ومن يجزم بعدم أخطاء البشر فهو واهم بالتأكيد
وما جاء بالحديث الشريف شاهدا على إن البشر خطاءون
لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم (الحديث)
وأيضا حادثة هابيل وقابيل دليلا على الخير والشر
فعندما نتكلم يأخذ كلامنا صفة العموم والشمولية
والتخصيص يكون له مدلولات شاملة الحجة والدليل
وإلا على الإنسان التزام الصمت
وليس كل ما يعلم يقال يافاضلة
لذلك كان ردي السابق على واقع المجتمعات بشكل عام
فإن كنتي تريدين مناقشة أدق التفاصيل عليك بالتخصيص سواء كان رذيلة أو فضيلة
.
.
وأسعد الله أيامك أخي
هل كل هذا الرد لأني قلت : حدثنا أكثر؟!
حسنًا : متفاجئة أنا من كل ردودك في الفقرة الأخيرة لأنك تظنني أحاجك وأستجوبك وأخطِّئك وأصادرك رأيك
بينما أنا لا أطوِّف هناك أبدًا أبدًا أبدًا
إنما كنت أجرر أطراف الأسئلة وأستلها من إجابات المُداخلين من أجل توسعة دائرة الحوار والإتيان على تفاصيل الموضوع ..
لا أوجه أسئلتي لشخص بعينه ولا أحاجُّ أحدًا بعينه بل أطرح وجهة نظري في رؤاكم كما تفعلون تمامًا في رؤاي وليس إلا الحوارُ الهادئ
وقد نوهتُ لذلك منذ البداية حين قلت : اطرحوا الأسئلة لأنها أنصاف الإجابات !
وقد كنت أتمنى أن نتحاور بحيادية ونناقش الأفكار بدلاً من مجرد أن أكتب سطرًا ليأتي الآخرون ويقولوا لي : شكرًا لك /موضوع رائع/ كلام سليم ..ويقفِلَ الموضوعُ فمَه ويموت
ثم نُسمي المكان: منتدى الحوار والنقاشات الجادة والفكر !
فإن كنت لتفهمَ من كلامي ما سترد عليه بـ : لا تقوِّليني / لا تختزلي ماطاب لهاجسك و.. و.. و..
وكأننا في جلسة محكمة؛ فإني أشتري إخاء الناس وأترك جدالهم و إيغار صدورهم, وعفا الله عني وعنكم!
.
.
عبير محمد الحمد
24/07/2010, 05:18 PM
مرحبًا بك أخي مختار
مرتبطة بالأعمال والأفعال التي يقوم بها الفرد رجل أو امرأة وبالأقوال التي يتلفظ بها وينطقها ومقياسها ومعيارها الأخلاق والنواميس والأعراف والقيم الاجتماعية النابعة من ثقافة اجتماعية واحدة مترابطة ضمن تجمع اجتماعي واحد.
.
.
جميل جدًا
الفضيلة تخضع معيارًا لما تتفق عليه الجماعة في المنظومة الاجتماعية الواحدة
ولكنَّ هذا يبعث سؤالاً آخر وقد سبقت لي الإشارة إليه:
ألسنا داخل المجتمع الواحد نختلف في الحكم على الفضائل؟ أعني أن المعيارية الاجتماعية ليست وحدها المتسلطة بل هناك معيارية فردية تصنع فجوة بين أبناء المجتمع الواحد؟
أوَليس من غير الصحيٌّ أن يقيم الناس سلوك بعضهم بناء على مقاييس خاصة؟
.
.
وتجنبًا لسوء الظن:
أنوه لكون الأسئلة أعلاه مستوحاة من كلام الأخ مختار بن ليث وهي ليست موجهة له خاصةً بل لكل قارئ ليتأملها فربما توحي له بشئ جديد يضيف للحوار
ودمتم
.
.
مختار بن ليث
25/07/2010, 11:15 AM
مرحبًا بك أخي مختار
.
.
جميل جدًا
الفضيلة تخضع معيارًا لما تتفق عليه الجماعة في المنظومة الاجتماعية الواحدة
ولكنَّ هذا يبعث سؤالاً آخر وقد سبقت لي الإشارة إليه:
ألسنا داخل المجتمع الواحد نختلف في الحكم على الفضائل؟ أعني أن المعيارية الاجتماعية ليست وحدها المتسلطة بل هناك معيارية فردية تصنع فجوة بين أبناء المجتمع الواحد؟
أوَليس من غير الصحيٌّ أن يقيم الناس سلوك بعضهم بناء على مقاييس خاصة؟
.
.
وتجنبًا لسوء الظن:
أنوه لكون الأسئلة أعلاه مستوحاة من كلام الأخ مختار بن ليث وهي ليست موجهة له خاصةً بل لكل قارئ ليتأملها فربما توحي له بشئ جديد يضيف للحوار
ودمتم
.
.
مرحبا بك أختي عبير
جميل جدا فمن غير المقبول أن يكون هنالك معايير فردية خاصة يقيم بها أفراد سلوك بعضهم بعضا, فكما هو متعارف عليه الإنسان فرد في جماعة وأي تواجد اجتماعي لم ينشأ بين يوم وليلة بل عبر عقود وقرون من الزمن تكون من خلالها ثقافات مختلفة ومتعددة ومتنوعة متقابلة ومتناظرة فكانت النتيجة أنه هنالك حضارة إنسانية لشعب وأمة ما ترسم ملامحها وتظهر للوجود ولها دور تمارسه من خلال كيانها الاجتماعي المترابط والمتكامل من خلال مقومات ومكونات ثقافية مشتركة أهم مكوناتها هي اللغة والدين والعادات والتقاليد والأعراف والموروث الأدبي والأخلاقي والعلمي وبطبيعة الحال تختلف محصلات الأفراد وفقا لاجتهاد وتوجه الفرد بنفسه وشخصه ولذلك تكونت ثقافات فردية من خلال اللغة يتم التواصل والحوار بين أفراد المجتمع الواحد الذي يكون فيه عوامل تربط الأفراد ليكونوا أكثر قربا وأكثر تفاعلا, من خلال وسائل التواصل اللغوي والحواري ومن خلال الكتب والمؤلفات الأدبية والعلمية يكون هنالك تبادل ثقافي ينتج عنه ثقافة اجتماعية يتفق عليها الجميع ومن خلال ذلك لايكون للفرد الاستفراد بأن يحكم على الآخرين وفقا لمرئياته الشخصية فقط بل من خلال ثقافة اجتماعية متعددة ومتنوعة وجدت نتيجة لتأثر الفرد بالثقافات الأخرى, ولكن من الممكن أن ننظ رللموضوع من زاوية أخرى وهي أن الأفراد ربما يملكون ثقافة ومعيار مختلف عن ماهو متعارف عليه اجتماعيا داخل المجموعة والجماعة ورأيهم ونظرتهم هو الصواب ولكن نتيجة لايستطيع ذلك الفرد أو أولئك الأفراد أن يفرضوا ثقافتهم وقناعاتهم على أرض الواقع نتيجة لهيمنة وسيطرة الثقافة الاجتماعية السائدة لدى سائر أفراد المجتمع وهو مايسمى بالأعراف و التقاليد الاجتماعية السائدة.
ومن خلال كل ذلك نجد أن المعيار المتفق عليه هو الدين والعادات والتقاليد الاجتماعية السائدة, وقلما نجد أن الفرد الواحد يستطيع أن يفرض قناعاته الشخصية بل إننا نجدها تتوارى أمام العرف الاجتماعي السائد.
في المجتمعات المتقدمة والمتحضرة والتي تسود حضارتها العالم نجد أنه هنالك حوار مستمر ودائم بين أبناء المجتمع الواحد وأن ذلك الحوار هادف ومثمر وتتعدد وسائل الحوار من خلال تعدد المنتجات الثقافية والحضارية من كتب ومجلات وأبحاث ونشرات علمية ومراكز علم وأدوات ثقافية متعددة ومتنوعة تصب في مكان واحد مع تعدد المنابع وتنوعها, وبمقارنة بسيطة نجد أننا أقل الشعوب في هذا المجال من ناحية عدد المؤلفات والكتب وربما انعدم وجود مراكز البحث العلم والاجتماعي ونعتبر من أقل الشعوب والامم انتاجا في مجال الكتب تأليفا وقراءة من اجل ذلك نجد انطواء اجتماعي فعلي وواقعي أو انغلاق فكري وانعزال لاينتج عنه مايفيد في مجال الثقافة والحضارة.
عبير محمد الحمد
26/07/2010, 04:30 AM
أهلاً ثانيةً أخي مختار
.
.
من أجمل الإضافات المحتسبة لهذا النقاش .. فلك الشكر جزْلاً جزيلا .
وأحب أن أضيف إلى جميل قولك قولاً من العدالة بمكانٍ أن يُقال؛ ذلك أنه مثلما يكون الجور في حكم الأفرادِ على بعضهم وفق مقاييس خاصة ومعايير (متشددة) أو لنقُل: (متشدقة) أحيانًا, يكونُ الجور في بعض الأحكام المجتمعية المتشددة المتشدقة جور أعظم .. وهو أمر معروف ومسلّم به كنظرية اجتماعية قديمة, أعني : الجبر الاجتماعي الذي يسود فيه رأي الأغلبية ولو لم يكن صوابًا ويضعف فيه رأي الفرد ولو كان صوابًا ..
وهذا اللون من الإلزام الاجتماعي يتغير مع الوقت ولكن تحركه ضئييييل ويأخذ وقته بالحقَب والعقود الطوال
والشاهد في الكلام أن هذه الظروف مجتمعة جعلت من ضبط الفضيلة أمرًا صعبًا ..صعبًا علينا في تقييمنا للآخرين وفي تقبل تقييم الآخرين لنا ومؤثرًا في مدى ثبات مسلماتنا حول حدود الفضيلة وضوابطها, مسلماتنا التي يصعب فيما بعد إبرازها لأبنائنا مستقبلاً وهي لم تأخذ حقها من الاتزان في أذهاننا أوّلاً !
مالذي يليق ؟ وما الذي لا يليق؟ ماهي دواعم المروءة والشهامة ومكارم الأخلاق؟ وماهي خوارمها؟؟
هو يقول إن السلوك الفلانيّ : رذيلة .. والآخر يراه فعلاً عاديًا لا غبار عليه ..
هو يُلزم نفسه بالفعل الفلاني لأنه لا يليق به تركه كرجل فاضل .. بينما الآخر لا يرى في تركه بأسًا ولا منقصة !
كيف ينضبط هذا ؟؟ وهل في عدم الانضباط أصلاً ضرر؟ أم هو اختلاف طبيعي بشري غير مؤثر؟
وحين يصل بنا إلى رمي بعضنا بالرذيلة وتجريد بعضنا من الفضيلة فكيف نحل الخلاف؟
أم أنه لا يُحل ولنضرب عنه صفحًا ونمضِ؟؟
.
.
ربما كلنا مررنا بمواقف مشابهة تمس معاييرنا .. واعتدادَنا بمعاييرنا ..
وتمنينا أن نجد وسيلة لانصافها والدفاع عنها في وجه إعصار اجتماعي أو تحذلق فردي ذي صراخٍ مرتفع!
فمن سيجتث الفضيلة من كل هذا, ويتركها واضحة المعالم قريبة الاقتباس ؟؟!!!!
.
مختار بن ليث
26/07/2010, 01:08 PM
ذلك هو الواقع أختي أن الفرد يقع تحت نير عادات وأعراف المجتمع الذي ينتمي إليه حتى مع مخالفتها وعدم انسجامها وتجانسها مع الدين وهو المعيار الأكبر والأقوى ونجد أن ثقافة العيب أقوى من ثقافة الحرام والحلال.
هنالك من يخشى الناس وكلام الناس ولايكون لديه نفس القدر من الخشية والخوف او حتى القناعة بما سيقدم عليه مع مطابقته لأقوال وأفعال قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد مع الأسف أن البعض غلب ثقافة العيب على مايجب عليه أن يقوم به كمسؤول عن رعيته وقوام عليه الوفاء بواجبات ومتطلبات القوامة.
عبير محمد الحمد
28/07/2010, 10:49 AM
أهلا أخي مختار
أما الحديث عن ثقافة العيب فحديثٌ ذو شجوووون .. يصطدم فيه القوم ويقتتلون!
ولأن الرذيلة تعادل في استخدامنا العام البسيط معنى العيب فإن الحديث عنها هنا يسلط الضوء على ذلك النفوذ الذي يبسطه اصطلاح (العيب) على المجتمعات, ويجعل فيه الإرثُ الثقافي من أشياء لا علاقة لها بالرذائل أمورًا إجرامية في حق الفضيلة ارتكازًا إلى تراكم عُرفي خاااالص لا علاقة له بأية معايير خلقية!
ويمكننا أن نقول بالجملة إنّ:
1- الفضيلة موجودة في كل زمان وكل مكان كيفما اختلفت المجتمعات انغلاقًا وانفتاحًا/ اتساعاً وضيقًا/ قِدَمًا وجِدّةً .
2- الفضيلة ليست نابعة من الأديان ابتداءً , ولكنّ الأديان تعززها وتدعمها وتدعو إليها.
3- الإسلام أكثر الأديان عناية بالفضيلة ومسانَدةً لها, ومحمد صلى الله عليه وسلم أمثولة حية للفضيلة عملاً وسلوكًا أكثر منه قولاً وتلقينًا.
4- تختلف معايير الفضيلة تبعًا للأزمان, وتختلف في الزمن الواحد تبعًا للمكان, وتختلف في المجتمع الواحد من فردٍ لفرد.
5- اختلافها تبعًا للأزمنة قلل من التزمت في بعضها وميّع بعضها الآخر, واختلافها تبعًا للأمكنة أعطى كل مكانٍ صبغتهُ الخاصة ( اعتدالاً/ تشددًا / انفتاحًا), وجعلها تلتبس بالأعراف والتقاليد التباسًا مربِكًا, واختلافها داخل المجتمع الواحد أساء لها و أوجد الفجوة والخلاف بين الأفراد و أفقد الفضيلة وضوح معالمها , لأنها أصبحت كأمر شخصي لكلٍ فيه وجهة نظر خاصة وهذا مالا يتفق مع طبيعة الفضيلة التي ينبغي أن تتسم بالمعيارية والتعميم لكي يصدق الحكم على الأفراد من خلالها دون تجنٍّ أو تجريم!
هذا حتى الآن .. وإن بدا لي ما يضاف فـ سأعود .. انتظروني :)
.
.
وشكرًا جزيلاً ماطرًا .. لكل من شاركني منبري بفكر نيّر وروح سَمْحة
..
:rose:
vBulletin® v3.8.8 Beta 1, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.