مهدي سيد مهدي
26/07/2010, 01:08 AM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1225559623.gif
إنه لأمر يبعث على التعجب ما آل إليه حال كثير من الناس في هذا الزمن , فذات يوم غاب عامل نظافة عن مصنع ما و لا شك أن غياب عامل النظافة سيفقد المكان نظافته المعهودة و هذا ما دعى كثير من العمال للشكوى من عدم نظافة المصنع فأخذت عبارات الشكوى تتطاير يمينًا و يسارًا و بدا الأمر كأنه وباء سريع الانتشار , فلم أمر على عامل من العمال إلا ووجدته يشكو من ذات الأمر , الغريب في الأمر إن أحدهم لم يبعث يومًا بكلمة طيبة إلى عامل النظافة تُثني على جهده المبذول لجعل المكان نظيفًا ولو بكلمة بسيطة كجزاك الله خيرًا و الأغرب إن أحدهم لم يفكر بأن ينظف المكان المُحيط به فيتبعه الآخرون و يصير المكان نظيفًا بأيديهم بدلًا من أن يزداد تلوثًا بشكواهم .
و رُبما رأى بعض القراء أن طبقة العاملين في الغالب منخفضة التعليم و الثقافة و أرجع شكواهم انخفاض مستواهم التعليمي و الثقافي و لكني على المستوى الشخصي مررتُ بذات الأمر مع طبقة أكثر تعليمًا و ثقافة من المُتعلمين و حملة الشهادات العُليا أثناء دراستي للرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر فذات يوم انتقلنا من قاعة المحاضرات إلى قاعة أخرى و يبدو أنها كانت مغلقة منذ فترة أو أن عدم وجود نوافذ كافية بها يتسبب في وجود رائحة غريبة فما إن دخلنا إلى القاعة حتى سمعت غالبية الحضور يشكون من رائحة القاعة و يتأففون منها فلما رأيتُ منهم ذلك الأمر قمت بشراء معطرٍ للجو و استخدمته لجعل القاعة ذات رائحة طيبة فلم أسمع من أحدهم كلمة تُثني على طيب رائحة القاعة حتى إنني ظننتُ أن معطر الجو الذي استخدمته لم يكن من النوع الجيد رغم إنه بالفعل كذلك و لكن يبدو أن المشكلة لم تكن في معطر الجو و لكنها كانت في إبداع غالبيتنا الفائق في انتقاد الأوضاع السيئة و نسيانهم أو تناسيهم مدح الأوضاع حال تغيرت إلى الأفضل و كأنها تصير غير مرئية بالنسبة لهم .
إن ثقافة الشكوى وما يلحق بها عبارات و كلمات و تعبيرات و حركات لا تفيد بشيء على الإطلاق بل إنها تُساعد على أن يصير مزاج أحدهم غاية في السوء و من ثم تحول سلوكه بشكل تلقائي إلى عدوانية تصدر عنه في أية صورة من الصور سالفة الذكر تجاه من حوله بخلاف تأثير المزاج السيئ عليه أيضًا و انخفاض معدلات تركيزه و نشاطه و من ثم انخفاض كفاءته في عمله في حين أن التغلب على الشكوى بشكل إيجابي عن طريق محاولة تغيير و تعديل أسبابها أو مجرد البحث عن حلول تساعد على تغيير هذه الأسباب أو على أقل التقديرات التفاؤل بأن هذه الأوضاع السيئة لن تدوم للأبد حتى و إن كانت ستدوم _ مجرد افتراض_ فلا شك أن هذا التفاؤل له أن يحرك الحالة النفسية للفرد باتجاه إيجابي يفيده في التغلب على نوبات المزاج السيئ و لطالما آمنت أنه إذا كان الموت حتميًا فما المانع أن أموت و على وجهي ابتسامة ما دام العبوس لن يغير من الأمر شيئًا ؟
إن حياة غالبيتنا الآن غاية في الصعوبة حقًا و المُشكلات المُحيطة كثيرة جدًا لذا فنحن لسنا في حاجة إلى مزيد من الضغوط و الصعوبات بل في حاجة إلى أخذ نفس عميق ثُم النظر بعين تأمل إلى أي جمال مُحيط بنا فإن لم نجد فما المانع أن نكون نحن مصدر الجمال .
إنه لأمر يبعث على التعجب ما آل إليه حال كثير من الناس في هذا الزمن , فذات يوم غاب عامل نظافة عن مصنع ما و لا شك أن غياب عامل النظافة سيفقد المكان نظافته المعهودة و هذا ما دعى كثير من العمال للشكوى من عدم نظافة المصنع فأخذت عبارات الشكوى تتطاير يمينًا و يسارًا و بدا الأمر كأنه وباء سريع الانتشار , فلم أمر على عامل من العمال إلا ووجدته يشكو من ذات الأمر , الغريب في الأمر إن أحدهم لم يبعث يومًا بكلمة طيبة إلى عامل النظافة تُثني على جهده المبذول لجعل المكان نظيفًا ولو بكلمة بسيطة كجزاك الله خيرًا و الأغرب إن أحدهم لم يفكر بأن ينظف المكان المُحيط به فيتبعه الآخرون و يصير المكان نظيفًا بأيديهم بدلًا من أن يزداد تلوثًا بشكواهم .
و رُبما رأى بعض القراء أن طبقة العاملين في الغالب منخفضة التعليم و الثقافة و أرجع شكواهم انخفاض مستواهم التعليمي و الثقافي و لكني على المستوى الشخصي مررتُ بذات الأمر مع طبقة أكثر تعليمًا و ثقافة من المُتعلمين و حملة الشهادات العُليا أثناء دراستي للرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر فذات يوم انتقلنا من قاعة المحاضرات إلى قاعة أخرى و يبدو أنها كانت مغلقة منذ فترة أو أن عدم وجود نوافذ كافية بها يتسبب في وجود رائحة غريبة فما إن دخلنا إلى القاعة حتى سمعت غالبية الحضور يشكون من رائحة القاعة و يتأففون منها فلما رأيتُ منهم ذلك الأمر قمت بشراء معطرٍ للجو و استخدمته لجعل القاعة ذات رائحة طيبة فلم أسمع من أحدهم كلمة تُثني على طيب رائحة القاعة حتى إنني ظننتُ أن معطر الجو الذي استخدمته لم يكن من النوع الجيد رغم إنه بالفعل كذلك و لكن يبدو أن المشكلة لم تكن في معطر الجو و لكنها كانت في إبداع غالبيتنا الفائق في انتقاد الأوضاع السيئة و نسيانهم أو تناسيهم مدح الأوضاع حال تغيرت إلى الأفضل و كأنها تصير غير مرئية بالنسبة لهم .
إن ثقافة الشكوى وما يلحق بها عبارات و كلمات و تعبيرات و حركات لا تفيد بشيء على الإطلاق بل إنها تُساعد على أن يصير مزاج أحدهم غاية في السوء و من ثم تحول سلوكه بشكل تلقائي إلى عدوانية تصدر عنه في أية صورة من الصور سالفة الذكر تجاه من حوله بخلاف تأثير المزاج السيئ عليه أيضًا و انخفاض معدلات تركيزه و نشاطه و من ثم انخفاض كفاءته في عمله في حين أن التغلب على الشكوى بشكل إيجابي عن طريق محاولة تغيير و تعديل أسبابها أو مجرد البحث عن حلول تساعد على تغيير هذه الأسباب أو على أقل التقديرات التفاؤل بأن هذه الأوضاع السيئة لن تدوم للأبد حتى و إن كانت ستدوم _ مجرد افتراض_ فلا شك أن هذا التفاؤل له أن يحرك الحالة النفسية للفرد باتجاه إيجابي يفيده في التغلب على نوبات المزاج السيئ و لطالما آمنت أنه إذا كان الموت حتميًا فما المانع أن أموت و على وجهي ابتسامة ما دام العبوس لن يغير من الأمر شيئًا ؟
إن حياة غالبيتنا الآن غاية في الصعوبة حقًا و المُشكلات المُحيطة كثيرة جدًا لذا فنحن لسنا في حاجة إلى مزيد من الضغوط و الصعوبات بل في حاجة إلى أخذ نفس عميق ثُم النظر بعين تأمل إلى أي جمال مُحيط بنا فإن لم نجد فما المانع أن نكون نحن مصدر الجمال .