مختار بن ليث
28/07/2010, 05:08 PM
جلسا والموج يتكسر على الشاطئ, رذاذه يبللهما, وصوت الموج المتلاطم ياله من صوت متناغم, فيزيدهما حبا وعشقا.
حب البحر ومياهه المالحة فيتدفق من أعماقهما مشاعر عذبة رقراقة ملؤها الحب والعشق والنقاء, حيث ترعرعا ونشآ.
في الليل وحين يأتي المساء وبعد صلاة العشاء يخرجون جميعا سوية الى الصحراء حيث الرمال الناعمة وحيث السماء تزينها النجوم.
يجلسون وعيونهم الى السماء وعيونهم تجوب ذلك الليل قد يكون دامسا قد يكون حالكا وقد يكون مقمرا, لافرق أيا كان ذلك الليل فهو يجمعهم.
يتسامرون, كلا لاينطق أي منهم بكلمة. ماذا يفعلون اذا؟
ياجارة الوادي طربت وعادني مايشبه الأحزان من ذكراك.
يستمعون الى فيروز انهم عشاق حالمون يحلمون بالغد القادم بصنع أيديهم.
بين الصحراء وبين البحر هكذا هم هكذا حياتهم, هنالك نشأوا وترعرعوا بين الحر اللافح وبين البحر المالح.
امتدت جذورهم بين هنا وبين هنالك, جذور غائرة في العمق تخترق حبات الرمل الكاوية من شدة الحر في وهج الصحراء وهجيرها.
جذور على ضفاف الشاطئ تخترق رماله الناعمة المبللة بمياه البحر المالحة.
تطايرت الأوراق والطوابع والظروف نهضا بسرعة وبخفة ليلتقطا ماتناثر من تلك الأوراق قبل أن تتبلل بمياه البحر.
أخذا يضحكان من القلب ضحكات طفولية. عادا الى الجلوس مرة أخرى بصمت. استنشقا الهواء بعمق يستشعران ملوحة الماء تجري بدمائهما مع الهواء الذي استنشقاه.
وفي ذات مساء اجتمعوا كعادتهم ليستمعوا الى فيروز تصدح بصوتها ياجارة الوادي طربت وعادني مايشبه الأحزان من ذكراك, وبعد منتصف الليل وقرب الفجر استعدوا للرحيل والعودة استعدادا لاشراقة يوم جديد, قال لهم: وداعا, قد لا نلتقي بعده قريبا, اني راحل لن تروني بعد اليوم, قالها ضاحكا وهم غير مصدقين لما يقول,
قالوا له: سنراك غدا كالعادة عند شاطئ البحر أو في المساء دع عنك ماتقول . أترككم على خير وليحفظكم الله لن أنساكم أبدا قالها مودعا وانصرف.
في ظلمة الليل والمطر المتساقط برذاذ يداعب الوجوه كأنه الحرير الرطب ليوقظك من النوم, النعاس قد غلبه لكن ديم المطر طرد النوم بعيدا لم يعد هنالك وقت للنوم.
الله أكبر الله أكبر صوت المؤذن لصلاة الفجر, وبعد الصلاة مازالت السماء ممطرة ملبدة بالغيوم المترادمة, توقف المطر قليلا, واستمر في المسير ومضى الى مكان لم يكن قد قصده من قبل.
يشم رائحة البحر ومياهه المالحة تأتيه من خلف ظهره مع الرياح الباردة مصطحبة قسوة الرمال ونعومتها في وقت واحد كأنها تناديه عد الي لاتتركني ألا تشتاق إلي .
واستمر في المسير لم يلتفت خلفه لم يتردد لقد عزم على المسير انه ينشد الفجر يبحث عن الشروق عن الغد لعله يجده في اشراقة أيامه القادمة.
سلك طريقا بين البحر وبين الصحراء مبتعدا عنهما, أو حتى لايغضب أحدهما على الآخر كأنه يقول لهما وداعا أنتما الاثنين معا .
كشجرة باسقة جذعها يرنو الى السماء وجذورها ياللعجب جزء غائر في البحر وجزء غائر في الصحراء في أعماقهما اللامتناهية.
ابتعد كثيرا, يالقسوة قلبه لم يلق حتى بالتفاتة ولانظرة وداع حانية. الدموع في قلبه لم تجرؤ أن تظهر في عينيه لتنهمر لقد كان وداعا قاسيا حتى الدموع حبسها قي قلبه. لاوقت للدموع ولاوقت للوداع.
وجد نفسه في منطقة مرتفعة شاهقة وأمامه الأفق الفسيح رمال لامتناهية أرض شاسعة مد البصر لا يرى سوى الرمال بدأ يشعر بنعومة الكثبان التي يقف فوقها فقد كانت قدماه فوق كثيب مرتفع من الرمال. أشرقت الشمس وبدأت تظهر في الأفق مقتربة بأشعتها الذهبية انزلقت قدماه لم يقاوم وبدأ ينزلق الى أسفل الكثيب يشعر بنعومة الرمال فيشعر بالأمان حيث اعتاد أن يداعب الرمال صباح مساء.
حيث الشاطئ, وحين تنادي ياجارة الوادي طربت وعادني مايشبه الأحزان من ذكراك.
وصل الى أسفل الكثيب وبدأ المسير الى الأمام دون تردد ودون خوف من أن يكون قد تاه أو أنه قد ظل الطريق واستمر في المسير.
ماذا يرى أهو سراب أم أشجار أم بوادر ديار تلوح في الأفق.
توجه الى مايظنه ليس بسراب واستمر في المسير, لم يقتلع جذوره بل تركها هنالك منغرزة في الرمال وفي ملوحة البحر وامتد كجذع شجرة باسقة في السماء أغصانها خضراء مثمرة وجذورها مالحة, من يجرؤ على اقتلاع الجذور حتى ولو كانت مالحة؟
من قديم ماكتبت
حب البحر ومياهه المالحة فيتدفق من أعماقهما مشاعر عذبة رقراقة ملؤها الحب والعشق والنقاء, حيث ترعرعا ونشآ.
في الليل وحين يأتي المساء وبعد صلاة العشاء يخرجون جميعا سوية الى الصحراء حيث الرمال الناعمة وحيث السماء تزينها النجوم.
يجلسون وعيونهم الى السماء وعيونهم تجوب ذلك الليل قد يكون دامسا قد يكون حالكا وقد يكون مقمرا, لافرق أيا كان ذلك الليل فهو يجمعهم.
يتسامرون, كلا لاينطق أي منهم بكلمة. ماذا يفعلون اذا؟
ياجارة الوادي طربت وعادني مايشبه الأحزان من ذكراك.
يستمعون الى فيروز انهم عشاق حالمون يحلمون بالغد القادم بصنع أيديهم.
بين الصحراء وبين البحر هكذا هم هكذا حياتهم, هنالك نشأوا وترعرعوا بين الحر اللافح وبين البحر المالح.
امتدت جذورهم بين هنا وبين هنالك, جذور غائرة في العمق تخترق حبات الرمل الكاوية من شدة الحر في وهج الصحراء وهجيرها.
جذور على ضفاف الشاطئ تخترق رماله الناعمة المبللة بمياه البحر المالحة.
تطايرت الأوراق والطوابع والظروف نهضا بسرعة وبخفة ليلتقطا ماتناثر من تلك الأوراق قبل أن تتبلل بمياه البحر.
أخذا يضحكان من القلب ضحكات طفولية. عادا الى الجلوس مرة أخرى بصمت. استنشقا الهواء بعمق يستشعران ملوحة الماء تجري بدمائهما مع الهواء الذي استنشقاه.
وفي ذات مساء اجتمعوا كعادتهم ليستمعوا الى فيروز تصدح بصوتها ياجارة الوادي طربت وعادني مايشبه الأحزان من ذكراك, وبعد منتصف الليل وقرب الفجر استعدوا للرحيل والعودة استعدادا لاشراقة يوم جديد, قال لهم: وداعا, قد لا نلتقي بعده قريبا, اني راحل لن تروني بعد اليوم, قالها ضاحكا وهم غير مصدقين لما يقول,
قالوا له: سنراك غدا كالعادة عند شاطئ البحر أو في المساء دع عنك ماتقول . أترككم على خير وليحفظكم الله لن أنساكم أبدا قالها مودعا وانصرف.
في ظلمة الليل والمطر المتساقط برذاذ يداعب الوجوه كأنه الحرير الرطب ليوقظك من النوم, النعاس قد غلبه لكن ديم المطر طرد النوم بعيدا لم يعد هنالك وقت للنوم.
الله أكبر الله أكبر صوت المؤذن لصلاة الفجر, وبعد الصلاة مازالت السماء ممطرة ملبدة بالغيوم المترادمة, توقف المطر قليلا, واستمر في المسير ومضى الى مكان لم يكن قد قصده من قبل.
يشم رائحة البحر ومياهه المالحة تأتيه من خلف ظهره مع الرياح الباردة مصطحبة قسوة الرمال ونعومتها في وقت واحد كأنها تناديه عد الي لاتتركني ألا تشتاق إلي .
واستمر في المسير لم يلتفت خلفه لم يتردد لقد عزم على المسير انه ينشد الفجر يبحث عن الشروق عن الغد لعله يجده في اشراقة أيامه القادمة.
سلك طريقا بين البحر وبين الصحراء مبتعدا عنهما, أو حتى لايغضب أحدهما على الآخر كأنه يقول لهما وداعا أنتما الاثنين معا .
كشجرة باسقة جذعها يرنو الى السماء وجذورها ياللعجب جزء غائر في البحر وجزء غائر في الصحراء في أعماقهما اللامتناهية.
ابتعد كثيرا, يالقسوة قلبه لم يلق حتى بالتفاتة ولانظرة وداع حانية. الدموع في قلبه لم تجرؤ أن تظهر في عينيه لتنهمر لقد كان وداعا قاسيا حتى الدموع حبسها قي قلبه. لاوقت للدموع ولاوقت للوداع.
وجد نفسه في منطقة مرتفعة شاهقة وأمامه الأفق الفسيح رمال لامتناهية أرض شاسعة مد البصر لا يرى سوى الرمال بدأ يشعر بنعومة الكثبان التي يقف فوقها فقد كانت قدماه فوق كثيب مرتفع من الرمال. أشرقت الشمس وبدأت تظهر في الأفق مقتربة بأشعتها الذهبية انزلقت قدماه لم يقاوم وبدأ ينزلق الى أسفل الكثيب يشعر بنعومة الرمال فيشعر بالأمان حيث اعتاد أن يداعب الرمال صباح مساء.
حيث الشاطئ, وحين تنادي ياجارة الوادي طربت وعادني مايشبه الأحزان من ذكراك.
وصل الى أسفل الكثيب وبدأ المسير الى الأمام دون تردد ودون خوف من أن يكون قد تاه أو أنه قد ظل الطريق واستمر في المسير.
ماذا يرى أهو سراب أم أشجار أم بوادر ديار تلوح في الأفق.
توجه الى مايظنه ليس بسراب واستمر في المسير, لم يقتلع جذوره بل تركها هنالك منغرزة في الرمال وفي ملوحة البحر وامتد كجذع شجرة باسقة في السماء أغصانها خضراء مثمرة وجذورها مالحة, من يجرؤ على اقتلاع الجذور حتى ولو كانت مالحة؟
من قديم ماكتبت