مريم الظاهري
30/07/2010, 03:11 PM
رثاء متوجع الزوايا . .
مدخل ..:
مريم اليوم حزينة كئيبة و بائسة . .
مريم الليلة أغلقت نوافذ شرفتها و انزوت وحيدة في زاوية خاوية لتبكي . .
مريم الليلة تود أن ترثي غاليها , نتثر الدمع ليروي بيد المقل و الروح برحيل الحبيب تعزيها . .
مريم اليوم تعاني الخرس .! , صُمت آذانها و لا تسمع سوى نياح المشاعر و ما ينبض بضعف بين الأضلاع . .
اليوم , أنا حزينة , منهارة و منكسرة , عاجزة عن إصدار أنة واحدة , و منجرفة بدموعي لا أعرف إلى أي أرض مقفرةٍ سأصل إليها . .
كنت قد تذوقت مرارة الفراق , و كنت قد تجرعت كأسه الدهاقا على مضض . .
و لكن حزن اليوم ليس كحزن باقي الأيام , و وجع اليوم ليس كوجع كل يوم . .
اليوم . .
رحل , رحل و رحل . .
طار بعيداً محلقاً بروحه إلى عنان السماء . .
تركنا اليوم هكذا بلا ميعاد . .
غادر فجأة , و كم أعاتبه على رحيله هكذا دون وداع , كانوا ينتظرونه في المطار حياً و لم يدروا أن روحه فاضت في السماء و بخل عليهم القدر أن يتصافحوا لو حتى بالقلوب.! , هكذا كان المشهد الأخير بالنسبة لهم .!
أما بالنسبة لي , لم أحظى بمقعد حتى في الصف الأخير لرؤيته , فلا رأيته حياً و لا ناظرته عيناي جسداً بلا روح . .
عمي العزيز . .
ليتني كنت معك , ليت أستطعت إحتضان يديك و البكاء في حضنك قبل أن تغادر . .
أو ليتني أستطعت إستراق النظر إليك و سماعك خلسة دون أن يدري الجميع . .
ليت الأيام منحتني الفرصة كي أقبل يديك أو حتى رؤيت رفاتك قبل أن يوراى جثمانك إلى مثواه الأخير . .
كنت أحبك , صدقني لو أنني لم أعرفك جيداً لكني كنت أحبك . .
و الله كنت أفخر بك و بطلتك المهيبة . .
أذكرك , نعم أذكرك حين أراك تقود سيارتك المرسيدس في شوراع أبوظبي . .
و أذكر جدائلك و قلمك و ساعتك , أذكر هاتفك و إبتسامة ثغرك . .
ربما لم أرك منذ أعوام و لم تبقى لك في ذهني سوى صورة قديمة نهشها مرضك و وأدها . .
ربما بدد المرض ملامحك و مزقها بقسوة . . و لكني أذكرك و بكل تفاصيلك يا قلبي . .
أنت أغلى من ما كنت أتصور . .
فأنت عمي الوحيد و سندي الوحيد . .
أنت الغالي الحبيب , الروح و القلب , الدم و الوريد , العقل و التفكير , الجرح و الطبيب. .
أنت النبض , أنت الحنان , أنت و أنت . . و أنت أنا .!
ربما لم تمنحنا الحياة لنكون كأي إبنة أخ و عمها كالآخرين. .
أو لم يمهلنا الوقت أو يتريث فينصفنا كي أراك و أحقق أمنيتي برؤيتك . .
فلا بأس , هكذا هي الحياة دائماً تأخذ ما نريد و تمنحنا ما لا نبغي . .
اللهم لا إعتراض و لله ما أعطى و لله ما أخذ . .
سأحاول معانقة الصبر و التحلي بالقوة , مع أني أعرف نفسي أني لن أكون هكذا البتة . .
لا أدري ما فائدة ذرف الدموع الآن . .
أو ما فائدة صبري و تجلدي المصطنيعن. .
فالحبيب رحل , غادر العزيز و لن يعود للأبد . .
كان قلبي يقول لي أنه لن يعود . .
و لكن كذبت إحساسي و آمنت أنه سيعود . .
إني أبكي و بحرقة , و أذرف دموعي بلا إحساس . .
صرت أغني على وتر الحزن أعذب ألحان الفقد و أوجعها . .
إني أصرخ بصمت و أَضج بدمعي بهدوء ..
و أنفرد بكيبوردي في وحدتي الصاخبة . .
حاملة معي كوكباً جديداً و حياة و مخلوقات و ملامح مختلفة تماماً تغير النظام الأزلي للحزن و الفقد . .
فلقد كسرت سد عيني الزجاجي البراق و تركت مقلتي تذرف دمعها المختزن من أعوام . .
و تروي مهجتي التي تصحرت منذ عامين أو أكثر . .
و قلت وداعاً للجفاف . .
و أهلاً بعينين تعشقان السهاد . .
هكذا سأرتاح حين أتخلى عن كل المبادىء و القيم التي آمنت بها . .
سأتمرد على دساتيري و أعلن الخروج عليها . .
فبرقع القوة خلعته , و سمحت لنفسي أن تترجع نبيذ الحزن حتى ثملتُ من الكآبة . .
أعرف أني سَكرت من الحزن , و صرت لا أعي ما أقول , و لكني متأكدة أنه كل ما سأقول , نابعٌ من لب فؤادي . .
لن أكون الأنثى قوية الشكل هزيلة القلب و خاوية المشاعر . .
بل سأكون كما أنا , ضعيفة منهارة لا أقوى على شيء سوى البكاء . .
سأنهمر حزناً مع ألمي . .
و سأصرخ بصوتٍ من دون صدى . .
سأكون الصراخ و الصدى , فأنا الليلة صدى الألم و الوجع . .
فأنت تتستحق أن أسهر وحدي في دجى الليل كي أناديك . .
و تستحق أن أضيع بنفسي في غياهب الذكريات و أتابع النجوم علّي أرى طيفك ينعكس على القمر . .
سأصم آذانهم من صدى أنتي الحزينة التي سأردفها بكثير من الأنات المتوجعة . .
عمي الغالي . .
أرجوك فلتسامحني على تقصيري . .
و لتغفر لي إبتعادي و لكن هذا القدر و هذا المصير و لا مفر. .
عمي , أعدك أني سأظل أذكرك و أقدس ذكراك . .
عمي , لا شيء أستطيع ذكره الآن أو التعبير عنه . .
فما أمر به أقسى من أي تعبير . .
و لكن , ستبقى هناك دائماً , في جعبتي . .
حيث لا مكان للنسيان . .
و صورتك الأنيقة باقية لا يستطيع شيء أن يزحزحها . .
سأصبر , و لن أبكي كثيراً في عزائك . .
سأكون قوية إن إستطعت و أعرف أني لن أستطيع الصمود . .
حزينة لأنه هذا العيد سيأتي دونك . .
و رمضان سيرحل دون أن أزورك . .
و لكني سأظل أحبك على الدوام . .
و لن تنسيني قوة موج الأيام المطلامة بقوة على موائي إياك . .
فأنت عمي الوحيد الذي يهفو الفؤاد شوقاً للقياك . .
و لكني سأراك . .
اليوم , أو غداً لابد أن أعود كي أرقد بجانبك في قبري , و أجاورك في مثواك . .
مخرج :
قالت , بعض الأحزان توجع حتى الموت . .
و سأقول , حزننا اليوم عليك , لن يرحمنا منه سوى الموت . .
ها هم الأحباء من عالمي يغادرون عاماً تلو العام . .
و عالمي صار ملامحاً بلا تضاريس . .
غادرت أنت و قبلك غادر الحبيب و الحبيبة . .
و غداً , هلاّ أخبرتني الدور ينتظر من ..؟؟
مدخل ..:
مريم اليوم حزينة كئيبة و بائسة . .
مريم الليلة أغلقت نوافذ شرفتها و انزوت وحيدة في زاوية خاوية لتبكي . .
مريم الليلة تود أن ترثي غاليها , نتثر الدمع ليروي بيد المقل و الروح برحيل الحبيب تعزيها . .
مريم اليوم تعاني الخرس .! , صُمت آذانها و لا تسمع سوى نياح المشاعر و ما ينبض بضعف بين الأضلاع . .
اليوم , أنا حزينة , منهارة و منكسرة , عاجزة عن إصدار أنة واحدة , و منجرفة بدموعي لا أعرف إلى أي أرض مقفرةٍ سأصل إليها . .
كنت قد تذوقت مرارة الفراق , و كنت قد تجرعت كأسه الدهاقا على مضض . .
و لكن حزن اليوم ليس كحزن باقي الأيام , و وجع اليوم ليس كوجع كل يوم . .
اليوم . .
رحل , رحل و رحل . .
طار بعيداً محلقاً بروحه إلى عنان السماء . .
تركنا اليوم هكذا بلا ميعاد . .
غادر فجأة , و كم أعاتبه على رحيله هكذا دون وداع , كانوا ينتظرونه في المطار حياً و لم يدروا أن روحه فاضت في السماء و بخل عليهم القدر أن يتصافحوا لو حتى بالقلوب.! , هكذا كان المشهد الأخير بالنسبة لهم .!
أما بالنسبة لي , لم أحظى بمقعد حتى في الصف الأخير لرؤيته , فلا رأيته حياً و لا ناظرته عيناي جسداً بلا روح . .
عمي العزيز . .
ليتني كنت معك , ليت أستطعت إحتضان يديك و البكاء في حضنك قبل أن تغادر . .
أو ليتني أستطعت إستراق النظر إليك و سماعك خلسة دون أن يدري الجميع . .
ليت الأيام منحتني الفرصة كي أقبل يديك أو حتى رؤيت رفاتك قبل أن يوراى جثمانك إلى مثواه الأخير . .
كنت أحبك , صدقني لو أنني لم أعرفك جيداً لكني كنت أحبك . .
و الله كنت أفخر بك و بطلتك المهيبة . .
أذكرك , نعم أذكرك حين أراك تقود سيارتك المرسيدس في شوراع أبوظبي . .
و أذكر جدائلك و قلمك و ساعتك , أذكر هاتفك و إبتسامة ثغرك . .
ربما لم أرك منذ أعوام و لم تبقى لك في ذهني سوى صورة قديمة نهشها مرضك و وأدها . .
ربما بدد المرض ملامحك و مزقها بقسوة . . و لكني أذكرك و بكل تفاصيلك يا قلبي . .
أنت أغلى من ما كنت أتصور . .
فأنت عمي الوحيد و سندي الوحيد . .
أنت الغالي الحبيب , الروح و القلب , الدم و الوريد , العقل و التفكير , الجرح و الطبيب. .
أنت النبض , أنت الحنان , أنت و أنت . . و أنت أنا .!
ربما لم تمنحنا الحياة لنكون كأي إبنة أخ و عمها كالآخرين. .
أو لم يمهلنا الوقت أو يتريث فينصفنا كي أراك و أحقق أمنيتي برؤيتك . .
فلا بأس , هكذا هي الحياة دائماً تأخذ ما نريد و تمنحنا ما لا نبغي . .
اللهم لا إعتراض و لله ما أعطى و لله ما أخذ . .
سأحاول معانقة الصبر و التحلي بالقوة , مع أني أعرف نفسي أني لن أكون هكذا البتة . .
لا أدري ما فائدة ذرف الدموع الآن . .
أو ما فائدة صبري و تجلدي المصطنيعن. .
فالحبيب رحل , غادر العزيز و لن يعود للأبد . .
كان قلبي يقول لي أنه لن يعود . .
و لكن كذبت إحساسي و آمنت أنه سيعود . .
إني أبكي و بحرقة , و أذرف دموعي بلا إحساس . .
صرت أغني على وتر الحزن أعذب ألحان الفقد و أوجعها . .
إني أصرخ بصمت و أَضج بدمعي بهدوء ..
و أنفرد بكيبوردي في وحدتي الصاخبة . .
حاملة معي كوكباً جديداً و حياة و مخلوقات و ملامح مختلفة تماماً تغير النظام الأزلي للحزن و الفقد . .
فلقد كسرت سد عيني الزجاجي البراق و تركت مقلتي تذرف دمعها المختزن من أعوام . .
و تروي مهجتي التي تصحرت منذ عامين أو أكثر . .
و قلت وداعاً للجفاف . .
و أهلاً بعينين تعشقان السهاد . .
هكذا سأرتاح حين أتخلى عن كل المبادىء و القيم التي آمنت بها . .
سأتمرد على دساتيري و أعلن الخروج عليها . .
فبرقع القوة خلعته , و سمحت لنفسي أن تترجع نبيذ الحزن حتى ثملتُ من الكآبة . .
أعرف أني سَكرت من الحزن , و صرت لا أعي ما أقول , و لكني متأكدة أنه كل ما سأقول , نابعٌ من لب فؤادي . .
لن أكون الأنثى قوية الشكل هزيلة القلب و خاوية المشاعر . .
بل سأكون كما أنا , ضعيفة منهارة لا أقوى على شيء سوى البكاء . .
سأنهمر حزناً مع ألمي . .
و سأصرخ بصوتٍ من دون صدى . .
سأكون الصراخ و الصدى , فأنا الليلة صدى الألم و الوجع . .
فأنت تتستحق أن أسهر وحدي في دجى الليل كي أناديك . .
و تستحق أن أضيع بنفسي في غياهب الذكريات و أتابع النجوم علّي أرى طيفك ينعكس على القمر . .
سأصم آذانهم من صدى أنتي الحزينة التي سأردفها بكثير من الأنات المتوجعة . .
عمي الغالي . .
أرجوك فلتسامحني على تقصيري . .
و لتغفر لي إبتعادي و لكن هذا القدر و هذا المصير و لا مفر. .
عمي , أعدك أني سأظل أذكرك و أقدس ذكراك . .
عمي , لا شيء أستطيع ذكره الآن أو التعبير عنه . .
فما أمر به أقسى من أي تعبير . .
و لكن , ستبقى هناك دائماً , في جعبتي . .
حيث لا مكان للنسيان . .
و صورتك الأنيقة باقية لا يستطيع شيء أن يزحزحها . .
سأصبر , و لن أبكي كثيراً في عزائك . .
سأكون قوية إن إستطعت و أعرف أني لن أستطيع الصمود . .
حزينة لأنه هذا العيد سيأتي دونك . .
و رمضان سيرحل دون أن أزورك . .
و لكني سأظل أحبك على الدوام . .
و لن تنسيني قوة موج الأيام المطلامة بقوة على موائي إياك . .
فأنت عمي الوحيد الذي يهفو الفؤاد شوقاً للقياك . .
و لكني سأراك . .
اليوم , أو غداً لابد أن أعود كي أرقد بجانبك في قبري , و أجاورك في مثواك . .
مخرج :
قالت , بعض الأحزان توجع حتى الموت . .
و سأقول , حزننا اليوم عليك , لن يرحمنا منه سوى الموت . .
ها هم الأحباء من عالمي يغادرون عاماً تلو العام . .
و عالمي صار ملامحاً بلا تضاريس . .
غادرت أنت و قبلك غادر الحبيب و الحبيبة . .
و غداً , هلاّ أخبرتني الدور ينتظر من ..؟؟