زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
12/08/2010, 01:03 PM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1241214761.gif
كتبتْ إليهِ رسالَة بعد الفراقْ,
وألقتهاَ خلفَ الباب الذيِ لم يعُد يجيدُ فتحه بيديه إلا بعدَ أن ينفضَ عنه صمت الفراشْ ويستيقظ منْ سباته المرضيّ كيْ يعرف من الطارقْ ..
والرسائلُ لم تتعوّد بعد على طرق الأبواب بنفسها, لأنهاَ وُلدت مدللةً بين أيدينا, ونحنُ الذين ألبسناهاَ أثواب الكلماتْ قبل أن نحملهاَ على أكفّناَ إلى الذينَ قد يقرأوها ..
لمْ تنسَ أن تطرقَ الباب, بل تعمّدَت ترك الرسالَة والإختفاء سريعًا إثر ذلك,
أرادَت أن تكتشف مدىَ خصوبة حواسّه التيِ أقسمتْ لهاَ بالأمس أنهاَ تستطيعُ الإحساس بوقع خطواتهاَ على بُعد مسافَة طويلة من العتابْ ..
أرادَت أنْ تلمحَ طيفه راكضًا خلفهاَ بيدين مشرّعَتين كأجنحة النوارس المسافرة كيْ يقول لها : " حبيبتي .. قد ندمت!"
ولكن في كل خطوةٍ تُبعدهاَ عن بابه الرئيسي, تحاولُ التصدّي لرغبة الإلتفات وراءهاَ كي تراهُ واقفًا أمام الباب وفي يمينه الرسالة ...
إلى أنْ بلغَت خطواتهاَ الحدّ الذيِ يكفيِ لجعلهاَ بعيدَة عنْ نطاقِ رؤيته ... وقررتْ بعد تردّد أن تلتفتْ,
وأصابتهاَ خيبةٌ باكيَة حين لمحتْ فم الريح يلعقُ رسالتهاَ كيْ يُبعدهاَ بضع خطوات عن باب البيت ...
"تبًّا .. مالذيِ أتى بالريحِ الآن؟"
أدركَتْ أنّ رسالتهاَ منذُ البدء لمْ تُكتَب ليقرأهاَ ذلكَ الحبيب , بل لتغتصبهاَ الرياح ثم تلقيهاَ على قارعَة النسيان كيْ يضحكَ عليها الثرى ويلقّبها بالـ عاهرة !
أدركَت أنّ رجُلاً مثله, تسلّحَ فيما مضىَ بما يكفيِ لنسيانهاَ لنْ يتوانىَ عن السؤال عن ماهية تلك الرسالة حين تلامسُ كفّهُ المحموم ... السؤال الذيِ يملأُ فراغ إسمها بضمير الغائب ... " من هي؟"
أدركَت أن الأمل الصغير الذيِ صنعَت دميتهُ بنفسهاَ لن يكبر, ولنْ يشحذ قلبهاَ بالجرأة الكافية لإعادة مياه العشق إلى مجاريها ...
ظلَّت محافظَة على هدوئها في منتصف الشارع الذي كان يخلُو تقريبا من المارَّة, وحدها كانتْ تطبعُ ظلّها الرماديّ على الطريق وبمحاذاته ألفُ إستفهام ...
عن مصداقية العشق ..
عن الليل الذيِ سهرتهُ طويلاً كيْ ترسمَ وجههُ بألوان الهواء,
عن الكلمات التيِ علّمها إياهاَ كيْ لا تقولهاَ لأحَد سواه,
عن الكلمات التيِ تعلّمهاَ منها كيْ لا يقولهاَ لأحد سواها,
عن برد المناديل أثناء الوداع,
عنْ قبر الذكريات,
عن الضياعْ !
وحدهُ الباب الذي لم يتحرّك يعرفُ الجوابْ ..
ويعرف هل الرجل الذي يعيشُ خلفه لازالَ يهتمّ أم أنهُ ينسىَ .. ككل الرجال !
5 اغسطس 2010
كتبتْ إليهِ رسالَة بعد الفراقْ,
وألقتهاَ خلفَ الباب الذيِ لم يعُد يجيدُ فتحه بيديه إلا بعدَ أن ينفضَ عنه صمت الفراشْ ويستيقظ منْ سباته المرضيّ كيْ يعرف من الطارقْ ..
والرسائلُ لم تتعوّد بعد على طرق الأبواب بنفسها, لأنهاَ وُلدت مدللةً بين أيدينا, ونحنُ الذين ألبسناهاَ أثواب الكلماتْ قبل أن نحملهاَ على أكفّناَ إلى الذينَ قد يقرأوها ..
لمْ تنسَ أن تطرقَ الباب, بل تعمّدَت ترك الرسالَة والإختفاء سريعًا إثر ذلك,
أرادَت أن تكتشف مدىَ خصوبة حواسّه التيِ أقسمتْ لهاَ بالأمس أنهاَ تستطيعُ الإحساس بوقع خطواتهاَ على بُعد مسافَة طويلة من العتابْ ..
أرادَت أنْ تلمحَ طيفه راكضًا خلفهاَ بيدين مشرّعَتين كأجنحة النوارس المسافرة كيْ يقول لها : " حبيبتي .. قد ندمت!"
ولكن في كل خطوةٍ تُبعدهاَ عن بابه الرئيسي, تحاولُ التصدّي لرغبة الإلتفات وراءهاَ كي تراهُ واقفًا أمام الباب وفي يمينه الرسالة ...
إلى أنْ بلغَت خطواتهاَ الحدّ الذيِ يكفيِ لجعلهاَ بعيدَة عنْ نطاقِ رؤيته ... وقررتْ بعد تردّد أن تلتفتْ,
وأصابتهاَ خيبةٌ باكيَة حين لمحتْ فم الريح يلعقُ رسالتهاَ كيْ يُبعدهاَ بضع خطوات عن باب البيت ...
"تبًّا .. مالذيِ أتى بالريحِ الآن؟"
أدركَتْ أنّ رسالتهاَ منذُ البدء لمْ تُكتَب ليقرأهاَ ذلكَ الحبيب , بل لتغتصبهاَ الرياح ثم تلقيهاَ على قارعَة النسيان كيْ يضحكَ عليها الثرى ويلقّبها بالـ عاهرة !
أدركَت أنّ رجُلاً مثله, تسلّحَ فيما مضىَ بما يكفيِ لنسيانهاَ لنْ يتوانىَ عن السؤال عن ماهية تلك الرسالة حين تلامسُ كفّهُ المحموم ... السؤال الذيِ يملأُ فراغ إسمها بضمير الغائب ... " من هي؟"
أدركَت أن الأمل الصغير الذيِ صنعَت دميتهُ بنفسهاَ لن يكبر, ولنْ يشحذ قلبهاَ بالجرأة الكافية لإعادة مياه العشق إلى مجاريها ...
ظلَّت محافظَة على هدوئها في منتصف الشارع الذي كان يخلُو تقريبا من المارَّة, وحدها كانتْ تطبعُ ظلّها الرماديّ على الطريق وبمحاذاته ألفُ إستفهام ...
عن مصداقية العشق ..
عن الليل الذيِ سهرتهُ طويلاً كيْ ترسمَ وجههُ بألوان الهواء,
عن الكلمات التيِ علّمها إياهاَ كيْ لا تقولهاَ لأحَد سواه,
عن الكلمات التيِ تعلّمهاَ منها كيْ لا يقولهاَ لأحد سواها,
عن برد المناديل أثناء الوداع,
عنْ قبر الذكريات,
عن الضياعْ !
وحدهُ الباب الذي لم يتحرّك يعرفُ الجوابْ ..
ويعرف هل الرجل الذي يعيشُ خلفه لازالَ يهتمّ أم أنهُ ينسىَ .. ككل الرجال !
5 اغسطس 2010