زَيْنَــبْ المَرْزُوقِي
23/08/2010, 08:47 PM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1241214761.gif
5 رسائل واردة :
- من شركة الإتصالات (تخبرني فيها باقتراب آخر أجل للإستفادة من العرض "المُغري" بـتقليص ثمن الدقيقة مقابل دينار أرسله على الكود #0000 )
- منْ شركة الإتصالات أيضًا (تخبرني فيهاَ أنّ مؤتمرًا سينعقَد على شرف المرضى بالسرطان يوم 00 /00 /00 على الساعة 00 : 00 PM قرب حديقة الأطفال ! )
- من شركة الإتصالات أيــضضضضًا ( تخبرني فيها أنّ 3 أرقام اتصلت ووجدت هاتفيِ مغلقًا .. رقمان أعرفهما والثالث غريب ولا يسترعي الإنتباه )
- من أبي (يسألني فيهاَ عنْ أدوية أمي .. هل تناولتها ؟ .. )
- من جميلة ( Twahachtek ) كلمة تونسية تعني "إشتقتك" ...
لن يهمني أمرُ الرسائل الأولى فقدْ حطمتُ جوالي أكثر من مرة كيْ تفهم شركة الإتصالات "البايخة" هذه أن عروضهاَ لا تغريني وأني لا أريدُ لسعر الدقيقة أن يتضاءل, فأناَ أعلمُ أن الخسائر التيِ نتكبّدهاَ يوميًّا, بل لحظيًّا, أكبببر بكثير من 5 مليمات قاموا ببترهاَ من سعر الدقيقة )
وأعلمُ أن أصوات البشر لا تستحق أحياناً أن نهدر الوقت لأجلها, فالصدقُ والكذب سيّان حين يمرّرهماَ "كابل" الإتصالات عبر سطوح المنازل !
وأعلمُ أنّ مرضىَ السرطان لنْ يشفيهم وقوفي بوجهٍ مطليّ بالألوان كيْ أنادي وأقول : "يحيا مرضى السرطان" ..
إذ أراهنُ نفسي أنهم لا يريدون العيشَ وفي أجسادهم مرضٌ يقضمُ من عظامهم ودمائهم نصفَ ما يملكونه من أجساد !
سأمضيِ رأسًا إلى رسالة أبي, تلك الرسالة التيِ يتكررُ فحواهاَ كلماَ ذهب إلى مدينة أخرى بحجة عمله الميداني ,
فأكياسُ أدوية أمي المنتفخة لا يصيبها الهزال وكأنّ حبوب الدواء تظلّ على حالها...
أبي الذي عوّدنا على حنانه, أصابنيِ بداء الغيرة, وبسؤالٍ واحد يعتملُ في الصدر :
"هل سيسأل عني بذات الكيفية إذا رقدتُ في الفراش ؟
وإلى أيّ أخٍ من إخوتي سيرسلُ ذات الرسالة بعد تعويض إسم أمي بإسمي أنا ؟
وهل إذاَ تشاجرتُ مع أحدهم في نفس اليوم وحدث أن بلغته الرسالة للسؤال عنّي, هل سيقولُ الصدق ويطمئن أبي ؟"
قمتُ بالضغط على "Reply" ... وكتبتُ له بكل بساطة : " اطمئن أبي ... لقد سمعتُ حبة الدواء وهي تغرقُ في حلقها ! "
وسآتيِ إلى رسالة جميلة,
جميلة الصديقةُ التيِ كرهتهاَ رغمَ كل تعلّقي بها, والتيِ أحببتهاَ رغمَ كل نفوري منها, والتيِ إشتقتُ إليها رغمَ نسياني لها, والتيِ نسيتُهاَ رغمَ كل الشوقِ لها.
فجأة ! ودون سابق علم ترسلُ لي كلمة لم تُتعب أصابعهاَ التيِ أعرفهاَ جيدًا حين تكتب الرسائل, والتيِ أدركُ أن كلمةً كهذه لم تستهلك من وقتها أكثر من ثانيتَين,
أأصدّقها ؟
أم أمضي إلى إغلاق الجوال وكأنّ شيئًا لم يكُن؟
المشكلة يا صديقَتي أنني لا أستطيعُ أن لا أكترث, ولا أستطيعُ الكذب عليك فأنتِ تكشفين رائحة أكاذيبي من إرتباكِ صوتيِ واحمرارِ صداه !
وتعرفين أنَّ زينب التيِ بكَت بسببكِ ثلاثَ ليالٍ فيماَ مضَى قدْ صقلَت عينيْهاَ كيْ لا تبكيِ لما هم دون السنّ القانوني للوفاءْ !
وأنتَ لازلتِ بحاجَة للبلوغ أكثر في هذا المجال, لأنكِ لازلتِ طفلة, تغيرينَ دميتك كل أسبوعين فقطْ لأن شعرهاَ الأشقر الناعم قدْ أصبح كثًّا لا تصلحُ لهُ أمشاطُ أنوثتك ..
Menu - Verr
وهووب ... أصبحت رسالتكِ في خبر كانْ,
وسأمضي إلى حضنِ أمّي فارغَة من كلمة الشوق تلك والتي لم تعُد تعنينيِ في شيء !
5 رسائل واردة :
- من شركة الإتصالات (تخبرني فيها باقتراب آخر أجل للإستفادة من العرض "المُغري" بـتقليص ثمن الدقيقة مقابل دينار أرسله على الكود #0000 )
- منْ شركة الإتصالات أيضًا (تخبرني فيهاَ أنّ مؤتمرًا سينعقَد على شرف المرضى بالسرطان يوم 00 /00 /00 على الساعة 00 : 00 PM قرب حديقة الأطفال ! )
- من شركة الإتصالات أيــضضضضًا ( تخبرني فيها أنّ 3 أرقام اتصلت ووجدت هاتفيِ مغلقًا .. رقمان أعرفهما والثالث غريب ولا يسترعي الإنتباه )
- من أبي (يسألني فيهاَ عنْ أدوية أمي .. هل تناولتها ؟ .. )
- من جميلة ( Twahachtek ) كلمة تونسية تعني "إشتقتك" ...
لن يهمني أمرُ الرسائل الأولى فقدْ حطمتُ جوالي أكثر من مرة كيْ تفهم شركة الإتصالات "البايخة" هذه أن عروضهاَ لا تغريني وأني لا أريدُ لسعر الدقيقة أن يتضاءل, فأناَ أعلمُ أن الخسائر التيِ نتكبّدهاَ يوميًّا, بل لحظيًّا, أكبببر بكثير من 5 مليمات قاموا ببترهاَ من سعر الدقيقة )
وأعلمُ أن أصوات البشر لا تستحق أحياناً أن نهدر الوقت لأجلها, فالصدقُ والكذب سيّان حين يمرّرهماَ "كابل" الإتصالات عبر سطوح المنازل !
وأعلمُ أنّ مرضىَ السرطان لنْ يشفيهم وقوفي بوجهٍ مطليّ بالألوان كيْ أنادي وأقول : "يحيا مرضى السرطان" ..
إذ أراهنُ نفسي أنهم لا يريدون العيشَ وفي أجسادهم مرضٌ يقضمُ من عظامهم ودمائهم نصفَ ما يملكونه من أجساد !
سأمضيِ رأسًا إلى رسالة أبي, تلك الرسالة التيِ يتكررُ فحواهاَ كلماَ ذهب إلى مدينة أخرى بحجة عمله الميداني ,
فأكياسُ أدوية أمي المنتفخة لا يصيبها الهزال وكأنّ حبوب الدواء تظلّ على حالها...
أبي الذي عوّدنا على حنانه, أصابنيِ بداء الغيرة, وبسؤالٍ واحد يعتملُ في الصدر :
"هل سيسأل عني بذات الكيفية إذا رقدتُ في الفراش ؟
وإلى أيّ أخٍ من إخوتي سيرسلُ ذات الرسالة بعد تعويض إسم أمي بإسمي أنا ؟
وهل إذاَ تشاجرتُ مع أحدهم في نفس اليوم وحدث أن بلغته الرسالة للسؤال عنّي, هل سيقولُ الصدق ويطمئن أبي ؟"
قمتُ بالضغط على "Reply" ... وكتبتُ له بكل بساطة : " اطمئن أبي ... لقد سمعتُ حبة الدواء وهي تغرقُ في حلقها ! "
وسآتيِ إلى رسالة جميلة,
جميلة الصديقةُ التيِ كرهتهاَ رغمَ كل تعلّقي بها, والتيِ أحببتهاَ رغمَ كل نفوري منها, والتيِ إشتقتُ إليها رغمَ نسياني لها, والتيِ نسيتُهاَ رغمَ كل الشوقِ لها.
فجأة ! ودون سابق علم ترسلُ لي كلمة لم تُتعب أصابعهاَ التيِ أعرفهاَ جيدًا حين تكتب الرسائل, والتيِ أدركُ أن كلمةً كهذه لم تستهلك من وقتها أكثر من ثانيتَين,
أأصدّقها ؟
أم أمضي إلى إغلاق الجوال وكأنّ شيئًا لم يكُن؟
المشكلة يا صديقَتي أنني لا أستطيعُ أن لا أكترث, ولا أستطيعُ الكذب عليك فأنتِ تكشفين رائحة أكاذيبي من إرتباكِ صوتيِ واحمرارِ صداه !
وتعرفين أنَّ زينب التيِ بكَت بسببكِ ثلاثَ ليالٍ فيماَ مضَى قدْ صقلَت عينيْهاَ كيْ لا تبكيِ لما هم دون السنّ القانوني للوفاءْ !
وأنتَ لازلتِ بحاجَة للبلوغ أكثر في هذا المجال, لأنكِ لازلتِ طفلة, تغيرينَ دميتك كل أسبوعين فقطْ لأن شعرهاَ الأشقر الناعم قدْ أصبح كثًّا لا تصلحُ لهُ أمشاطُ أنوثتك ..
Menu - Verr
وهووب ... أصبحت رسالتكِ في خبر كانْ,
وسأمضي إلى حضنِ أمّي فارغَة من كلمة الشوق تلك والتي لم تعُد تعنينيِ في شيء !