مالك الزعبي
29/08/2010, 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
عُرِفَ عن شهر رمضان المبارك بأنه شهر الانتصارات وشهر الفتوحات وشهر نصرة الدين .. فتاريخنا الإسلامي حافلٌ بالعديد من القصص البطولية والتي هي أشبه بالمعجزة في هذا الباب .. كغزوة بدرٍ وغزوة عين جالوت .. وكثيراً ما سمعنا على الخطب والمنابر .. وفي الدروس والمحاضرات .. وقرأنا في الكتب والمجلدات .. عن أهمية شهر رمضان في تحقيق الانتصارات .. إلا أن ما يحصل في يومنا هذا أشبه بالانتكاسة لهذا المبدأ - كلامي هذا لا يُعتبر إنكاراً لمبدأ النصر في شهر رمضان - بل هو تحقيقٌ وتذكيرٌ بأهم أسباب النصرة فيه:
ففي غزوة بدر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد العدة بنفسه للقاء عدوه .. وقبل بدء المعركة حرص على تصفية النفوس حينما استأذن الأنصار بأسلوب بليغ في أن يشاركوه القتال ضد جحافل الوثنية ممثلة في قريش وطواغيتها .. فجاء الرد من خيرة أهل الأرض خير رد وخير مبشرٍ بقرب الانتصار حينما قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: " يا رسول الله .. لقد آمنا بك وصدقناك وأعطيناك على ذلك عهودا ومواثيقا على السمع والطاعة ولعلك يا رسول الله تخشى أن تكون الأنصار ترى عليها أن لا ينصروك إلا في ديارهم وإني أقول عن الأنصار وأجيب .. فاطعن حيث شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وسالم من شئت وعادِ من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وما أخذت إلينا أحب مما تركت فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدوا غدا وإنا لصبر في الحرب صدق عند اللقاء لعل الله تعالى أن يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله تعالى "
ثم تتوالى تجهيزات الرسول صلى الله عليه وسلم للجيش حتى أنه كشف عن بطنه ليقتص منه صحابيٌ آذته ضربة خفيفة من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد أن يعدل الصفوف فانكب عليه يقبل بطنه حتى تكون بطنه الشريفة آخر ما يلمسه من هذه الدنيا .. وفي أثناء المعركة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهد بالدعاء إلى الله أن ينصر هذه العصابة المؤمنة الصابرة التقية .. حتى أعز الله المؤمنين بمشاركة الملائكة معهم في القتال وهلك من هلك من عتاة المجرمين من المشركين وأعز الله المؤمنين .. حتى أن بلالاً رضوان الله عليه اقتص ممن آذاه في بدنه ودينه قبل الهجرة فقتله شر قتلة .. بل وحتى أذل الله أبا جهل بأن جعل نهايته بأن يرقى ابن مسعود رضي الله عنه فوق جسده فيجز رأسه ويقدمه إلى نبي الأمة فداه أبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه.
أما في يومنا هذا .. فإننا نجد كامل التعاطف والتآخي فيما يخص غزة .. وأما بقية الأمة فلها ربٌ يحميها .. فما إن يحصل شيءٌ في غزة – ونصرتها علينا واجبة حتى ينقطع الحصار وتحرر فلسطين بإذن الله – إلا وتجد الكتاب والمفكرين والمجتهدين والعلماء والمثقفين يتهافتون للنصرة والكتابة والتبرع والدعاء .. لكن أين نحن اليوم من فيضانات باكستان التي شردت 20 مليون مسلم ؟؟ .. أين شعوبنا وأموالها التي تقدر بالمليارات عن شعب تجلس العائلة المكونة من 12 فردا على صحن رز صغير .. بينما نحن لا نستطيع إكمال التراويح من التخمة ؟؟ !! .. أين المشايخ والعلماء عن هذا الشعب المنكوب ؟؟ .. أم أن النصرة وشحذ الهمة يكون في غزة .. وبقية بلاد المسلمين نعيش مع مئاسيها في غفلة ؟؟ ..
أين كتابنا ومفكرينا وعلماؤنا عن قصة أختنا كاميليا ؟؟ .. ضحية مؤامرة الخسة والدناءة من علماء السوء وحملة الدين زوراً وبهتاناً ؟؟ .. أيصل الأمر أن تسلم أختٌ ضحت برضيعها ابن 6 شهور وضحت بعزها وجاهها .. وغامرت بحياتها من أجل إسلامها .. أتصل الخسة والنذالة أن تكون بوابة تسليمها إلى الكنيسة جامعة الأزهر ؟؟ .. حاضنة الإسلام ومنارة العلم ؟؟ .. أين علماؤنا الذين ما فتئوا يؤلفون الكتب عن التوحيد وحق الله على العبيد .. بينما لا نجد تطبيقه في أرض الواقع إلا في طباعة هذه الكتب .. أليس من التوحيد ونصرة الله عز وجل إعانة أخت اهتدت إلى دين الله من بعد ضلال وضياع .. ثم سلمت إلى الكنيسة وأعطيت من حبوب الهلوسة حتى جنت وفقدت عقلها .. بل ونجد من التبجح والوقاحة من رعاع الكنيسية في هذا أن يوافونا بآخر التقارير عن تعذيب أختنا بينما لا نرى سوى صمت مقذع مؤلم مخزٍ منا ؟؟ .. ماذا لو كانت قصة أختنا هذه في غزة ؟؟ .. لا أظن والله إلا أنها ستكون ضجة إعلامية تحرق الأخضر واليابس !! .. لماذا تقتصر نصرتنا لديننا فقط فيما يهم غزة العزة .. وباقي شئون ديننا هي خارج إطار اهتمامنا إلا في الكتب وعلى الألسنة ؟؟ .. أين من صدعوا رؤوسنا بمسائل فقهية لا تعني الأمة في شيء الآن .. بل وأوردونا المهالك علموا أم لم يعلموا .. بينما عندما تصبح الأزمة على المحك .. لا نرى سوى غبار ذلهم وهوانهم يخيم علينا ونرى خذلانهم وصمتهم يزكم أنوفنا ويؤذي مسامعنا .. أأصبحت أمة الإسلام تعجز عن حماية أخت اهتدت إليه ؟؟ .. أأصبحت أمة المليار مسلم أضعف من ثلة لا تتجاوز 6 مليون تتحكم فيها !! .. أأصبح تجارنا وأصحاب الأموال فينا لا يقدرون على إعانة أختٍ اهتدت إلى الإسلام فطردها أهلها وحرموها من كل شيء إلا ما يسترها .. وهي لا تجد قوت يومها !! .. أيحدث هذا في أرض الكنانة وفيها من فيها من العقول والرجال والأموال التي لو وزعت على أمة الإسلام لكفتهم ؟؟ .. كيف نسأل الله النصرَ ونحن أجبنُ من أن ننصر فتاة ضعيفة هاجرت بدينها إلينا فخذلناها ورددناها إلى أهلها ليسوموها سوء العذاب ؟؟ .. كيف نرجو اللهَ النصرَ ونحن لا ننصر أمتنا إلا في غزة .. بينما الحرمات التي تنتهك .. والنساء التي ترمل .. والأطفال التي تيتم .. في شتى بقاع الدنيا .. مروراً بآسيا وانتهاءً بأوروبا .. لا نجد لها من ناحب ولا مشفق حتى !! .. ما دام هذا حالنا .. وما دام هذا ديدننا .. وما دمنا نتعبد الله تعالى بنصرة غزة .. ونترك مئات الملايين من المسلمين تمسح هويتهم ويقتل أبناؤهم وتنتهك أعراض نسائهم .. من غير أدنى نصرة ولا كلمة .. فعلامَ ننتظر النصر من السماء إذاً ونحن لم نبذله في الأرض ؟؟ .. أين نحن عن تركستان الشرقية والقوقاز وإقليم أوغادين والبوسنة والهرسك وكوسوفا ؟؟ .. بل وصل الأمر إلى نسيانهم وجعلهم تاريخاً يدرس عن إنجازات الأجداد وفتوحات الأمجاد !! .. إذاً فلننتظر النصر في الأجيال القادمة .. لعلها تخرج من قيعان الذل والهوان التي ركبتنا حتى غرقنا في قعرها .. فيكتب الله لها النصر والتمكين على أعدائها.
بقعة ضوء: من بين كل هذا الظلام الحالك .. نرى نوراً يظهر في الأفق شيئاً فشيئاً .. فما حملة التبرع الشعبية لإخواننا في باكستان التي انطلقت في السعودية عنا ببعيد .. وما رأيناه وسمعناه من تبرعات من الحاكم قبل المحكوم تجعل المرء يأمل أن تكون بداية للفت الأمة لقضاياها وواقعها بعيداً عن الوهم الذي نعيشه في حياتنا والترف الذي يغرق بيوتنا وإخواننا لا يجدون ما يستر عوراتهم ويسكت جوع أبنائهم .. وما عزاؤنا إلا قول الله تعالى: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" .. وقوله جل جلاله: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" .. فما دام هذا ديدنهم فليبشرو والله .. فمع كل حقد وكيد ومكر يمكره أعداء الله بنا .. سنجد توفيقاً من الله وإغاظة وكمدا لهم ورداً لكيدهم في نحورهم "إن صدقنا وبذلنا السبب بحول الله وقوته"
ملاحظة: لا نقلل في هذا المقال من أهمية نصرة إخواننا في غزة وفك الحصار عنهم .. فحق نصرتهم في رقبتنا لا ينفك .. لكنا ننتقد حصر النصرة الإعلامية وغيرها فقط في غزة .. وباقي ديار المسلمين أصبحنا عنها في غفلة ونسيان !!.
مالك بن محمد الزعبي
17/9/1431هـ
عُرِفَ عن شهر رمضان المبارك بأنه شهر الانتصارات وشهر الفتوحات وشهر نصرة الدين .. فتاريخنا الإسلامي حافلٌ بالعديد من القصص البطولية والتي هي أشبه بالمعجزة في هذا الباب .. كغزوة بدرٍ وغزوة عين جالوت .. وكثيراً ما سمعنا على الخطب والمنابر .. وفي الدروس والمحاضرات .. وقرأنا في الكتب والمجلدات .. عن أهمية شهر رمضان في تحقيق الانتصارات .. إلا أن ما يحصل في يومنا هذا أشبه بالانتكاسة لهذا المبدأ - كلامي هذا لا يُعتبر إنكاراً لمبدأ النصر في شهر رمضان - بل هو تحقيقٌ وتذكيرٌ بأهم أسباب النصرة فيه:
ففي غزوة بدر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد العدة بنفسه للقاء عدوه .. وقبل بدء المعركة حرص على تصفية النفوس حينما استأذن الأنصار بأسلوب بليغ في أن يشاركوه القتال ضد جحافل الوثنية ممثلة في قريش وطواغيتها .. فجاء الرد من خيرة أهل الأرض خير رد وخير مبشرٍ بقرب الانتصار حينما قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: " يا رسول الله .. لقد آمنا بك وصدقناك وأعطيناك على ذلك عهودا ومواثيقا على السمع والطاعة ولعلك يا رسول الله تخشى أن تكون الأنصار ترى عليها أن لا ينصروك إلا في ديارهم وإني أقول عن الأنصار وأجيب .. فاطعن حيث شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وسالم من شئت وعادِ من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وما أخذت إلينا أحب مما تركت فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدوا غدا وإنا لصبر في الحرب صدق عند اللقاء لعل الله تعالى أن يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله تعالى "
ثم تتوالى تجهيزات الرسول صلى الله عليه وسلم للجيش حتى أنه كشف عن بطنه ليقتص منه صحابيٌ آذته ضربة خفيفة من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد أن يعدل الصفوف فانكب عليه يقبل بطنه حتى تكون بطنه الشريفة آخر ما يلمسه من هذه الدنيا .. وفي أثناء المعركة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهد بالدعاء إلى الله أن ينصر هذه العصابة المؤمنة الصابرة التقية .. حتى أعز الله المؤمنين بمشاركة الملائكة معهم في القتال وهلك من هلك من عتاة المجرمين من المشركين وأعز الله المؤمنين .. حتى أن بلالاً رضوان الله عليه اقتص ممن آذاه في بدنه ودينه قبل الهجرة فقتله شر قتلة .. بل وحتى أذل الله أبا جهل بأن جعل نهايته بأن يرقى ابن مسعود رضي الله عنه فوق جسده فيجز رأسه ويقدمه إلى نبي الأمة فداه أبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه.
أما في يومنا هذا .. فإننا نجد كامل التعاطف والتآخي فيما يخص غزة .. وأما بقية الأمة فلها ربٌ يحميها .. فما إن يحصل شيءٌ في غزة – ونصرتها علينا واجبة حتى ينقطع الحصار وتحرر فلسطين بإذن الله – إلا وتجد الكتاب والمفكرين والمجتهدين والعلماء والمثقفين يتهافتون للنصرة والكتابة والتبرع والدعاء .. لكن أين نحن اليوم من فيضانات باكستان التي شردت 20 مليون مسلم ؟؟ .. أين شعوبنا وأموالها التي تقدر بالمليارات عن شعب تجلس العائلة المكونة من 12 فردا على صحن رز صغير .. بينما نحن لا نستطيع إكمال التراويح من التخمة ؟؟ !! .. أين المشايخ والعلماء عن هذا الشعب المنكوب ؟؟ .. أم أن النصرة وشحذ الهمة يكون في غزة .. وبقية بلاد المسلمين نعيش مع مئاسيها في غفلة ؟؟ ..
أين كتابنا ومفكرينا وعلماؤنا عن قصة أختنا كاميليا ؟؟ .. ضحية مؤامرة الخسة والدناءة من علماء السوء وحملة الدين زوراً وبهتاناً ؟؟ .. أيصل الأمر أن تسلم أختٌ ضحت برضيعها ابن 6 شهور وضحت بعزها وجاهها .. وغامرت بحياتها من أجل إسلامها .. أتصل الخسة والنذالة أن تكون بوابة تسليمها إلى الكنيسة جامعة الأزهر ؟؟ .. حاضنة الإسلام ومنارة العلم ؟؟ .. أين علماؤنا الذين ما فتئوا يؤلفون الكتب عن التوحيد وحق الله على العبيد .. بينما لا نجد تطبيقه في أرض الواقع إلا في طباعة هذه الكتب .. أليس من التوحيد ونصرة الله عز وجل إعانة أخت اهتدت إلى دين الله من بعد ضلال وضياع .. ثم سلمت إلى الكنيسة وأعطيت من حبوب الهلوسة حتى جنت وفقدت عقلها .. بل ونجد من التبجح والوقاحة من رعاع الكنيسية في هذا أن يوافونا بآخر التقارير عن تعذيب أختنا بينما لا نرى سوى صمت مقذع مؤلم مخزٍ منا ؟؟ .. ماذا لو كانت قصة أختنا هذه في غزة ؟؟ .. لا أظن والله إلا أنها ستكون ضجة إعلامية تحرق الأخضر واليابس !! .. لماذا تقتصر نصرتنا لديننا فقط فيما يهم غزة العزة .. وباقي شئون ديننا هي خارج إطار اهتمامنا إلا في الكتب وعلى الألسنة ؟؟ .. أين من صدعوا رؤوسنا بمسائل فقهية لا تعني الأمة في شيء الآن .. بل وأوردونا المهالك علموا أم لم يعلموا .. بينما عندما تصبح الأزمة على المحك .. لا نرى سوى غبار ذلهم وهوانهم يخيم علينا ونرى خذلانهم وصمتهم يزكم أنوفنا ويؤذي مسامعنا .. أأصبحت أمة الإسلام تعجز عن حماية أخت اهتدت إليه ؟؟ .. أأصبحت أمة المليار مسلم أضعف من ثلة لا تتجاوز 6 مليون تتحكم فيها !! .. أأصبح تجارنا وأصحاب الأموال فينا لا يقدرون على إعانة أختٍ اهتدت إلى الإسلام فطردها أهلها وحرموها من كل شيء إلا ما يسترها .. وهي لا تجد قوت يومها !! .. أيحدث هذا في أرض الكنانة وفيها من فيها من العقول والرجال والأموال التي لو وزعت على أمة الإسلام لكفتهم ؟؟ .. كيف نسأل الله النصرَ ونحن أجبنُ من أن ننصر فتاة ضعيفة هاجرت بدينها إلينا فخذلناها ورددناها إلى أهلها ليسوموها سوء العذاب ؟؟ .. كيف نرجو اللهَ النصرَ ونحن لا ننصر أمتنا إلا في غزة .. بينما الحرمات التي تنتهك .. والنساء التي ترمل .. والأطفال التي تيتم .. في شتى بقاع الدنيا .. مروراً بآسيا وانتهاءً بأوروبا .. لا نجد لها من ناحب ولا مشفق حتى !! .. ما دام هذا حالنا .. وما دام هذا ديدننا .. وما دمنا نتعبد الله تعالى بنصرة غزة .. ونترك مئات الملايين من المسلمين تمسح هويتهم ويقتل أبناؤهم وتنتهك أعراض نسائهم .. من غير أدنى نصرة ولا كلمة .. فعلامَ ننتظر النصر من السماء إذاً ونحن لم نبذله في الأرض ؟؟ .. أين نحن عن تركستان الشرقية والقوقاز وإقليم أوغادين والبوسنة والهرسك وكوسوفا ؟؟ .. بل وصل الأمر إلى نسيانهم وجعلهم تاريخاً يدرس عن إنجازات الأجداد وفتوحات الأمجاد !! .. إذاً فلننتظر النصر في الأجيال القادمة .. لعلها تخرج من قيعان الذل والهوان التي ركبتنا حتى غرقنا في قعرها .. فيكتب الله لها النصر والتمكين على أعدائها.
بقعة ضوء: من بين كل هذا الظلام الحالك .. نرى نوراً يظهر في الأفق شيئاً فشيئاً .. فما حملة التبرع الشعبية لإخواننا في باكستان التي انطلقت في السعودية عنا ببعيد .. وما رأيناه وسمعناه من تبرعات من الحاكم قبل المحكوم تجعل المرء يأمل أن تكون بداية للفت الأمة لقضاياها وواقعها بعيداً عن الوهم الذي نعيشه في حياتنا والترف الذي يغرق بيوتنا وإخواننا لا يجدون ما يستر عوراتهم ويسكت جوع أبنائهم .. وما عزاؤنا إلا قول الله تعالى: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" .. وقوله جل جلاله: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" .. فما دام هذا ديدنهم فليبشرو والله .. فمع كل حقد وكيد ومكر يمكره أعداء الله بنا .. سنجد توفيقاً من الله وإغاظة وكمدا لهم ورداً لكيدهم في نحورهم "إن صدقنا وبذلنا السبب بحول الله وقوته"
ملاحظة: لا نقلل في هذا المقال من أهمية نصرة إخواننا في غزة وفك الحصار عنهم .. فحق نصرتهم في رقبتنا لا ينفك .. لكنا ننتقد حصر النصرة الإعلامية وغيرها فقط في غزة .. وباقي ديار المسلمين أصبحنا عنها في غفلة ونسيان !!.
مالك بن محمد الزعبي
17/9/1431هـ