كرمل
03/09/2010, 12:40 AM
الوقت ينهار مع تراتيل الغروب الشحيب، نبني صومعة من قش الأسى، وكراً للأماني، نطلق يمامنا الدامي فوق الغيم المندثر، حول خريف مضني.. ونسرج في ظل ذلك أعظم ملامح للشطآن، للماء المنبثق من حفيف الوقت الآسر، وننوه لأنفسنا بأننا أكثر حزناً مما مضى، أكثر عطراً من زنبقات البلاد، وأكثر شحوباً من قمر الليل الصريع.. نرغم ظلنا الرمادي على اللحاق بنا، لنذهب منفردين في نزهة، مع تصوفنا الزاهي، نذهب بعيداً – بعيدان – في عيون البحر الأيوني، هاربان من تجليات الحداثة فينا، وعوائق الشوارع التي يكسوها الاسوداد، الذي يتنصت به الخوف في كل حين، وشهقة وزفير..
موسيقى ” نيكوس ” ملحمة المساء المنصهر والصباح، عزف الكمنجة الممزوج برحيل النهار، ورحيق امرأة غراء، عبرت خلسة من أمام ناظرينا، قد يكون اسمها ” سارا “، ونشعر أنا حالمين، أكثر حلماً من طفل، أكثر غرور، نشعر أنا بارعين، أكثر براعة من نحات إغريقي تصوف في اختلاق عمله الأخير، نشعر بالكثير من الشعور في لا وعي زمني، بغصة الكتابة، نطارح الدقائق، حاملين أمنياتنا العرجاء، فِراش الهروب المنكسر على أطراف أبريل، ونرى أنفاسنا المجعدة أمام مرايا الجبال العالية، جناح فراشة تبحث في غمامة الصبح الواشي، عن ربيع أخضر، كخضرة قلوبنا الميتة، لتسترد لونها المفقود، في أثر المساء المنزلق، على تجاعيد الورقة الصماء.
القلم يراودنا عن أنفسنا، يسهو بنا، والعبارات كالرخام الرخيم، تشتهي إدماننا العنيد، كل شيء في تجمهر حولنا، حول ناظرينا الضعيف، والياسمينة تقترب، تقترب، تقترب، ومع ذلك الاقتراب، نشعر بالاغتراب الواسع، اغتراب البحر عن روحنا التي تنأى أصيلاً، تجذبنا إلى فردوس الكهولة البائد، أنهار قهوة، غليون عتيق، عكاز خشبي مزركش بأطياف العذاب، لحية بيضاء، خشوع المساجد، بلوغ أخير، سحابة الذكريات، وسمو نحو لا شيء.
كسيران كجسد المسيح، الخطى تبحث عن طريق في المجهول، لم نصلب بعد، لن نصلب طالما أن الحبر يرتئي رؤاه في ضمير الكتابة الضيق، لن نصلب إلا على أبجدية الصمت الخانق، نبحث هنالك عن فم صغير، عن بوق قد لقن درساً في عزف لحن جنازتنا الحزين، عن سواعد ترفع الكفن إلى فوق، نحو علي شاهق، حيث يرمح الزيزفون بهيجاً كما ترمح النوارس البيضاء في الأفق البعيد، مصفقة بجناحيها لشروق قد يأت حتى وإن غاب مفرد الفرح النذير.
موسيقى ” نيكوس ” ملحمة المساء المنصهر والصباح، عزف الكمنجة الممزوج برحيل النهار، ورحيق امرأة غراء، عبرت خلسة من أمام ناظرينا، قد يكون اسمها ” سارا “، ونشعر أنا حالمين، أكثر حلماً من طفل، أكثر غرور، نشعر أنا بارعين، أكثر براعة من نحات إغريقي تصوف في اختلاق عمله الأخير، نشعر بالكثير من الشعور في لا وعي زمني، بغصة الكتابة، نطارح الدقائق، حاملين أمنياتنا العرجاء، فِراش الهروب المنكسر على أطراف أبريل، ونرى أنفاسنا المجعدة أمام مرايا الجبال العالية، جناح فراشة تبحث في غمامة الصبح الواشي، عن ربيع أخضر، كخضرة قلوبنا الميتة، لتسترد لونها المفقود، في أثر المساء المنزلق، على تجاعيد الورقة الصماء.
القلم يراودنا عن أنفسنا، يسهو بنا، والعبارات كالرخام الرخيم، تشتهي إدماننا العنيد، كل شيء في تجمهر حولنا، حول ناظرينا الضعيف، والياسمينة تقترب، تقترب، تقترب، ومع ذلك الاقتراب، نشعر بالاغتراب الواسع، اغتراب البحر عن روحنا التي تنأى أصيلاً، تجذبنا إلى فردوس الكهولة البائد، أنهار قهوة، غليون عتيق، عكاز خشبي مزركش بأطياف العذاب، لحية بيضاء، خشوع المساجد، بلوغ أخير، سحابة الذكريات، وسمو نحو لا شيء.
كسيران كجسد المسيح، الخطى تبحث عن طريق في المجهول، لم نصلب بعد، لن نصلب طالما أن الحبر يرتئي رؤاه في ضمير الكتابة الضيق، لن نصلب إلا على أبجدية الصمت الخانق، نبحث هنالك عن فم صغير، عن بوق قد لقن درساً في عزف لحن جنازتنا الحزين، عن سواعد ترفع الكفن إلى فوق، نحو علي شاهق، حيث يرمح الزيزفون بهيجاً كما ترمح النوارس البيضاء في الأفق البعيد، مصفقة بجناحيها لشروق قد يأت حتى وإن غاب مفرد الفرح النذير.