خالد محمد المشوح
21/09/2010, 11:34 AM
قصة قصيرة دوائر
أسائل نفسي.. هل هناك حقاً حلقة ما.. ربما مفقودة.. وربما...؟ تصل بين الحلم والواقع...؟
وهل بالإمكان اتصال المحال بالمعاش... (أَوَ يحدُثُ المُحال)؟
احياناً تأخذنا الأمنيات بعيداً.. بعيداً.. كصوت يأتي من أعماق البحر، يناديك، تسمع صداه وتتلقاه عبر اثير النسمات.. نحلم.. نتمنى.. نبني قصوراً من خيال، قد يتحقق حلم، وقد يتبخر آخر.. قد تتجسد أمنية ما.. وقد تذروها الرياح، فتصبح كمن بنى قصراً من رمال على الشاطئ...
قد تبدو الحلقة موجودة.. أو قد نتصور وجودها كما نريد لا كما هي في الواقع.. كدائرة غير مرئية تمزج بين الحلم والواقع.. كتمازج الألوان ببعضها البعض..
حينما أتيت إلى هذه المدينة التي شهدت تعاساتي كما شهدت نجاحاتي، حلمت بك، كنت كطوق نجاة يقيني بعد الله من الغرق في بحر هذه المدينة الكئيبة.. بل كنت كخيوط الشمس تبدد عتمة أيامي.. حلمت بلقائك كثيراً... تغزلت باسمك.. عشقت حروفه وسبرت أغوار معانيه...
عشت عالمك الجميل بكل تفاصيله.. ونسيت نفسي... وكأنني اعتنقت قول برنارد شو (تعرف انك عاشق حينما تبدأ في التصرف ضد مصلحتك الشخصية)... كيف لا والحب توحد وامتزاج وتضحية.. ونسيان للأنا في سبيل من نحب كان يسكنني الخوف في كل لحظة.. وأخشى ما أخشاه أن تكون أمنياتي تلك مجرد (خيوط عنكبوت).
كم جميل ان تفقد الأحلام عذريتها فتغدو حبلى بكل ما نشتهي ونريد..
كنت صغيراً حينما غادرت قريتي في قلب نجد.. أحمل معي ملامحي النجدية، وسماري النجدي ولهجتي النجدية.. كنت أحمل بين أضلعي كل الأشياء الجميلة التي اكتسبتها من القرية.. وربما غير الجميلة ايضاً.. فأنا بشر أجمع المتضادات في داخلي..
افتقدت أرض القرية وأهلها.. نخيلها العتيقة.. وأهلها الطيبين.. لكن أكثر ما كان يعذبني بفراقه.. وجه أمي.. صوتها.. وحنانها.. كانت الأب والأم معاً بعد وفاة والدي وانا في السادسة من عمري.. افتقد تلك الأشياء..
افتقدها...
كل شيء يغريني بالعودة.. وجهك الجميل يا (.....).. يستقبلني كل صباح.. ومساء.. لا يغيب عني كأنما هناك حوار غيرمسموع نتبادله في كل لحظة وحين.. لغة حوار مشتركة، لا تسمع، لا ترى، ولا تقرأ، ولكن (تحس)..
حينما يشدنا الحنين إلى حيث ولدنا.. نشعر وكأنما هناك خيوط تشدنا نحو المكان الأول... أتراها جاذبية أرضية تأبى إلا أن يعود الإنسان حيث ولد...؟
أتممت دراستي في تلك المدينة.. غادرتها غير آسف عليها.. عدت أحمل طموح الشباب.. عدت لأكمل مشوار أحلامي.. عدت للحبيبة بعدما فقدت أمي قبل شهرين.. رحلت قبل أن أزف لها خبر تخرجي من الجامعة، رحيلها أحدث في وجداني غصة ظلت تلازمني كل حين..
وها أنذا أعود، تغيرت أشياء كثيرة، وكأنما ارتدت القرية ثوباً لا يلائمها بدعوى العولمة والحضارة.. الشيء الوحيد الذي لم يتغير ولم يتبدل هنا.. هو حب الناس للقيل والقال.. حب يسري في دمائهم وعروقهم.. يتلبسهم... وكأنما لا تصبح القرية قرية.. إلا بهكذا صفة..
(تغير)..؟
(لماذا عاد بهذه السرعة)؟
(أأكمل دراسته)؟
هل.. ؟ولماذا.. ؟ومتى.. ؟وكيف.. ؟
كلمات محببة إليهم.. يعشقونها ويقتتاون عليها.. صباح.. مساء..
تعذبهم الأسئلة.. وتعلو شفاهي ابتسامة من تعوّد على تلك الاستفهامات.. إنها جزء من عقلية (لم) تتغير وربما (لن) تتغير...
بحثت عنك.. كنت في لهفة.. كنت في قلبي وخيالي دوماً.. لكن سنوات الدراسة منعتني من التواصل الفعلي وإن بقي التواصل الوجداني مشتعلاً بين أضلعي... أتغيرت؟ أم تغيرت أنا..؟ بحثت عنك..
صفعتني الإجابة، بل قتلتني،!!
عقد قرانها الليلة، اختاروا لها الحل الأسهل من وجهة نظرهم طالما أني لم أتقدم لها بشكل رسمي، وزوجوها من بنك متحرك...
آه....!
أفي أول يوم تطأ فيه قدماي ارض القرية بعد طول غياب يحدث هذا...؟
(عدت).. و(ذهبت) أحلامي، وكأن حياتي كانت معلقة بين ذهاب وعودة..
دارت في رأسي أفكارسوداوية، تقيأت بقايا افراح عودتي ونجاحي، ولم يعد لي سوى رماد أمنيات..
فعلى الرغم من انتصاري في العلم والمعرفة، ها أنذا أعلن هزيمتي في الحب.. أو لأقل (الحلم)..
بدا للكثيرين ان هزيمتي هذه هزيمة (عادية) وقصة متوارثة مكرورة قد تحدث لملايين البشر، لكنها عندي لم تكن هزيمة حب فحسب بل كنت أراها هزيمة "حلم"، كنت أراها بمنظار مختلف..
هزني بيت شعر قرأته وأنا سابح في بحر أحزاني..
نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة
فكيف أبكي على شيء إذا ذهبا
أيقنت أخيراً أن دائرة الحلم قد لا تلتقي مع دائرة الواقع، بل قد تتلاشى الدائرة الثالثة التي تصل بينهما.. وان التمازج بين الأمل والحقيقة قد يبدو احياناً اسطورة من الصعب ان تتحقق...
فالألوان قد تتمازج
لكن للأحلام والأمنيات (وجهة نظر)... أخرى..!
أسائل نفسي.. هل هناك حقاً حلقة ما.. ربما مفقودة.. وربما...؟ تصل بين الحلم والواقع...؟
وهل بالإمكان اتصال المحال بالمعاش... (أَوَ يحدُثُ المُحال)؟
احياناً تأخذنا الأمنيات بعيداً.. بعيداً.. كصوت يأتي من أعماق البحر، يناديك، تسمع صداه وتتلقاه عبر اثير النسمات.. نحلم.. نتمنى.. نبني قصوراً من خيال، قد يتحقق حلم، وقد يتبخر آخر.. قد تتجسد أمنية ما.. وقد تذروها الرياح، فتصبح كمن بنى قصراً من رمال على الشاطئ...
قد تبدو الحلقة موجودة.. أو قد نتصور وجودها كما نريد لا كما هي في الواقع.. كدائرة غير مرئية تمزج بين الحلم والواقع.. كتمازج الألوان ببعضها البعض..
حينما أتيت إلى هذه المدينة التي شهدت تعاساتي كما شهدت نجاحاتي، حلمت بك، كنت كطوق نجاة يقيني بعد الله من الغرق في بحر هذه المدينة الكئيبة.. بل كنت كخيوط الشمس تبدد عتمة أيامي.. حلمت بلقائك كثيراً... تغزلت باسمك.. عشقت حروفه وسبرت أغوار معانيه...
عشت عالمك الجميل بكل تفاصيله.. ونسيت نفسي... وكأنني اعتنقت قول برنارد شو (تعرف انك عاشق حينما تبدأ في التصرف ضد مصلحتك الشخصية)... كيف لا والحب توحد وامتزاج وتضحية.. ونسيان للأنا في سبيل من نحب كان يسكنني الخوف في كل لحظة.. وأخشى ما أخشاه أن تكون أمنياتي تلك مجرد (خيوط عنكبوت).
كم جميل ان تفقد الأحلام عذريتها فتغدو حبلى بكل ما نشتهي ونريد..
كنت صغيراً حينما غادرت قريتي في قلب نجد.. أحمل معي ملامحي النجدية، وسماري النجدي ولهجتي النجدية.. كنت أحمل بين أضلعي كل الأشياء الجميلة التي اكتسبتها من القرية.. وربما غير الجميلة ايضاً.. فأنا بشر أجمع المتضادات في داخلي..
افتقدت أرض القرية وأهلها.. نخيلها العتيقة.. وأهلها الطيبين.. لكن أكثر ما كان يعذبني بفراقه.. وجه أمي.. صوتها.. وحنانها.. كانت الأب والأم معاً بعد وفاة والدي وانا في السادسة من عمري.. افتقد تلك الأشياء..
افتقدها...
كل شيء يغريني بالعودة.. وجهك الجميل يا (.....).. يستقبلني كل صباح.. ومساء.. لا يغيب عني كأنما هناك حوار غيرمسموع نتبادله في كل لحظة وحين.. لغة حوار مشتركة، لا تسمع، لا ترى، ولا تقرأ، ولكن (تحس)..
حينما يشدنا الحنين إلى حيث ولدنا.. نشعر وكأنما هناك خيوط تشدنا نحو المكان الأول... أتراها جاذبية أرضية تأبى إلا أن يعود الإنسان حيث ولد...؟
أتممت دراستي في تلك المدينة.. غادرتها غير آسف عليها.. عدت أحمل طموح الشباب.. عدت لأكمل مشوار أحلامي.. عدت للحبيبة بعدما فقدت أمي قبل شهرين.. رحلت قبل أن أزف لها خبر تخرجي من الجامعة، رحيلها أحدث في وجداني غصة ظلت تلازمني كل حين..
وها أنذا أعود، تغيرت أشياء كثيرة، وكأنما ارتدت القرية ثوباً لا يلائمها بدعوى العولمة والحضارة.. الشيء الوحيد الذي لم يتغير ولم يتبدل هنا.. هو حب الناس للقيل والقال.. حب يسري في دمائهم وعروقهم.. يتلبسهم... وكأنما لا تصبح القرية قرية.. إلا بهكذا صفة..
(تغير)..؟
(لماذا عاد بهذه السرعة)؟
(أأكمل دراسته)؟
هل.. ؟ولماذا.. ؟ومتى.. ؟وكيف.. ؟
كلمات محببة إليهم.. يعشقونها ويقتتاون عليها.. صباح.. مساء..
تعذبهم الأسئلة.. وتعلو شفاهي ابتسامة من تعوّد على تلك الاستفهامات.. إنها جزء من عقلية (لم) تتغير وربما (لن) تتغير...
بحثت عنك.. كنت في لهفة.. كنت في قلبي وخيالي دوماً.. لكن سنوات الدراسة منعتني من التواصل الفعلي وإن بقي التواصل الوجداني مشتعلاً بين أضلعي... أتغيرت؟ أم تغيرت أنا..؟ بحثت عنك..
صفعتني الإجابة، بل قتلتني،!!
عقد قرانها الليلة، اختاروا لها الحل الأسهل من وجهة نظرهم طالما أني لم أتقدم لها بشكل رسمي، وزوجوها من بنك متحرك...
آه....!
أفي أول يوم تطأ فيه قدماي ارض القرية بعد طول غياب يحدث هذا...؟
(عدت).. و(ذهبت) أحلامي، وكأن حياتي كانت معلقة بين ذهاب وعودة..
دارت في رأسي أفكارسوداوية، تقيأت بقايا افراح عودتي ونجاحي، ولم يعد لي سوى رماد أمنيات..
فعلى الرغم من انتصاري في العلم والمعرفة، ها أنذا أعلن هزيمتي في الحب.. أو لأقل (الحلم)..
بدا للكثيرين ان هزيمتي هذه هزيمة (عادية) وقصة متوارثة مكرورة قد تحدث لملايين البشر، لكنها عندي لم تكن هزيمة حب فحسب بل كنت أراها هزيمة "حلم"، كنت أراها بمنظار مختلف..
هزني بيت شعر قرأته وأنا سابح في بحر أحزاني..
نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة
فكيف أبكي على شيء إذا ذهبا
أيقنت أخيراً أن دائرة الحلم قد لا تلتقي مع دائرة الواقع، بل قد تتلاشى الدائرة الثالثة التي تصل بينهما.. وان التمازج بين الأمل والحقيقة قد يبدو احياناً اسطورة من الصعب ان تتحقق...
فالألوان قد تتمازج
لكن للأحلام والأمنيات (وجهة نظر)... أخرى..!