مشاهدة النسخة كاملة : رسالة
عبدالرحيم فرغلي
03/10/2010, 11:44 AM
http://www.emlaat.com/vb/uploaded/65_1241214761.gif
بعثت إليه تخبره بالتواء أصاب ساقها .. فهي تعرج في مشيتها وتتألم من جلستها .. فكتب إليها :ـ
ــــــــــــــــــــــــــ
بالأمس سافر المساء .. وأورثني كآبة البياض ، تحت نافذتي انتبهتُ لقمرٍ يحتضر وعلى مقربة منه ترقد نجمته الوفية ، في كوب الشاي تسبح وجوه ما عدت أعرفها ، فجأة سكنتني الريح ..
اقتلعتْ كل النوافذ الخضراء في قلبي .. أحضرتْ معها شمساً تحمل ألف صيف .. أضاعت جهاتها الأربعة وجاءت لتعاقبني .. إننا نجهل أقدارنا يا سلمى .. لكنّ رسولها يومئ بحضورها .
اليوم كانت رسالتك .. معها تفتت الصباح في كوب الشاي .. نضج البكاء في عين الشمس فأرسلت صرخاتها .. الشوارع ملطخة بالمباني وتبدو أكبر من عمرها .. تتعكز على الأرصفة وتسند رأسها على طرف السماء ، كنتِ تهدهدي الكلمات لتواري متاعبك عني .. فتبدوا ناعمة .. كالحرير .. كابتسامة الوليد ، تمسحين على ظهر السماء فتموء كالأم الرؤوم .. تُطعمين أفواه البكاء الصاهلة في صدري .. فتضج بي الأعياد والضحكات .. ، اليوم أعجزكِ الألم عن الكتمان .. فأخشوشن الحرير .. وفجعتني صرخات الوليد .
تتألمين يا سلمى .. وساقك المنسية أشعلتها الغيرة .. ضاق بها رعايتكِ لقلبكْ .. فأحبتْ أن تذكريها ، وهذا الطبيب القاسي أضجركِ .. هو يرى أجسادنا قطع تنادي بعضها بأنابيب وأسلاك .. نبتات شائكة يجدي معها التشذيب والتسميد ، هو لا يعرف مشاعر الحب التي تكتنزك .. تجعل أعضائك ندية للشفاء .. وأن المرض إن غزانا يا سلمى وجد الله في قلوبنا .
القلق يلتهمني يا سلمى .. وأنتِ بعيدة هناك .. وهذه الرياح تغيظني .. تلعب في البراري كما تشاء .. تكشف عورات الشجر .. تعبث بتنورات النساء .. تكنس الشوارع والطرقات .. ، لو أني مكانها لأتيتكِ وتكومت عند ساقيكِ .. وتركت للصحاري شهوة النوم والهدوء .
عجزي يؤلمني .. أرى ظلي تجره نملة وتمضي به إلى جحرها .. وجهي تركتُه معلق على المرآة هناك .. لساني قطعة قماش بالية ، وهذه الأشجار لِمَ لا تمنحني دواءً شافياً لكِ ؟ .. وأنا الذي منحتها حبي ودفئي .. تغزلتُ في تسريحة شعرها التي تحبْ .. علّمت جذورها كيف تتمدد كذاكرة عاشق ينتظر .. مسحت على سوقها حتى أضحت أكبر مني ، لكن يا سلمى إنْ أنزلت يداي قلة حيلتي وعجز بصيرتي رفعها الدعاء .
عبير الرشيد
03/10/2010, 04:53 PM
// . .
شاعريَّةُ هيَ " لُغَة الحُزن " هنا !
عذبَة . . عذبَة .. عذبَة .. أكادُ أدمنهَا !
تعابير جميلة و لغة أنيقة شاعرية ٌ حد الثمالة .
شُكراً لك .
إيمان بنت عبد الله
04/10/2010, 12:47 AM
أيقودهُ العجزُ إلى الإنهاك !
شجي هذا الطرح ، راقني المدخلُ كثيرًا ، و الصور البارعة هنا ..
هنا نصٌ لا يسعه إلا التحليق بذوائقنا !
/
إيمَان
اشتياق الناصر
04/10/2010, 05:33 AM
.
.
عبدالرحيم فرغلي
حرف يمنح العروق ارتواء من عذوبة لغة سلسة وجميلة
سعدت بكوني من المحظوظات بالمرور هنا..
دمت أخي.
عبدالرحيم فرغلي
04/10/2010, 10:30 AM
الفاضلة عبير الرشيد
إن التعليق الأول ،، له مكانته في نفوسنا .. يجذب تلهفنا لمعرفة
ما أثره على الأعضاء .. وهل نجحنا في كتابته كما نحب أم لا ..
كل ذلك رافقني وأنا أهم بفتح صفحتي لأرى .. فكانت كلماتك بلسما واطمئنانا
خاصة وهذا أول نص لي هنا في منتداكم العامر بكم ..
فلا أوفيك شكرا وتقديرا .. على حضورك أولا .. وعلى كلماتك التي أخجلتني بحق ثانيا
دمت بصباح يزرع الفرح في قلبك
عبير محمد الحمد
04/10/2010, 05:06 PM
عبد الرحيم فرغلي؟؟؟؟
أهلاً بك كثيرًا يا رجُل .. واتركني أرحّب بعيدًا عن النص
ثم أعود
.
حياكم الله أخي
:)
.
برهان المناصير
04/10/2010, 08:51 PM
لقد نلت من ذائقتي بنصك الرائع أخي العزيز لقد سعدت جدا بما قرأت من كلمات عذبة
عبدالرحيم فرغلي
05/10/2010, 12:28 PM
مشرفتنا الفاضلة إيمان ..
هو نص يتواضع أمام قراءتك .. ويسهل أمام جبال أدبك
فلك تقديري وأحترامي ..
ومرورك شهادة لي .. أعتز بها ..
دعواتي لك بالتوفيق وأعانك على الإشراف في منتدى عامر بالأقلام الرائعة
خالد محمد المشوح
05/10/2010, 11:45 PM
رسالة مليئة با الشجن تشعرنا بمرارة البعد
والحنين الى من نحب..
لا أدري لماذا ذكرني بوحك هنا برسالة بعث بها جبران خليل جبران الى مي زيادة وقال لها فيها أنه شعر من خلال رسالتها السابقة انها تعاني من شيئ ما وقد صدق حدسه تمامآ وأسماه با (التخاطر) أو telepathy
(اننا نجهل أقدارنا ياسلمى .. لكن رسولها.. يومئ بحضورها)
أكنت تقصد هنا نفس معنى التخاطر؟
رسالة معبرة أجدت فيها أخي العزيز عبد الرحيم فرغلي
ممتع حرفك
flwr2
ذكرى بنت أحمد
07/10/2010, 07:18 AM
وساقك المنسية أشعلتها الغيرة .. ضاق بها رعايتكِ لقلبكْ ..
فأحبتْ أن تذكريها ، وهذا الطبيب القاسي أضجركِ ..
هو يرى أجسادنا قطع تنادي بعضها بأنابيب وأسلاك ..
نبتات شائكة يجدي معها التشذيب والتسميد ،
هو لا يعرف مشاعر الحب التي تكتنزك ..
تجعل أعضائك ندية للشفاء ..
وأن المرض إن غزانا يا سلمى وجد الله في قلوبنا .
- يااااه . . كلّ الأشياء هنَا تغرِي بالبقاءِ طويلاً !
حروفك كَلجّةٍ من نورٍ ، تسلِب الألباب برَشاقتِها . .
+ المنتهى جاء بشكلٍ فريد ،
ومرحباً كبيرة بكَ بيننا . .
flwr1
عبير محمد الحمد
23/10/2010, 04:44 AM
عدت يا عبد الرحيم .. لأقرأ !
"يا ألله" كلمة تعودت ملازمتي حين أقرأ لعبد الرحيم فرغلي
هذا الاختلاف المدهش في تسليط الضوء على زوايا تصويرية واستعارية لم تستهلكها الأحبار أمرٌ يصيب الذائقة بالترف!
فجأة سكنتني الريح / تفتت الصباح في كوب شاي / وأن المرض إن غزانا يا سلمى وجد الله في قلوبنا/ أرى ظلي تجره نملة وتمضي به إلى جحرها
يا ألله!
بعض الكتابة تجعلك وكأنما ترى أصحابها يسندون ذقونهم بكفوفهم فوق طاولات المقاهي .. ويتأملون!
هكذا طوال الوقت : يتأملون.
.
.
فقط .. أشياء لتعكير المزاج فاحتمل ثقل ظلي:
كنتِ تهدهدي الكلمات لتواري متاعبك عني .. فتبدوا ناعمة
(تهدهدين) / (تبدو) دون ألف
تجعل أعضائك ندية للشفاء
(أعضاءَكِ)
لكن يا سلمى إنْ أنزلت يداي قلة حيلتي وعجز بصيرتي رفعها الدعاء .
(يديَّ)
.
.
ولا بأس طهورٌ يا سلمى
من أجل الله وهذا المبدع
:)
.
.
فتحية الشبلي
23/10/2010, 12:37 PM
عبد الرحيم فرغلي ...
نص باسق ، يحلق عالياً فوق سُحب الإبداع.....!!
مُدهش وكفي ...
سُعدت بالقراءة وبالحضور في مساحات الجمال هذه ....
ننتظر كل ما يجود به قلمك الفاخر
احترامي وتقديري لسمو حرفكٌ..
عبدالرحيم فرغلي
01/11/2010, 12:11 PM
الشاعرة اشتياق الناصر
بل حظي كبير هنا .. أن وجدت صدورا تتسع لضآلة حرفي ..
فلك صباحا يشبه صباحا زرعته فيّ فرحا وحبورا ..
فالف تحية وتقدير لحضورك
عبدالرحيم فرغلي
19/12/2010, 11:55 AM
الشاعر برهان ..
كم هو كرم منك أيها الشاعر المسافر في ثورة الحروف ونضرتها ..
أن تمر على هزيل حروفي .. فتمنحها قوة ليس فيها ..
ألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
19/12/2010, 12:09 PM
الكاتب القدير .. خالد المشوح
هو ما قلت أيها الفاضل .. التخاطر ..
ومعذرة على التأخير عن عطر حضورك ..
لا أوفيك شكرا وتقديرا
تحياتي
عبدالرحيم فرغلي
19/12/2010, 12:28 PM
الفاضلة ذكرى .
أعتذر أولا عن التأخير .. هي ظروف وانشغال وارتباط في منتدى آخر
كان ترحيبك وترحيب الأعضاء هنا .. مما زاد ألمي عن غيابي هنا ..
شكرا لثناءك على النص .. قد قلت ما ليس فيه .. حتى أني أبحث
عن رأسي تحت الطاولة .. خجلا من هذا الثناء
ألف تحية وتقدير
زياد محمد
19/12/2010, 09:46 PM
عبدالرحيم ..
ضيق ممزوج بحيرة لازمها مساء غير مألوف ..
و صبح بأشعة شمسه يكمل تنهيدة المساء ..
يا لروعة صورة رسمها حرفك الجميل ..
شكراً من صميم الإعجاب ..
عبدالرحيم فرغلي
20/12/2010, 11:01 AM
الفاضلة عبير
بالأمس وحين كنت أقوم بالرد على تعليقات الكرماء هنا .. رجعت لقراءة النص .. هل تعرفي لم أجده شيئا .. وهذه الحالة تراودني مع كل نص .. وبما أنك لك حرفيتك مع الحرف ونعماته .. فهل حالة كهذه طبيعية .. لست أدري .. تساءلت بالأمس كثيرا .. ولم أهتدي .
أولا : ألف شكر وتقدير لجميل ترحيبك .. في منتداكم العامر بكم .
ثانيا : مرحبا بثقل ظلك .. قلت بعد أن قرأت ملاحظاتك .. ليت كل الأعضاء ثقلاء الظل مثلك .. لكنت أفدت كثيرا في الإنتباه لخللي وضعفي .. وقلت في نفسي .. لوقامت عبير بتوضيح القواعد التي أسير عليها في هذه الأخطاء .
ثالثا : عذر كبير أقدمه لك وللأعضاء هنا .. عن هذا التأخير .. وعدم تفاعلي مع نصوصهم .. وجمال حروفهم .
رابعا : هذا الثناء العاطر منك .. يشحذ قلمي ويجعله يحاول أن يقوم على عكازه الآخر ليواصل .. طالما أن هناك كرماء مثلك .. وفي رفعة أدبك وسموق نصوصك .. يأخذون من وقتهم للأطلاع على نصوصي الهزيلة .
شكرا لا توفيك .. لكني لا أملك غيرها .. شكرا تمتد باتساع السماء وعدد رمال الصحراء .
تحياتي وتقديري
عبدالرحيم فرغلي
20/12/2010, 11:03 AM
الفاضلة فتحية الشبلي
بل كل السعادة أن توقعي بكلماتك الفارهة على متصفحي المتواضع ..
وأن يرتقي نصي بك .. وبقراءتك الجميلة .
ألف تحية وتقدير
عبدالرحيم فرغلي
20/12/2010, 11:04 AM
الأستاذ زياد ..
إن كان لهذا النص من شرف .. فهو حضورك وتوقعيك الباسق عليه ..
لا حرمت اطلالتك وإرشادك ..
ألف تحية وتقدير
جوري جميل
21/12/2010, 05:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكن يا سلمى إنْ أنزلت يداي قلة حيلتي وعجز بصيرتي رفعها الدعاء
أبدعتَ حقاً يا عبد الرحيم...
أحيي فكراً كهذا الذي تحمل...
عبدالرحيم فرغلي
21/12/2010, 10:24 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بل كل الفرحة .. أن تشرفيني بوجودك في متصفحي
وتأخذين من وقتك ما أعجز فيه عن شكرك ..
فألف تحية وتقدير
vBulletin® v3.8.8 Beta 1, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.