المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ][ . . عودةُ حُبْ . .*


مريم الظاهري
08/10/2010, 02:10 PM
http://sub5.rofof.com/img3/08rfmqu16.jpg (http://www.rofof.com)

.
.
أغرقتني إسطنبول بجمالها حتى الثمالة .!
حين كنت على أراضيها وجدت نفسي مجبرةً على الكتابة , فكل شيءْ من حولي جميل , رائع بل و مذهل .!
عالمٌ جديد , ثقافة مختلفة , و مزيج حضاراتٍ رائع .!
فتارة أحس أنني في مصر , و تارة في سوريا , و تارةً في قلب أوروبا النابض . .
كل شيء كان جميلاً , و كل أحدِ يعبر بما يحلو له من طرق .!
بما أنني أستمتعت كثيراً بفشلي في التصوير إلا أنني وجدت شيئاً أعبر فيه عن إعجابي بتركيا و أهلها و أقول لهم (تشكرات) من القلب على شهري الممتع في أرضكم .!
فقد كنت في حلمٍ لا أريد أن أصحو منه .!
إشتقت للوطن و لكني أحببت كل شيء هناك .!
سمائها كانت حكاية عشق للتأمل لا تنتهي . .
بحرها كان سيد الأوقات بالنسبة لي , و عشيق جديد لا أتحمل مغادرة أحضانه .!

خالجني ذاك الشعور , و داعبت قلبي شياطين الكتابة و لم تبرحني هواجسي حتى ولدت رسائل عودة حب .!
و أريد أن أقول لكم , إنها خيال و خيال مصطنع جداً , لا خقيقة فيها سوى مجموعة مشاعر جياشة و حسب .!

** نشرت في منتديين آخرين بمسمى الصدى . .
,
تحية طاهرة لقلبوكم العذبة . .
:rose:
:

مريم الظاهري
08/10/2010, 02:13 PM
.
.
في الفندق المطل على بحر مرمرة جلست ميره تقلب بريدها الإلكتروني في آخر الليل , فالكل تقريباً نيام , ما عدا الشباب الذين يهوون السهر خارجاً , و بعض بنات العائلة في الإستراحة المطلة على بحر مرمرة , يستمتعن بالبرد , أما هي فشدها الحنين للماضي فكتبت و أرسلت للمحب الغاءب قلبها و شوقها مع ما يلي . .
.
.

تنهيدة طويلة مع أنّة حزن و آهات يخرجن من جوفي يعانقن الهواء من حولي , كثيرٌ من الزفرات الساخنة و عبوس تعلَّق في ثغري و لم يعد يبارحهُ أبداً , و ماذا بيدي أن أفعل فأنا لا أجيد سوى الهروب من كل ما يحيطني و الإختباء تحت جلباب الشمس , بربك سيدي , قل لي كم مضى منذ أن سافرت أنا متعللة بالصيف و الشمس..؟؟ , و كم بقي من الوقت كي أعود ..؟؟ , أنا نفسي لا أدري فمنذ أن أتيت هنا فقدت إحساسي بالوقت حتى يوميات سفري التي أعتدت تدوينها كل عام لم أكتب حرفاً واحداً في دفتري هذا العام , و كأن هاجسي توقف عن العمل و حتى قلمي بعد أن كنت أنثر الشعر منظماً لعين الذي ترجوه عيناي و أسطر خواطري بحروفٍ من ذهب صار عاجزاً و يكتب الآن بصعوبة , و لا أخفيك سيدي , تجرعت مر الفراق حتى تقيأت الحب ! , و مرضت منك و لم يفدني في العلاج أي طب ! , أعيش في صقيع و الناس في صيف , و أتخيلك أمامي و لم يمر أي طيف ! , أجلس ألملم الأوراق و كأن أشجاري أعلنت فصل الخريف , و الناس في الشارع يتراكضون هرباً من الشمس من على الرصيف , ويحك ! كيف تجعلني هكذا أشتاق لك ؟ , لا تراجعت , لن أُأَنبك أبداً , فأنا التي جئت هنا هاربةً منك , لا لاجئةً إليك .
يهطل المطر غزيراً عندك الآن في العين و هو كذلك في إسطنبول لم يتوقف منذ البارحة و أتمنى أن لا يتوقف أبداً , فرؤية السماء ملبدةً بالغيوم يريحني كثيراً و يجعلني أتناسى ذلك اليوم المشمس الدافىء الذي ألتقينا فيه ثم عاودنا الفراق فيه بعد خمسة أعوام , إني أتذكرك كلما أشرقت الشمس و أنسابت خيوطها لتمزق حلكة الليل و أتخيلك كلما برز القمر و أَشع بين النجوم متباهياً بإستدارته و ضوءه و أنساك حين أتخلى عن الهواء! , نعم حين أتخلى عن الهواء فلا تعجب , فأنا لم و لن أتخلى عن الهواء قط , و هل أجرأ على الإبتعاد عن الأوكسجين ؟ ,بالطبع لا أجرؤ و لا أجرأ أيضاً على ترك البروفين , صحيح أنه لا يفيد و لا يسكن لكن من قل حيلتي فمسكنات العظام قد أثرت على كليتي , و كليتي لا ينقصها سوى التوقف عن العمل فليس في يدي سوى مصادقة البروفين و ترك علبهِ متناثرة في كل مكان و على أهبة الإستعداد متى ما أحتجتها, أتدري كلما سمعت طقطقة كتفي المكسور , لا لا ليس كتفي بالكامل مكسوراً ! , لم المبالغة ؟ , أقصد عظمة ترقوتي المكسورة أدعو الله أنك لم تصاب و أصبت أنا , و كلما توجعت و بكيت تمنيت من لب فؤادي أن لا يذيقك الله كهذا وجع , لا أدري لم كان حظي أن أكون معك و والدتي في السيارة في ذلك اليوم الممطر حين حاولت تفادي تلك المجنونة فأنزلقت بنا السيارة ثم لا أذكر, أذكر أني صحوت في توام عاجزة عن الحركة و بقيت طريحة الفراش في المشفى شهراً كاملاً , لقد أنكسرت ترقوتي بسببك , و خسرت كثيراً من الدم من كثرة الزجاج الذي أنغرز بداخل جسدي النحيل , أتنظر كيف أدفع ثمن علاقتك من صحتي , راحتي و سعادتي.؟ , دعكَ من ترقوتي المكسورة و مني , و لا تعاود تذكيري بضرورة إجراء تلك العملية فأنا سأجريها هذا الصيف ليس لأنك طلبت مني ذلك , بل لأنني سأحتاج وقتاً طويلاً كي أطيب بعدها و لن أحتاج الكثير من الأعذار كي أقنعهم بأني لا أستطيع العودة للوطن إلا عند بداية ( السمستر ) القادم أو التأخر عليه قليلاً , و هذا العذر لا يكلفني سوى مراسلة عميد الجامعة و إقناعه بكلمتين و أتصال واحد من أبي و أنتهى الموضوع , و لا أخفيك يا ابن عمي مللت من شرب أدوية أمي و جدتي الشعبية , فهما تجعلاني (أتوزاها) كل صباح و هذا ما ولّد لدي شعوراً مقرفاً لدرجة لا تطاق .
أتدري إني أهرب منك.؟ , و سأستمر في فعل ذلك ما دمت هناك في الوطن و لن أعود حتى تسافر من حيث جئت , لا تسألني لم أرحل متنقلة من بلد إلى البلد فأنا أرحل منك و من رؤية عينيك الكاذبتين , تلك المقلتين اللتين خدعتاني بحبهما و غمرتاني أماناً إنقلب رعباً و خوف , منحتك كل ما يملؤني من مشاعر و أسكنتك قلباً أوصدته عن غيرك , ضحيت بمنحة الماجستير في لندن لأجلك و جلست بين الجدران في البيت لأنني أطعتك , أستسلمت و ها أنا أكمل الماجستير هنا , كنت أهفو شوقاً للسفر و إكمال دراستي فمنعتني و تعللت بخوفك فتنازلت عن الحلم , ثم منعتني من العمل و لم تكتفي بهكذا ظلم , بل و أتهمتني بأني أخونك فتركتني , لم تأبه بقلبي المحطم بسببك و لم أكن آبه أيضاً بالغيد الغواني اللواتي تواعدهن و أوهمت نفسي و أقنعتها بأنك لي , قمتُ بكبتِ كل الجراح في داخلي و داويتها بصوتك الذي سرقني من عالمي كلما ما داعب رنينه أجراس أذني , و قلت علّه مع الأيام يتغير , و لكنك زدت وطأة الجرح و زدت في لكمات القسوة ,صارعت السهر أياماً , و صداقة الليل و أتقنت عد النجوم , فصارت وجنتي الحمراوين باهتتين لا لون لهما , و مقلتيَّ المشعتين اللتان تشدوان بأغنيات العشق بين أهدابهما , صفراوين ذابلتين مضى زمن الغناء فما عادتا تشدوان , كم تمنيت أني لا أتركك و أرحل أو أصدق أياً من ما تقول , و لكن لا شيء من هذا يحصل , كنت أسمعك و أصغي و أطيل الإستماع إليك و أتقبل قصصك الملفقة عن كل شيء , ثم حين أتى دوري لتصغي إلي لأشرح ما فهمته بطريقة خطأ أو لم تفهمه أصلاً و أفسر لك , أشحت بوجهك عني و أزوريت راحلاً للبعيد دون أن تسمع أي شيء , فجرحتني مرتين مرةً حين رحلت دون وداع و مرةً حين شككت في حبي , ألا تعرف يا سيدي (البطران) أن حبي لك ذهب عيار 24.! , و أغلى من مقود (البنتلي كوبيه) و من الرقم الثنائي الأحمر المعلق في مؤخرتها , أتدري.؟ حين أفكر بأن أهديك شيء من الذي تحبه أخجل , فحينما أذهب لأختيار ساعة أجدهن كلهن أرخص من تلك التي ترتديها من دار كونستانتين فاشرون .!, و حين أفكر بشيء آخر أجد انه لا يستهويك , كنت صعباً في كل شيء في ذوقك و أختيارك , و حتى في الوصول إلى قلبك كان الوصول صعباً و شاقاً , و ليتني ما وصلت و لا أقتربت منك و من عرش قلبك , مالي و مال المليح اللواتي تعشقه الحسناوات..؟ , و مالي و الحب أصلاً .!.
إني أتأوه الآن , و أذرف دمعاتي ألماً من كتفي الذي حركته دون قصد و حين بكيت أغمضت عيني فأخذتني ذاكرتي بعيداً , أتذكر كيف ألتقينا..؟؟ كيف تعللت و لحقتني ثم أحببتني فتركتني بعد خمس سنوات , تتزاحم الأنّات بداخلي و صدى الماضي يمزقني , يبعرثني بل و يدمرني , لستُ أستطيع الإستمرار أكثر في كذبة أعيشها و لا طاقة لدي لتحمل المزيد , لا عتاد و لا مداد كافيين لإكمال الطريق الوعرة , صبري نفذ مع الأيام و مطاحن الشوق توقفت عن الطحن , و جيوش صبري لم تعد تستطع المحاربة و تحمل المزيد من المحن , فكفى لحاقاً بي و دعني أهرب حيثما أشاء , ربما تكون جيادي توقفت عن الصهيل , و بساتيني الورافة يبست أغصانها و عروق أشجارها , لأن نهر حبي جف و ينبوع الحب أنضب , طفح كيلي و تهدم السد , تدمر كل شيء و أحتاج لأعادة التعمير و لكن ليس علي يديك .
سأقف لهنا و ليس بودي الحديث أكثر و الكتابة أكثر فالصقيع في الغرفة يجمد أطرافي و طقطقة المطر تشدني لآراها , بل للخروج و الوقوف في إستراحة الفندق المطلة على خليج الفسفور , أستئذنك يا من كنت في يومٍ حبيب قلبي , سأذهب قبل أن أجر يدي على لوحة المفاتيح فأكتب ما أندم عليه فيما بعد , أو أقدم إعترافاً آخر يخزي كبريائي أو كرامتي , و أعدك هذه المرة لن أضيع فرصتي و سأعيش , و سأترك ذكرياتي و أوصد عليها الباب و أزوَر عنها كلما جاءت لتداعب مخيلتي و تسحبني لبراثن حبك من جديد .
2:30 after midnight
Istanbul

:

مريم الظاهري
08/10/2010, 02:14 PM
.
.
في جهةٍ أخرى من العالم , كان سلطان مستلقياً يفكر و متجاهلاً رنين الآي فون الخاص به , كان يفكر في شيء أهم و حلم أكبر تجلى في حياته ثم أختفى , كان يفكر في قلبه و نبضه , كان يفكر في أشياء كثيرة و أهم تدور حول محور حياته و حيببة قلبه . . , فقد كان الصباح لا يزال في بزوغه الأول و لم يكتمل حتى الضحى العود إلى الآن . .:
.
.

ويحكِ يا فتاة ! , كل هذا يخرج من البريئة التي أحببتها ! , كل هذا الجرم قد أقترفته يداي ؟ , أتدرين للتو كنت عائداً لشقتي و أفكر فيكِ و في ما قاله لي والدكِ اليوم , كنت متجاهلاً رنين الرسائل الإلكترونية المتصاعد من هاتفي لأني فقط أريد تخيل الصبية المتعجرفة التي عرفتها ! , لا تجزعي من التشبيه فأنتِ بالفعل كنتِ كذلك و لكن كل الصور تبددت حين تقربت و عرفتكِ , كل ما يشغلني الآن هو إتخاذ قرارٍ مصيري بالنسبة لي و بالنسبةِ لكِ أيضاً ستعرفينه فيما بعد .
هذه المرة الأولى التي أكتب فيها بالفصيح فمالي و مال الفصيح , أنا لا دخل لي فيه أبداً أبداً و لكني أعرف أن ردي بالفصيح سيعني لكِ كثيراً و سيريكِ كم تغيرت و صرت كما كنتِ تريدين , أنا شاعر و ابن شاعر و أجدادي شعراء , و هذا ما أخذت منهم فقط , لا بل أخذت وسامتهم و روحهم , لكني لم أستطع التمسك بكل أخلاقهم , أعرف أني أحياناً كثيرة كنتُ مخزياً لحد العار لكن بُعدي عنهم رحمهم من القيل و القال , لم أكن كما تمنى أبي , رجل أعمال ناجح و بدوي متمسك بالعادات و التقاليد مثلما هم إخوتي , و لا كما تمنت أمي طبيباً تفخر به , بل أصبحتُ كما أريد , مهندساً و أكملتُ دراستي العليا و أكد على نفسي أيضاً , لا أنكر بأنهم يفخرون بي كثيراً الآن رغم عنادي و إصراري على البقاء هنا و إكمال حلم العمر و العمل في ملبورن , و الفضل يعود لمن كانت تساندني و تدعمني و زرعت في داخلي حب الحياة بعدما كنت بائساً و وحيداً , كل إمتناني للزهرة التي ألتقيتها صدفةً عندما عدت للعين و ظننت أني سأنساها حين أغادر كما نسيت غيرها و لكني في غضون أسبوعين وقعت في غرامها و صرت عاشقاً يمطر الحب شعراً لأجل "داعجة العين" .
دعيني أروي لكِ ما حدث و أبرر كل التهم الموجهة إلي , على الأقل إن لم تكوني تريدين العودة لي صدقيني فأنا كذبت كثيراً و الآن صادقة مشاعري أكثر من أي وقتٍ مضى , سأعترف كما لم أعترف قبلاً و سأقول ما لم أقله لأي أحد , سأعدع قلبي ينساب على لوحة المفاتيح و يبوح بما يريد دون تدخلي , فأسمعيني للمرة الاخيرة .
عندما ألتقينا في لأول مرة كنتِ تغنين و لمحيد حمد ( يا الكوس يا المطلي قوم شلي , و إنته لي المندوب , إنصى ديار الخلي لا تزلي و أقطع قصير دروب ) و كنتِ الوحيدة التي نهضت عندما أتيت و الوحيدة التي لم تعرني إهتماماً , و حتى عندما لحقتكِ متعللاً أني سأساعدكِ في حمل صينية الفوالة كنت أريد التقرب منكِ , و بلا شعور مني كي أعرف لم تتجاهليني , لم يكن الموضوع سهل و لكني أستطعت , أحس عمير بما يجول في خاطري فحذرني و هددني ( إلا أختي يا سلطان , دور على غيرها عشان تعلب , أختي لا تقرب منها , تراها ما تتقارب.! ) و لكنه سرعان ما عرف صدق شعوري و إعجابي و لم يعد يرمقني بنظرات التهديد كلما جلست أتأملكِ , عرفتُ أنكِ تدرسين إدارة الأعمال لأنكِ و منذ الصغر أرضعتِ إدارة الأعمال من كثرة اصطحاب والدكِ لكِ للشركة و جلوسكِ معه في المكتب لساعات طويلة و تراقيبنه كيف يعمل , كنتُ دائماً أحكي لأصدقائي عن حبي و إعجابي و حتى عندما يرن هاتفي و يروني أبتعد عنهم يتضاحكون و يتهامسون و يقولون لي أنهم سيخبرونكِ عن عبثي و علاقاتي الأخرى , كنت أعرف أنكِ تعرفين عني و عن حياة اللهو التي اقترنت بسنين الجامعة , و ماذا عساي أن أفعل و أنا الوسيم آسر قلوب العذارى؟ , و الله و الله لم يشغل بالي سوى كيف ألقاكِ, و لم تعشق عيناي سوى رؤية محياكِ , و لم تدخل القلب من الغيد سواكِ , و لو كنت مع من لا أفكر إلا بكِ و أحسب الثواني لأتصل أو تتصلين كي تتطمني عن حالي , كتمتُ شعوري و حبي شهوراً طويلة , بل أنكرت كيف وقعتُ في حبكِ دون سابق إنذار , و كيف هوى قلبي روحكِ و لم يقبل لإنكاري أية أعذار , فضلت الصمت طويلاً و لكن نيران الغيرة تأججت بداخلي و أحرقتني بل بخرتني حين تروين لي مغامراتكِ في الجامعة , لم أتقبل أنكِ تدرسين في جامعة مختلطة أتذكرين حين كنت أقول : ليش رابعه دبي تدرسين العين مافيها جامعات ؟ , و كنت تردين بغنج شديد : بن عمي تدري أنه أمريكية دبي غير و تدري بنات خالوه هناك يعني ما تثق في أخلاقي ؟ , لم أكن أستطيع الرد أو إنكار أني لا أثق فيكِ لأني كنت أثق فيكِ أكثر من ما أثق في نفسي حتى , كنت دائماً (أحاتي) كلما أتخذت الطريق من دبي للعين في نهاية الأسبوع أو العكس , كان يجن جنوني حين تقولين لي : سلطان أسمحلي , اليوم ما بقدر أكلمك عندنا برزنتيشن و بضطر أشتغل ويا القروب , و حين أسئل من هم شركاؤكِ في المجموعة تردين علي : محد , فلان و فلان و فلانه و أنا , و حين أسأل من هما فلان و فلان تقولين و كأن الموضوع جد عادي : فلان هاكِ اللي قلت لك عنه ولد قوم الـ . . اللي قلت لك عنه البنات متخبلين عليه , و هاك و الله ما أعرفه توه ياي من جامعة ثانيه , كنت أتساءل لم الكل يفضل أن يعمل معكِ و الجميع يتهافتون كي يكونوا معكِ و ظل هذا السؤال يؤرقني كثيراً حتى عرفت إحداهن من (الفيس بوك) و ظلت تثرثر عن الجامعة و البنات فيها و الحياة بداخلها و حين أستدرجتها في الحديث عرفت كل شيء و فهمت كل شيء بل و أحس قلبي بالفخر لأنه حين إختار عرف من يختار , قالت لي إنكِ عنيدة و (نحيسه ) بل و ( عوفه ) أيضاً !, لا أحد يجرأ أن يقترب منكِ إلا و وخزتيه بنظرات شرسة و أسلوب حمل بين طياته رسالة معناها ( خطر , ممنوع الإقتراب ) , كل هذه الإشياء جعلتني أحبكِ أكثر فأكثر و لكني لم أكن قادر على ترك ما أريد و التمسك بالبنت التي أصبو لها و أريدها , كنت أبغي و لا أبغي و كنت مقتنع و غير مقتنع , كنت أتصرف بعكس ما أحس و لا أستطيع كبت شعور التمرد عليكِ و على حبك , و لكني لا أنكر إن ابتسامتكِ تذيبني و تجعلني أطاوعكِ و أسمع زعقيكِ و أنتِ تنهرينني على أفعالي أو إهمالي لدراستي أو دوائي , كنت أعرف أني أخسركِ يوماً ما , و أنكِ ستتركينني إن تماديت أكثر , و لكن فلتعرفي أني لم أتركِ لأني سمعت من تلك الغبية أنكِ لم توقفي ذلك الشاب عند حده و قبلتِ وروده و هداياه , فجن جنوني أكثر كنت أعرف أنكِ لم تقصدي شي فعل شيء مخزي , و لكن اعلمي أني عندما فجرت كل شيء فيكِ لأني كنتُ عائداً من الطبيب تواً و قد أخبرني عن الصداع المزمن الذي يلازمني منذ ثلاثة شهر أني هناك ورم ينمو بداخل دماغي و سوف أغادر الدنيا عما قريب , و أول قرار أتخذته هو ترككِ و الإبتعاد عنكِ , نعم , كان أول قراراتي هو ترككِ , فلم أكن أود أن أعلقكِ بي أكثر و أنا لا أستحقكِ لذا قررت إيداع قلبي بين أضلاعك , و إإتمانكِ على روحي و حين تركتكِ لم ألبث وحيداً لحظة واحدة , و وجدت نفسي أوقع على أوراق العملية و أدخلها وحيداً , و لا أدري كيف أصبحت بخير و لا أدري كيف عدت للوعي ولا أعرف عن أي شيء , ما أعرفه هو أني عدت لممارسة حياتي الطبيعة و لم أستطع , لم أتخيل أني سأمضي ما تبقى وحيداً بلا صوتكِ و لا ضجة صوتكِ و صوت الهرمونيكا التي تحبينها , لا أدري كيف ينبض قلبي أو كيف أعيش و لكني حقاً أعيش .! , حين عدت كنت أريد مصاحتكِ علك تسامحنني وتصفحين عني , و لكنك سافرتي و أسرعتي بالهروب مني , عرفت أن لا فائدة فقررت العودة لمزاولة عملي علي ألتهي و أسلى عنكِ , و لكن والدكِ أتصل بي و حدثني , قال لي أنه هناك من طلب يدكِ للزواج و هو يريد أن يعرف رأيي هل سوف " أرخصج " أو لا , كنت في كلتا الحالتين سأقول دعوها تختار و لكنكِ بدأت بالخروج عن صمتكِ و بدأتي بالعتاب , فهل ستقبلين بي يا ابنة العم من جديد ..؟؟
العاشرة صباحاً . .
Melbourne.

مريم الظاهري
08/10/2010, 02:16 PM
أوه ,’’ سلطان ‘‘, صدمتني بحق .! , لم أكن أعلم أنكَ عدت إلى ملبورن بهذه السرعة .! , لا أدري ماذا أقول , فأنا أحس أني أتعلثم في الحديث كلما أردت أن أتحدث أو البوح بشيء ما , أتدري , سأصارحك بشيء ,أنت لم تعد تهمني لأنك كل إهتماماتي , و لم أعد أحبك و لآ أنتظر فرصةً حتى إذا إنتظرتني أوافيك , فأنا أعيش حياتي على دربك و بودي أن " أخاويك" , و لكن يبقى في ذهني سؤال معلق يؤرقني دوماً , هل تحبني كما أحيا و أموت فيك .؟

مريم الظاهري
08/10/2010, 02:17 PM
كنت و سأبقى متيماً بكِ . و سأظل مقيداً بحبك و هارباً من قيدكِ إليكِ .!قد أكون إبتعدت أو سهوت قليلاً و لكن منكِ أنت و من حبكِ صدقيني لا مفر .

مريم الظاهري
08/10/2010, 02:17 PM
أخجلتني و الله , كم تغيرت و كم غيرتنا الأيام .! , و لكن , هل صوتك كما هو .؟ , و هل ستكون مستعداً للسهر و مخاصمة النوم كي نستطيع التحدث معاً مطولاً متحدين فرق الوقت بين أبوظبي و ملبورن .؟
في تلك اللحظة , رن هاتفها , و ردت بغنج كالعادة , ردت و تحدثت مطولاً فالكل نيام و هي تتجمد من شدة البرد في آخر الليل , فهي تقف في إستراحة فندق كونراد المطل على خليج الفسفور من على علو خمسة عشر طابقاً , تحدثت معه , معلنة إنتهاء ليل الحزن و زوال غمامة البعد و عودة الود و الوئام , إنها آخر مكالمة سوف تضطر للتخفي فيها , فغداً سيصبح زوجها و من يدري , كيف سيجننان العالم بقصة حب مجنونة .!

مريم الظاهري
23/10/2010, 02:24 PM
.
.
بعيداً عن هند و سلطان , و بعيداً عن قصة حبهما التركية . .!
بعيداً عن النهايات السعيدة و الدراما .!
لدينا هي و سيف و قصة حبٍ لم يرد لها القدر أن تكتمل .!
.
.

مريم الظاهري
23/10/2010, 02:28 PM
سكون الليل يذكرني بدفىء قلبك , بهمسك في آخر ساعات الليل " بسج سهر يلا سيري نامي " .! , يذكرني بنغمات صوتك التي تداعب إحساسي بعذوبتها , بسببك أحببت السهر , و نسيت الضجر , و أحادثك بشغف حتى آخر ساعات السحر , كنت أنتظر حلول المساء و أراقب الساعة أعد الدقائق و الثواني حتى يحين الوقت المناسب الذي يكون لنا , أنا و أنت فقط .! , فالصباح عندك يساوي المساء عندي , فعلى أحدنا أن يتنازل في ذلك اليوم عن نصيبه من النوم كي نتمكن من الحديث معاً , بحكم دراستك و بحكم دراستي كان علينا أن نكون هكذا , لو أنني كنت أحياناً أواصل و لا أنا و أكون مرهقة و لكنها أجمل من أجمل لحظات حياتي .! , كنت أستمتع حين أحدثك أنهرك و تغني لي , تغيضني و أغيضك , تكثر من ذكرهن , تتغزل بهن , و أنا أعلم أني أجمل منهن .! , لأن الذي يميزني هو أنت .! , أنت الذي تجعلني متفردة و مميزة , أتدري سيف , كم مضى منذ أن تحدثنا و ثرثرنا على الهاتف.؟ , أعتقد أنها سبعة أعوامٍ أو يزيد , فقد كنت حينها سأسافر لكندا لأتخصص في الطب , كان عمري حينها ثلاثة و عشرين عاماً , و لكن قد تبدد كل شيء و صحوت من حلمي معك على خبر زواجي .! , أذكر كيف أصر والدي على ابن عمتي , و وقفت أنت موقف المتفرج من كل ما يحدث .! , لم تحرك ساكناً بل إكتفيت بإغلاق هاتفك و تركي في دوامة لا نهاية لها .! , كيف لي أن أقول لهم أني أحب رجلاً بعيدٌ كل البعد عنا.؟ , كيف سأجرؤ على إخبارهم أني أحببت أخ صديقتي التي لم تروها سوى مرةٍ واحدة .! , كيف و كيف و كيف .! , فكرت حينها بعقلانية , طرحت قلبي جانباً , قلت لنفسي يا هند , ها هو الرجل الذي أحببتيه و خنتِ ثقة أهلكِ لأجله قد ترككِ و رحل , و أنتِ بين نارين , نار البقاء على حبه و أنتِ لا تعلمين سر النفوس , و نار الزواج برجلٍ لن تستطيعي أن تهبيه قلبك , إحترت كثيراً , و كنت أنت السيف الذي مزقني من الوريد إلى الوريد , و ما حيَّرني أكثر حين شكيت لأختك الحال , قالت لي أنكَ لا ترد على إتصالات أحد و أختفيت عن الأنظار , و لكني قررت و لجأت إلى ربي , و دعوته من قلبي إن كنت خيراً لي فليجعني لك , و إنت كنت شراً لي فليبعدني عنك , و هذا ما حدث بالفعل , في غضون شهر قاموا بتزويجي , و المصيبة أنه والدي و عمتي قد جهزوا كل شيء .! و كأنهم متأكدون أنني سأوافق حتى لو كان رغماً عني.! , فبعد أسبوع واحد من إخباري بموضوع عريس الغفلة جاءت عمتي بالزهبة غير المعتادة , لقد أشترت كل شيء و فصلت كل شيء , بل و صندوق كبير يحتوي المهر و بطاقات العرس .! , أي عرسٍ هذا.! و أي زوج .! , و لكني تأكدت من شيء واحد ألا و هو أنهم يعدون منذ زمن لهذا العرس المهيب , رأيت حسرةً في عين والدتي , رأيت ألماً , حزناً و شفقة , و بعد خروجها دخلت أمي قائلة لي : أميه , عرسج أول الشهر .! , صدمت بل و صعقت .! , عن ماذا تتحدثون .! , بعد أسبوع واحد سيكون عرسي .! , فبدأت أعد له و كلي حسرة و أسى , و كأنهم يدقون المسامير في نعش حبنا , كدت أجن , لم تخليت عني و لم تركتني بتلك السهولة .! و لم عمتي تراني و كأنها حازت على الكأس و فازت بالبطولة .! , لم من الأساس أختارتني لأكون زوجةً لابنها الذي يكبرني بسبع أعوام .! , هي تكرهني و لا تطيق رؤية محياي .! , ملئتني الحيرة .! , سرقت الكرى من عيني , كلي تساؤلات و الحيرة هشمت عقلي .! , فَتَته و جعلته هشمياً تذروه رياح الوساويس لبحار لُجية من الوجع .! , لا أنكر أنني كرهتك بقدر ما قلت يوماً أني أحبك .! , لكن لم أستطع تخيل أي من ملامح حياتي الجديدة مع زوج لن يكون أنت .! , قلت لا بأس ببعض الوجع يا قلبي .! , و لكنه كان أكثر من أستطيع إحتماله و إزاحة ثقله اللي يحني كاهلي .! , و لكني تزوجته .! , كان يوماً بائساً بلا لون و كأنني كنت كالدمية .! , لم تكن أمي سعيدة بهذا الزواج و لا أخواتي و لا إخوتي .! , و لكن أبي كان أقسى مما توقعت حين أجبرني على هذه الزيجة .
بعد عرسي المهيب .! , العرس الذي حكت فيه الإمارة عامين لكبره و جماله و جمال عروسه عدت لبيت أجر أذيال خيبتي بعد شهرين فقط من الزواج .! , أصر على تطليقي و أصررت على تركه .! , لأني ببساطة عرفت مغزا تلك اللعبة التي كانت نهايتها جرحاً نازفاً و ريحاً عاصفة بين وجداني , كان يريد فقط حصتي من شركة العقار التي وهبني أسهمها عمي قبل وفاته لأني من وهبت إبنه كليتها , صارت المشكلة .! و أثيرت البلبلة .! , و الضحية هي هند .! , أزمتي النفسية إنتهت ب وفاة أبي ندماً على وأد زهرة أيامي , و حين أحسست ببرد المشاعر و الضياع .! , حين أحسست أن حياتي قد خوّت من كل شيء جميب , غادرت بعدها لندن بلا رجعة .! , فلم يعد أحد يجرؤ على الإقتراب مني و محادثتي , كنت وحيدة لا أفكر إلا بالختم الذي طبع على جوازي , ذلك الذي يقول أني مطلقة .! , ماتت كل رياض قلبي و جفت كل بساتيني , و لم تعد تزهر رياحيني , كل الألوان إختفت .! , و لكني أقسمت .! , لن أنهي حياتي بسبب أحدهم , فما حدث لي لا ذنب لي فيه , بدأ الناس في أبوظبي بالثرثرة و القيل و القال , ف آثرت أمي العودة لغياثي و البقاء في عزبتها بين أغنامها و إبلها و حملت معها ما إستطاعت من متاع و تركت البيت لأخوتي الكبار , تألمت كثيراً لأني أعلم كم هو قاسٍ عليها ترك بيتها و العيش مع إخوتها هناك , و لكن لم أستسلم و أقسمت أني لن أتخاذل , و رسمت حياتي من جديد و وهبت نفسي لدراستي و العمل التطوعي في المشفى , صارت لي صديقة ملئت حياتي بعد فراغها و لا أخفيك سيدي , أني لم أفكر فيك البتة , و كأن كل العقد قد إنحلت بمجرد دخولها حياتي , فمضت الأعوام و صرت الإستشارية و نلت الجوائز و قدمت الكثير , و لكن بعد زواجها عاد الفراغ من جديد , و بدأت بإقتحامي من جديد , أي أنني لم أحصن نفسي منك .! , و لم أمكن الكمائن لمتنعك من دخولي , لكن و للأسف عدت لمزاولة فنون الشوق و كأني عدت لنقطة الصفر من جديد .! , مع أني تغيرت كثيراً و نضجت كثيراً , إلا أني لازلت عند وعدي ب إعطائك عمري نصفه .! , و نصفه أبقيه كله عندي أهبك أجمل أيامه بدل تلك التي لم تسعدك فيها الأقدار .! , ف تأكدت أنك ذلك الحلم الذي كلما صحوت منه عدت لأغرق فيه من جديد .! , و ذلك الطير المسجون و المقيد الذي حين أطلق سراحه لم يعد يتوق للبيد و الأراضي التي كان يجوبها .
بعد مرور ثمانية أعوام أستطيع أن أقول لك , أنا أنا .! , أنا لم أتغير أحبك و إن خذلتني .! , و إن كنت قد إستكملت حياتكَ فهنيئاً لك , و إن لم تسعدك الأيام بعدي فليجعل لنا الرب موعداً نتلقي فيه و نجدد كل عقود الوصال .!
سيف , كنت و سأظل أحبكَ على الدوام فلا تخذلني مجدداً , و لا تجعلني أندم لأني عدت بهذه السهولة .! , فمهما كابرت و كابرت لا أستطيع التمرد علي .!
سيف , خذ بيدي و لتجعلني أطأ وطني بعد هذه الأعوام معك , دع أجمل لحظاتي تكون معك , فلا تدع للحزن و الألم في حياتي مساحة , و دعنا نأخذ من الحب الراحة .!
سيف , أنت فارسي لذا , لا تخذل من منحتك عصا السبق في قلبها .!
London.
2nd – February-2010.
00:30 am.!

مريم الظاهري
23/10/2010, 02:30 PM
حينها كانت في دبي الساعة تشير إلى الرابعة و النصف و وقتها كان سيف يستعد للخروج لصلاة الفجر مع والده و أخويه , رن الـ iphon الخاص به معلناً وصول رسالة إلى بريده الإكتروني , تجاهلها هنيهة , و لكنها سرعان ما تناول هاتفه و كأن هناك ما يشده لفتح الرسالة التي وصلت له , إمتلأ وجهه بالكثير من علامات التعجب , لم يعرف كيف وصلت هند لبريده الإلكتروني , ثم تذكر أن لم يغيره منذ عدة أعوام .! , ظل يقلب في كلماتها التي مزقت قلبه .! , و لم يدري كيف سيرد عليها .! , أو يقول لها أنه لم يتحرر من قيدها بعد .! , و لم يطق ليالي البعد , أو كيف سيبرر لها .! , كان متأكداً أنها سوف تسامحه على الدوام , و أنها لن تعاتبه مهما حصل , كان يريد أن يتصل و يقول لها كم أحبها , و أن يريد أن يروي عروق الوصال , و يبقيان معاً هذه المرة للأبد .! لكنه كعادته متردد , فطرح هاتفه جانباً , و تجاهل جرحه الذي إعتقد أنه قد إلتئم .! , و تذكر أنه عاهد نفسه بأن لا يعود لحبها , فهي لا تستحق من تركها تموت برداً في عز الشتاء , و تنصهر من الحر في عز الصيف , كان و لازال لا يدري ما هو موقفه منها و بعد أن مر كلاهما بتجربة فاشلة بالإقتران ب آخر , تنهد بحزن و صرخ ب صمت و قال لها من البعيد : أحبكِ لكن لا أقوى على خذلانكِ من جديد و ذهب يجر أذيال خيبته .! , خرج ليصلي و لم يعد .! , فلم يعترف لها بحبه و لا إستطاعت اللحاق على آخر أنفاس حبهم .! , كان ينوي أن يستخير في أمرها بعد صلاة الفجر و لم يدري أن ذلك السجود هو سجوده الأخير .! .