المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زغاريد مخنوقة في حلق الذاكرة


علي عمر الفسي
23/10/2010, 11:48 PM
أتسأل أحياناً لماذا نلعب لعبة الذكريات من البداية حتى النهاية .. لماذا نتعجّل المسير إلى الوراء ونحن نعلم أن الثواني تذهب ولن تعود ..هذا الطفل المحبوس في الذاكرة يريد أن يكتشف كل شيء ولن تخيفه في يومه الجديد إلا المرآة .. فالحياة علامة استفهام كبيرة إن حاولنا فلسفتها تفلسفت علينا .. حتى إن تحذلقنا وتعملقنا ووجدنا إجاباتٍ لبعض تساؤلاتنا ، لكن في النهاية تبقى .. علامة استفهام ..؟؟

علي عمر الفسي
24/10/2010, 07:09 PM
(( الشيء الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ ، أن أحداً لم يتعلم من التاريخ )) قالها الفيلسوف هيجل وهو لا يدري إلى أيّ حدٍّ من الواقعية يمكن للمرء أن يصل في طموحاته وأحلامه المعلقة في مشانق بين السحاب وهل تكفي تجاربه وخبرته الماضية المنسوبة إلى التاريخ في تقريب فرص تحقيق تلك الأماني المصلوبة.
قد يستوقفك البعض ممن يستشرفون المستقبل بقلوب يائسة بطيء نبضها لا يرعوي أحدهم عن قضم الخبز في يد أخيه ، هؤلاء الفارُّون من منازلهم يمشون على رصيف الأمل الباهت ، ويقبعون تحت ظل التمني وقد لا يكون من المبالغة أن نصفهم بالكسالى و الاتكاليين فبدل أن يصوغ أحدهم حياته ومتطلباته في قالب المتحرق شوقاً إلى مبتغاه تجده تتقدم به الأيام ويظل ناظراً إلى الماضي مستمسكاً به متباكياً عليه منتظراً تلك النقلة المفاجئة المستحيلة الحدوث لأنها ضد طبيعة الأشياء مبغضاً ذاك التداخل المنظم الذي يسير بين الوئيد والنشيط لكي يلحق بمن سبقه .

علي عمر الفسي
26/10/2010, 01:06 AM
(الراحة في القبر)
وقت الراحة نرتمي على أسرّة متخشبة الملمس وننزع ترابيس النضال اليومي مبللون بأثقالٍ كالذنوب .
كانت المدينة تعلكنا بمرارة ..أصدقاؤنا نزلاءٌ دائمون لطوابير الأرصفة وكنا جميعاً نُشيِّع أحلامنا كل يوم إلى مدفن اليوم الذي يليه .

علي عمر الفسي
06/01/2011, 02:24 PM
لمدينتي وجهٌ مُترهِّلٌ..تَتَداخَلُ فِيهِ الاتجَاهَاتُ والمَسَافَاتُ وَالوَقتُ
فَتَصِيرُ أبْعَادهُ تَجَاعِيداً مَحفُورةً فِي فَوْضَىَ المَوَاقِيتْ .
البَائِعُ الهَرِم يَسِيرُ مُنذُ الثَّالثَةُ غَربَاً..إلَىَ مَسَاءِ المَدِينَةِ ،حَيثُ يَقَعُ بَيتُهُ صَبَاحَ الحَيْ بِنِصْفِ غُرُوب، وَحِينَ
يَحِينُ الشَّمَال، يَستدْعِي مِزَاجَهُ الَّليلِيّ المُلوّنِ بِقِنِّينَةِ شَرَابٍ مِخْمَليَّة، وَيَتقَيَّأ السِّباب .