د. فاطمة الصالح
25/10/2010, 01:23 AM
منذ أن وجد الكون بدأ التشكيل ما بين الـ " هو" والـ " هي"
تشكيل
ابتسمي يا زهرة الياسمين
انثري عبيرك في الأرجاء
ولتشرق شفتاك عن الندى الهارب من صباحات الجبال
ولتتركي أجنحة الضباب تلعب في المسافة التي تخنق خطواتنا تجاه نبعةٍ منسيةٍ في أقاصي الخيال
أعيدي صياغة روحي ... شكليني ... وارسميني على جدران غرفتك وعلى الستائر
ولا تكترثي لجملة لا محل لها من الأحلام ، جملةٍ نتأت عن حدود الجفن فجرحت إغماضَتَهُ كي يظلّ على أهبة التفجّع والبكاء
هنا فوق الوسادة الخرساء أستنطق لحظات الغفو
حين تهجرني الأطياف البعيدة التي نأت في بلادٍ باردةِ الطين
ذات ليلةٍ هجم البياضُ على نافذتي ثلجاً
كأنّه جمراتٌ ضيّعت سرّ دفئها
ولاذت بضلوعي
ذات يوم هممت بأن أضمها
أن أعيد صياغة أبجدياتها العتيقة
أن أتلعثم بدفئها الساكن في تفاصيل مساءاتي
أن أحرق قوانين التوق والتبعثر في جزيئات الحنين
فأنكرتني كتبي والكراريس التي حفظت دقات قلبي كلما خطت قدماي خطوة تجاه مدرستي - كلما تذكرت عيني أبي تُسَرّعانِ عمري لأكبرَ
أكبرَ كثيراً وأمحو سنيّ الرهافةِ في أنوثتي
كنت أنثى على حد السيف صلبت دقائق عمري وثوانيه
ولم أتعجل يوماً فجر الحبّ
ولا دقة قلبي
أنكرتني احتضارات الحزن الساكن بخار أنفاسي على زجاج نافذة تعشق المطر
فتمنيتني قطرةً عالقةً على جبين حبيبين يسيران في عتمة البرد
ويضمان بعضهما على عجلٍ
وأنا أغلق أذني كي لا أسمع صدى صوت يجوس اشتعال بردهما قائلاً " هيت لك"
كأنّني منذورةٌ لاحتمالين فقط بين الغيم و التراب
" هيت لك" أيها المنذور للرؤى التائهة بين الغيم والتراب
ليس لك من مساءاتك غير لحظة عابرة في تلك القطرةِ حين تمسحها أكفهما ذات انتشاء تحت المطر
فهل تتذكر وجه الحبيبة - ملامحها- تفاصيل ضحكتها- ظلال ابتسامتها
هل تتذكر من أودع تلك الرعشة الدافئة في جوارحك
هل تذكر آخر كلماتها
حين أطبقت شفتاها
وأفصحت عيناها
التفت إلى صداي
ازجره
ألا تذكر ملامحها المرسومة على فنجان القهوة وهي تتسرب مع هيلها الساحر إلى جنبات روحي
ألا تذكر عينيها الموشومتين بالنوار
وشفتيها المنسرحتين في صباحاتي
ألا تذكر رجع ضحكتها
أغمض عينيك أيها المنذور للهوى والجنون
لملم روحك المتبعثرة مع ضحكاتها في المدى
وسوف ترى سماءً تفيضُ بك وبها كلما هبت الريح تساقطتما عطراً
على نافذة الهمس الموشومة بالمطر
د. فاطمة الصالح (همس المطر)
تشكيل
ابتسمي يا زهرة الياسمين
انثري عبيرك في الأرجاء
ولتشرق شفتاك عن الندى الهارب من صباحات الجبال
ولتتركي أجنحة الضباب تلعب في المسافة التي تخنق خطواتنا تجاه نبعةٍ منسيةٍ في أقاصي الخيال
أعيدي صياغة روحي ... شكليني ... وارسميني على جدران غرفتك وعلى الستائر
ولا تكترثي لجملة لا محل لها من الأحلام ، جملةٍ نتأت عن حدود الجفن فجرحت إغماضَتَهُ كي يظلّ على أهبة التفجّع والبكاء
هنا فوق الوسادة الخرساء أستنطق لحظات الغفو
حين تهجرني الأطياف البعيدة التي نأت في بلادٍ باردةِ الطين
ذات ليلةٍ هجم البياضُ على نافذتي ثلجاً
كأنّه جمراتٌ ضيّعت سرّ دفئها
ولاذت بضلوعي
ذات يوم هممت بأن أضمها
أن أعيد صياغة أبجدياتها العتيقة
أن أتلعثم بدفئها الساكن في تفاصيل مساءاتي
أن أحرق قوانين التوق والتبعثر في جزيئات الحنين
فأنكرتني كتبي والكراريس التي حفظت دقات قلبي كلما خطت قدماي خطوة تجاه مدرستي - كلما تذكرت عيني أبي تُسَرّعانِ عمري لأكبرَ
أكبرَ كثيراً وأمحو سنيّ الرهافةِ في أنوثتي
كنت أنثى على حد السيف صلبت دقائق عمري وثوانيه
ولم أتعجل يوماً فجر الحبّ
ولا دقة قلبي
أنكرتني احتضارات الحزن الساكن بخار أنفاسي على زجاج نافذة تعشق المطر
فتمنيتني قطرةً عالقةً على جبين حبيبين يسيران في عتمة البرد
ويضمان بعضهما على عجلٍ
وأنا أغلق أذني كي لا أسمع صدى صوت يجوس اشتعال بردهما قائلاً " هيت لك"
كأنّني منذورةٌ لاحتمالين فقط بين الغيم و التراب
" هيت لك" أيها المنذور للرؤى التائهة بين الغيم والتراب
ليس لك من مساءاتك غير لحظة عابرة في تلك القطرةِ حين تمسحها أكفهما ذات انتشاء تحت المطر
فهل تتذكر وجه الحبيبة - ملامحها- تفاصيل ضحكتها- ظلال ابتسامتها
هل تتذكر من أودع تلك الرعشة الدافئة في جوارحك
هل تذكر آخر كلماتها
حين أطبقت شفتاها
وأفصحت عيناها
التفت إلى صداي
ازجره
ألا تذكر ملامحها المرسومة على فنجان القهوة وهي تتسرب مع هيلها الساحر إلى جنبات روحي
ألا تذكر عينيها الموشومتين بالنوار
وشفتيها المنسرحتين في صباحاتي
ألا تذكر رجع ضحكتها
أغمض عينيك أيها المنذور للهوى والجنون
لملم روحك المتبعثرة مع ضحكاتها في المدى
وسوف ترى سماءً تفيضُ بك وبها كلما هبت الريح تساقطتما عطراً
على نافذة الهمس الموشومة بالمطر
د. فاطمة الصالح (همس المطر)