مهدي سيد مهدي
19/11/2010, 08:03 PM
إلى أمي . . .
صباحُكِ أنتِ يا أمي ثُم أما بعد , أعلم يا أمي إنني مازلتُ في عينيكِ صغيرًا رغم أنني تعديتُ السادسة و العشرين من العمر و أعلمُ أن فارق السن بيننا و اعتبارات أخرى لا أستطيع حصرها في رسالة لن تُغير من نظرتكِ تلك إلي و لا من كوني صغيركِ الغير مُدلل لما تبعني من إخوة نالوا منكِ أكثر مما نلت و لكن لا تكترثي لهذا الأمر كثيرًا فلطالما أحببتُ كوني إنسانًا مهضوم حقه في حياة أفضل و لهذا لم أمارس أي فن من فنون الحسد أو الحقد لا على إخوتي و لا على مُجتمعي و لا حتى على صديقي الذي فر ذات يوم بحبيبة القلب إلى مدينة بعيدة و تزوجها لذا فأنا لست سببًا في قتلها إياه ذات عُثرة و لست سببًا في فشل إخوتي الدراسي و لست سببًا فيما وصل إليه المُجتمع من انحلال شديد و ضياع في القيم و الأخلاق و السياسة و الاقتصاد و كرة القدم , أجل يا أمي هم السبب فيما آل إليه حالهم لست أنا .
أعلم يا أمي و لكن نظرتكِ تلك ينبغي أن تتغير قليلًا فأنا للأسف كبرتُ يا أمي كبرتُ إلى الحد الذي معه أستطيع أن أنافق رئيسي في العمل كي أنال مكافأة حسن سير و سلوك رغم ذهابي المتأخر في كل يوم و لا تقديري لزملائي الذين ينالون مني خيرًا كثيرًا بنشر فضائحهم على مستويات أعلى من السلطة تلك الفضائح التي تُسعد قلوبهم كثيرًا و تضحكهم فيقررون صرف مكافآت إضافية لي و يبتدعون لها تعريفات لا وجود لها لأنهم يمكنهم فعل كل شيء في نطاق واسع للسلطة بالأعلى كما يمنحون زملائي عقوبات هي خير لهم لأنها تمنع عنهم الحسد و تجعل حياتهم صعبة فلا تلتفت الانظار إليهم أرأيت يا أماه كم أنا طيب و أخاف على زملائي أرجوكِ أرجوكِ لا تلوميني على طيبة القلب في هذا الزمن يا أمي فما خفي كان أعظم .
لقد كبرتُ يا أمي إلى الحد الذي معه أستطيع أن أحتل قلوب الفتيات بسهولة شديدة و أن أنسج لهن قصائدًا تتغنى بحسنهن و جمالهن و أناقتهن رغم إنهن في الغالب لا يكن كذلك فأنال منهن ما ترغبه نفسي _ لا تُسيئي الظن يا أمي فما ترغبه نفسي منهن ليس حيوانيًا أبدًا فأنا فقط أقتات على مشاعرهن و أبثهن حزني و أحدثهن كثيرًا فهن يجدن الاستماع _ أنال ما ترغبه نفسي ثم أودعهن على أول محطة للرحيل لقد تعلمتُ من الدنيا أن الغاية تُبرر الوسيلة يا أمي و هو الدرس الذي نسي أبي أن يعلمني إياه حتى رحل و لم يترك لنا سوى خمسة جنيهات_ لاهتمامه بالوسيلة_ خمسة جنيهات احتفظت بها حتى أدعو له كلما رأيتها و أشكره كثيرًا إنه و رغم كل شيء عمل على ألا يترك لي و إخوتي هؤلاء الذين أحبهم جدًا كما تعلمين ثروة من شأنها أن توتر العلاقات بيني و بينهم فآكلهم أو يأكلونني و في الغالب كانوا سيأكلونني لأن الكثرة تغلب الشجاعة .
لقد كبرتُ يا أمي و لم أعد أخاف من الحياة حولي فقد تعلمتُ كيف أتعامل مع مواقفها بثبات كبير كيف أبتسم في وجوه المارة و أنا أعد لهم مفاجآت غير سارة كيف أضحكهم على أنفسهم حتى يقعون على الأرض بُكاء كيف أحميني من شرورهم بمنحهم جرعات محدودة من شروري جرعة واقية فقط يا أمي لا تقتلهم و إنما تعلمهم كيف يحترمون قدراتي و أعلم أن أعدائي كثيرون يا أمي ولكني لا أهتم بأمرهم كثيرًا فساعة موتي حين تجئ لن يوقفها أحد و إنسان مثلي يحمل فوق أكتافه كل شيء لا يُمكن أن يندم أو يخسر بسهولة و هم لحسن الحظ لا يُدركون ذلك فتظل محاولتهم مجرد محاولات لا ترقى لمستوى النيل مني .
كبرتُ يا أمي و أعلم أنني في عينيكِ مازلتُ صغيرًا و أنكِ مازلتِ تبحثين عن سُبل سعادتي و تريدين لي الاستقرار و عرضُكِ الأخير صدقيني مُغرٍ جدًا فتاة جميلة بيضاء و تعلمين كم أعشق اللون الأبيض رغم كل السواد في حياتي تُصلي و على استعداد للعيش و الوقوف إلى جانبي حتى في أحلك الظروف تحبني جدًا وقد كنت متأكدًا من ذلك يا أماه قبل حتى أن تصرحي لي به تعلمين أن أحاسيسي مُرهفة و تعلمين أيضًا عن قدرتي الخاصة على قراءة مشاعر من حولي و فوق كل ذلك عانت من حياة صعبة و أيام مريرة مثلي و لكن صدقيني يا أمي أنا لا أرغب بالزواج الآن أنا لا أتحجج لأنها ليست مُتعلمة و لا لأن أسلوبها فظ غليظ أحيانًا لدرجة تُجبل الآخر على كراهيتها و التعجب كيف لزهرة جميلة أن تمنح فجأة عطر يزكم الأنوف و لا لأنها لن تستطيع فهمي و التأقلم معي للفارق الشديد بين ثقافتينا صدقيني يا أمي كل هذه بالنسبة لي أمور تافهة يُمكنني التعامل معها و لكن المشكلة الحقيقية يا أمي هي أنا حياتي تلك التي لطالما كانت على المحك بكل ما فيها من بؤس شديد لا تقبل القسمة على اثنين أنا لا أرضى لامرأة مهما كانت أن تعيش تحت ظل عذاب تفرضه علي ظروفي كثيرًا كما إنني لن أدفع حُريتي ثمنًا لرغبة ساعة يا أمي .
لا تغرنكِ حُلتي الأنيقة يا أمي و لا العطر الذي دفعت فيه ربع راتبي قبل خمسة شهور و أضعه بقطارة لكيلا ينتهي سريعًا و حذائي الذي لا يفقد لمعانه أبدًا ذو الماركة المعروفة و لا ساعتي الأنيقة لا يغرنكِ مظهري يا أمي فأنا لا أملك في جيبي إلا عشرين جنيهًا فقط هي كل ما أملك من الدنيا على اعتبار أنني لن أسعى لبيع حاجياتي الآن كما كنت أفعل عند كل حاجة تعلمين أنني أفضل البيع على الاقتراض فمازال صديقي الذي أقرضني الألف جنيه يعض أصابع الندم حتى الآن لما قام به من خطأ عظيم حصنت نفسي من سوء عواقبه بأن سامحني حال لم أستطع أن أسدد له نقوده و هو ما يحدث الآن و ما سيستمر في الحدوث لفترة طويلة رُبما حتى أموت و رغم ذلك يا أمي أشعر أنني أغنى الناس فأنا أستطيع احتمال الجوع حال حدث و لأيام متواصلة و لكن تلك التي تريدين لها أن تُشاركني حياتي إلى أي مدى يمكنها احتمال قرصات البرد و سقوط المطر فوق رؤوسنا في الشتاء بسبب سقفنا الخشبي ؟ إلى أي مدى تستطيع احتمال الجوع ؟ و إن استطاعت فإلى أي مدى سيستطيع أبناؤنا حال وصولهم إلى دنيانا احتماله لا أحسبهم سيمارسون الرضاعة حتى يموتون يا أمي لا أحسبهم سيحتملون لسعات البرد .
انظري إلى وجهي يا أمي تمعني فيه جيدًا ثُم قارنيه بوجوه أصدقائي الذين تعجلوا السعادة بالزواج صغارًا فتلقفتهم أيادي الأحزان و الهموم واثق يا أمي أن نتيجة المقارنة ستكون في صالحي حتمًا .
أمي لا أحب أن أكون ولدكِ العاق يومًا لذا أرجوكِ كفي عن الاتيان بالعرائس لي و كُفي أيضًا عن الدعاء الذي يتعب أعصابي جدًا كلما سمعته يصدر عنكِ أو عن خالتي تلك التي لا يحبني أولادها و أشك في أنهم سبب هذا الدعاء لي بأن يرزقني الله ببنت الحلال فصدقيني يا أمي أنا أشك كثيرًا في كل بنت حلال تأتين لي بها لأنني أعلم أن شخصًا مثلي لا يجب أن يكون من نصيب بنت الحلال تلك التي تستحق قدرًا أفضل يا أمي تستحق رجلًا آخر يستطيع أن يكون أي شيء إلا نفسه لا في عمله فقط و لكن في حياته كلها و أنا لا أستطيع فعل ذلك يا أمي فأنا بالكاد أفقدني ساعات العمل .
أمي لا تصدقيني حين أقول لكِ إنني كبرت , فأمنيتي الوحيدة في الحياة أن أكبر يا أمي أكبر إلى الحد الذي معه أستطيع أن أنافق مديري و أخون أصدقائي و أتسبب لهم في المتاعب و أحصل على مكافآت جراء ذلك و أكسر قلوب الفتيات من حولي و أتركهن عند أول محطة للرحيل فأنا مازلتُ صغيرًا يا أمي صغير إلى الحد الذي لا يسمح لي إلا أن أكون صالحًا و من حُسن القدر أن للرجل تاريخ صلاحية أطول من المرأة يا أماه فلا تستعجلي رحيلي هو آت لا محالة يا أماه إن لم يكن بزواجي فبموتي .
أحبكِ و كثيرًا يا أمي
ابنكِ الصغير
صباحُكِ أنتِ يا أمي ثُم أما بعد , أعلم يا أمي إنني مازلتُ في عينيكِ صغيرًا رغم أنني تعديتُ السادسة و العشرين من العمر و أعلمُ أن فارق السن بيننا و اعتبارات أخرى لا أستطيع حصرها في رسالة لن تُغير من نظرتكِ تلك إلي و لا من كوني صغيركِ الغير مُدلل لما تبعني من إخوة نالوا منكِ أكثر مما نلت و لكن لا تكترثي لهذا الأمر كثيرًا فلطالما أحببتُ كوني إنسانًا مهضوم حقه في حياة أفضل و لهذا لم أمارس أي فن من فنون الحسد أو الحقد لا على إخوتي و لا على مُجتمعي و لا حتى على صديقي الذي فر ذات يوم بحبيبة القلب إلى مدينة بعيدة و تزوجها لذا فأنا لست سببًا في قتلها إياه ذات عُثرة و لست سببًا في فشل إخوتي الدراسي و لست سببًا فيما وصل إليه المُجتمع من انحلال شديد و ضياع في القيم و الأخلاق و السياسة و الاقتصاد و كرة القدم , أجل يا أمي هم السبب فيما آل إليه حالهم لست أنا .
أعلم يا أمي و لكن نظرتكِ تلك ينبغي أن تتغير قليلًا فأنا للأسف كبرتُ يا أمي كبرتُ إلى الحد الذي معه أستطيع أن أنافق رئيسي في العمل كي أنال مكافأة حسن سير و سلوك رغم ذهابي المتأخر في كل يوم و لا تقديري لزملائي الذين ينالون مني خيرًا كثيرًا بنشر فضائحهم على مستويات أعلى من السلطة تلك الفضائح التي تُسعد قلوبهم كثيرًا و تضحكهم فيقررون صرف مكافآت إضافية لي و يبتدعون لها تعريفات لا وجود لها لأنهم يمكنهم فعل كل شيء في نطاق واسع للسلطة بالأعلى كما يمنحون زملائي عقوبات هي خير لهم لأنها تمنع عنهم الحسد و تجعل حياتهم صعبة فلا تلتفت الانظار إليهم أرأيت يا أماه كم أنا طيب و أخاف على زملائي أرجوكِ أرجوكِ لا تلوميني على طيبة القلب في هذا الزمن يا أمي فما خفي كان أعظم .
لقد كبرتُ يا أمي إلى الحد الذي معه أستطيع أن أحتل قلوب الفتيات بسهولة شديدة و أن أنسج لهن قصائدًا تتغنى بحسنهن و جمالهن و أناقتهن رغم إنهن في الغالب لا يكن كذلك فأنال منهن ما ترغبه نفسي _ لا تُسيئي الظن يا أمي فما ترغبه نفسي منهن ليس حيوانيًا أبدًا فأنا فقط أقتات على مشاعرهن و أبثهن حزني و أحدثهن كثيرًا فهن يجدن الاستماع _ أنال ما ترغبه نفسي ثم أودعهن على أول محطة للرحيل لقد تعلمتُ من الدنيا أن الغاية تُبرر الوسيلة يا أمي و هو الدرس الذي نسي أبي أن يعلمني إياه حتى رحل و لم يترك لنا سوى خمسة جنيهات_ لاهتمامه بالوسيلة_ خمسة جنيهات احتفظت بها حتى أدعو له كلما رأيتها و أشكره كثيرًا إنه و رغم كل شيء عمل على ألا يترك لي و إخوتي هؤلاء الذين أحبهم جدًا كما تعلمين ثروة من شأنها أن توتر العلاقات بيني و بينهم فآكلهم أو يأكلونني و في الغالب كانوا سيأكلونني لأن الكثرة تغلب الشجاعة .
لقد كبرتُ يا أمي و لم أعد أخاف من الحياة حولي فقد تعلمتُ كيف أتعامل مع مواقفها بثبات كبير كيف أبتسم في وجوه المارة و أنا أعد لهم مفاجآت غير سارة كيف أضحكهم على أنفسهم حتى يقعون على الأرض بُكاء كيف أحميني من شرورهم بمنحهم جرعات محدودة من شروري جرعة واقية فقط يا أمي لا تقتلهم و إنما تعلمهم كيف يحترمون قدراتي و أعلم أن أعدائي كثيرون يا أمي ولكني لا أهتم بأمرهم كثيرًا فساعة موتي حين تجئ لن يوقفها أحد و إنسان مثلي يحمل فوق أكتافه كل شيء لا يُمكن أن يندم أو يخسر بسهولة و هم لحسن الحظ لا يُدركون ذلك فتظل محاولتهم مجرد محاولات لا ترقى لمستوى النيل مني .
كبرتُ يا أمي و أعلم أنني في عينيكِ مازلتُ صغيرًا و أنكِ مازلتِ تبحثين عن سُبل سعادتي و تريدين لي الاستقرار و عرضُكِ الأخير صدقيني مُغرٍ جدًا فتاة جميلة بيضاء و تعلمين كم أعشق اللون الأبيض رغم كل السواد في حياتي تُصلي و على استعداد للعيش و الوقوف إلى جانبي حتى في أحلك الظروف تحبني جدًا وقد كنت متأكدًا من ذلك يا أماه قبل حتى أن تصرحي لي به تعلمين أن أحاسيسي مُرهفة و تعلمين أيضًا عن قدرتي الخاصة على قراءة مشاعر من حولي و فوق كل ذلك عانت من حياة صعبة و أيام مريرة مثلي و لكن صدقيني يا أمي أنا لا أرغب بالزواج الآن أنا لا أتحجج لأنها ليست مُتعلمة و لا لأن أسلوبها فظ غليظ أحيانًا لدرجة تُجبل الآخر على كراهيتها و التعجب كيف لزهرة جميلة أن تمنح فجأة عطر يزكم الأنوف و لا لأنها لن تستطيع فهمي و التأقلم معي للفارق الشديد بين ثقافتينا صدقيني يا أمي كل هذه بالنسبة لي أمور تافهة يُمكنني التعامل معها و لكن المشكلة الحقيقية يا أمي هي أنا حياتي تلك التي لطالما كانت على المحك بكل ما فيها من بؤس شديد لا تقبل القسمة على اثنين أنا لا أرضى لامرأة مهما كانت أن تعيش تحت ظل عذاب تفرضه علي ظروفي كثيرًا كما إنني لن أدفع حُريتي ثمنًا لرغبة ساعة يا أمي .
لا تغرنكِ حُلتي الأنيقة يا أمي و لا العطر الذي دفعت فيه ربع راتبي قبل خمسة شهور و أضعه بقطارة لكيلا ينتهي سريعًا و حذائي الذي لا يفقد لمعانه أبدًا ذو الماركة المعروفة و لا ساعتي الأنيقة لا يغرنكِ مظهري يا أمي فأنا لا أملك في جيبي إلا عشرين جنيهًا فقط هي كل ما أملك من الدنيا على اعتبار أنني لن أسعى لبيع حاجياتي الآن كما كنت أفعل عند كل حاجة تعلمين أنني أفضل البيع على الاقتراض فمازال صديقي الذي أقرضني الألف جنيه يعض أصابع الندم حتى الآن لما قام به من خطأ عظيم حصنت نفسي من سوء عواقبه بأن سامحني حال لم أستطع أن أسدد له نقوده و هو ما يحدث الآن و ما سيستمر في الحدوث لفترة طويلة رُبما حتى أموت و رغم ذلك يا أمي أشعر أنني أغنى الناس فأنا أستطيع احتمال الجوع حال حدث و لأيام متواصلة و لكن تلك التي تريدين لها أن تُشاركني حياتي إلى أي مدى يمكنها احتمال قرصات البرد و سقوط المطر فوق رؤوسنا في الشتاء بسبب سقفنا الخشبي ؟ إلى أي مدى تستطيع احتمال الجوع ؟ و إن استطاعت فإلى أي مدى سيستطيع أبناؤنا حال وصولهم إلى دنيانا احتماله لا أحسبهم سيمارسون الرضاعة حتى يموتون يا أمي لا أحسبهم سيحتملون لسعات البرد .
انظري إلى وجهي يا أمي تمعني فيه جيدًا ثُم قارنيه بوجوه أصدقائي الذين تعجلوا السعادة بالزواج صغارًا فتلقفتهم أيادي الأحزان و الهموم واثق يا أمي أن نتيجة المقارنة ستكون في صالحي حتمًا .
أمي لا أحب أن أكون ولدكِ العاق يومًا لذا أرجوكِ كفي عن الاتيان بالعرائس لي و كُفي أيضًا عن الدعاء الذي يتعب أعصابي جدًا كلما سمعته يصدر عنكِ أو عن خالتي تلك التي لا يحبني أولادها و أشك في أنهم سبب هذا الدعاء لي بأن يرزقني الله ببنت الحلال فصدقيني يا أمي أنا أشك كثيرًا في كل بنت حلال تأتين لي بها لأنني أعلم أن شخصًا مثلي لا يجب أن يكون من نصيب بنت الحلال تلك التي تستحق قدرًا أفضل يا أمي تستحق رجلًا آخر يستطيع أن يكون أي شيء إلا نفسه لا في عمله فقط و لكن في حياته كلها و أنا لا أستطيع فعل ذلك يا أمي فأنا بالكاد أفقدني ساعات العمل .
أمي لا تصدقيني حين أقول لكِ إنني كبرت , فأمنيتي الوحيدة في الحياة أن أكبر يا أمي أكبر إلى الحد الذي معه أستطيع أن أنافق مديري و أخون أصدقائي و أتسبب لهم في المتاعب و أحصل على مكافآت جراء ذلك و أكسر قلوب الفتيات من حولي و أتركهن عند أول محطة للرحيل فأنا مازلتُ صغيرًا يا أمي صغير إلى الحد الذي لا يسمح لي إلا أن أكون صالحًا و من حُسن القدر أن للرجل تاريخ صلاحية أطول من المرأة يا أماه فلا تستعجلي رحيلي هو آت لا محالة يا أماه إن لم يكن بزواجي فبموتي .
أحبكِ و كثيرًا يا أمي
ابنكِ الصغير