كرمل
23/11/2010, 10:45 AM
ليلك الغرير، اشراقة المساء، عزلة الشتاء، سريرك الدافئ، عطرك الذي أتصدق به على الفقراء كل عيد، نورسك الضحوك، وشاية البنفسج، ظهرك المصاب بالغضروف الشديد، سجادة صلاتك وملامحك التي تشبه سكة الحديد، وكأنك سفر طويل ومشوار ومسافة وطوفان يرتع فيما أكتب. الناس نيام وأنا أعاقر الرثاء، أتحدى الكلمات بداء الكتابة، بمقومات العزلة على أرضية هذا السجن المفتوح، طنين العود وتقاسيم فريد، ورائحة الربيع التي تبعث الوحشة في هذا الخواء الشاهق، كل شيء يدفعني للجنون، علبة السجائر، الصراع القائم بين ارتعاش يدي وطيفك الأزلي حين يأتي لذاكرتي المخرومة بالحشيش، صراع في صراع هذا الليل الطويل وأنا مرمي أرهن ما لدي لأمارس طقوسي، أستجدي ما تبقى من قوى عندي لأقاوم حالة الركود.. طقوسي تلك التي تشعرني بالبهجة حين أقص الحزن القاتم فيّ، إنها الحالة التي تنفيني من هذا العالم الضال، إنها حالة الكتابة التي أحيا بأزليتها رغم رائحة السوء المنبعثة من سكناي..
النوم يقاطعني ودون جدوى أواصل الدق معي، تشتد التقاسيم، ودون صبر أحمل ضجري ونشوتي وشتائي، أركض نحوك كغزال بائد.. وبرغم مطبات الحنين التي تقاسمني كل شي، أهرب من احتمالاتي من جفاف السماء، من تعبي وجسمي الهزيل، من وجهي الممزق وآمالي المتلاشية، من عيوني الثملة وخاطري المكسور، من صوتي المبحوح أهرب، ومن ذلك العود الذي تقطعت أوتاره ومارس السعال، ومن هذا النباح الطويل في الشتاء، من كل شيء.
العالم يا صديقتي ورق ينازع الحبر، وحبر ينازع الورق، وموت ينازع الموت وشيء ممل يغل فينا.. كدمات الماضي، دماء الذاكرة.. حكايا الغرباء البائسة.. أرسمك يا صديقتي في آونة الحاضر، مع رشرشة السماء وتحليق العصافير، في غرفة الإنعاش وزوايا القطاع.
ويتضح لي أنك كلوحة خزفية داخل زنزانة الوقت، أنت هبة الحياة أيتها الوديعة، استريحي، خذي قيلولة للغناء، لن يسعفني من حزني ورثائي سوى الغناء، فغني لي، إلى أن يتسع المدى لنازية صوتك الحزين.
النوم يقاطعني ودون جدوى أواصل الدق معي، تشتد التقاسيم، ودون صبر أحمل ضجري ونشوتي وشتائي، أركض نحوك كغزال بائد.. وبرغم مطبات الحنين التي تقاسمني كل شي، أهرب من احتمالاتي من جفاف السماء، من تعبي وجسمي الهزيل، من وجهي الممزق وآمالي المتلاشية، من عيوني الثملة وخاطري المكسور، من صوتي المبحوح أهرب، ومن ذلك العود الذي تقطعت أوتاره ومارس السعال، ومن هذا النباح الطويل في الشتاء، من كل شيء.
العالم يا صديقتي ورق ينازع الحبر، وحبر ينازع الورق، وموت ينازع الموت وشيء ممل يغل فينا.. كدمات الماضي، دماء الذاكرة.. حكايا الغرباء البائسة.. أرسمك يا صديقتي في آونة الحاضر، مع رشرشة السماء وتحليق العصافير، في غرفة الإنعاش وزوايا القطاع.
ويتضح لي أنك كلوحة خزفية داخل زنزانة الوقت، أنت هبة الحياة أيتها الوديعة، استريحي، خذي قيلولة للغناء، لن يسعفني من حزني ورثائي سوى الغناء، فغني لي، إلى أن يتسع المدى لنازية صوتك الحزين.