فتحية الشبلي
14/12/2010, 01:42 AM
آل المطر الكِرام .... طابت أوقاتكم بكل خير .
أسئلة الأطفال المحرجة وكيفية التعامل معها ، تعد من المواقف التي يواجهها الكثيرين منَّا ، سواءً كانوا آباء أو أمهات ، أو معلمين ، وفي هذه الفسحة أحببتُ إلقاء الضوء بشكل مبسط عن هذا الموضوع .
فكثيراً ما يجد الكبار أنفسهم في مواقف محرجة مع الصغار و ذلك بسبب تساؤلاتهم التي قد تكون مفأجاة بالنسبة للبعض ، قد يأتي الطفل إلى أمه ليسألها ؟؟
أين الله ؟!
ما هو الموت ؟!
من أين جئت ؟!
وأسئلة كثيرة قد يصعب على الأم تقديم الإجابة الوافية عنها بشكلٍ مناسب ، وقد تعتبر الأم أن مثل هذه الأسئلة غير هامة ، وتتهرب من الإجابة عنها أو تجيب بكلام مُبهم لا يمت للحقيقة بصلة، وهذا خطأٌ كبير ...
فالطفل من حقه أن يعرف ويسأل ، وإذا لم يعرف الإجابة سوف يشعر بالحيرة والقلق والتوتر النفسي، بل والخوف أحيانًا.
وتخطئ الأم إذا لجأت إلى الصمت تجاه أسئلة طفلها، لأن الطفل سيحاول معرفة الإجابة من زملائه، أو بأي أسلوب آخر، مما قد يضره نفسيَّا، ويضلله علميَّا.
وذلك من الممكن يؤدي إلى انطوائه عن الحياة الاجتماعية مستقبلاً .
أسباب أسئلة الأطفال المحرجة ....
تكثر أسئلة الطفل في السنوات الأولى من عمره ، من سن عامين إلى خمسة أعوام بسبب مخاوفه ، وعدم وجود خبرة سابقة مباشرة، ومن الأسباب العديدة لأسئلة الطفل ما يلي :ـ
(1) الخوف والقلق ، فالأطفال يسألون كثيرًا عما يخافون منه؛ طلبًا للشعور بالأمن والطمأنينة من خطر المجهول، فهم يخافون حتى ولو لم يهاجمهم في حياتهم حيوان كالكلب أكرمكم الله ، أو الذئب أو خلافه، وهم يخافون اللصوص والمجرمين والمتسولين .
(2) حب الاستطلاع ، فهو يجهل ما حوله وما يحدث، ويريد أن يعرفه ، وهذا شئ طبيعي عند معظم الأطفال .
(3) الاستحواذ على الانتباه، والحصول على الاهتمام ، فكثير من الأطفال يسأل من حوله ، من أجل إثارة الاهتمام به وجذب الانتباه إليه .
(4) المقاومة والتمرد على الكبار، أو السخط على سلطة الأب والأم أو غيرهما.
(5) ممارسة اللغة والمباهاة بها، لإدراكه أنه أصبح يتقن لغة الكلام والمخاطبة والتفاهم.
وقد تتصرف بعض الأمهات حِيال أسئلة أطفالهن بطرق تتخذ عدة أشكال ، وتأخذ صورًا متعددة منها ما يلي .
(1) التهرب من الإجابة بالصمت.
(2) تجاهل الأمر، وتغيير موضوع الحديث.
(3) الإجابة بردود غير مقنعة وغير صحيحة، أو بإجابات عشوائية.
(4) الإجابة الصحيحة وبشكل علمي.
وتصرف الأم الصحيح تجاه أسئلة طفلها أن تهتم بتساؤلاته، وأن تجيبه بإجابة مناسبة لمستوي تفكيره ، وأن تكون الإجابات محددة ، مبسطة، قصيرة، وبطريقة ذكية لا تتطلب التدقيق والتفاصيل، ولا تثير لدى الطفل أسئلة أخرى، وأن تكون مناسبة مع مداركه ومزاجه الشخصي.
وترجع أهمية إجابة الأم على أسئلة طفلها إلى ما يلي ....
(1) زيادة الثقة بالنفس، وتحقق الهدف الذي سأل من أجله.
(2) مُساعدته على النمو نفسيَّا بشكل سوي ، وعلى التكيف الاجتماعي.
(3) تنمية مقدرته اللغوية.
(4) إكسابه الأخذ والعطاء.
(5) تعليمه الإصغاء والاستماع.
(6) استمتاعه بمشاركة والديه وجدانيَّا.
وعلى كل أب ، وأم أن يضعا في اعتبارهما ، أنه من الأفضل أن يتعلم طفلهما من خلال أسئلته ما يتعلق بالتربية الجنسية السليمة، بدلا من تلقيه بعض المعلومات الخاطئة غير الصحيحة من أصدقاء السوء أو من مصادر أخري مشبوهة.
وإذا وجه الطفل أسئلة لا تعرف الأم الإجابة عنها، فيُمكنها أن تقول له هذا سؤال جيد ، ولكن لا أستطيع الإجابة عنه ، فسوف نسأل والدك أو نبحث عن الإجابة في أحد الكتب ، وذلك كنوع من الهدنة للوصول إلى الإجابة المناسبة .
وعندما تشجع الأم طفلها على توجيه الأسئلة، وتعطيه إجابات وافية، فأنها تجعله سعيدًا سويَّا، ويشعر أنه ذو قيمة عند أبويه، وأن له شأنًا، وأن لديهما ما يحتاج إليه وما يفيده.
ومن حق الطفل على المحيطين به الإجابة عن كل تساؤلاته، وذلك لأنه فطر على حب الاستطلاع لمعرفة ما يدور حوله.
وهذه المعرفة التي يحصل عليها تدفعه لمعرفة ذاته، ومعرفة الكون المحيط به، وإلى المعرفة الحقيقية بالإله الخالق، فمتي عرف الولد ربه، استطاع أن يعبده حق عبادته.
وقد أودع الله روح البحث والتساؤل في الإنسان منذ بداية حياته... غير أن معظم المربين (آباء وأمهات وغيرهم) يرتكبون أخطر الأخطاء حينما يقتلون هذه الروح، وذلك عندما يتجاهلون تساؤلات الأطفال واستفساراتهم، بل يضيقون ذرعًا بها وبهم، فيهربون من الإجابة عن تساؤلاتهم، ويصدونهم بطريقة خاطئة ، وهذا خطأ تربوي فادح يقع فيه بعض الآباء والأمهات ، وحتى المعلمين .
وقد يكون من المفيد أيضًا أن لا تنتظر الأم حتى يسألها ولدها، بل عليها أن تبدأه هي بالتعليم والإرشاد، وتوجيهه إلى ما يجهله، وما يجب عليه معرفته، مراعية فى ذلك سنه وقدراته، وقد يصير هذا الأمر واجبًا عليها إذا أحست أن ابنها لا يسأل، ولا يحب أن يعرف، فإن سلوكها هذا سيلفت نظره إلى ضرورة المعرفة واستكشاف العالم من حوله .
أرجو أن يكون الموضوع ذو فائدة لكل قارئ ومربي ونسأل الله التوفيق للجميع ..
تحاياي واحترامي للجميع ....إملاءات المطر
أسئلة الأطفال المحرجة وكيفية التعامل معها ، تعد من المواقف التي يواجهها الكثيرين منَّا ، سواءً كانوا آباء أو أمهات ، أو معلمين ، وفي هذه الفسحة أحببتُ إلقاء الضوء بشكل مبسط عن هذا الموضوع .
فكثيراً ما يجد الكبار أنفسهم في مواقف محرجة مع الصغار و ذلك بسبب تساؤلاتهم التي قد تكون مفأجاة بالنسبة للبعض ، قد يأتي الطفل إلى أمه ليسألها ؟؟
أين الله ؟!
ما هو الموت ؟!
من أين جئت ؟!
وأسئلة كثيرة قد يصعب على الأم تقديم الإجابة الوافية عنها بشكلٍ مناسب ، وقد تعتبر الأم أن مثل هذه الأسئلة غير هامة ، وتتهرب من الإجابة عنها أو تجيب بكلام مُبهم لا يمت للحقيقة بصلة، وهذا خطأٌ كبير ...
فالطفل من حقه أن يعرف ويسأل ، وإذا لم يعرف الإجابة سوف يشعر بالحيرة والقلق والتوتر النفسي، بل والخوف أحيانًا.
وتخطئ الأم إذا لجأت إلى الصمت تجاه أسئلة طفلها، لأن الطفل سيحاول معرفة الإجابة من زملائه، أو بأي أسلوب آخر، مما قد يضره نفسيَّا، ويضلله علميَّا.
وذلك من الممكن يؤدي إلى انطوائه عن الحياة الاجتماعية مستقبلاً .
أسباب أسئلة الأطفال المحرجة ....
تكثر أسئلة الطفل في السنوات الأولى من عمره ، من سن عامين إلى خمسة أعوام بسبب مخاوفه ، وعدم وجود خبرة سابقة مباشرة، ومن الأسباب العديدة لأسئلة الطفل ما يلي :ـ
(1) الخوف والقلق ، فالأطفال يسألون كثيرًا عما يخافون منه؛ طلبًا للشعور بالأمن والطمأنينة من خطر المجهول، فهم يخافون حتى ولو لم يهاجمهم في حياتهم حيوان كالكلب أكرمكم الله ، أو الذئب أو خلافه، وهم يخافون اللصوص والمجرمين والمتسولين .
(2) حب الاستطلاع ، فهو يجهل ما حوله وما يحدث، ويريد أن يعرفه ، وهذا شئ طبيعي عند معظم الأطفال .
(3) الاستحواذ على الانتباه، والحصول على الاهتمام ، فكثير من الأطفال يسأل من حوله ، من أجل إثارة الاهتمام به وجذب الانتباه إليه .
(4) المقاومة والتمرد على الكبار، أو السخط على سلطة الأب والأم أو غيرهما.
(5) ممارسة اللغة والمباهاة بها، لإدراكه أنه أصبح يتقن لغة الكلام والمخاطبة والتفاهم.
وقد تتصرف بعض الأمهات حِيال أسئلة أطفالهن بطرق تتخذ عدة أشكال ، وتأخذ صورًا متعددة منها ما يلي .
(1) التهرب من الإجابة بالصمت.
(2) تجاهل الأمر، وتغيير موضوع الحديث.
(3) الإجابة بردود غير مقنعة وغير صحيحة، أو بإجابات عشوائية.
(4) الإجابة الصحيحة وبشكل علمي.
وتصرف الأم الصحيح تجاه أسئلة طفلها أن تهتم بتساؤلاته، وأن تجيبه بإجابة مناسبة لمستوي تفكيره ، وأن تكون الإجابات محددة ، مبسطة، قصيرة، وبطريقة ذكية لا تتطلب التدقيق والتفاصيل، ولا تثير لدى الطفل أسئلة أخرى، وأن تكون مناسبة مع مداركه ومزاجه الشخصي.
وترجع أهمية إجابة الأم على أسئلة طفلها إلى ما يلي ....
(1) زيادة الثقة بالنفس، وتحقق الهدف الذي سأل من أجله.
(2) مُساعدته على النمو نفسيَّا بشكل سوي ، وعلى التكيف الاجتماعي.
(3) تنمية مقدرته اللغوية.
(4) إكسابه الأخذ والعطاء.
(5) تعليمه الإصغاء والاستماع.
(6) استمتاعه بمشاركة والديه وجدانيَّا.
وعلى كل أب ، وأم أن يضعا في اعتبارهما ، أنه من الأفضل أن يتعلم طفلهما من خلال أسئلته ما يتعلق بالتربية الجنسية السليمة، بدلا من تلقيه بعض المعلومات الخاطئة غير الصحيحة من أصدقاء السوء أو من مصادر أخري مشبوهة.
وإذا وجه الطفل أسئلة لا تعرف الأم الإجابة عنها، فيُمكنها أن تقول له هذا سؤال جيد ، ولكن لا أستطيع الإجابة عنه ، فسوف نسأل والدك أو نبحث عن الإجابة في أحد الكتب ، وذلك كنوع من الهدنة للوصول إلى الإجابة المناسبة .
وعندما تشجع الأم طفلها على توجيه الأسئلة، وتعطيه إجابات وافية، فأنها تجعله سعيدًا سويَّا، ويشعر أنه ذو قيمة عند أبويه، وأن له شأنًا، وأن لديهما ما يحتاج إليه وما يفيده.
ومن حق الطفل على المحيطين به الإجابة عن كل تساؤلاته، وذلك لأنه فطر على حب الاستطلاع لمعرفة ما يدور حوله.
وهذه المعرفة التي يحصل عليها تدفعه لمعرفة ذاته، ومعرفة الكون المحيط به، وإلى المعرفة الحقيقية بالإله الخالق، فمتي عرف الولد ربه، استطاع أن يعبده حق عبادته.
وقد أودع الله روح البحث والتساؤل في الإنسان منذ بداية حياته... غير أن معظم المربين (آباء وأمهات وغيرهم) يرتكبون أخطر الأخطاء حينما يقتلون هذه الروح، وذلك عندما يتجاهلون تساؤلات الأطفال واستفساراتهم، بل يضيقون ذرعًا بها وبهم، فيهربون من الإجابة عن تساؤلاتهم، ويصدونهم بطريقة خاطئة ، وهذا خطأ تربوي فادح يقع فيه بعض الآباء والأمهات ، وحتى المعلمين .
وقد يكون من المفيد أيضًا أن لا تنتظر الأم حتى يسألها ولدها، بل عليها أن تبدأه هي بالتعليم والإرشاد، وتوجيهه إلى ما يجهله، وما يجب عليه معرفته، مراعية فى ذلك سنه وقدراته، وقد يصير هذا الأمر واجبًا عليها إذا أحست أن ابنها لا يسأل، ولا يحب أن يعرف، فإن سلوكها هذا سيلفت نظره إلى ضرورة المعرفة واستكشاف العالم من حوله .
أرجو أن يكون الموضوع ذو فائدة لكل قارئ ومربي ونسأل الله التوفيق للجميع ..
تحاياي واحترامي للجميع ....إملاءات المطر