عبدالرحيم فرغلي
21/12/2010, 12:51 PM
يا ابنة الشمس أحبك .. بزرقة خديكِ .. بسمرة مسائكِ .. بفستانك المعتّق برائحة التوحيد .. بترابكِ الذي يغسل ماء المطر فيجعله أزهى وأجمل .. بحرير الرمل الناعم وقد تدلى من كتف الصباح .. بكعبتك التي ترفع رأسي هيبة وتخفضه حياء .. بالمنورة وهي تتباهى بين قبتها وقبائها .. بجبالك حين تغيظها السماء بسموقها .. فتنصب قدميها وتنفخ خاصرتها وتقول .. حتى أنا .
هيا نهرب يا حبيبتي .. فالتاريخ سيتسع لنا .. نتنفس بأرواحنا المخنوقة حكايات العظماء .. لعل الملائكة أنزلتهم مع آي القرآن .. يقولون أن الشياطين في زمانهم كانت أقزاماً يركلونها في الطرقات .. وأن أحاديثهم تأتيهم كل صباح مغلفة بثمار الجنة .. وأن نوافذهم صغيرة لكن يشع منها نور يضئ ظلمة الأرض .. وفي عيونهم قلوب يرون بها زيف الدنيا وخداعها .. لكن أخاف يا حبيبتي .. أن نعود لزماننا هذا .. فلا نحتمل وجوهنا .
كنوزك يا غالية يحرسها الجن .. والمشعوذون وحدهم يُظهرونها .. ينفثون على الأنظمة فتنحل العقد .. يطلقون العزائم فتتسلل أموال الفقراء لأيديهم الناعمة .. يتمتمون فينطلق بخور الإعلام مكبراً .. وتلاميذهم كالحشائش تنبت في كل مكان .. لألسنتهم رائحة الربيع ونكهة الفصيح .. ونحن أبناؤك سيدتي .. تعبنا من دعائنا لهم بطول العمر .
قلوب البشر تمشي بلا وجوه .. حائرة .. فقدت عيونها سهواً .. دماؤها هاجرت وحين عادت وجدت خفاشاً مكانها .. تلملم المساء من أدغال همومها وأحزانها .. وتفرش به أركان الصباح .. والحرية ثرثرة تجيدها .. وفي شهواتها قيودها .. وتصيح .. يا مانحة النور أدركينا .. لكن تجيبي حبيبتي بدماء مهاجرة .
مذ ألتقيتكِ .. وأنت مسافرة .. رائحة المطارات تفوح من أبراجك الفاخرة .. من عرى طرقاتنا الهزيلة .. من خمرة قراراتك الخائبة .. من الفوضى التي نضع بها مناهج أبنائنا .. من كتّاب صحفك وحروفهم تتقافز قروداً من شرق لغرب .. حتى فتاوينا لها نكهة الغرباء .. وأناديكِ .. يا فتنتي يكفيك غربة .. عودي .. فالمرايا لن تمنحنا غير وجوهنا .
لم يزل ماؤك شهياً للوضوء .. وفي فضائك متسع للسجود .. والنخل يرفع أغصانه من ركوع خاشع .. والبناية هناك أراها سجادة تضع عليها الريح جبهتها .. لكني أخشى يا حبيبتي أن أصحو يوماً فلا أجدك .. حينها سأزرع عيوناً في الشجر .. في القمر .. في المطر .. ليشاركوني صخب البكاء .
هيا نهرب يا حبيبتي .. فالتاريخ سيتسع لنا .. نتنفس بأرواحنا المخنوقة حكايات العظماء .. لعل الملائكة أنزلتهم مع آي القرآن .. يقولون أن الشياطين في زمانهم كانت أقزاماً يركلونها في الطرقات .. وأن أحاديثهم تأتيهم كل صباح مغلفة بثمار الجنة .. وأن نوافذهم صغيرة لكن يشع منها نور يضئ ظلمة الأرض .. وفي عيونهم قلوب يرون بها زيف الدنيا وخداعها .. لكن أخاف يا حبيبتي .. أن نعود لزماننا هذا .. فلا نحتمل وجوهنا .
كنوزك يا غالية يحرسها الجن .. والمشعوذون وحدهم يُظهرونها .. ينفثون على الأنظمة فتنحل العقد .. يطلقون العزائم فتتسلل أموال الفقراء لأيديهم الناعمة .. يتمتمون فينطلق بخور الإعلام مكبراً .. وتلاميذهم كالحشائش تنبت في كل مكان .. لألسنتهم رائحة الربيع ونكهة الفصيح .. ونحن أبناؤك سيدتي .. تعبنا من دعائنا لهم بطول العمر .
قلوب البشر تمشي بلا وجوه .. حائرة .. فقدت عيونها سهواً .. دماؤها هاجرت وحين عادت وجدت خفاشاً مكانها .. تلملم المساء من أدغال همومها وأحزانها .. وتفرش به أركان الصباح .. والحرية ثرثرة تجيدها .. وفي شهواتها قيودها .. وتصيح .. يا مانحة النور أدركينا .. لكن تجيبي حبيبتي بدماء مهاجرة .
مذ ألتقيتكِ .. وأنت مسافرة .. رائحة المطارات تفوح من أبراجك الفاخرة .. من عرى طرقاتنا الهزيلة .. من خمرة قراراتك الخائبة .. من الفوضى التي نضع بها مناهج أبنائنا .. من كتّاب صحفك وحروفهم تتقافز قروداً من شرق لغرب .. حتى فتاوينا لها نكهة الغرباء .. وأناديكِ .. يا فتنتي يكفيك غربة .. عودي .. فالمرايا لن تمنحنا غير وجوهنا .
لم يزل ماؤك شهياً للوضوء .. وفي فضائك متسع للسجود .. والنخل يرفع أغصانه من ركوع خاشع .. والبناية هناك أراها سجادة تضع عليها الريح جبهتها .. لكني أخشى يا حبيبتي أن أصحو يوماً فلا أجدك .. حينها سأزرع عيوناً في الشجر .. في القمر .. في المطر .. ليشاركوني صخب البكاء .