المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتماءُ الكتابة .. بين الانفتاح الثقافيِّ والهويّة


عبير محمد الحمد
27/12/2010, 12:43 PM
(انتماءُ الكتابة .. بين الانفتاح الثقافيِّ والهويّة )
.
http://img103.herosh.com/2010/12/27/742762415.jpg
http://i29.tinypic.com/wvs7r4.jpg
.
.

الانفتاحُ الثقافيّ العالميّ الذي نشهدُ الآنَ
طالنا - نحن العربَ المسلمين- بيده الملساء التي لم يألفها قومٌ اخشوشنوا منذ أمد التاريخِ؛ فذهب الدمقسُ والحرير بألبابهم على عادة البدويِّ في شوارعِ العاصمة!
وحتى لا أُتَّهم بأني متخلفة, ومنغلقةٌ على ذاتي, وأعيش وهْمَ المؤامرة؛ فإني لن أقول إن هذا الانفتاحَ يضعُنا نصبَ عينيه, أو يتقصّدُنا لأهدافٍ قذرةٍ يُدركُها ولا نملكُ (في غمرة انبهارنا) وقتًا لنُدركْ!
بل يكفيني أن أقول إننا أمة اعتادت ألاّ تغربل, وألاّ تنتقي من هذه العولمة أطايبها, وألا تحتطب إلا في الليل وكأنّ الله جعل الليل عليها سرمدًا!
وليس أحدٌ منكرًا أن هذه العولمة التي طالت حياتنا ونوع لباسنا وطرائق معيشتنا وأصناف طعامنا وسائر أمورنا الصغيرة قد طالت – مع شديد الأسف – ثوابتَنا وقيمَنا العظيمة وهويتَنا الخاصة التي في مقدَّمها:
اللغةُ المكتوبةُ والمنطوقةُ التي هي وسيلة تواصلنا مع من حولنا.
والأدبُ الذي هو القالب الدقيق لأفكارنا, ينقلها عنا بمقاسها تمامًا ويقدمنا من خلالها للعالم الأرحب وللثقافات الأخرى.
وحين لا يعي أفراد هذا المجال من الأدباء والكتاب أنّ هنالك طابعًا وهوية تميُّزنا عن الآخرين وتعبِّر عنا باختلافْ؛
تكونُ الأزمة الحقيقية للانتماء الفكريّ الكتابيّ!
.
.
.
.
لن أتحدث أيضًا عن ذلك النوع المدجَّن / المؤدلَج من الأدباء
لأنهم ينطلقون من فِكرٍ فاسدٍ وعقول أعيد تشكيلُها, ويعون أثر كل حرفٍ يكتبونه وهدَفَهُ ويتنبؤون بِصداه!
بل سأتحدث عن ذلك النوع الذي أراه ضحيةً غافلةً مُغيَّبة, ولقمة سائغةً لذلك الانفتاح,
عن ذلك الجيل الجديد من الكتّاب الذي وجدَ نفسه أمام كم هائل من نتاج الثقافات الأخرى التي لا نتقاطع معها في لغة ولا في بيئة اجتماعية ولا دينية ولا فكرية
(متمثلة في الشعر المترجم والروايات المترجمة بخاصة)
فراح ينهل منها بلا وعي, متجاهلاً أن الارتكاز الثقافيّ الأول والأمتن والأقوى يجب أن يكون على الثقافة الأم, قراءة واطلاعًا وتأثرًا .. وتعلمًا وغوصًا ونهلاً من عيون الأدب العربي النقيّة,
ثم الانطلاق بهوية متينة وانتماء راسخ للاطلاع على ماسواه من الآداب.
لذلك نجد هذا الجيل من مثقفينا الجدد تائهًا في خليط
وبدلاً من أن يرتقي بمبادئه في الانفتاح على الآخر ويفهم ضرورة تلاقح الثقافات
والفائدة العظيمة منه في فتح آفاق جديدة وتعلم أساليب جديدة والانطلاق برؤى مختلفة تنم عن وعينا ولا تصطدم مع ثابتنا وتحفظ لنا هويتنا؛
وجدناهُ يهبط إلى دَرْك الانسلاخ من هويته والذوبان في ثقافات وبيئات لا تمت له بصله ويضيع فيها ويتقمصها بشكل مقيت
ثم يمسك قلمه ليكتب لنا أدبًا أعوج / أعرج لا يكاد يقف على قدميه ليعبّر عن ثقافةٍ ما !!
ولولا أنه مُذيل باسمِ كاتبه العربيّ لظنناه أدبًا مترجمًا !!
وإنك لـَتلمحُ فيهم: ضعف السليقة العربية, وكثرة الأخطاء اللغوية والإملائية و النحوية , واستخدام أساليب تتعارض مع قواعد العربية لأنها منقولة بحرفها عن لغة أخرى
وما ذلك إلا لاستعاضتهم عنها بسواها في مرحلة التكوين الثقافي الأول .
..
ولعل نقرة بحثٍ بسيطة عبر محرك (google) تجعلك تقع على كم لا يستهان به من النماذج التي تحمل لنا فداحة الأزمة وأثرها على الحقبة القادمة للأدب المحسوب على (العرب)

وقد أدرجت منها على سبيل المثال ( النماذج منسوخة من المواقع الشبكية كما هي بأخطائها دون أي تعديل ) :

سأتهم التقويم الهجري
واسحب من يسوع شهادة الغفران
واصلب جسدي على نهديها
انا بشارة الحب
وانتي بسمة الخلاص
اشهد انه لا عاشق غيري
ولا حبيبة سممت كل مساماتي بشوقها مثلك

(من نص: هلوسات مجنون / للكاتب : عمار جنيد )
..

ويقول آخر:
وسقطَت هناك
مغشيا عليها
تطلب الغفران
وتغسل بوضوئها فيك ذنوب الأصابع
صدى صوتك يمسح عن جبين دفاتري حزن قصائدها العتيق
يمسك بناصيتها
ويجرها بعيدا عن مدينة الفرح الآتي
ويقول لقابلة القصيدة
عمّديني بالشبق الوردي
وعندما يأتي المساء
تجولي في تيه أعماقي


(من نص :رسائل قصيرة / للكاتب :الجندول )

ومن نص آخر:
كـ قِسٍ شديد الوسامة , وأنا الراهبة في دير مبادئي ,
أُردد خلفك صلواتي وشوقي يشتعل ..!
..
لا تتلو أسفارك أمامي , تهديني الرشاد ,
كافرة أنا بها , وسأمارس خطيئتي بك ,
ولـ أذهب إلى الجحيم ..!
..
إبتعت صكوك الغفران بنبيذٍ أشرب نخبه فوق حصير " أناك " ,
بحق الإله متى أصحوا .!

(من نص: مطر / للكاتبة : مانوليا
...
وهذا آخر يقول :
شكراً لـ الرب
لأنه جائني من خلف أجراس المعابد
لأنه ولد من منابر المساجد
لأنه يسكن روحي ويلون أصابعي

(من نص: اختلفنا في النبوءة والخطيئة/ للكاتب : روح شريرة )

...
وتقول أخرى:
الحانة الرخيصة والمبتذلة التي تقع يسار صدرك
رغم طراز بناءها الفاخر
تذكرني تماما بحانات "لندن" الشهيرة
التي تصر أن ترتدي ثياب راهبة
وبداخلها أحدث العاهرات!

(من نص: حديث الروح/ الكاتبة: روح )

..
وفي نص آخر مكتظ بالتجاوزات :
غفرانك أيتها الآلهة المبجلة
أنا العاشقة الأبدية
أنشد في رياضك الرحمة
وأعوذ بك من غضبك
وشر عقابك

غفرانك أيتها الآلهة
إن كنت يوماً
ضقت بالحب
أو ضايقت الحبيب

غفرانك أيتها الآلهة
إن كنت لعنت ذلك الاستعباد
الذي يتوجني ملكة

غفرانك أيتها الآلهة
إن كنت سمحت لشيطان الملل
أن يوسوس في صدري

غفرانك أيتها الآلهة
إن شكرتك شكراً
لا يليق بعرفانك

غفرانك أيتها الآلهة
إن عصيتك بالانسياق
وراء شهوات الشك
والغيرة

أنا العاشقة السرمدية
الفقيرة إلي رضوانك
أدعوك بأسماء الحب الحسنى
يا حب
يا غرام
يا جوى
يا هيام

أظليني أيتها الآلهة بظلك
كي تورق أغصاني
تتفتح أزهاري
وأبقى أنثى

نص: صلاة إلى آلهة الحب / بقلم ولادة (كاتبة كويتية) / في مدونة ولادة.
..
وفي نص آخر :
الأنثي جنه عرضها سموات الجمال
هل يفق من تاه في أنثي غارقة بنبيذ الأندلسي
الأنثي غرقٌ ببحر الجنون حد الغوايه
الأنثي خطيئة هبطت بآدام أرض الفساد
ومازال يتكبد عناء الخطايا حتى تغفر له بقربها ..!

(من نص: صلاة عشق/ الكاتب: روح شريرة )
...
..
.

ولعل المتأمل لهذه النماذج يلحظ المؤسف في الأمر
وهو أنّ هذا الانسلاخ الفكريّ والزهد في الهوية الأصلية بدا منحصرًا في الإغراقِ الشديد والمبالغة في استعارة المفردات الكَنَسِية والتصاوير المتعلقة بالعقائد الوثنية المنحرفة والآلهات والخرافات المستمدة من أحطّ التراثات البشرية وأكثرِها انغماسًا في الكفر والجهالة.
ثم إسقاطِها - مجازًا - على أمور معنوية مطروقة كالحب والأمل والحياة والمستقبل واليأس والحزن, والندم وغيرها
ما جعل هؤلاء الكتاب يستهينون بأشياء حساسة متعلقة بالدين والعقيدة
ويجترئون عليها, فباتت تجري في أقلامهم وكأنها جزء من حياتهم
حتى كأنما تربّوا في الأدْيِرَة .. أوآمنوا بآلهة الإغريق إفروديت وآلهة الفينيق عشتار .. أو ترنحوا في الحانات .. ومارسوا الرذائل !
أو لكأن هذه المعاني لا يمكن أن يعبَّرَ عنها بصور أخرى أرقى وأجمل, مستوحاةٍ من مكان وزمان ولغة تعبر عن هويةٍ وانتماءٍ واعتزاز مشرق !
غير أنها تبعيةُ المغلوب للغالب .. وانبهارُه غيرُ الواعي به !




.
إننا حقًا بِحِيال أزمة انتماءٍ كبيرة
لأن هؤلاء يظنون أنهم يحسنون صنعًا, وأنّ هذا اللون من الانمساخِ هو الثقافةُ الحقيقية, وهو التميّز, وهو الإبداع والإبهار.
وكأنما يريدون أن يخبروا قُرّاءهم أنهم مطّلعون ومثقّفون!
فهل المثقف هو من يتسول من الثقافة الغربية مفرداتها وأجواءها ثم يكتب
ضاربًا بالبيئة التي هو منها وفيها عرض حائطه الملئ بالشخابيط التي لا قيمة لها إلا في فكره وعقله ؟؟!!
.
.
.

وأعيد ما بدأت به من أن معظمهم غير مؤدلجين
بل إن كثيرين منهم لا يقصدون المساس بالهوية الدينية التي هي جزء مهم من الهوية بعامّتها, ولا يعون أنّ التلفظ بهذه المفرداتِ واستمراءها ينم عن إعجابهم بهذه البيئات والأديان والعقائد
من حيث شعروا أم لم يشعروا, ولا أنّ المسلم المعتزّ بدينه لا يقدم أدبًا نَبتَ في حدائق الأدْيِرة والكنائس ومعابد الأوثان والآلهات !
إنهم مجرد مقلدين لا يعون
يقرؤون.. يدمنون القراءة .. يتأثرون .. ولا يعون!
في حين لا نكاد نجد أديبًا غربيًا ينسلخ من هويته ومجتمعه
ليستعير مفردات من الإسلام والمسجد والتوحيد والعبادات أو حتى من البيئة العربية على أصعدتها الاجتماعية المختلفة
ويقدم من خلالها أدبًا يعبِّر عنه وعن مجتمعه !!

ويبقى السؤال:
من يلتفت لتوعية هذه الأذهان الغضة إلى القيمة العظيمة والمعنى الرائع للأصالة والانتماء والاعتداد بالهوية؟
من يعلمهم الفرق بين (الانفتاح الثقافي والإطلاع ) و (الانسلاخ الفكري وضياع الهوية) ؟
من يبيّن لهم أن الوسطية والأخذ من الآخر ليس هو الذوبان في ذلك الآخر حد الشتات والتيه !!
من يخبرهم أن هذا اللون الذي ينتهجون ليس له من الجمال إلا اسمه ومن الإدهاش إلا رسمه ؟؟
ومن يلفت أنظارهم إلى أن لغتنا العربية بتراثها الفاخر و بأساليبها المنوعة وصورها وأخيلتها وبلاغتها تمنحنا أوسع ما يمكن لنبدع وننقل هذا الإبداع إلى العالم بفخر وتميُّز ؟
.
.

إيمان بنت عبد الله
27/12/2010, 08:29 PM
جميل جدًا يا عبير


هذا الموضوع فتح شهيتي للحديث ، بعد أن طال بي الصمت

صدقًا .. هناكَ من يفهم أن الحداثةَ لابُّد أن يخلطها مثل ما ذكرتِ من نماذج ، و كأن النصوص التي تخلو منها ليست بأدبٍ و لا إبداع ..


و هناك من يحشو الألفاظَ حشوًا دون معنى ، فقط ليعرض حصيلته اللغوية ـ الحداثية ـ و لا شيء سوى هذا

و أرى أن الشبكة العنكبوتية ساهمت بنشر هذه الثقافة و الانفتاح كالنار في الهشيم

المشكلة ليست في الانفتاح و إنما في التعاطي مع مثل هذا الانفتاح / أو الانسلاخ !

أذكر يومًا أن ناقشتُ نصًا لإحداهن ! و اضطررت لتحرير الجملة ، لأنها و أقولها ـ صِدقًا ـ كفرٌ بواح !

فرفعت عقيرتها بالصياح و النقاش

و خرجت من المنتدى و لم تعد له ، بعد أن دار بيننا نقاش مطوّل و الأدهى أنها أصرت على ألاّ تحرر الجملة ، و قد أقرت بما جاء في معناها .

و مثل هذه لا أسف عليها و ربي ..


أما الحلول فأرى أن يتولى الإعلام و الملتقيات الثقافية رفع لواء الهوية و البيان

و للآسف أن الإعلامَ هو أول من يغرس خنجر هذا الضياع ..


أيضًا مناهج التعليم ، لا ينبغي أن يكون التطوير بعيدًا عن الواقع ، و بعيدًا عن مستجدات العصر

نحن الآن لم نعد بحاجةٍ إلى دروس التفصيل بقدر ما نحتاج منهجًا للتهذيب و التقويم و بناء الشخصيات و الحفاظ على هويتها .

نحن ندرس الناشئة قعر البحار ، و نعجز أن نعطيه درسًا في أعماق نفسه ، ليبنيها بحق ..

نعلمهم الدّوال و لا نبالي بتعليمهم تطوير ذواتهم .


هناك قصور شديد في شتى الأنحاء






شكرًا عبير ,,



/



إيمَان

ثامر بن عبد الله الأسمري
27/12/2010, 10:26 PM
العربية لغة العرب ، والعرب إما أن يكونوا مغلوبين أو غالبين ، ومحال أن يكونوا غالبين ، فلا محالة أنهم مغلوبون ، " والمغلوب مولعٌ أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونِحلته وسائر أحواله وعوائده " وهذا ما قرره العلامة ابن خلدون ـ رحمه الله تعالى ـ في مقدمته .
فكذلك تقع السراية في اللغة .
والعرب عندما كانت في أوجّ سلطانها وملكها وبلغت من الترف والدَعة ما بلغت ، كانت لغتها في قمة عطاءها ، وعندما تقهقرت واضمحلّ سلطانها وملكها انحسر عطاؤها اللغوي .
فالتخلف كالتقدم مثلث ذو ثلاثة أضلاع : ضلع سياسي ، وضلع اجتماعي ، وضلع ثقافي .
لا ينتظم ضلع إلا بانتظام بقية الأضلاع .
فكل خلل ثقافي ناتج عن خلل اجتماعي ، وكل خلل اجتماعي ناتج عن قهر سياسي ، وكل خلل ثقافي إنما هو حاصل تراكم الخلل السياسي والاجتماعي معاً .

اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبرْ ... ضلّ قومٌ ليس يدرونَ الخبرْ


شكراً على طرق هذا الموضوع الهام ، وتقبلوا ودي وردي .
flwr1

سعاد العبيدي
28/12/2010, 01:07 PM
هذه النماذج الموردة في المقال هي في الحقيقة ليست أدبا كما أنها من وجهة نظري ليست كلاما عاديا
ولا أدري كيف أصنفه
إذ أنه لا يمس الشعور ولا يدركه الاحساس
حينها أقول في نفسي لعلهم أطفال يمارسون الكتابة في النت ويتأثرون بالمدبلجات مثل ناروتو وبليتش وهاري بوتر وغيرها

عبير محمد الحمد
29/12/2010, 01:05 AM
ورغم أني أتحفظ على إطلاق (الحداثة) على هذا اللون من الرجعية الفكرية إلا أنك على حقٍّ في كل ماقلتِه يا إيمان
أتدرين لم أتحفّظ؟
لأن الذي يستلهم الصور (المعبِّرة عن حياته وروحه ومشاعره ورؤاه للحياة والكون) من عالم الضلالات والظلمات وخزعبلات الماوراء بعد أذ أعرضتْ عنها بصيرة العقل والقلب .. لـَ هو بدائي التفكير مظلم الفكر فكيف يوصف بالحداثة !!؟
لكنها الأشياء القبيحة تجمّل بغير اسمها .. ليتيمّن بها البسطاء!
أما تلك التي رفضت الأوبة لعقلها وأبت إلا أن تستشيط .. فإنها والله تستحق شفقتك أكثر من أي شئ آخر
تسمع بالرمزية و قرأت عن الوسطية الفكرية وقيل لها إنها من جيل ضحية التزمّت وضآلة الأفق
فجاءت تجادلك
وإنما أقصى آفاقِها الثقافية رفّان من الروايات
وملفّان في الحاسوب لروايات أخرى ممنوعة حصلت عليها من النت
وليس سوى ذلك .. إلا كتب المدرسة وملازم الجامعة :)
وانظري لمبيعات معرض الكتاب .. تؤمِّني على قولي!
.
أما التعليم فهو أحد معضلاتنا للأسف .. لأنه يظن تجنيب الناشئة مواطن الضرر خيرًا من تبصيرهم بها
وهذا مالا يتماشى مع طبيعة عصرٍ لا شئ فيه يخبأ عن أعينهم ولا يُرفع عن أيديهم فوق رفوف عالية!
وكذلك وزارات التقافة ومنع الكتب من التداول .. فمجرد أن بدأت تقنية التواصل العالمي عبر الشبكة؛ انفتح جيلنا المُغيَّب على الثقافات بجهل وهوس وجوع لكل ماهو ممنوع .. وعلى خلفيات علمية وثقافية ضئيلة .. فكان ماترين الآن !
نحن بحاجة للإحساس بالهمِّ الجمعيّ .. وجيلنا يحتاج للتوعية لا للتغييب!
.
.
إيمان الكبيرة الواعية
أهلاً جزيلةً يا إيمان .. وشكرًا قاصرة :)
..

عبير محمد الحمد
29/12/2010, 01:24 AM
نعم يا ثامر
العرب أمة مغلوبة كما ترى
ونظرية ابن خلدون نتاج ملاحظاته وقراءاته في التاريخ
لكننا أمة ليست كباقي الأمم
أمةٌ بشّرها الله بالنهضة بعد الخور وبالتجديد بعد التقادم وبالسيادة والسؤدد
..
وحتى لو كنا مخذولين على كل الأصعدة
وليس لنا من الأمر شئ
إلا أن لكل واحد فينا أمر نفسه
فمن يجبرني على أن أنهزم وأنمسخ .. حين أبصر نور الحقيقة والصواب ؟؟
وأنت عارفٌ أخي بأن الهزيمة الداخلية هي أشد أنواع الهزائم وطئًا
إننا حين نشعر بالخزي من تراثنا وماضينا ونتشبث بتراث غيرنا ونتمسح بأعتابه ونتسوله حتى حبرَنا الذي نكتب به
فنحن لا نستحق أن ننتمي لأمة ,, وسنبقى مشردين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء حتى نموت !
أنا وأنت والآخر
لو اعتدّ كل أديب بهويته الثقافية .. وانتمى
فلن يأتيَ المجموعُ مَمْسوخًا .. وإن خذَّلتْنا شرذمة !
نحن بحاجة إلى قدواتٍ كبار لهؤلاء الصغار
يلمعهم الإعلام ويرفع عن نتاجهم الغبار
مثلما يلمِّعُ الرويبضةَ من كل أديبٍ لا خلاق له
حتى لكأن كلَّ أدبِنا العربي أدونيس ودرويش والماغوط و مستغانمي
أو لكأن كل أدب العالم شيفرة دان براون / و ملائكته وشياطينه !!!
.
.
ممتنة لمداخلتك الجميلة يا ثامر
وأهلاً على الدوام
:)
.
.

عبير محمد الحمد
29/12/2010, 01:43 AM
.
أضحك الله سنَّكِ يا سعاد
ألم أقل لك إنه أدب أعرج أعوج ؟؟
حتى أنك حرتِ في تصنيفه !
أعتقد أن كل واعٍ وصاحب ذائقة رفيعة سيراه من سقْطِ متاع الأدب
لكن المشكلة أنَّ هؤلاء الأكوام من الكتّاب الهواه (أطفال النت كما قلتِ :) ) بعضهم يكتب لأن العالم يكتبون .. فيسير في الركب مع السائرين
ثم حين تهدأ (موضة الكتابة) لن يستمر وسينسى أنه كان يومًا يكتب شيئًا ما .. وهذا مفروغ منه لأنه (ظاهرة) تنهي نفسها بنفسها
لكن من هذا الجمع سيخرج لنا - لا محالة - أناس فيهم بذرة أدب ستنمو .. وحين تنمو في الظل هكذا..
فستنتج لنا أدبًا مصابًا بالكساح ..
وبما أن النت أثبت لنا أنه قادر على توثيق الحقب الأدبية وقادر على إبراز المبدعين الجدد
فإن التاريخ سيوثق هؤلاء على أنهم (حقبة تاريخية) وهذا مايؤسف والله
التاريخ لا يترك شيئًا .. إنه يوثق لكل شئ .. وعارٌ والله على العربية الشامخة وعلى أدبها الجميل أن يمثل حقبته القادمة هؤلاء بهذا النتاج المزري من هرطقاتٍ مسلوبة من الكاثوليك وعبدة الأوثان مع خلل وضعف في كل نواحي الكتابة !
وانظري مثلاً لهرطقات أدونيس
من كان يظن يوم بدأ بها أنه سيصبح رمزًا أدبيًا؟!
وأن جيلاً سيتتلمذ عليه ؟؟
أو أن عاقلاً سيسنمه ذروة أدبٍ يسميه : قصيدة النثر !
أدونيس الذي أسأل بالله كل عاقلٍ يقرأ له كيف لا يصنفُ كلامَه من كلام الجِنّةِ أو يظنه جُمَلاً تبعثرت مفرداتُها ثم عُزِيَ لطفلٍ في الثانية من العمر فـ رتَّبَها كيفما اتفق!
.
.
الحديث ذو شجون يا سعاد
والله غالبٌ يا صديقتي :)
.
.

ذكرى بنت أحمد
30/12/2010, 01:42 PM
قيل قديماً ولا أدري إن كانَ حديثاً : إذا لم تكن لك خطة في الحياة ، فأنت ضمن مخطّطاتِ الآخرين !

ومن ملامحِ انسلاخ هوّيتنا ، قوقل تعريب وثقافة العربيز "الكشخة" جداً ،
ومّما يثير السخرية أنّ الذين يتعاملون بالعربيز ، احتفلوا في اليومِ العالمي للغةِ العربية !!
18( ديسمبر .. يوم عالمي للغة العربية )
أمريكا تحتفل باللغة العربية كلغة عالمية سادسة ،
وعلى الرغم من أنها اللغة الرسمية الأولى والثانية والخامسة والأم لدينا ..
إلا أننا نحتفل بها كلغة سادسة " تقليداً وانبهاراً "
ومالم يفهمه الكثير منّا .. أن هذا الاحتفال يدلّ على " خيبتنا " ونجاح أمريكا !

إلى هؤلاء :
المشكلة ببساطة أنّكم تحبّون أمريكا لا تحبّون العربية !!

أيضاً ظهور ويكيبيديا مصري !!
فقرّروا بدلاً من تنمية الويكيبيديا العربية ، أن ينشئوا ويكيبيديا مصرية خاصة [ منفصلة ] !
.. ويطول الحديث !

أمّا عن التعليم فنصف مانتعلمه بنصف وزيادة لا يستحقّ المعرفة وكلّ جهودنا وطاقتنا المنصبّة على أشياء أقلّ مايمكن قولهُ عنها " تافهة " ولا تسمن ولا تغنِي من جوع !
أصغر إخوتي - في الروضة - يتعلّم الانجليزية ويتحدّث بها ، وهو غير جيّد في العربية حتّى الآن
لكنّهم ينشئون أجيال الثقافة !!!

المشكلة عندما تكمن في أسلوب ولغة فإنها كبيرة ، لكنّنا نتمكّن منها ،
لكنّها عندما تتعلّق بفكرٍ وانصياع كامل .. فالبداية يجب أن تكون من الصفر !

يقولُ الرطيان :
قلبي معكم يا من تقاتلون من أجلِ التغيير ، وجموعُ الأهلِ من حولكم
يردّدون دعاءهم الأثير : " الله لا يغيّر علينا "

عبير ،
أحبّ حديثِك ‘
:rose:

مريم الخالد
30/12/2010, 08:26 PM
عبير وحديث ذو شجن
هذا ليس تعدياً على لغتنا الأم لكنه تعدي عليه سبحانه ولن نقول سوى يد الله فوق أيديهم
سأضيف على ما تفضلتِ تلك النصوص المختبئة خلف الرمزية الغير مفهمومة والطلاسم المبهمة التي تشوه النص لا تميزه أو تزيده جمالاً أبداً !
تبحثين في تلك النصوص عن الحبكة / الغاية / البداية / النهاية فلا يصيبكِ سوى الصداع !
تردي بالذائقة وانتهاك لجمال اللغة التي تزدهر بالمصطلحات التي تلوح بالأفق

وذاك الأدب الإيروتيكي الذي نقله إلينا الغرب وأطلقوا عليه مسمى الأدب واصبح لديه مرتزقة وأقلام دنيئة تصف الحب بأنه فراش ونوم وتفاصيل أخرى ، وتصف المرأة بأنها مجرد أداة وجدت لغرض معين حتى أصبحت منحطة لا قمية لها باسم التحرر والحداثة ، وهذا الأمر لا يمت لتلك المعاني بصلة " إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس "

وتلك المسميات أو أسماء الظهور في عالم النت كــ افروديت إله الحب والعشق عند الإغريق وزيوس كبير آلهتم والأساطير التي تبعث بالنفس ضياعاً وتشتتا ً وتيهاً كـإلاه النار والبحر والرعد والبرق ...... وما إلى ذلك

انسلاخ فكري وأخلاقي أخية وأصبح الجيل الجديد لا يكاد ينطق بالعربية كما أسلفت ذكرى واصبحوا يتساءلون عن معاني لكنتهم التي تتحدث بهم أسرهم ولا يفهمون المقصد إلا حينما تترجمها إلى الإنجليزية (لغة العصر)
كيف يعودون !
ليتهم يفقهون !


شكراً كبيرة

flwr2
والحديث يطول

فتحية الشبلي
31/12/2010, 11:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

الانفتاح الثقافي ، يعد من تبعات عملية التغير الاجتماعي الذي تشهده المجتمعات الآن ، وهذا أمرٌ طبيعي ، ولكن الغير طبيعي أن لا نحافظ على هويتنا العربية الأصيلة كمجتمع إسلامي وعربي له وزنه وحضارته الضاربة في العمق منذ قديم الأزل .
من المؤسف كثيراً أن نلاحظ اضمحلال الهوية الإسلامية والعربية وضياعها عبر موجات التغيير هذه ، وفي ذات الوقت نجد بعض الأمم التي تواكب التغيير بشكل ملفت وبدون أن تفرط في هويتها وحضارتها ولعل المجتمع الياباني كنموذج ظل محافظاً على هويته رغم موجات التغيير التي طالت بناؤه الاجتماعي ، والإنتكاسات التي مر بها إلا أنه يعتبر مجتمع مميز وله بصمته المميزة .
للأسف قضية اضمحلال الهوية العربية سببها العرب أنفسهم فقد أخذتهم موجات التغيير هذه والتي طالت جميع جوانب الحياة بما فيها الجانب الثقافي فظهر على حيز الوجود كتّاب متأثرين بثقافة الغرب مما أدي إلى طمس جماليات اللغة العربية الجميلة ، وجاءت كتاباتهم محشوة بالإستعارات
الغريبة ، والتي لا تضيف إلى النص شيئاً بقدر ما تساهم في تشويهه ، وفقدانه لهويته .
هي بنظري، حرب صليبية خفية هدفها النيل من الثقافة العربية وطمس الهوية العربية التي تبدأ من اللغة كأول معلم من معالم الثقافة العربية ، وبالتالي ينشأ جيل هجين فاقد للهوية وللإنتماء، مذبذب الفكر مابين هويته وثقافته العربية ، وتلك الثقافةالغربية المستوردة .
متقمص لهوية باهتة المعالم خالية من المضامين ، وهذا الهدف الخفي للأسف يحتاج إلى توحد الجهود من أجل التبصير بمدي خطورته وحدته ، وهو أسوء أنواع الإستعمار إجمالاً ، وهذه هي حرب اليوم ، معنوية غير محسوسة .
بالنسبة للكتابات التي قمتِ بإدراجها في الموضوع فهي فعلاً مليئة بالاستعارات الوثنية، والخرافية ، واللاهوتية وهنا قد يقع الكاتب في محظور الألفاظ الشركية والعياذ بالله
وهناك بعض المصطلحات الميتافيزيقية الغريبة والتي لا اري أي مبرر لوجودها
الثقافة الحقيقة هي تلك المستوحاةً من واقعنا وبيئتنا الإسلامية العربية الأصيلة والمؤطرة ضمن هذا الإطار ، ومكتوبة بلغتنا العربية فهل هناك أبلغ وأسمى من لغة القرآن الكريم ...!!!
لا مانع من التعرف على ثقافات الغير ، فالمعرفة واجبة ، والإطلاع مطلوب ، وهذه ميزة الانفتاح ، ولكن بدون إفراط في التأثر، أو تفريط في هويتنا ، وانغماس وذوبان تام في الغير .
ومن المؤسف أيضاً تفشي ظاهرة العربيز ، وما فيها من تشويه وطمس للهوية العربية ، هل الغربيين يكتبون كلمات إنجليزية بلغتنا العربية ...!! لا أعتقد ذلك
إذاً لماذا نكتب نحن كلمات عربية بلغة إنجليزية ..!!
المشكلة أنه ليس هناك من فرض علينا ذلك بل نحن من وضعنا أنفسنا في هذا المأزق الحضاري ،بحجة مواكبة التطور والانفتاح ..!! ولعمري هذا هو التخلف بعينه

أن مسئولية توعية هذه الأذهان مسئولية المجتمع بأسره ، من تعليم ، ومؤسسات حكومية ، وأهلية وأشدد على دور التعليم ، بإعتباره القاعدة الأساسيَّة الأولي في تشكيل الجانب المعرفي للفرد .
هي بنظري عملية جسيمة تستدعي استنفار الجهود المجتمعية بكل مسمياتها، لأننا أمام غزو ثقافي موجه ومنظم ، وحتي المنتديات التي تتخذ طابعا أدبياً يجب أن لا تجيز مرور مثل هذا النوع من الكتابات المغرقة في الإنسلاخ عن الهوية العربية والتي تعد هجينا مسخاً لا رائحة له ولا طعم ولا لون ،

عبير ....
أشرقت المنابر بوجودك الجميل صحبة هذا المقال الحيوي
لطرحك:flower2:

عبير محمد الحمد
01/01/2011, 01:07 AM
أهلا يا عزيزتي ذكرى
لكنّها عندما تتعلّق بفكرٍ وانصياع كامل .. فالبداية يجب أن تكون من الصفر !

صدقيني ذكرى
لا ينصاع للغتهم ويستمد من بيئتهم وثقافتهم إلا من وقر في قلبه الإعجاب بهم والاندهاش لهم / والاندهاس تحتهم!
لا يمكنك الفصل بين هذين فتقولي إن هناك معضلة تتعلق باللغة فقط أو معضلة تتعلق بالفكر
لأن اللغة التي يكتبون بها هي العربية .. لكن المحتوى ( الفكري الثقافي ) هو المسروق بطريقة شوهاء
وهنا تكمن الأزمة .. فلو كتبوا فكرهم الغربي باللغة الغربية لسلمت العربية من أذاهم .. لكن!!
.
.
لا مراء - عزيزتي - حول أن هذه العربية الغراء مستهدفة لأنها لغة ذات ارتباط بدين جاء كله بلسانها المبين
وهذا مايثير غيظ أقوامٍ ربُّك بردعهم وبحفظها كفيل
لكنّ المحزن أن يهدمها بنوها من حيث لا يشعرون
ويكبيديا المصري وسواه .. ظواهر لهدم مبنى اللغة
صغيركم في الروضة أيضًا .. مع أنكم لا تُعذرون فأنتم أهله وعليكم تداركه :) << ماتجامل
لكن مانحن بصدده .. هو التمييع الثقافي الفكري باللسان العربي نفسه
ذاك الذي يجعل من يقرأ أدبنا العربي لا يميزه عما سواه
حتى كأنه أدب غربي .. لشدة تأثره به
فضلاً عما ألمحت له الأخوات هنا من المساس الأرعن بالقيم الدينية .. حتى أن بعضهم سفهًا وجهالة ينطق بكلمة الكفر الصُّراح وهو لا يدري
ثم يقول أنا لم أقصد بها الكفر .. متناسيًا قوله تعالى : مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ..
وقول نبيه الكريم : (إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً)
ولاحظي: لا يلقي لها بالاً
فهي تنطبق على هؤلاء تمامًا ..
.
.
وأما مادون ذلك - مما لا تجاوز فيه على الذات الإلهية- فلا يخرج عن كونه مسوخًا ساذجة ومحاولاتٍ محزنة لتجارب أدبية كسيحة طُرقَت صورها واستعاراتها حتى استهلكت وصارت مكرورة حتى مللناها وما ملّت نفسها!
.
.
ذكرى الصغيرة عمرًا الكبيرة فكرًا و وعيًا
ألف تحية لك
ولقد شرفني مرورك
:)
.

عبير محمد الحمد
01/01/2011, 01:46 AM
عبير وحديث ذو شجن
هذا ليس تعدياً على لغتنا الأم لكنه تعدي عليه سبحانه ولن نقول سوى يد الله فوق أيديهم
سأضيف على ما تفضلتِ تلك النصوص المختبئة خلف الرمزية الغير مفهمومة والطلاسم المبهمة التي تشوه النص لا تميزه أو تزيده جمالاً أبداً !
تبحثين في تلك النصوص عن الحبكة / الغاية / البداية / النهاية فلا يصيبكِ سوى الصداع !
تردي بالذائقة وانتهاك لجمال اللغة التي تزدهر بالمصطلحات التي تلوح بالأفق

وذاك الأدب الإيروتيكي الذي نقله إلينا الغرب وأطلقوا عليه مسمى الأدب واصبح لديه مرتزقة وأقلام دنيئة تصف الحب بأنه فراش ونوم وتفاصيل أخرى ، وتصف المرأة بأنها مجرد أداة وجدت لغرض معين حتى أصبحت منحطة لا قمية لها باسم التحرر والحداثة ، وهذا الأمر لا يمت لتلك المعاني بصلة " إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس "

وتلك المسميات أو أسماء الظهور في عالم النت كــ افروديت إله الحب والعشق عند الإغريق وزيوس كبير آلهتم والأساطير التي تبعث بالنفس ضياعاً وتشتتا ً وتيهاً كـإلاه النار والبحر والرعد والبرق ...... وما إلى ذلك


آخ يا مريم .. قد والله قلّبتِ مواجعي
فإني بقدر فرحي بأنكم تأتون على دقائق هذا الموضوع
وتنيرون الزوايا التي لم أنرها
وبقدر فرحي بأن بيننا من هم بوعيكم وسعة آفاقكم وسلامة تفكيركم
تؤلمني مرارة الحقيقة التي تتحدثون عنها
والواقع الذي على حدّ خطرهِ أدبنا و إرثنا الثقافيّ
وإن حديثك أنت بالذات عن التعدي على( الله ) أعظم عظيم لذو شجون وجراح
وإن سفيهنا ليُجَرِّيء على الله سفيهنا حتى لـَ تثور حفيظة المؤمن فينا ويتمنى أن لو يقطع ألسُنَ هؤلاء الأوغاد ويرميها للكلاب فهي أولى بها !
تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا
تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا
.
.
ألف وردة وألف شكر يا رائعة
:rose:
.
.

عبير محمد الحمد
01/01/2011, 02:00 AM
من المؤسف كثيراً أن نلاحظ اضمحلال الهوية الإسلامية والعربية وضياعها عبر موجات التغيير هذه ، وفي ذات الوقت نجد بعض الأمم التي تواكب التغيير بشكل ملفت وبدون أن تفرط في هويتها وحضارتها ولعل المجتمع الياباني كنموذج ظل محافظاً على هويته رغم موجات التغيير التي طالت بناؤه الاجتماعي ، والإنتكاسات التي مر بها إلا أنه يعتبر مجتمع مميز وله بصمته المميزة
ليست اليابان وحدها
كل الحضارات التي تحترم نفسها تحترم إرثها الثقافي
والعكس صحيح !
..
في فرنسا يتعصبون ضد أي لغة وافدة ولا يردون عليك حين تحدثهم بالانكليزية
وفي إسبانيا لا أحد يحدثك بالانكليزية .. يفهمونك .. لكنهم يعيدون كلامك عليك بلغتهم هم !
كنتُ أقول للبائع في إسبانيا وأنا أنقده المال : ون .. فيقول لي: أونو
أقول له: تو .. فيقول لي : ذوس
بمعنى : قولي مثلنا .. فلن أقول مثلك!!
وكانوا يبتسمون بقوة وثقة حين أحدثهم بلغتهم ..
تعبيرًا عن سعادتهم بجعل السواح يتعلمون الإسبانية!
وانظري لنا الآن
كم من المرات قابلت عند المحاسب فتيات يحدثهن الفليبيني بالعربية ويصررن على الرد عليه بالإنكليزية !!
نعم هكذا .. في بلادنا .. في بلادنا العربية يا فتحية .. فأي تخلف هذا الذي نحن فيه؟؟!!
وأي عقدة نقص هذه التي يعيشها بنونا ؟؟

.
.
أن مسئولية توعية هذه الأذهان مسئولية المجتمع بأسره ، من تعليم ، ومؤسسات حكومية ، وأهلية وأشدد على دور التعليم ، بإعتباره القاعدة الأساسيَّة الأولي في تشكيل الجانب المعرفي للفرد .
هي بنظري عملية جسيمة تستدعي استنفار الجهود المجتمعية بكل مسمياتها، لأننا أمام غزو ثقافي موجه ومنظم ، وحتي المنتديات التي تتخذ طابعا أدبياً يجب أن لا تجيز مرور مثل هذا النوع من الكتابات المغرقة في الإنسلاخ عن الهوية العربية والتي تعد هجينا مسخاً لا رائحة له ولا طعم ولا لون ،

كلام أقل ما يقال عنه أنه : رائع وسليم .. فهل من مُشمِّر !!.؟؟
.
.
الجميلة فتحية
أنتِ من أشرق بك متصفحي
بارك الله مسعاكِ
:)
.
.

ذكرى بنت أحمد
01/01/2011, 02:24 AM
تسعدُني العودة من جَديد :$

لا يمكنك الفصل بين هذين فتقولي إن هناك معضلة تتعلق باللغة فقط أو معضلة تتعلق بالفكر

لا أقصد الفئة التي ذكرتِها بهذا الحديث ،
أعني عندما تحدّثتنا في موضوع سابق بالمنابر عن الأخطاء الإملائية واللغوية ، كنتُ أشعر أنها مشكلة كبيرة وإن كنتُ أوّل من يقعَ فيها .. ولا فخر إلاّ في أنّي أحاول تداركها ماستطعت ،
ثمّ جئتِ أنت بهذا الموضوع ثانياً ، فكانتِ المشكلة الثانية أكبر .. ولا يقلّل ذلكَ من حجمِ الأولى
وإنّما هذا الفصل الذي تحدّثتُ عنه .. :)

صغيركم في الروضة أيضًا .. مع أنكم لا تُعذرون فأنتم أهله وعليكم تداركه

عندما نقع على المشكلة ، فإنّنا لن نتركها دون حلّ بالتأكيد ..
ولن أنطقها لكِ بملء الفمِ الساخر وأنا أترك أخي يغرق !
أيضاً لن نجامِل أو نقبل بالمجاملة أصلاً على حسابِ أنفسنا ! :)
هذا وشكراً كثيراً لحرصِك ..

ذكرى الصغيرة عمرًا الكبيرة فكرًا و وعيًا

وهذا من توفيقِ ربي أولاً ثمّ من حسنِ ظنكِ يا جميلة ،
لا حرمناكِ ‘
:rose:

أحمد العراقي
01/01/2011, 02:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: الحداثة بدأت من منتصف القرن العشرين تقريبا وستجدونها بالكثير من كتابات السياب والملائكة والبياتي والخوري وغيرهم ... لكنها لم تكن بصيغة الأبهام المتناهي والغارق في الالفاظ البوهيمية
بل كانت تحمل الروح التي حملها السلف بكل تداعيات المراحل المتعددة..
ثانيا: ردا على الاخ ثامر بان العرب وصلوا الى قمة الترف والتقدم في العصور الاسلامية المتقدمة!!
وهل تحسبون الغناء ومعاقرة الخمر وكثرة الجواري والغلمان قي قصور (الخلفاء) وسادة القوم تقدما؟
لقد جرت علينا سياسة القادة من حب للسلطة الويلات وبدأنا ننحدر حتى عن عصور الجاهلية وأخذ
الادب يتشكل وفق ما يريده كبار القوم من مديح وعهر ... أن الكلام أعلاه كنا قد كتبناه قبل هؤلاء بمئات السنين.. راجعوا ما كتبه أبو نؤاس وعمر الخيام وغيرهم وكيف أنهم كانوا يُكرمون في حضرة
الولاة حين يقولوا شعرا ماجنا
ثالثا: بنفس السياق أعلاه فأن طغيان الحكام الان من ملوك ورؤساء وسياستهم في سد المنافذ الثقافية
عن الشباب وأشباعهم بحب القائد الرمز والكتابة عنه وعن كل الترهات التي غصصنا به على مدى
أكثر من نصف قرن لدرجة أن من كان لا يؤمن بالاشتراكية مثلا يكون كافرا.. ناهيكِ عن (القومجية)
وما فعلوه وتشبع الرؤوس بهتافات فارغة جعلت من الناس وكأنهم تماثيل جبسية
ثم يأتي موضوع الدين الذي تمترس داخله نفس الحكام وأخذوا يضعون التأويل المناسب لكل أفعالهم
وكأنه خُلق لهم .. كل هذا لكي لا يدعوا مجالا للاخرين للمطالبة بحقوقهم وبثرواتهم وبحقهم بالعيش
الكريم .. وكان جل هم القادة أن لا ينتبه احد الى (بعبع) أسمه الديمقراطية وأعتبروا أنفسهم خلفاء
الله في الارض وقطعوا رأس كل من قال غير ذلك...
ثم ينظر الشاب الى الخارج فيرى النقيض تماما .. يرى حريته الشخصية مكفولة والافق مفتوحا أمامه
ويستطيع أن يغرف ما يشاء وبأي أسلوب ثقافي و أي مدرسة ثقافية ويمارس النقد بحرية تامة
كل هذه معطيات تجعله يميل شمالا ... حتى أدبائنا الكبار هربوا الى هناك فمن أين يأتي التوجيه؟
أوافقكِ الرأي تماما لكني أحاول أن أضع أمامكِ الاسباب والتداعيات التي جعلتهم هكذا
ودي وتقديري

عبير محمد الحمد
01/01/2011, 10:47 AM
وعودتك أيضًا تسعدني :)
.
.
بشأن المعضلتين ..مممم .. اتضحت الآن الصورة
أما بخصوص أخيك .. فاللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه
واحفظ أخته الجميلة كذلك
:)
.
.

أهلاً مرارًا
..

عبير محمد الحمد
01/01/2011, 11:20 AM
مرحبًا أخي أحمد
وأهلاً بك وبمداخلتك الجميلة
.
.
الحقبة التي تحدثت عنها هي تلك التي حدثتنا عنها لافتات مطر, ودواوين السياب, ودرويش, وقباني وغيرهم من الناقمين على الأنظمة العربية بكل مناحيها
هؤلاء أشرت في بداية المقالة إلى أنهم ليسوا محور الحديث
فهؤلاء يسيرون وفق إيديولوجيا و توجهات سياسية واضحة
ولهم منهجيتهم الفكرية القائمة على السخط على قمع المجتمع العربي أكثر من مجرد إعجابهم بالمجتمع الغربي المنفتح !
ولفكرهم أبعاد تظهر في نتاجهم الأدبي وتُظهر مدى القمع والصراع المجتمعي الذي عاشوه في حقبة تاريخية تفضلتَ أخي بالإشارة لها ..
كما أن كثيرين منهم قدموا لنا أدبًا في غاية الفخامة والروعة والإبداع الجديد المختلف المتزن
ولم يقدموا لنا مسوخًا عرجاء كالتي تطالعنا هذه الأيام !!
..
أما الذين نحن بصددهم .. فليست السياسة ضمن همومهم الكتابية
وليسوا حانقين على مجتمعهم بقدر ماهم معولمون في المجتمع الغالب !
مسحوبون إليه بهدوووء ومن حيث لا يشعرون
وليس فيما يكتبون ما يُشعر بتعرضهم لصراع سياسي أو قمع فكري, وانظر لنتاجهم تجده لا يتعدى الكلام عن الحب والعشق والهموم العاطفية الخاصة
في قالب كتابي ليس لهم.
بل تعَرّضِهِم لموجة من العولمة و الانفتاح العشوائي على الآخر, لا تتعدى عقدًا من الزمان ..
إنهم في مبتدأ مسيرتهم الأدبية ..وفي مرحلة التشكيل الأولى ..
حتى إن مجملهم ممن يُعرِّفُ بهويتِه أو يشير إلى شئ منها تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين.
في حقبة تختلف كثيرًا عن خمسينيات القرن الماضي .. وإن تشابهت معه في القليل
.
.
مداخلة ثرية يا أحمد
فتحت آفاقًا من التاريخ الأدبي تستحق التأمل وإعادة النظر
دمت موفقًا
والشكر لقلمك
.
.

ندى الحربي
02/01/2011, 12:03 AM
صدقًا موضوعك رائــــــــــــــع!
أصاب الكثيرين في مقتل
ورأيته شاملا لكل ما قلت ومالم أقل هُنا (http://www.emlaat.com/vb/showthread.php?t=3597)

مختار بن ليث
02/01/2011, 04:05 PM
(انتماءُ الكتابة .. بين الانفتاح الثقافيِّ والهويّة )
.
http://img103.herosh.com/2010/12/27/742762415.jpg
http://i29.tinypic.com/wvs7r4.jpg
.
.

الانفتاحُ الثقافيّ العالميّ الذي نشهدُ الآنَ
طالنا - نحن العربَ المسلمين- بيده الملساء التي لم يألفها قومٌ اخشوشنوا منذ أمد التاريخِ؛ فذهب الدمقسُ والحرير بألبابهم على عادة البدويِّ في شوارعِ العاصمة!
وحتى لا أُتَّهم بأني متخلفة, ومنغلقةٌ على ذاتي, وأعيش وهْمَ المؤامرة؛ فإني لن أقول إن هذا الانفتاحَ يضعُنا نصبَ عينيه, أو يتقصّدُنا لأهدافٍ قذرةٍ يُدركُها ولا نملكُ (في غمرة انبهارنا) وقتًا لنُدركْ!
بل يكفيني أن أقول إننا أمة اعتادت ألاّ تغربل, وألاّ تنتقي من هذه العولمة أطايبها, وألا تحتطب إلا في الليل وكأنّ الله جعل الليل عليها سرمدًا!
وليس أحدٌ منكرًا أن هذه العولمة التي طالت حياتنا ونوع لباسنا وطرائق معيشتنا وأصناف طعامنا وسائر أمورنا الصغيرة قد طالت – مع شديد الأسف – ثوابتَنا وقيمَنا العظيمة وهويتَنا الخاصة التي في مقدَّمها:
اللغةُ المكتوبةُ والمنطوقةُ التي هي وسيلة تواصلنا مع من حولنا.
والأدبُ الذي هو القالب الدقيق لأفكارنا, ينقلها عنا بمقاسها تمامًا ويقدمنا من خلالها للعالم الأرحب وللثقافات الأخرى.
وحين لا يعي أفراد هذا المجال من الأدباء والكتاب أنّ هنالك طابعًا وهوية تميُّزنا عن الآخرين وتعبِّر عنا باختلافْ؛
تكونُ الأزمة الحقيقية للانتماء الفكريّ الكتابيّ!
.
.
.
.
لن أتحدث أيضًا عن ذلك النوع المدجَّن / المؤدلَج من الأدباء
لأنهم ينطلقون من فِكرٍ فاسدٍ وعقول أعيد تشكيلُها, ويعون أثر كل حرفٍ يكتبونه وهدَفَهُ ويتنبؤون بِصداه!
بل سأتحدث عن ذلك النوع الذي أراه ضحيةً غافلةً مُغيَّبة, ولقمة سائغةً لذلك الانفتاح,
عن ذلك الجيل الجديد من الكتّاب الذي وجدَ نفسه أمام كم هائل من نتاج الثقافات الأخرى التي لا نتقاطع معها في لغة ولا في بيئة اجتماعية ولا دينية ولا فكرية
(متمثلة في الشعر المترجم والروايات المترجمة بخاصة)
فراح ينهل منها بلا وعي, متجاهلاً أن الارتكاز الثقافيّ الأول والأمتن والأقوى يجب أن يكون على الثقافة الأم, قراءة واطلاعًا وتأثرًا .. وتعلمًا وغوصًا ونهلاً من عيون الأدب العربي النقيّة,
ثم الانطلاق بهوية متينة وانتماء راسخ للاطلاع على ماسواه من الآداب.
لذلك نجد هذا الجيل من مثقفينا الجدد تائهًا في خليط
وبدلاً من أن يرتقي بمبادئه في الانفتاح على الآخر ويفهم ضرورة تلاقح الثقافات
والفائدة العظيمة منه في فتح آفاق جديدة وتعلم أساليب جديدة والانطلاق برؤى مختلفة تنم عن وعينا ولا تصطدم مع ثابتنا وتحفظ لنا هويتنا؛
وجدناهُ يهبط إلى دَرْك الانسلاخ من هويته والذوبان في ثقافات وبيئات لا تمت له بصله ويضيع فيها ويتقمصها بشكل مقيت
ثم يمسك قلمه ليكتب لنا أدبًا أعوج / أعرج لا يكاد يقف على قدميه ليعبّر عن ثقافةٍ ما !!
ولولا أنه مُذيل باسمِ كاتبه العربيّ لظنناه أدبًا مترجمًا !!
وإنك لـَتلمحُ فيهم: ضعف السليقة العربية, وكثرة الأخطاء اللغوية والإملائية و النحوية , واستخدام أساليب تتعارض مع قواعد العربية لأنها منقولة بحرفها عن لغة أخرى
وما ذلك إلا لاستعاضتهم عنها بسواها في مرحلة التكوين الثقافي الأول .
..
ولعل نقرة بحثٍ بسيطة عبر محرك (google) تجعلك تقع على كم لا يستهان به من النماذج التي تحمل لنا فداحة الأزمة وأثرها على الحقبة القادمة للأدب المحسوب على (العرب)

وقد أدرجت منها على سبيل المثال ( النماذج منسوخة من المواقع الشبكية كما هي بأخطائها دون أي تعديل ) :

سأتهم التقويم الهجري
واسحب من يسوع شهادة الغفران
واصلب جسدي على نهديها
انا بشارة الحب
وانتي بسمة الخلاص
اشهد انه لا عاشق غيري
ولا حبيبة سممت كل مساماتي بشوقها مثلك

(من نص: هلوسات مجنون / للكاتب : عمار جنيد )
..

ويقول آخر:
وسقطَت هناك
مغشيا عليها
تطلب الغفران
وتغسل بوضوئها فيك ذنوب الأصابع
صدى صوتك يمسح عن جبين دفاتري حزن قصائدها العتيق
يمسك بناصيتها
ويجرها بعيدا عن مدينة الفرح الآتي
ويقول لقابلة القصيدة
عمّديني بالشبق الوردي
وعندما يأتي المساء
تجولي في تيه أعماقي


(من نص :رسائل قصيرة / للكاتب :الجندول )

ومن نص آخر:
كـ قِسٍ شديد الوسامة , وأنا الراهبة في دير مبادئي ,
أُردد خلفك صلواتي وشوقي يشتعل ..!
..
لا تتلو أسفارك أمامي , تهديني الرشاد ,
كافرة أنا بها , وسأمارس خطيئتي بك ,
ولـ أذهب إلى الجحيم ..!
..
إبتعت صكوك الغفران بنبيذٍ أشرب نخبه فوق حصير " أناك " ,
بحق الإله متى أصحوا .!

(من نص: مطر / للكاتبة : مانوليا
...
وهذا آخر يقول :
شكراً لـ الرب
لأنه جائني من خلف أجراس المعابد
لأنه ولد من منابر المساجد
لأنه يسكن روحي ويلون أصابعي

(من نص: اختلفنا في النبوءة والخطيئة/ للكاتب : روح شريرة )

...
وتقول أخرى:
الحانة الرخيصة والمبتذلة التي تقع يسار صدرك
رغم طراز بناءها الفاخر
تذكرني تماما بحانات "لندن" الشهيرة
التي تصر أن ترتدي ثياب راهبة
وبداخلها أحدث العاهرات!

(من نص: حديث الروح/ الكاتبة: روح )

..
وفي نص آخر مكتظ بالتجاوزات :
غفرانك أيتها الآلهة المبجلة
أنا العاشقة الأبدية
أنشد في رياضك الرحمة
وأعوذ بك من غضبك
وشر عقابك

غفرانك أيتها الآلهة
إن كنت يوماً
ضقت بالحب
أو ضايقت الحبيب

غفرانك أيتها الآلهة
إن كنت لعنت ذلك الاستعباد
الذي يتوجني ملكة

غفرانك أيتها الآلهة
إن كنت سمحت لشيطان الملل
أن يوسوس في صدري

غفرانك أيتها الآلهة
إن شكرتك شكراً
لا يليق بعرفانك

غفرانك أيتها الآلهة
إن عصيتك بالانسياق
وراء شهوات الشك
والغيرة

أنا العاشقة السرمدية
الفقيرة إلي رضوانك
أدعوك بأسماء الحب الحسنى
يا حب
يا غرام
يا جوى
يا هيام

أظليني أيتها الآلهة بظلك
كي تورق أغصاني
تتفتح أزهاري
وأبقى أنثى

نص: صلاة إلى آلهة الحب / بقلم ولادة (كاتبة كويتية) / في مدونة ولادة.
..
وفي نص آخر :
الأنثي جنه عرضها سموات الجمال
هل يفق من تاه في أنثي غارقة بنبيذ الأندلسي
الأنثي غرقٌ ببحر الجنون حد الغوايه
الأنثي خطيئة هبطت بآدام أرض الفساد
ومازال يتكبد عناء الخطايا حتى تغفر له بقربها ..!

(من نص: صلاة عشق/ الكاتب: روح شريرة )
...
..
.

ولعل المتأمل لهذه النماذج يلحظ المؤسف في الأمر
وهو أنّ هذا الانسلاخ الفكريّ والزهد في الهوية الأصلية بدا منحصرًا في الإغراقِ الشديد والمبالغة في استعارة المفردات الكَنَسِية والتصاوير المتعلقة بالعقائد الوثنية المنحرفة والآلهات والخرافات المستمدة من أحطّ التراثات البشرية وأكثرِها انغماسًا في الكفر والجهالة.
ثم إسقاطِها - مجازًا - على أمور معنوية مطروقة كالحب والأمل والحياة والمستقبل واليأس والحزن, والندم وغيرها
ما جعل هؤلاء الكتاب يستهينون بأشياء حساسة متعلقة بالدين والعقيدة
ويجترئون عليها, فباتت تجري في أقلامهم وكأنها جزء من حياتهم
حتى كأنما تربّوا في الأدْيِرَة .. أوآمنوا بآلهة الإغريق إفروديت وآلهة الفينيق عشتار .. أو ترنحوا في الحانات .. ومارسوا الرذائل !
أو لكأن هذه المعاني لا يمكن أن يعبَّرَ عنها بصور أخرى أرقى وأجمل, مستوحاةٍ من مكان وزمان ولغة تعبر عن هويةٍ وانتماءٍ واعتزاز مشرق !
غير أنها تبعيةُ المغلوب للغالب .. وانبهارُه غيرُ الواعي به !




.
إننا حقًا بِحِيال أزمة انتماءٍ كبيرة
لأن هؤلاء يظنون أنهم يحسنون صنعًا, وأنّ هذا اللون من الانمساخِ هو الثقافةُ الحقيقية, وهو التميّز, وهو الإبداع والإبهار.
وكأنما يريدون أن يخبروا قُرّاءهم أنهم مطّلعون ومثقّفون!
فهل المثقف هو من يتسول من الثقافة الغربية مفرداتها وأجواءها ثم يكتب
ضاربًا بالبيئة التي هو منها وفيها عرض حائطه الملئ بالشخابيط التي لا قيمة لها إلا في فكره وعقله ؟؟!!
.
.
.

وأعيد ما بدأت به من أن معظمهم غير مؤدلجين
بل إن كثيرين منهم لا يقصدون المساس بالهوية الدينية التي هي جزء مهم من الهوية بعامّتها, ولا يعون أنّ التلفظ بهذه المفرداتِ واستمراءها ينم عن إعجابهم بهذه البيئات والأديان والعقائد
من حيث شعروا أم لم يشعروا, ولا أنّ المسلم المعتزّ بدينه لا يقدم أدبًا نَبتَ في حدائق الأدْيِرة والكنائس ومعابد الأوثان والآلهات !
إنهم مجرد مقلدين لا يعون
يقرؤون.. يدمنون القراءة .. يتأثرون .. ولا يعون!
في حين لا نكاد نجد أديبًا غربيًا ينسلخ من هويته ومجتمعه
ليستعير مفردات من الإسلام والمسجد والتوحيد والعبادات أو حتى من البيئة العربية على أصعدتها الاجتماعية المختلفة
ويقدم من خلالها أدبًا يعبِّر عنه وعن مجتمعه !!

ويبقى السؤال:
من يلتفت لتوعية هذه الأذهان الغضة إلى القيمة العظيمة والمعنى الرائع للأصالة والانتماء والاعتداد بالهوية؟
من يعلمهم الفرق بين (الانفتاح الثقافي والإطلاع ) و (الانسلاخ الفكري وضياع الهوية) ؟
من يبيّن لهم أن الوسطية والأخذ من الآخر ليس هو الذوبان في ذلك الآخر حد الشتات والتيه !!
من يخبرهم أن هذا اللون الذي ينتهجون ليس له من الجمال إلا اسمه ومن الإدهاش إلا رسمه ؟؟
ومن يلفت أنظارهم إلى أن لغتنا العربية بتراثها الفاخر و بأساليبها المنوعة وصورها وأخيلتها وبلاغتها تمنحنا أوسع ما يمكن لنبدع وننقل هذا الإبداع إلى العالم بفخر وتميُّز ؟
.
.



الأمة كيان اجتماعي مترابط ومتجانس مكمل بعضه بعضا, من أجل ذلك لانملك ذلك المسمى والذي هو الأمة لأنه من الصعب علينا جميعا أن يكون بينا تجانس لنشكل مجتمعا واحدا يشكل البنية الأساسية واللبنة المهمة المكونة للأمة.
لذلك انفرطنا وتشرذمنا وأصبحنا أشتاتا متهاوية ومتهالكة يشجب كل منا الآخر ولم يعد هنالك احترام لما نملك من بقايا مكونات ثقافية لا نحمل في طياتها سوى نبذ كل ماينبع من ذواتنا من ثقافة أيا كانت تمثله من جزء يسير وبسيط للهوية الذاتية النابعة من كياننا كبشر نحمل بعض الاحترام لما نقول أننا ننتمي إليه أمة عربية أو إسلامية, فقط أوجد لي تلك الأمة أيا كان مسماها.

ثامر بن عبد الله الأسمري
07/02/2011, 02:25 AM
تعقيباً على رد الأخ / أحمد العراقي
أوافقه في قوله عن سد المنافذ الثقافية وإشباع الشباب بحب القائد الرمز والتغني به .
لكنه في معرض الرد على تعليقي قال :

ثانيا: ردا على الاخ ثامر بان العرب وصلوا الى قمة الترف والتقدم في العصور الاسلامية المتقدمة!!
وهل تحسبون الغناء ومعاقرة الخمر وكثرة الجواري والغلمان قي قصور (الخلفاء) وسادة القوم تقدما؟


أولاً : أنا ذكرت أنهم وصلوا إلى قمة الترف والدعة ، فكلامي بيّن واضح .
ثانياً : لماذا تحصر العصور الإسلامية بامتدادها على الغناء والخمر ، وكأننا لم نملأ الدنيا علماً وأدباً ونوراً من تخوم فرنسا غرباً إلى مرابع الصين شرقاً ؟
ومن الذي جعل حاكم فرنسا وهو في تخلفه يفتزع حينما أهديناه ساعة ؟!
العصور الإسلامية لم تكن تعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة ، فقد شُربت الخمر في زمن النبوة وجُلد شاربوها ، ولكن هيهات بين تلك العصور والأزمنة وبين عصرنا وزماننا !
لأجل كرامة امرأة تُسيّر جيوش جرّارة ، وفي زمننا تلاحق جيوش: جرّارة !
وما أقول إلا ما قال أبو الطيب :
أودّ من زمني ذا أن يبلغني // ما ليس يبلغه من نفسه الزمنُ !

سعد الحمري
12/02/2011, 04:04 PM
(انتماءُ الكتابة .. بين الانفتاح الثقافيِّ والهويّة )
.
http://img103.herosh.com/2010/12/27/742762415.jpg
http://i29.tinypic.com/wvs7r4.jpg
.
.

الانفتاحُ الثقافيّ العالميّ الذي نشهدُ الآنَ
طالنا - نحن العربَ المسلمين- بيده الملساء التي لم يألفها قومٌ اخشوشنوا منذ أمد التاريخِ؛ فذهب الدمقسُ والحرير بألبابهم على عادة البدويِّ في شوارعِ العاصمة!
وحتى لا أُتَّهم بأني متخلفة, ومنغلقةٌ على ذاتي, وأعيش وهْمَ المؤامرة؛ فإني لن أقول إن هذا الانفتاحَ يضعُنا نصبَ عينيه, أو يتقصّدُنا لأهدافٍ قذرةٍ يُدركُها ولا نملكُ (في غمرة انبهارنا) وقتًا لنُدركْ!
بل يكفيني أن أقول إننا أمة اعتادت ألاّ تغربل, وألاّ تنتقي من هذه العولمة أطايبها, وألا تحتطب إلا في الليل وكأنّ الله جعل الليل عليها سرمدًا!
وليس أحدٌ منكرًا أن هذه العولمة التي طالت حياتنا ونوع لباسنا وطرائق معيشتنا وأصناف طعامنا وسائر أمورنا الصغيرة قد طالت – مع شديد الأسف – ثوابتَنا وقيمَنا العظيمة وهويتَنا الخاصة التي في مقدَّمها:
اللغةُ المكتوبةُ والمنطوقةُ التي هي وسيلة تواصلنا مع من حولنا.
والأدبُ الذي هو القالب الدقيق لأفكارنا, ينقلها عنا بمقاسها تمامًا ويقدمنا من خلالها للعالم الأرحب وللثقافات الأخرى.
وحين لا يعي أفراد هذا المجال من الأدباء والكتاب أنّ هنالك طابعًا وهوية تميُّزنا عن الآخرين وتعبِّر عنا باختلافْ؛
تكونُ الأزمة الحقيقية للانتماء الفكريّ الكتابيّ!


يقرؤون.. يدمنون القراءة .. يتأثرون .. ولا يعون!
في حين لا نكاد نجد أديبًا غربيًا ينسلخ من هويته ومجتمعه
ليستعير مفردات من الإسلام والمسجد والتوحيد والعبادات أو حتى من البيئة العربية على أصعدتها الاجتماعية المختلفة
ويقدم من خلالها أدبًا يعبِّر عنه وعن مجتمعه !!

ويبقى السؤال:
من يلتفت لتوعية هذه الأذهان الغضة إلى القيمة العظيمة والمعنى الرائع للأصالة والانتماء والاعتداد بالهوية؟
من يعلمهم الفرق بين (الانفتاح الثقافي والإطلاع ) و (الانسلاخ الفكري وضياع الهوية) ؟
من يبيّن لهم أن الوسطية والأخذ من الآخر ليس هو الذوبان في ذلك الآخر حد الشتات والتيه !!
من يخبرهم أن هذا اللون الذي ينتهجون ليس له من الجمال إلا اسمه ومن الإدهاش إلا رسمه ؟؟
ومن يلفت أنظارهم إلى أن لغتنا العربية بتراثها الفاخر و بأساليبها المنوعة وصورها وأخيلتها وبلاغتها تمنحنا أوسع ما يمكن لنبدع وننقل هذا الإبداع إلى العالم بفخر وتميُّز ؟
.
.[/quote]
الفاضلة عبير محمد

شكرا لهكذا نخوة من اجل تجذير فكر النهوض بالهوية العربية ..وبصدق كم نحن بحاجة ماسة لهذه الافكار التنويرية ..

ولكننى بالمقابل رأيتك تخلطين بين شيئين الاول وهو الهوية العروبية
والثانى هو ربط هذه الهوية بالدين الاسلامى ..

والمسألة هنا قابلة للجدل
لاحظى معى ان هناك عرب مسيحيون وهم ليسو قلة وفيهم كتاب يكتوب عن المسيح والتعميد والبشارة والغفران

المسألة التى ينبغى تحديدها دونما المساس بالحريات الشخصية والتى اتفق معك فيها هى مسألة الحفاظ على الهوية العربية من خلال ثقافتنا مهما كان نوع هذه الثقافة والا نكون نسخ مستنسخة عن أخرين ..
الخصوصية التى منحتها لنا اللغة لماذا تفر من أيدينا هكذا ..ونتحول الى كائنات ممسوخة ومؤدلجة بأفكار الاخرين

الفاضلة عبير
موضوع شيق..وبحاجة الى نقاش مستمر

دمت ودام القلم

مريم الخالد
12/02/2011, 06:22 PM
الفاضلة عبير محمد

شكرا لهكذا نخوة من اجل تجذير فكر النهوض بالهوية العربية ..وبصدق كم نحن بحاجة ماسة لهذه الافكار التنويرية ..

ولكننى بالمقابل رأيتك تخلطين بين شيئين الاول وهو الهوية العروبية
والثانى هو ربط هذه الهوية بالدين الاسلامى ..

والمسألة هنا قابلة للجدل
لاحظى معى ان هناك عرب مسيحيون وهم ليسو قلة وفيهم كتاب يكتوب عن المسيح والتعميد والبشارة والغفران

المسألة التى ينبغى تحديدها دونما المساس بالحريات الشخصية والتى اتفق معك فيها هى مسألة الحفاظ على الهوية العربية من خلال ثقافتنا مهما كان نوع هذه الثقافة والا نكون نسخ مستنسخة عن أخرين ..
الخصوصية التى منحتها لنا اللغة لماذا تفر من أيدينا هكذا ..ونتحول الى كائنات ممسوخة ومؤدلجة بأفكار الاخرين

الفاضلة عبير
موضوع شيق..وبحاجة الى نقاش مستمر

دمت ودام القلم



ويحلو الحديث بحضور الأستاذ سعد
جئت فقط كي أحتفي بك :no5:

عبير محمد الحمد
14/02/2011, 12:00 PM
أهلاً أخي الكريم بك وبمداخلتك الجميلة
:)
.
.
أنا لم أخلط .. بل كانت للمقالة محاور عديدة تتعلق بالهوية .. الهوية التي ليست بمعزل عن الدين على أية حال!
..
لقد كنتُ - أخي الفاضل - أسخرُ من جهل أولئك النقاد الإسلاميين حين راحوا يستخرجون المخالفات العقدية في (طلاسم) أبي ماضي ويجادلون ويحاجون ويكفّرون .. مُتناسين أنه نصرانيٌّ وأنْ ليس بعد الكفر ذنب!
ولذلك كان سائغًا أن يهاجَمَ نزار قباني مثلاً أو أدونيس أو تركي الحمد للتجاوزات الدينية, وألا يُهاجَم مطران وجُبران ونعيمة وغيرهم!
فثمةَ صدْعٌ في الهوية!
وحين نُثرِّبُ على عربيٍّ انسلاخَه من الهوية بنهبِ مفرداتٍ وتصاوير وأجواء من العقيدة الوثنية والنصرانية فنحن بالطبع نتحدث عن العربي المسلم!
وهكذا قِس على النصراني واليهودي ..فالاستخفاف بالثوابت الدينية والمقدسات أيًا كانت الديانة؛ إنما هو انسلاخ من الهوية بعامتها, فالهوية ليست لغة فقط ولا ثقافة شعوبٍ فقط ولا دينًا فقط .. بل هي كلُّ أولئك !
والمتتبع للأدب العربي سيرى أنه حتى الأدباء النصارى العرب وقعوا في فخ الانسلاخ من الهوية حين طالعتنا في نصوصهم آلهات الإغريق والفينيق .. والصلوات لأرباب الحب والجمال والحكمة وغيرها ..تلك الثقافة التي ليست لهم ولا منهم .. بل هي خلاصة تأثر سلبيٍّ بمجاميع القراءات.
ولا تقل لي إن التثريب عليهم مصادرة للحريات .. فالمرء حين يعتنق دينًا يحاسَبُ عند كل محظوراته وخطوطه الحمراء .. وهذا أمرٌ تتساوى فيه كل أديان الأرض فليس من دين بلا أبعادٍ وحدود
وإن يكن من جانبٍ في جوانب الهوية يستحق الوقوف عنده أكثر من سواه فسيكون هو الدين بلا شك ولا ريب!
.
.
شكرًا جزْلاً جزيلاً لمرورك أخي الكريم
وأهلاً بك كل حين
.
.

سعد الحمري
15/02/2011, 05:13 PM
أهلاً أخي الكريم بك وبمداخلتك الجميلة
:)
.
.
أنا لم أخلط .. بل كانت للمقالة محاور عديدة تتعلق بالهوية .. الهوية التي ليست بمعزل عن الدين على أية حال!
..
لقد كنتُ - أخي الفاضل - أسخرُ من جهل أولئك النقاد الإسلاميين حين راحوا يستخرجون المخالفات العقدية في (طلاسم) أبي ماضي ويجادلون ويحاجون ويكفّرون .. مُتناسين أنه نصرانيٌّ وأنْ ليس بعد الكفر ذنب!
ولذلك كان سائغًا أن يهاجَمَ نزار قباني مثلاً أو أدونيس أو تركي الحمد للتجاوزات الدينية, وألا يُهاجَم مطران وجُبران ونعيمة وغيرهم!
فثمةَ صدْعٌ في الهوية!
وحين نُثرِّبُ على عربيٍّ انسلاخَه من الهوية بنهبِ مفرداتٍ وتصاوير وأجواء من العقيدة الوثنية والنصرانية فنحن بالطبع نتحدث عن العربي المسلم!
وهكذا قِس على النصراني واليهودي ..فالاستخفاف بالثوابت الدينية والمقدسات أيًا كانت الديانة؛ إنما هو انسلاخ من الهوية بعامتها, فالهوية ليست لغة فقط ولا ثقافة شعوبٍ فقط ولا دينًا فقط .. بل هي كلُّ أولئك !
والمتتبع للأدب العربي سيرى أنه حتى الأدباء النصارى العرب وقعوا في فخ الانسلاخ من الهوية حين طالعتنا في نصوصهم آلهات الإغريق والفينيق .. والصلوات لأرباب الحب والجمال والحكمة وغيرها ..تلك الثقافة التي ليست لهم ولا منهم .. بل هي خلاصة تأثر سلبيٍّ بمجاميع القراءات.
ولا تقل لي إن التثريب عليهم مصادرة للحريات .. فالمرء حين يعتنق دينًا يحاسَبُ عند كل محظوراته وخطوطه الحمراء .. وهذا أمرٌ تتساوى فيه كل أديان الأرض فليس من دين بلا أبعادٍ وحدود
وإن يكن من جانبٍ في جوانب الهوية يستحق الوقوف عنده أكثر من سواه فسيكون هو الدين بلا شك ولا ريب!
.
.
شكرًا جزْلاً جزيلاً لمرورك أخي الكريم
وأهلاً بك كل حين
.
.

شكرا لعبق الكلام \
الهوية اذا كنت تعنين العروبة والهوية العربية فهذا شىء يعبر عنه النصرانى والمسلم على السواء\\
ولكننى هنا اقصد مارجعتى لذكره فى مسألة التعلق بأذيال الخيال عند الشعراء والكتاب والمبدعين عامة ...هذه المسألة لانلجها هكذا ..
لاحظى معى عندما اقول هو رجل اسد ...أنا لاأعنى من الاسد هنا سوى شجاعته وقوته..

مسألة تداعيات الصور الشعرية ..متروكة للقارىء ليمحصها
عندما يشبه الرجل حبيبته فى الشعر بفينوس ..ذلك لكون مخزونه لايتعدى هذه الصفة من الجمال

انه لايعبد فينوس ..لكنه يشبه حبيبته بجمالها فأين المشكله

اذا كنا نبحث عن هويتنا الاسلامية فهذا امر واجب ..ولكننا كعروبيين ننتمى لهذا الوطن الرائع لانملك مصادرة ثقافة الاخرين على اعتبار ان ثقافة الدين هى السائدة
اليس كذلك

شكرا لك من جديد...

عبير محمد الحمد
15/02/2011, 06:42 PM
عندما يشبه الرجل حبيبته فى الشعر بفينوس ..ذلك لكون مخزونه لايتعدى هذه الصفة من الجمال

انه لايعبد فينوس ..لكنه يشبه حبيبته بجمالها فأين المشكله

أبدًا .. في تشبيهك أعلاه (والذي لا يمثل إلا مستوى واحدًا من تشتت الهويّة)
يمكننا القول: لا مشكلة على صعيد الهوية الدينيّة..
مع أنك لو قرأت النماذج لوجدت كثيرًا منها يدخل في الكفر!
لكنه صدع على مستوى الهوية الثقافية ..
لأن الذي يترك مجتمعه وبيئته ليستقي تشبيهاته من أشياء لا يعرفها ولم يرها في حياته لمجرد التقليد الأعمى للثقافة التي يعكف على النهل منها ويدمن قراءة نتاجها الأدبي؛ فإنه سيخرج علينا بأدب لا يمثلنا فلا يميزُ قارئُه ما إن كان أدبًا عربيًا أو مترجمًا عن لغة أخرى تلائمها عند المتلقي هذه النوعية من التشبيهات والاستعارات !!
بخااااصة .. حين يصبح هذا النهج في الكتابة طابعًا غالبًا على الأديب ونتاجه الكتابيّ حتى لكأنه نسخه قبيحة من الآخرين .. لا نكهة لها ولا تميّز ولا اختلاف .
.
أعيد للمرة الألف : الهوية منظومة من أشياء عديدة .. الدين ليس كلَّها وإن كان هو جزأها الأكثر حساسية للعبث والتطاول!
.
لقد أوردتُ في مقالتي بعض النماذج التي أوضح بها وجهة نظري يمكنك التمعن فيها أكثر
وأرجو ألا تحصرنا في نطاق تشبيه واحد بسيط الدلالة ..
فهو لن يدحض واقع ضياع الهوية فيما نقرؤه كل يوم عبر النتاج الأدبي العربي !!
.
.
شكرًا لعودتك
:)
.
.

عبير محمد الحمد
15/02/2011, 06:53 PM
ندى الجميلة
أنت قلتِ أشياء ندية أنا أكملتُ .. غيري أضاء محاور أخرى
كلنا أبلينا حسنًا يا حبيبة :)
.
.
سعيدة بوعيك والله
.
.

عبير محمد الحمد
15/02/2011, 06:57 PM
مختار بن ليث
أهلا بك .. وبرأيك
ينال كلامك الصواب وهذا مُرٌّ بعض الشئ
لكن .. كيفما يكن الأمر سيئًا
نحن موجودون
فقط
علينا أن نشعر بهذا الوجود ..بقيمته.. بالحكمة منه
لنكون أكثر ظهورًا للآخرين
.
.
أهلاً - كثيرًا - وسهلاً
:)



.

سعد الحمري
15/02/2011, 08:56 PM
أبدًا .. في تشبيهك أعلاه (والذي لا يمثل إلا مستوى واحدًا من تشتت الهويّة)
يمكننا القول: لا مشكلة على صعيد الهوية الدينيّة..
مع أنك لو قرأت النماذج لوجدت كثيرًا منها يدخل في الكفر!
لكنه صدع على مستوى الهوية الثقافية ..
لأن الذي يترك مجتمعه وبيئته ليستقي تشبيهاته من أشياء لا يعرفها ولم يرها في حياته لمجرد التقليد الأعمى للثقافة التي يعكف على النهل منها ويدمن قراءة نتاجها الأدبي؛ فإنه سيخرج علينا بأدب لا يمثلنا فلا يميزُ قارئُه ما إن كان أدبًا عربيًا أو مترجمًا عن لغة أخرى تلائمها عند المتلقي هذه النوعية من التشبيهات والاستعارات !!
بخااااصة .. حين يصبح هذا النهج في الكتابة طابعًا غالبًا على الأديب ونتاجه الكتابيّ حتى لكأنه نسخه قبيحة من الآخرين .. لا نكهة لها ولا تميّز ولا اختلاف .
.
أعيد للمرة الألف : الهوية منظومة من أشياء عديدة .. الدين ليس كلَّها وإن كان هو جزأها الأكثر حساسية للعبث والتطاول!
.
لقد أوردتُ في مقالتي بعض النماذج التي أوضح بها وجهة نظري يمكنك التمعن فيها أكثر
وأرجو ألا تحصرنا في نطاق تشبيه واحد بسيط الدلالة ..
فهو لن يدحض واقع ضياع الهوية فيما نقرؤه كل يوم عبر النتاج الأدبي العربي !!
.
.
شكرًا لعودتك
:)
.
.



شكرا للإجابة ..ولكل منا رأيه على أى حال

تقبلى مرورى بصدر رحب..flwr3