المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وعلى رُفاتِ ذكراكِ، أحتضر!


أريج عبدالله
01/02/2011, 06:05 PM
ها أنا ذا أجلسُ وحيداً على المقعدِ الذي شهد أحاديثي إليكِ،الساهرة ليلاً لخمسِ سنواتٍ طوال، ها أنا ذا أحاول نفضَ ذكراكِ عنّي في منافذ أوراقي المحاسبية المتكدسة على سطحِ هذا المكتب الماثل أمامي، وجميعُ محاولاتي ما هي إلا عبث.

وها أنتِ تصرين على اللحاق بي بعنادٍ واضح رغمُ إصراري على الهروبِ منكِ.
لم أعهدكِ عنيدةً هكذا من قبل! وأنتِ التي كُنتِ دائماً تحترمين لحظات خلوتي، وهروبي، وانطوائي، وكل مواقفي دون تذمرٍ!
فهل جاءَ الوقتُ لتتمردي عليَّ أخيراً كما تمرد كل شيءٍ من قبل؟

أنا مُرهقٌ حقاً! و أظن أنِّي بدأتُ أهذي بكِ مُجدداً.

الفجر بدأ يمد خيوطَهُ في أوصالِ الظلام، وربما عليَّ الآن أن أسترق لنفسي سويعات من وقتٍ بخيلٍ لأخلِدَ فيها إلى النوم.
آه النوم! إنهُ هروبٌ كاذبٌ باختصار، أوهمُ فيه نفسي بأني سأنساكِ قليلاً، وأنسى أنهُ يخونني منذُ أعلنَ الغياب وقوفه بيننا،
جلّ محاولاتي في هزيمته تنتهي بالفشل، كيف لا؟ وأنا الذي اعتدتُ أن أحشو وسادتي بأمنياتٍ مجدولة في شعركِ، معقودة على خاصرتكِ، معلقة على رمشِ عينيكِ، وغارقة في جوفِ شفتيك،
تتحولُ في منامي بقدرةِ الله إلى حقيقةٍ مقتصة من أتربةِ الجنة!
فبأي الأحلام سأحشو وسائدي المهترئة الآن؟ و بأي عجينٍ سأشكل أمنياتي من بعدِ ما تعفن عجينٌ كان يعيشُ على التشكل بين أناملك الناعمة لخمسة أعوام ما ظننتها ستُبتر فجأة هكذا!

إنني أعيشُ الآن على صورِ الذكريات، التي أتنقل بينها دون كللٍ أو مللٍ كطفلٍ لا يملّ التأرجح وحده في حديقة مهجورة، وفي كل زياراتي لتفاصيلِكِ موت، واللهِ موت!
ولا أدري أيهما أشدُ إيلاماً لي، أهو انتهاكي لحرمة رحيلك بهذه الزيارات المُختلسة، أم قبضة الحنين التي تعتصرُ قلبي دون رأفة كلما مررتُ بكِ على جسورِ الذكرى؟

اشفعي لي تجسسي على ماضينا الأبيض كل ليلة، و نقضي لعهدٍ قطعتهُ لكِ ذاتَ ضُعفٍ لم تكن لي فيه حيلة حينَ طلبتِ مني نسيانكِ، و وافقت دون اكتراث لغيرِ رضاكِ!
إنني جائع، ولا يبيحُ لي هذا الجوع الاكتفاء بأي قطعة رغيف!
إنني ظمآن، وما من امرأةٍ بعدَكِ ستسقيني الماء من بين كفيها كما كُنتِ تفعلين!
وما من حياة ستُكتب لي ولأشيائنا دونك.

أتعلمين؟ كل شيءٍ ماكثٌ حولي يحتفظ ببقايا عطرك عليه، وكل الأشياء تبدو كئيبة، وبائسة! مثلي تماماً،
تتشبث بتفاصيلك الصغيرة بقوى متهالكة، كتشبُثِ الغريق بأطرافِ النجاة!

وحدَها أريكتنا الخضراء التي تربطُ قليلاً على قلبي السقيم، وحدها التي تطبطب على حزني حين أتوسدُ وشاحكِ الشجري المُنسدلِ فوقها بدلال!
إنَّ الأشياءَ هُنا تقتبس جمالها منكِ، و بغيابِ وجهِكِ عنها افترسَها الشحوب.
غطاءُ السرير السُكري الذي كانَ يسرقُ بهاءَهُ من بشرتكِ الذائبة في أكوابِ السُكر، يتجعد الآن كجميلةٍ انتزعَ جمالها العُمر بحجة قدومِ الخريف الأخير،
و مشابك شعركِ التي كانت تخر صريعة على الأرض من فرطِ السحرِ الذي يغزوها بهِ شعركِ الغجري الأسود الطويل، ترقدُ فوقَ تسريحتك، تحتضر بين يديّ الصدأ وهو ينهش منها دون اعتدادٍ برجائها للبقاء،
و أنا الأكثرُ احتضاراً بين كل الأشياء.

فقدتُ هويتي كإنسان، و صرتُ معطلاً وغير ذي جدوى لكل شيء، وأي شيء،
تحولتُ إلى تمثالٍ يقضي أيامه كلها يبتهل، ويتحدثُ بلغة السماوات، ويغني بصوتٍ كسير علَّ القَدَرَ يهديهِ هو الآخر تأشيرة السفر، فيلحقَ بكِ.

لا أريدُ العيشَ أكثر، ليس والحياة تزحفُ هاربةً من أطرافي ببطء هكذا، فهل سيكونُ الموتُ رؤوفاً وحانياً لمرة واحدة فيستجيب؟
أخبريني من أينَ أتنفس الأوكسجين وأنتَ كنتِ الأوكسجين الأول والأخير خاصتي،
كيف ليديّ أن تتوقفا عن الارتجاف، و وحدهما كفاكِ الصغيران من كانا يبعثان فيهما الطمأنينة ليَسكُنُا،
كيف أتحدث و أخرج كل هذا الحديث المكبوت في جوفي دون أن تجيء تلكَ الابتسامة العذبة التي تتسلقُ شفاهك الصغيرة اختتاماً للحديث،
أنا خائفٌ من أن أغمض عيني فتضيعَ مني صورة عينيكِ المغموستين في جُنحِ الليل، المغلفتين برمشٍ كثيفٍ ينافسُ في جاذبيته غموضَ البحر!

أشتاقُ لمداعبة تفاحتي خديكِ اللتين تُثمران فجأةً وبجمالٍ كبير عندما تضحكين،
أشتاقُ لأن يجمعني صوتكِ الناعم حين يحيلني الهم إلى فتات متناثر هُنا وهناك،
أشتاقُ لرائحة جسدكِ الفواحة بأزهارٍ آسيوية كل صباح،
أشتاقُ إلى المساء الذي تدثرينني فيه كطفلٍ صغير.

أشتاقُ إلى كل الحياة التي كانت تلوّن أضلاعها بكِ، والتي كانت انحناءاتها بكِ تستقيم!

عارٌ على القَدَرِ أن يخطفكِ مني هكذا دون مقدمات أو مبررات، عارٌ عليه أن يصدمكِ بقرارِ الرحيل دونَ تمهيدٍ تتركينَ لي فيه خارطةً تقودني إليك،
لن أغفرَ لهُ اقتطاعه لأحلامنا بمقصه القاسي من بعدِ ما كنا على مقربة خطواتٍ عدة من تتويج حلمنا الأول.

كم كنتُ أحلم بطفلٍ يخلد حُبنا إلى أجيالٍ متتالية لن تنتهي إلا بمشيئة الله،
طفلٌ يحمل منكِ قلبكِ النقي المغسولِ بماءِ المطر، طفلٌ أراكِ تطلين من عينيه، و تتشكلين في كل ركنٍ منه.

لولا أنَّ الاعتراض على الغيبِ كفرٌ، لطلبتُ من الله أن يحاكمه على تمزيقِ الأمنيات، و اقتصاص جذورِ الآمال، و اغتيالهِ لأنثى السعادة، و اختبائهِ في ثياب المرض، و المصائب، و الاندثار تحت أرجل الموت.

ما ظلَّ لي عزاءٌ ولا دواء، الحُزنُ هوَ الرفيق الأوحد، و الأوفى، والخيبة ما عادت تستفزني من بعدِ حلولها الأخير لتشييع رحيلك.

أشعرُ بصدري يضيق، وصورك تقلب نفسها أمامي سريعاً، شي ما يُسلب نفسه مني، أشعر بأني أنقسم!
نصفٌ يعلو، يبتهج، سيلحقُ بكِ.. ونصفٌ آخر، عاجزٌ، مُتعب، يتمسك بنصفهِ الأول كي لا يَسقُطَ سهواً، إنهُ وفي، هاهو يجرني،
إنني أتألم.. كثيراً، كمن تنشقُ روحه، أهو الموتُ أخيراً؟
أتنتظرينني الآن فوقَ سحابةٍ ما؟ أترتدين الفستان الأبيض الذي أرسلته إليكِ ذات حُلم؟

أتسمعين؟ الجدران حولي تنتحبُ الآن بذاتِ الرتم الذي انتحبت به يومَ رحلتِ.

الظلام يستتب هُنا، والستار يسدل نفسه ليعلن انتهاء المأساة.

أنا سعيد!
... وأظنني أحتضر!

أريج عبدالله
01/02/2011, 06:06 PM
مساؤُكم/صباحُكم حبٌ يمتطي صهوةَ الحُلم

إنها محاولتي الأولى في سردِ قصةٍ قصيرة،
و أرجو من الله أن أكونَ قد وُفقت.

آراؤكم الصادقة تهمني،
و بانتقاداتكم سيرتقي الفكر، ويبتهج.

شاكرة لكل من سيدفئ حرفي بعينيه
و هذهِ تحية تليقُ بكم. :flower2:

سودة الكنوي
03/02/2011, 12:49 AM
أريج الزهر و عبقه..
كنتُ هنا بكامل حواسي..
يا إلهي لقد نكأتِ جرحَ الذكريات في نصك بأسلوب
وصفٍ دقيق حملنا إلى أبعد آماد الرومانسية..
غير أنني يا جميلتي أرى أن هذا النص إنما هو ضرب من ضروب
النثر الفني بعيدًا عن القصة القصيرة و ما تحويه من عناصر و ما تنص
عليه من شروط..

مزيدا من التألق يا أريج..

إيمان بنت عبد الله
03/02/2011, 12:57 AM
ما أجملَ هذا الأريج .. يا أريج


بقيتُ أشتم شذاه حتى آخر حرف ..


بوحٌ رقراق ، أشبه بحديثٍ نفسي عميق ..


سبرتِ أغوار الحرفِ بقدرةٍ مدهشة .



عارٌ على القَدَرِ أن يخطفكِ مني

وددتُ أن العارَ كانَ لشيءٍ غير القَدر .

أظنه لا يصح هذا الوصف .





و إلى الأمام يا بهية


/


إيمَان

أريج عبدالله
03/02/2011, 05:31 PM
أريج الزهر و عبقه..
كنتُ هنا بكامل حواسي..
يا إلهي لقد نكأتِ جرحَ الذكريات في نصك بأسلوب
وصفٍ دقيق حملنا إلى أبعد آماد الرومانسية..


مساؤُكِ "قهوة ساخنة" تُسكبُ في جوفِ البردِ فيذُوب.

أنَ يجذب حرفي كل حواسك، فتعلو بشفافيتها بحرفي إلى ذاك المدى
كرمٌ كبير، يزرعُ في صدري نشوةً من فرح لا يذبل.


غير أنني يا جميلتي أرى أن هذا النص إنما هو ضرب من ضروب
النثر الفني بعيدًا عن القصة القصيرة و ما تحويه من عناصر و ما تنص
عليه من شروط..

ربما هي أُقصوصة بتعبيرٍ أصح، ^_^
وهي -بحسبِ ما درست- مُتواضعة في ذاتها،
تكتفي بمشهدٍ صغير، أو مجرد سردٍ لحالة نفسية في لحظة ما،
دونَ أن تحتاج إلى تفاصيلٍ عدة، أو إلى احتواء حدثٍ، وعناصر أخرى كما في القصة. :)


ثناؤُكِ يبعثُ في حرفي ثقةً فريدة،
ادعِ الله أن يرتقي بفكري إلى ما فوق غيمة،
و أن ينمي قلمي إلى حدٍ أكونُ فيه قادرة على سردِ قصة مُتكاملة القوام. flower:

أحبُ حضورِك،
و آمل من الله أن يجعلَ مساءَكِ كما تحبين، وأجمل. flower:

أريج عبدالله
03/02/2011, 05:53 PM
ما أجملَ هذا الأرج .. يا أريج


بقيتُ أشتم شذاه حتى آخر حرف ..


بوحٌ رقراق ، أشبه بحديثٍ نفسي عميق ..


سبرتِ أغوار الحرفِ بقدرةٍ مدهشة .




إيمان،
حضُورُكِ يحملُ بينَ يديهِ أزهارَ ذكريات موشومة بوجهِ ابنة عمي التي تُشاركك طيبةَ القلب،
و نعومة الحديث كما تُشارككِ الاسمَ نفسه.
فكم هو حضورٌ لطيف! flower:

و ليسَ عندي شكٌ في أنَّ رقةِ إحساسك،
هي التي احتضنت مشهدَ الجمال هُنا.

وددتُ أن العارَ كانَ لشيءٍ غير القَدر .

أظنه لا يصح هذا الوصف .

شُكراً لهذهِ المُلاحظة. ^_^
بعضُ الأفكار تُختزن في رؤوسنا دون أن نشعر،
و تعلمين كم أصبحَ شائعاً أن يبارز الكُتاب القدر بأقلامهم،
و أن يطالوا بفكرهم خطوطاً حمراء و كأنَّ الكتابة حقٌ يبيحُ لهم التعدي على أي شيء
و أظنّ أن هذهِ القراءات تؤثر في حرفي، رُغمَ محاولتي في أن لا يحدثَ ذلك فعلاً. :)

إيمان،
هذهِ وردة عرفانٍ أقطفها لكِ flower:.

ذكرى بنت أحمد
09/02/2011, 03:31 PM
وأنا الذي اعتدتُ أن أحشو وسادتي بأمنياتٍ مجدولة في شعركِ، معقودة على خاصرتكِ، معلقة على رمشِ عينيكِ، وغارقة في جوفِ شفتيك،
تتحولُ في منامي بقدرةِ الله إلى حقيقةٍ مقتصة من أتربةِ الجنة!
فبأي الأحلام سأحشو وسائدي المهترئة الآن؟ و بأي عجينٍ سأشكل أمنياتي من بعدِ ما تعفن عجينٌ كان يعيشُ على التشكل بين أناملك الناعمة لخمسة أعوام ما ظننتها ستُبتر فجأة هكذا!


تفاصيل المَوت ، هي أشدّ التفاصيل الموجِعة
شيءٌ أشبه بابتسَامة تلوحُ بعيداً بالفضاء
عاليها ثياب من ودَاع !
وها قد أعدتِ علي بعضاً منها ! : (

كنتُ معكِ بكلّ حرف وكلّ كلمة ،
لأجدني أقف باندهَاش في نهاية احتضاركِ السعيد !
كنتِ مدهشة جداً وجميلة يا أريج . .
:rose:

سودة الكنوي
10/02/2011, 09:58 AM
ربما هي أُقصوصة بتعبيرٍ أصح، ^_^
وهي -بحسبِ ما درست- مُتواضعة في ذاتها،
تكتفي بمشهدٍ صغير، أو مجرد سردٍ لحالة نفسية في لحظة ما،
دونَ أن تحتاج إلى تفاصيلٍ عدة، أو إلى احتواء حدثٍ، وعناصر أخرى كما في القصة. :)

أحبُ حضورِك،
و آمل من الله أن يجعلَ مساءَكِ كما تحبين، وأجمل. Flower:

أهلا بك يا أريج الزهر..
أحيي فيكِ سعة صدرك و روحك المتزنة في تقبل النقد،
اجتمع النقاد على أن القصة القصيرة و الأقصوصة هما شيء واحد،
أما ما جاء هنا فهو عبارة عن خاطرة في صورة مذكرات.
هناك فرق كبير بين القصة، و القصة القصيرة، و القصة القصيرة جدًا(ق.ق.ج)
و إذا وجدتِ ترجمة لأحد هذين الرمزين (ادغار آلان بو-أمريكا) أو (جو جوجول-روسيا)
فأنصحك بقراءتها لأن القصة القصيرة قد ظهرت على يديهما.

بالتوفيق غاليتي..

أريج عبدالله
10/02/2011, 09:52 PM
تفاصيل المَوت ، هي أشدّ التفاصيل الموجِعة
شيءٌ أشبه بابتسَامة تلوحُ بعيداً بالفضاء
عاليها ثياب من ودَاع !
وها قد أعدتِ علي بعضاً منها ! : (

كنتُ معكِ بكلّ حرف وكلّ كلمة ،
لأجدني أقف باندهَاش في نهاية احتضاركِ السعيد !
كنتِ مدهشة جداً وجميلة يا أريج . .
:rose:


فلتسامحي حرفي الذي أيقظَ بخطاهُ تلك التفاصيل السوداء في بالك
و ابتسمي لأجلي، فوجهكِ الجميل لا يليقُ بهِ حتماً سوى الابتسام! :)


كلُّ حرف، وكل كلمة،
و كلُّ ما يفترشُ الأسطر،
يحملُ لكِ عناقيدَ التوت و الشُكرِ يا ذكرى!

لا أذاق الله قلبكِ الطيب وجعاً flower:

أريج عبدالله
10/02/2011, 10:00 PM
أهلا بك يا أريج الزهر..
أحيي فيكِ سعة صدرك و روحك المتزنة في تقبل النقد،
اجتمع النقاد على أن القصة القصيرة و الأقصوصة هما شيء واحد،
أما ما جاء هنا فهو عبارة عن خاطرة في صورة مذكرات.
هناك فرق كبير بين القصة، و القصة القصيرة، و القصة القصيرة جدًا(ق.ق.ج)
و إذا وجدتِ ترجمة لأحد هذين الرمزين (ادغار آلان بو-أمريكا) أو (جو جوجول-روسيا)
فأنصحك بقراءتها لأن القصة القصيرة قد ظهرت على يديهما.

بالتوفيق غاليتي..

النورُ يتخللُ نوافذ حرفي مُجدداً بحضوركِ، فأهلاً بكِ بعددِ زمرُ ضوءكِ يا سودة.


سأكثفُ قراءتي، و سأبحثُ عن تراجم لهما،آملةً من الله أن أجد.

أقرأُ حالياً " فن كتابة القصة" لـ فُؤاد قنديل،
و وجدتهُ مفيد جداً، و أسلوبه سلس، ومبسط.
و باذن المولى ستكونُ لي بعدَ الانتهاء منه محاولة أُخرى،
لعلها تستقيم :)

أنا هُنا يا سودة، لأرتقي بحرفي،
و لأتعلم كتابة أدبٍ حقيقي على أيدي كبارٍ مثلك،
و رأيك، وآراء كل عمالقة الإملاءات "تاجٌ على رأسي والله :)"

شُكراً لاهتمامك،
وفقني الله وإياكِ يا غالية.

عبير محمد الحمد
11/02/2011, 03:02 AM
..
في ذلك الصِّقْع القصيِّ من الافتقادْ
نُدركُ تمامًا معنى أنهم غابوا
وقسوةَ الأمكنة, والتفاصيلَ الباجدةَ على قيدِ الاذِّكار!
قاتلٌ - أيْ أريجُ - أننا لم نشعر ببرد الوقتِ وانصرام الأشياء إلا متأخرًا
لم نشعر بدفءٍ وجمالٍ كانا هنا .. إلا حين غيّبَهُم أفقُ الرحيل!
.
.
نص جميل يا أريج .. وأنتِ حقًا مشروع أديبة واعدة
لديك لغة جميلة .. وتصاوير بهية كثيرة
لديك ماتقولينه تمامًا
تحت دثارٍ من تمكُّنٍ لُغَويٍّ وعاطفةٍ تعرف مكانَها من كلِّ سطر!
.
.
أتفق مع سودةَ الحبيبة حول اندراجِ هذا النصِّ تحت النثرِ الفنيّ
وأستميحك عذرًا في وضع خطوطٍ حنونة تحت بعض اللحون:
رغمُ إصراري// رُغْمَ إصراري
ضُعف // ضَعف
طبطب (بمعنى: مسّ كتفَه تكرارًا للمواساة) استعمال عاميّ؛ لأن الطبطبة في لسان العرب: سيلانُ الماء, يقال: طبطب الماءُ: إذا سال.
كفاك الصغيران // الكف مؤنث في كلامهم وإن شذَّ للضرورة في (الشعر) تذكيره فليس سائغًا في السَّعة (النثر)
الرتم // أعجمية معرّبة في كلام العامة عن: rhythem أي: توازن موسيقي أو تناغم إيقاعي, وفي العربية مايقوم مقامَها مثل : وتيرة / نسق / نظام ..وسواها ,,
.
.
وأما ما أحب اقتباسه إعجابًا به .. فأكثر من اتساع المقام
:)

.
.
مرحى يا أريج
.

أريج عبدالله
13/02/2011, 07:45 PM
..
في ذلك الصِّقْع القصيِّ من الافتقادْ
نُدركُ تمامًا معنى أنهم غابوا
وقسوةَ الأمكنة, والتفاصيلَ الباجدةَ على قيدِ الاذِّكار!
قاتلٌ - أيْ أريجُ - أننا لم نشعر ببرد الوقتِ وانصرام الأشياء إلا متأخرًا
لم نشعر بدفءٍ وجمالٍ كانا هنا .. إلا حين غيّبَهُم أفقُ الرحيل!

في غمرة الحب، ننشغلُ بترتيب مشاتل الزهر النابت في ربوعِ قلوبنا.
نشوة الفرح تخدر فينا حواسنا، فلا نُدرك إلا ما تطيبُ بهِ عاطفتنا المتأججة،
و لا نحسبُ حساب الأيام المتمردة!

لا شفاء من أعراضِ الغياب، إلا حينَ نعترف بهم أمام أنفسنا كذكرى فقط..
.
نص جميل يا أريج .. وأنتِ حقًا مشروع أديبة واعدة
لديك لغة جميلة .. وتصاوير بهية كثيرة
لديك ماتقولينه تمامًا
تحت دثارٍ من تمكُّنٍ لُغَويٍّ وعاطفةٍ تعرف مكانَها من كلِّ سطر!

الجمالُ نجمٌ أستعيرهُ من سماءك يا عبير،
و أن يزين حرفي المتواضع بكل هذا الثناء منكِ، شرفٌ كبير، أعلقه على رأسِ الحرف مُرفقاً بعرفان عميق.

أتفق مع سودةَ الحبيبة حول اندراجِ هذا النصِّ تحت النثرِ الفنيّ
وأستميحك عذرًا في وضع خطوطٍ حنونة تحت بعض اللحون:
رغمُ إصراري// رُغْمَ إصراري
ضُعف // ضَعف
طبطب (بمعنى: مسّ كتفَه تكرارًا للمواساة) استعمال عاميّ؛ لأن الطبطبة في لسان العرب: سيلانُ الماء, يقال: طبطب الماءُ: إذا سال.
كفاك الصغيران // الكف مؤنث في كلامهم وإن شذَّ للضرورة في (الشعر) تذكيره فليس سائغًا في السَّعة (النثر)
الرتم // أعجمية معرّبة في كلام العامة عن: rhythem أي: توازن موسيقي أو تناغم إيقاعي, وفي العربية مايقوم مقامَها مثل : وتيرة / نسق / نظام ..وسواها ,,

أضافت خطوطكِ ألقاً على مُتصفحي،
شاكرة لكِ هذهِ القراءة المُتمعنة في سطور نصي شُكراً يفوقُ المدى. flower:

وأما ما أحب اقتباسه إعجابًا به .. فأكثر من اتساع المقام
:)

.
.
مرحى يا أريج
.



يا لفَرحي بكِ يا عبير! :Heart:

مساؤُكِ عطرٌ لا يُشابه سواكِ، ويا له من مساءٍ جميل. :m7:

خالد محمد المشوح
16/02/2011, 12:42 AM
أعترف أني عشت مع هذا النص الماتع بكل جوارحي

أعدت قراءته مرات ومرات
وفي كل مرة أشعرأني أمام نص كتب بلغة غارقة في الرومنسية والعذوبة

ولا أدري لماذا ذكرتني لغة النص بأسلوب المبدعه أحلام مستغانمي من حيث دقة الوصف وشاعريته وسلاسة اللغة وجمالها

أتفق مع أختي سودة الكنوي في أن هذا النص يندرج تحت مسمى النثر الفني
وفي كل الأحوال

هو عمل ابداعي با متياز

أريج عبدالله

تحياتي لك

أريج عبدالله
19/02/2011, 09:14 PM
أعترف أني عشت مع هذا النص الماتع بكل جوارحي

أعدت قراءته مرات ومرات
وفي كل مرة أشعرأني أمام نص كتب بلغة غارقة في الرومنسية والعذوبة

يغمرني الفرح بأن يرتقي حرفي إلى الحد الذي يجعلهُ لكَ و لأمثالكَ من أصحابِ الذوقِ الرفيع مُتعة،
و سرُّ العذوبة هٌنا هي شفافية أحاسيسكم التي تخلقُ من حرفي جداول عذبة. flower:

ولا أدري لماذا ذكرتني لغة النص بأسلوب المبدعه أحلام مستغانمي من حيث دقة الوصف وشاعريته وسلاسة اللغة وجمالها[/color][/size][/font]

أخجلتني بهذا الإطراء! :blush:
أحلام مستغانمي كبيرة جداً، وعظيمة حرف
و أتمنى أن أصل يوماً إلى ما وصلت إليه بل و أبعد من ذلك باذن الله.

ما زلتُ عند البداية، و تشجيعٌ كهذا كفيلٌ بخلق غمرة ابتهاج في نفسي تحثني على الاستمرار. flower:

حينَ نتحدثُ بلسان أنفسنا، ونجرد أحاسيسنا من الصور المركبة، ومن أصواتِ الغير المتكدسة في رؤوسنا،
سيصل الإحساس من خلال الحرف للغير كما وُلد لحظتها فينا. :)

هو عمل ابداعي با متياز

أريج عبدالله

تحياتي لك
[/color][/size][/font]

فخورة بأن يلامس حرفي قلبك إلى هذا الحد،
شُكراً لعينيكَ اللتين رافقتا حرفي هُنا.

و أهلاً بكَ دائماً، شمساً تُشرق على حرفي. flower:

عبد الرزاق الدرباس
05/03/2011, 08:25 AM
أتعلمين أي ورد ِ يزرع الحزن ؟؟
و كيف دمع العين يدمي أبيض الكفن ؟؟
أتعلمين أن الحرف سكين و سيف يذبح الوهن ؟؟
الكاتبة أريج عبد الله :
هي قصة بلغة الشعر و دوران القصيدة ، تأمل، مرارة ، تصوير ، فيض من النفس يرطّب بياض الورق .
أقال الله عثرتك و رقأ جفنيك و ألهمك الصبر فمثل هذا النص وراءه حزن مكنون .

أريج عبدالله
08/03/2011, 10:34 PM
أتعلمين أي ورد ِ يزرع الحزن ؟؟
و كيف دمع العين يدمي أبيض الكفن ؟؟
أتعلمين أن الحرف سكين و سيف يذبح الوهن ؟؟
الكاتبة أريج عبد الله :
هي قصة بلغة الشعر و دوران القصيدة ، تأمل، مرارة ، تصوير ، فيض من النفس يرطّب بياض الورق .
أقال الله عثرتك و رقأ جفنيك و ألهمك الصبر فمثل هذا النص وراءه حزن مكنون .


آمين :Heart: : )

لأّن الحزن صادقٌ، لا يجيدُ الكذب يا عبدالرزاق؛
يفرشُ مشاعرنا على الورق عاريةً من كل اصطناع.


شُكراً
و مساؤُكَ فرحٌ لا يبور. flower:

منى بوراشد
10/03/2011, 11:46 PM
ايه أريج مكثتُ هنا طويلاً
وخرجت وأنا أتنفس ..!

أريج عبدالله
11/03/2011, 07:35 PM
ازفري كل المشاعر الخانقة التي راكمها حرفي في رئتيك،
أما أنا فأستنشقُ حضورك طويلاً، لأمتلئ بكِ :)

شُكراً لحضورك.

مريم جمعة عبد الله
12/03/2011, 07:32 PM
الرائعة أريج
هالات كلماتك تؤطر جمالا اختزنه الحرف .. ودفق المشاعر فيها ملهم
أجدت تصوير ذات متألمة بإيغالك في عمق حزنها .
.
حباك الله من السعادة أكملها.
أختك مريم

أريج عبدالله
13/03/2011, 06:51 PM
الرائعة أريج
هالات كلماتك تؤطر جمالا اختزنه الحرف .. ودفق المشاعر فيها ملهم
أجدت تصوير ذات متألمة بإيغالك في عمق حزنها .
.
حباك الله من السعادة أكملها.
أختك مريم


كيف أُعقبُّ على كرم ثنائكِ هذا؟!
شكراً لحضوركِ، وشكراً لإيغالكِ في عمق ما كتبت.

وإياكِ يا طيّبة،
عسى الله أن يجعل سعادتنا فيما يرضيه. flower: