زياد محمد
20/02/2011, 01:04 AM
على مقعد الإنتظار ..
ذات مساء , أخذني القدر حيث سوق غرناطة " الرياض "
أتعرفون غرناطة ؟
وكأني وليد اللحظة .. كُل ما حولي مُستجد
التنوع بين البشر .. و فيه من المناظر ما يعجز اللسان عن وصفة و ما تمل اليد من رسمه ..
آذنتني بإنكسار قريبةً لي لآخذها إلى ذاك السوق , فتحطمت قواي أمام هذا الإنكسار الذي يرسم إبتسامة بريئة على شفتيها .
فبادلتها الموافقة .. ففرِحت فرحاً شديداً , و أي فَرحٍ عند النساء يعدل فرح التجوّل في الأسواق .!
ما أن بلغ من الوقت دقيقتين من الموافقة , و إذا بها تُفاجئني ( خلّصت يا زياد )
فأخذني الذهول ..
كيف إنتهت بتلك السرعة ؟
اللهم أحفظنا من كيد النساء ..!!
بعدما وصلنا إلى السوق , طلبت مني هذه الفتاة " ساعة من الوقت ", فالمكان يقبل بالجلوس لساعات و ليست ساعة .
بادلتها بالموافقة .. و توجّهت لمقعد الإنتظار .
و أنا في طريقي لهذا المقعد , رأيت "الممثل المصري / فؤاد المهندس" جالساً على حافة المقعد ..
يا سبحان الله !! فؤاد المهندس حيَّ ؟! و أنا قرأت عن وفاته ..!
فأخذت بالبحث عن معشوقة "فؤاد" .." الممثلة المصريّة شويكار"
علّها تمُر صدفة كي تجعل من الشك واقع , لكن للأسف بعد إعادة النظر في هذا الرجل العجوز أتضح لي بأنه شبيه لفؤاد .!
سبحان الله يخلق من الشبة ستين .. !!
تأملت في هذا العجوز , و كأني أرى الدنيا و قد حلّت رحالها عليه , فقد لبس الهمّ و تلحّف بالغمّ ..
لمّ عظامه و أرتحل من هذا المقعد , فأخذ يمشي مشية الظالع , يخطو بخطوتين عن خطوة شاب بدين
يطأطئ رأسه في كُل خطوة ..
يا سبحان الله !! هكذا ابن آدم ..." ثم تردون إلى أرذل العمر ..".!
و مرَّ من أمامي شاب من خُشارَةُ الناس يُرافق فتاة خَيْتَعورُ , أظنها زوجته .
نخر الإعلام عقولهما كما تنخر الدودة الجيفة , و نال منهما المجتمع الغربي بسذاجته ما جعلهما يمشون مشيته , و يأكلون أكله
و يتحدثون حديثه .!
تسير خلفهم طفلةٌ بريئة , قدّر الله عليها بأن تتربى كما يُريد المجتمع الغربي الفاسد ..
تلهث خلفهم بتأمّل .. بعد إشراق النضوج .!
تلك زمرةٌ من النساء , كاسيات.. عاريات.. مائلات.. مميلات .!
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة , تلتحف كُل واحدة منهن بلحافٍ أسود مزركش , يسُّر الناظر و يغضب الناصر .!
يتذيلهُنَّ رجل قد بدت على عيناه نظرات الغلبة و القوامة منهن , يسير خلفهن ذليل , و كأنه صاحب حاجة ..
فلا يستطيع أن يعدو عليهن بالخطوات ..
كُل واحده منهن تنظر له بنظرات التسلّط و الكبرياء ... اللهم لا تنكس الفطرة ..
كيف بالرجال تسير خلف النساء وهم قوّامون عليهن ..!!
و هذا شاب عشريني يُقبل عليّ , يخيّل إليّ بأنه من نتاج مدرسة ( أم بي سي ثري ) أخذ من كل برنامج من برامجها و عروضها , نموذجاً يعلقه
على جسده , و يردده على لسانه , يحيّر العاقل , و يضحك المجنون ..
هل أحدثكم عن لبسه و مشيه ؟ أم أحدثكم عن شعره !
لا أظنه يفرق عن الببغاء في ألوانه و فرقة ريشه شيء , بل أننا نرجو من الببغاء مالا نرجوه منه .. من يُعيره عقلاً من عقولكم ؟!
يعود به إلى صوابه لو للحظات , فتكسبون به الأجر .. !
من هُناك .. يُقبل رجلاً و قد بدت عليه وعثاء السفر ..
كئيب المنظر , مغبر الشعر , رث الثياب , إستطار عقله من ذاك .. فشخص بصره , و أضاع مشيته
فلا يعلم بداية المكان من نهايته ... يجوب السوق طولاً و عرضاً , يدخل في هذا الدكان و يخرج منه للآخر
يخاصم هذا و يصافح ذاك ...
مرّ من أمامي جسداً بلا عقل ..
بعدها أيقنت بأن المال المُفاجئ يعرض صاحبه أمام الآخرين بصور غير لائقة ..
كمن أمسى فقيراً و أصبح غنياً .!
يمرُ من أمامي رجل دين ( مطوّع ) , يمشي بسكينة و وقار, كأنه غريب أو عابر سبيل
فهو على يقين بأن هذا المكان ممر و الآخرة مستقر ... يُعجب به الناظر , ملتحياً , مقصراً إزاره , يبعث في القلوب الألفة و المحبة
كم نحبهم ( المطاوعة ) و كم تأنس النفس بهم , و يلين القلب لوعضهم .
بهم صلاح أمة , وبفقدهم فساد أمة ..
لم نسمع و لم نقرأ , بأن أمةً سلكت طريق الصلاح من فاسق أو فاجر , ولم نرَ صلاح مجتمع قادهُ ساذج متحرر .
ولكنه فضل الله بأن جعل في كل مجتمع ( مطوّع ) ليوقظهم من الغفلة , و يُعيدهم إلى الرشد ..
أرآه و أحدِّث نفسي :
لا يحرك رداء حلمك تصرف ساذج مارج , و لا تنظر لمن نال منك في خلوته
فوصفك بما ليس فيك , و كُن كما آلت إليه نفسك الآن , و أكثر من النوافل
فلا تنسى الليل .. ففي الليل مُناجاة ربّ العباد . فليس لنا بعد الله إلا أنت ..!
حفظك الله و أنار طريقك بالإيمان و طاعة الرحمن ..
أحسست بأن الوقت قد طال , فإذا بي أنظر إلى الوقت , و قد بلغ ساعتين على الموعد المحدد .
سبحان الله !
النساء آية من آيات الله , فيهن من الذكاء و الدهاء ما يعجز عن وصفه الواصفون .
بعدما جاءت سألتها :
تأخرتي عن الموعد المحدد ؟
قالت : السوق كبير و الأماكن متشابهه فتهت و جئتك صدفة .!
في هذه الرحلة بدأت في إنكسار و ضعف , و إنتهت بذكاء و دهاء نسوان ...
بحفظ الله ..
كتبته في ،،
19/2/1430هـ
ذات مساء , أخذني القدر حيث سوق غرناطة " الرياض "
أتعرفون غرناطة ؟
وكأني وليد اللحظة .. كُل ما حولي مُستجد
التنوع بين البشر .. و فيه من المناظر ما يعجز اللسان عن وصفة و ما تمل اليد من رسمه ..
آذنتني بإنكسار قريبةً لي لآخذها إلى ذاك السوق , فتحطمت قواي أمام هذا الإنكسار الذي يرسم إبتسامة بريئة على شفتيها .
فبادلتها الموافقة .. ففرِحت فرحاً شديداً , و أي فَرحٍ عند النساء يعدل فرح التجوّل في الأسواق .!
ما أن بلغ من الوقت دقيقتين من الموافقة , و إذا بها تُفاجئني ( خلّصت يا زياد )
فأخذني الذهول ..
كيف إنتهت بتلك السرعة ؟
اللهم أحفظنا من كيد النساء ..!!
بعدما وصلنا إلى السوق , طلبت مني هذه الفتاة " ساعة من الوقت ", فالمكان يقبل بالجلوس لساعات و ليست ساعة .
بادلتها بالموافقة .. و توجّهت لمقعد الإنتظار .
و أنا في طريقي لهذا المقعد , رأيت "الممثل المصري / فؤاد المهندس" جالساً على حافة المقعد ..
يا سبحان الله !! فؤاد المهندس حيَّ ؟! و أنا قرأت عن وفاته ..!
فأخذت بالبحث عن معشوقة "فؤاد" .." الممثلة المصريّة شويكار"
علّها تمُر صدفة كي تجعل من الشك واقع , لكن للأسف بعد إعادة النظر في هذا الرجل العجوز أتضح لي بأنه شبيه لفؤاد .!
سبحان الله يخلق من الشبة ستين .. !!
تأملت في هذا العجوز , و كأني أرى الدنيا و قد حلّت رحالها عليه , فقد لبس الهمّ و تلحّف بالغمّ ..
لمّ عظامه و أرتحل من هذا المقعد , فأخذ يمشي مشية الظالع , يخطو بخطوتين عن خطوة شاب بدين
يطأطئ رأسه في كُل خطوة ..
يا سبحان الله !! هكذا ابن آدم ..." ثم تردون إلى أرذل العمر ..".!
و مرَّ من أمامي شاب من خُشارَةُ الناس يُرافق فتاة خَيْتَعورُ , أظنها زوجته .
نخر الإعلام عقولهما كما تنخر الدودة الجيفة , و نال منهما المجتمع الغربي بسذاجته ما جعلهما يمشون مشيته , و يأكلون أكله
و يتحدثون حديثه .!
تسير خلفهم طفلةٌ بريئة , قدّر الله عليها بأن تتربى كما يُريد المجتمع الغربي الفاسد ..
تلهث خلفهم بتأمّل .. بعد إشراق النضوج .!
تلك زمرةٌ من النساء , كاسيات.. عاريات.. مائلات.. مميلات .!
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة , تلتحف كُل واحدة منهن بلحافٍ أسود مزركش , يسُّر الناظر و يغضب الناصر .!
يتذيلهُنَّ رجل قد بدت على عيناه نظرات الغلبة و القوامة منهن , يسير خلفهن ذليل , و كأنه صاحب حاجة ..
فلا يستطيع أن يعدو عليهن بالخطوات ..
كُل واحده منهن تنظر له بنظرات التسلّط و الكبرياء ... اللهم لا تنكس الفطرة ..
كيف بالرجال تسير خلف النساء وهم قوّامون عليهن ..!!
و هذا شاب عشريني يُقبل عليّ , يخيّل إليّ بأنه من نتاج مدرسة ( أم بي سي ثري ) أخذ من كل برنامج من برامجها و عروضها , نموذجاً يعلقه
على جسده , و يردده على لسانه , يحيّر العاقل , و يضحك المجنون ..
هل أحدثكم عن لبسه و مشيه ؟ أم أحدثكم عن شعره !
لا أظنه يفرق عن الببغاء في ألوانه و فرقة ريشه شيء , بل أننا نرجو من الببغاء مالا نرجوه منه .. من يُعيره عقلاً من عقولكم ؟!
يعود به إلى صوابه لو للحظات , فتكسبون به الأجر .. !
من هُناك .. يُقبل رجلاً و قد بدت عليه وعثاء السفر ..
كئيب المنظر , مغبر الشعر , رث الثياب , إستطار عقله من ذاك .. فشخص بصره , و أضاع مشيته
فلا يعلم بداية المكان من نهايته ... يجوب السوق طولاً و عرضاً , يدخل في هذا الدكان و يخرج منه للآخر
يخاصم هذا و يصافح ذاك ...
مرّ من أمامي جسداً بلا عقل ..
بعدها أيقنت بأن المال المُفاجئ يعرض صاحبه أمام الآخرين بصور غير لائقة ..
كمن أمسى فقيراً و أصبح غنياً .!
يمرُ من أمامي رجل دين ( مطوّع ) , يمشي بسكينة و وقار, كأنه غريب أو عابر سبيل
فهو على يقين بأن هذا المكان ممر و الآخرة مستقر ... يُعجب به الناظر , ملتحياً , مقصراً إزاره , يبعث في القلوب الألفة و المحبة
كم نحبهم ( المطاوعة ) و كم تأنس النفس بهم , و يلين القلب لوعضهم .
بهم صلاح أمة , وبفقدهم فساد أمة ..
لم نسمع و لم نقرأ , بأن أمةً سلكت طريق الصلاح من فاسق أو فاجر , ولم نرَ صلاح مجتمع قادهُ ساذج متحرر .
ولكنه فضل الله بأن جعل في كل مجتمع ( مطوّع ) ليوقظهم من الغفلة , و يُعيدهم إلى الرشد ..
أرآه و أحدِّث نفسي :
لا يحرك رداء حلمك تصرف ساذج مارج , و لا تنظر لمن نال منك في خلوته
فوصفك بما ليس فيك , و كُن كما آلت إليه نفسك الآن , و أكثر من النوافل
فلا تنسى الليل .. ففي الليل مُناجاة ربّ العباد . فليس لنا بعد الله إلا أنت ..!
حفظك الله و أنار طريقك بالإيمان و طاعة الرحمن ..
أحسست بأن الوقت قد طال , فإذا بي أنظر إلى الوقت , و قد بلغ ساعتين على الموعد المحدد .
سبحان الله !
النساء آية من آيات الله , فيهن من الذكاء و الدهاء ما يعجز عن وصفه الواصفون .
بعدما جاءت سألتها :
تأخرتي عن الموعد المحدد ؟
قالت : السوق كبير و الأماكن متشابهه فتهت و جئتك صدفة .!
في هذه الرحلة بدأت في إنكسار و ضعف , و إنتهت بذكاء و دهاء نسوان ...
بحفظ الله ..
كتبته في ،،
19/2/1430هـ