مريم الخالد
10/03/2011, 08:00 PM
كيف للكلمة الآن ألا تعكس دواخل الإنسان وتوشي بمكامنه وأغواره،
هل يمكن أن نوظف تلك الكلمة لتخدم أغراضاً نبيلة وأخرى ليست كذلك!،
وتلك الأتربة التي تتكدس على حروف الكلمة وانعكست عليها تجاعيد نوايانا هل لريحٍ صرصرٍ عاتية
أن تمحي تلك الأتربة فنصبح نميز اللون الداكن من البياض!
كيف للأدب ألا ينبع من ذواتنا ويعكس رقي نفوسنا، وإن كانت الكلمة مغايره عما نبطن،
هل يحق لصاحب قلم رفيع أن يستمر بمناقضة نفسه وهل لنا أن نقاضيه وأي قانونٍ ينص على مقاضاته!
هنالك تشابه تام بين شاعرٍ أو كاتب لم يسعفه قلمه ليرقي بنفسه ويهذبها ويحاكي قراءُه بمصداقية وشفافية تعكس ما بداخله وبين صائم،ٍ
لم يسعفه صيامه عن هفوات نفسه التي لا تنتهي والتي أصبحت تتحكم بتوجهاته،
وتراه يقوم بأعمال ٍ تناقض آداب الصوم ومنافية لاحترام الشهر الفضيل،
كيف لصوم ٍألا يرقي من نفسه ويسعفه ليوطنها كي يخرجها من مواطن الزلل
يقول الشاعر علي الجازم:
أتى رمضان غير أن سراتنا يزيدون صوما تضيق به النفس
يصومون صوم المسلمين نهاره وصوم الحيارى حينما تغرب الشمس
***
بالحقيقه هما وجهان لعملة واحدة ويتماثلان بذات الخصائص التي تجعلنا نقوم بوضعهما بذات الدائرة/ المقارنة
في ساحة القصيد هنالك شاعر يظهر كالبلسمِ ليضمد بشعره جراحنا وهو الذي ينزف شوقاً لبعض الصفاء والدفء والسكينة
وشاعرٌ تراه في شعره تلوح روحه النقية في الأفق، وشاعرٌ حالمٌ شاعريٌ لعواطفه جازم،
وشاعر منكسر القلب منشطر اللب، مشطور الدرب، هل هم في واقعهم هكذا!
أم أنه مجرد خيالٌ يجسد لنا إنسان آخر مغاير عما هو عليه، عرف كيف يستعين بالمبالغة الأدبية والشعرية والكنايات والوصف والنزف ويوظف الكلمة
ويرتكز عليها لمحاصرة عقولنا داخل قوقعة يتحكم بأبوابها ونوافذها أيما تحكم!
***
ولسنا على الأدبارِ تّدمَى كُلومُنا
ولكن على أقدامِنا يَقْطُرُ الدمُ
قائل هذا البيت هو أول المشركين فرارًا يوم بدر، وقيل هو خالد بن الأعلم حليف لبني مخزوم!
***
نرى بأن تسطير الكلمات أسهل من تنفيذها حيث أن الشاعر يصعب عليه أن يشكل توأما مع ما يكتب
وأن يطابقها في المخبر والمنظر.
حينما ترى شاعراً ما ينقد الكاذب والضائع والجاحد في قصيدة محفوفة بالهجاء،
هل تراه في قرارة نفسه يهجو حاله من حيث لا يعلم، أو من حيث لا يعلم غيره.
وتلك الأسماء التي قامت على أنقاض علاقات نسائية أساسها الضلال والتضليل وغرضها الرئيسي هو الحصول على الشهرة المرجوه بأقصر وقت وأقل الخسائر
ولن يهمه إن كان ذلك على غرار مشاعر إحداهن أو على بقايا علاقة مؤقتة تنتهي بانتهاء دورها المرجو في الترفيع والترقيع والمبالغة في المدح والثناء
ليعلو من شأنه ويجلجل صيته على قدر ما تستطيع
وتبقى هي تناقض الواقع إلى أن يذوب الثلج ويظهر معالم ذاك المرج المشوه من تحته!
***
هل هذا الناقد وذاك مؤهل أن يكون ناقداً يرمي بنصٍ ما عرض الحائط ويهدم به أحلامَ قلم ٍيخطو خطواته الأولى ومازال في عمر التأهيل !
ويهل بامتداح نصاً آخر أو عملاً آخر شحيح بأدواتٍ تؤهله لينتقل من مرحلة إلى مرحلة أسمى وأرقى منها!
من يوقف ذاك الذي يطبل بنشاز ٍعلى مسامع المراءاة والخدمات الخاصة والاتفاقيات التي تجري أحداثها تحت الطاولات
كيف نترجم طلاسم السقوط الاخلاقي لكاتب يهجو الفساد!
كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون!
***
وشعارات تقذف في الهواء مع تلويح واحمرار يلوك ملامح وجه أحدهم بعصبيةٍ مقنعة،
وهتافات يعلو أوجها وتعهدات منه لإصلاح وترميم ما فسده غيره ودعوة أكيدة للتغيير
وهذه الأصداء الموبوءة بالأكاذيب موسومة بالتصفيق من جمهور غافل تماماً!
وحينما تنقشع الحقائق ويبلج الحق ويلجلج الباطل يبقى من صفق خاوي اليدين إلا من الخيبة وضبابية الرؤية
في عصرالجفاف وزمن المصالح وفي مشاهدٍ كثرت بها الأقنعة التي ما تلبث أن تتساقط واحدة تلو الآخرى.
فرصة ذاك المصفق الوحيد هو أن ينتظر انتهاء دور المصلح الغير مصلح أبدا!
ويجيء غيره كي يصفق مرة أخرى وبحرااااااره!
رابط نشرها في جريدة الراي الكويتية :no5:
يقولون ما لا يفعلون (http://alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=261008&date=08032011&sms_ss=facebook&at_xt=4d75d7ac92c3907f%2C0)
هل يمكن أن نوظف تلك الكلمة لتخدم أغراضاً نبيلة وأخرى ليست كذلك!،
وتلك الأتربة التي تتكدس على حروف الكلمة وانعكست عليها تجاعيد نوايانا هل لريحٍ صرصرٍ عاتية
أن تمحي تلك الأتربة فنصبح نميز اللون الداكن من البياض!
كيف للأدب ألا ينبع من ذواتنا ويعكس رقي نفوسنا، وإن كانت الكلمة مغايره عما نبطن،
هل يحق لصاحب قلم رفيع أن يستمر بمناقضة نفسه وهل لنا أن نقاضيه وأي قانونٍ ينص على مقاضاته!
هنالك تشابه تام بين شاعرٍ أو كاتب لم يسعفه قلمه ليرقي بنفسه ويهذبها ويحاكي قراءُه بمصداقية وشفافية تعكس ما بداخله وبين صائم،ٍ
لم يسعفه صيامه عن هفوات نفسه التي لا تنتهي والتي أصبحت تتحكم بتوجهاته،
وتراه يقوم بأعمال ٍ تناقض آداب الصوم ومنافية لاحترام الشهر الفضيل،
كيف لصوم ٍألا يرقي من نفسه ويسعفه ليوطنها كي يخرجها من مواطن الزلل
يقول الشاعر علي الجازم:
أتى رمضان غير أن سراتنا يزيدون صوما تضيق به النفس
يصومون صوم المسلمين نهاره وصوم الحيارى حينما تغرب الشمس
***
بالحقيقه هما وجهان لعملة واحدة ويتماثلان بذات الخصائص التي تجعلنا نقوم بوضعهما بذات الدائرة/ المقارنة
في ساحة القصيد هنالك شاعر يظهر كالبلسمِ ليضمد بشعره جراحنا وهو الذي ينزف شوقاً لبعض الصفاء والدفء والسكينة
وشاعرٌ تراه في شعره تلوح روحه النقية في الأفق، وشاعرٌ حالمٌ شاعريٌ لعواطفه جازم،
وشاعر منكسر القلب منشطر اللب، مشطور الدرب، هل هم في واقعهم هكذا!
أم أنه مجرد خيالٌ يجسد لنا إنسان آخر مغاير عما هو عليه، عرف كيف يستعين بالمبالغة الأدبية والشعرية والكنايات والوصف والنزف ويوظف الكلمة
ويرتكز عليها لمحاصرة عقولنا داخل قوقعة يتحكم بأبوابها ونوافذها أيما تحكم!
***
ولسنا على الأدبارِ تّدمَى كُلومُنا
ولكن على أقدامِنا يَقْطُرُ الدمُ
قائل هذا البيت هو أول المشركين فرارًا يوم بدر، وقيل هو خالد بن الأعلم حليف لبني مخزوم!
***
نرى بأن تسطير الكلمات أسهل من تنفيذها حيث أن الشاعر يصعب عليه أن يشكل توأما مع ما يكتب
وأن يطابقها في المخبر والمنظر.
حينما ترى شاعراً ما ينقد الكاذب والضائع والجاحد في قصيدة محفوفة بالهجاء،
هل تراه في قرارة نفسه يهجو حاله من حيث لا يعلم، أو من حيث لا يعلم غيره.
وتلك الأسماء التي قامت على أنقاض علاقات نسائية أساسها الضلال والتضليل وغرضها الرئيسي هو الحصول على الشهرة المرجوه بأقصر وقت وأقل الخسائر
ولن يهمه إن كان ذلك على غرار مشاعر إحداهن أو على بقايا علاقة مؤقتة تنتهي بانتهاء دورها المرجو في الترفيع والترقيع والمبالغة في المدح والثناء
ليعلو من شأنه ويجلجل صيته على قدر ما تستطيع
وتبقى هي تناقض الواقع إلى أن يذوب الثلج ويظهر معالم ذاك المرج المشوه من تحته!
***
هل هذا الناقد وذاك مؤهل أن يكون ناقداً يرمي بنصٍ ما عرض الحائط ويهدم به أحلامَ قلم ٍيخطو خطواته الأولى ومازال في عمر التأهيل !
ويهل بامتداح نصاً آخر أو عملاً آخر شحيح بأدواتٍ تؤهله لينتقل من مرحلة إلى مرحلة أسمى وأرقى منها!
من يوقف ذاك الذي يطبل بنشاز ٍعلى مسامع المراءاة والخدمات الخاصة والاتفاقيات التي تجري أحداثها تحت الطاولات
كيف نترجم طلاسم السقوط الاخلاقي لكاتب يهجو الفساد!
كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون!
***
وشعارات تقذف في الهواء مع تلويح واحمرار يلوك ملامح وجه أحدهم بعصبيةٍ مقنعة،
وهتافات يعلو أوجها وتعهدات منه لإصلاح وترميم ما فسده غيره ودعوة أكيدة للتغيير
وهذه الأصداء الموبوءة بالأكاذيب موسومة بالتصفيق من جمهور غافل تماماً!
وحينما تنقشع الحقائق ويبلج الحق ويلجلج الباطل يبقى من صفق خاوي اليدين إلا من الخيبة وضبابية الرؤية
في عصرالجفاف وزمن المصالح وفي مشاهدٍ كثرت بها الأقنعة التي ما تلبث أن تتساقط واحدة تلو الآخرى.
فرصة ذاك المصفق الوحيد هو أن ينتظر انتهاء دور المصلح الغير مصلح أبدا!
ويجيء غيره كي يصفق مرة أخرى وبحرااااااره!
رابط نشرها في جريدة الراي الكويتية :no5:
يقولون ما لا يفعلون (http://alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=261008&date=08032011&sms_ss=facebook&at_xt=4d75d7ac92c3907f%2C0)