عبد الرزاق الدرباس
07/04/2011, 09:07 PM
قلوب للإيجار / بقلم : عبد الرزاق الدرباس
حين تتخشب جدران الفؤاد و يعلوها الصدأ ، نبحث عمن يجعلها نابضة لامعة ..
فلا يظننّ أحد أن قلبه ممتلئ تماماً ..
في نفس كلّ منا زوايا تبقى فارغة تبحث عمن يملأ فراغها و تتبعثر في متاهات الدروب علها تجد مرادها ، في لوحة ، في خاطرة ، في قصيدة ، في شخص ، في عمل نافع ....
مساكين هم الذين امتلأت ساحات قلوبهم فلم يعد عندهم متسع لجديد ، و لا فضول لقادم ، و لا تطلع لخطوات أخرى ، حينها يتحول امتلاء قلوبهم إلى روتين و فراغ و دائرة مغلقة تتطابق نقطة بدايتها مع نقطة النهاية .
و القلوب كما المساكن ، يقطن فيها أهلها الحقيقيون فيدارونها ، و يحافظون على نقائها ، و أثاثها و أبوابها و نظافة جدرانها و مرافقها ، فإذا حلّ بها مستأجر عابر أو قاطن دخيل أو متطفل مستغل لم يهمه منها إلا تحقيق المأوى و المبيت ، فيعيث فساداً في جنباتها و يشوّه جمالها و يحيل أناقتها إلى فوضى لا ترضي ناظراً أو سامعاً .
هنا على شارع الحياة و دوّار الصفاء يقع قلبي الصغير في حجمه ، الواسع في سكناه و اتساعه ، سأفتح أبوابه لأهله الحقيقيين المخلصين الأوفياء ليستظلوا شرفاته و يتنشقوا عبق وروده و يتنعموا بنثره و نظمه و يحافظوا على توازنه و انفعالاته و ثورته و هدوئه .
و عندما لا أجد من يستحق ذلك سأبقيه مغلقاً خالياً يبني العنكبوت في زواياه ، و تسكن الغبار سطوح أثاثه ، و تنتشر رائحة الفراغ في أروقته و لست في ذلك من النادمين ، أجل لن أندم فقد تعودت أن أشرب الزلال أو أبقى ظامئاً ، و أن أرتقي القمة أو أبقى في القبر ، و أن أزرع الورد أو لا أقبل بمهنة المزارعين .
لن أرفع لافتةً في الطريق تقول للعابرين و الراكبين و المشاة تعالوا استأجروا قلبي وفق سوق العقارات الرائج ارتفاعاً و نزولاً .
كم أرثي لحال من يتسوّلون حباً زائفاً ، و إعجاباً عابراً ، و مشاعر للمجاملة لا للبقاء فهم يشبهون من يحاول تأجير قلبه .
لا ، لا ، في زمن تأجير المشاعر و العواطف و الأحاسيس ليس قلبي للإيجار أبداً .
حين تتخشب جدران الفؤاد و يعلوها الصدأ ، نبحث عمن يجعلها نابضة لامعة ..
فلا يظننّ أحد أن قلبه ممتلئ تماماً ..
في نفس كلّ منا زوايا تبقى فارغة تبحث عمن يملأ فراغها و تتبعثر في متاهات الدروب علها تجد مرادها ، في لوحة ، في خاطرة ، في قصيدة ، في شخص ، في عمل نافع ....
مساكين هم الذين امتلأت ساحات قلوبهم فلم يعد عندهم متسع لجديد ، و لا فضول لقادم ، و لا تطلع لخطوات أخرى ، حينها يتحول امتلاء قلوبهم إلى روتين و فراغ و دائرة مغلقة تتطابق نقطة بدايتها مع نقطة النهاية .
و القلوب كما المساكن ، يقطن فيها أهلها الحقيقيون فيدارونها ، و يحافظون على نقائها ، و أثاثها و أبوابها و نظافة جدرانها و مرافقها ، فإذا حلّ بها مستأجر عابر أو قاطن دخيل أو متطفل مستغل لم يهمه منها إلا تحقيق المأوى و المبيت ، فيعيث فساداً في جنباتها و يشوّه جمالها و يحيل أناقتها إلى فوضى لا ترضي ناظراً أو سامعاً .
هنا على شارع الحياة و دوّار الصفاء يقع قلبي الصغير في حجمه ، الواسع في سكناه و اتساعه ، سأفتح أبوابه لأهله الحقيقيين المخلصين الأوفياء ليستظلوا شرفاته و يتنشقوا عبق وروده و يتنعموا بنثره و نظمه و يحافظوا على توازنه و انفعالاته و ثورته و هدوئه .
و عندما لا أجد من يستحق ذلك سأبقيه مغلقاً خالياً يبني العنكبوت في زواياه ، و تسكن الغبار سطوح أثاثه ، و تنتشر رائحة الفراغ في أروقته و لست في ذلك من النادمين ، أجل لن أندم فقد تعودت أن أشرب الزلال أو أبقى ظامئاً ، و أن أرتقي القمة أو أبقى في القبر ، و أن أزرع الورد أو لا أقبل بمهنة المزارعين .
لن أرفع لافتةً في الطريق تقول للعابرين و الراكبين و المشاة تعالوا استأجروا قلبي وفق سوق العقارات الرائج ارتفاعاً و نزولاً .
كم أرثي لحال من يتسوّلون حباً زائفاً ، و إعجاباً عابراً ، و مشاعر للمجاملة لا للبقاء فهم يشبهون من يحاول تأجير قلبه .
لا ، لا ، في زمن تأجير المشاعر و العواطف و الأحاسيس ليس قلبي للإيجار أبداً .