المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثورة وإنضاج السياسة.!


رداد السلامي
13/04/2011, 04:04 AM
قال يحدثه نحن وهم يجب ان نمضي بالثورة حتى ترحيل النظام ، دعك من أوهام السياسة والاعيبها ، سئمنا من سياسة لا نعي كيف تكون عند مستوى طموحنا كيمنيين ، أن ندع السياسة الان جانبا هو الاهم ، وأن نمضي بالثورة حتى تحقيق أهدافها التي من أجلها نسعى لتغيير النظام أهم بكثير من أن تشغلنا الاستقطابات أيا كانت ، لا موقع لنا بين هؤلاء صديقي الثائر .

لكن الثورة سياسة قال صديقه ؟

بالتاكيد الثورة سياسة ، لكن الثورة تجهضها السياسة التي لم يتوحد ذووها بعد على هدف واحد ، وفي بلادنا يا صديقي يجب ان تغير الثورة مفهوم واسلوب وممارسة السياسة ، فما لم ترتقي السياسة الى ان تكون سياسة هدفها البناء والتقدم وانجاز الافضل وما ينفع الشعب فإنها ستتحول الى ان تصبح كما كانت سياسة تصنع الازمات وتعنفن الاختلاف وتجعل الاقتصاد خادما لشلة أو قوى معينة ، وهو ما لانريده ان يتكرر ، نحن نفهم الكثير وندرك كيف ان الذين يسعون الى جعل السياسة توليفة من سلوك مخاتل ومخادع مدركون ونعرفهم ، ولذلك نؤكد لهم دوما : نحن نعرفكم تماما ، وندرك اغلب الاحاجي التي اعتدناها ، لا نحتاج الى ننضج للناس قناعاتهم ووعيهم ، من لم ينضج لا يجب أن نعجل بإنضاجه ، ولا يجب ان نصنع قناعات الناس ، لأن ذلك تزييف لحقائقهم وقناعاتهم ، لندع الاخرين ينضجون دون تدخل منا بقدر ما نضع لهم افكارنا ،ومن نضج وعيه وتفتق بالتأكيد سينضج خياره ، الرابط السياسي الذي يربطنا الان هو اسقاط النظام وتغييره ، دون ذلك فإن الثورة ايضا يجب ان تنتج الادوات السياسية الجديدة القادرة على عقلنة الاختلاف ونغم الصراع بسلوك سياسي وديمقراطي راق ، لا يضر بل يجعل قناعات الشعب وخياراته هي من تحكم .

أؤكد ولا زلت أؤكد أن السياسة في بلادنا مالم تنضج فإنها ستصبح ضاجة بالكراهية والاحقاد والدس والمنابذة ، وستنعكس سلبا على وعي الشعب ومستقبله وأمنه وتقدمه ، وعليه فلا زال لدي حلم يا صديقي الى جانب حلمي في أن توفر لنا هذه الثورة خبزا وسكنا وعملا ودواء وتعليما وحياة تصان فيها كرامتنا جميعا لا زال لدي حلم كبير بأن تصبح السياسة في بلادنا واعية وان اعتمد ذووها تحريك المتناقضات فإنها يجب ان تكون انسانية تحمل اهدافا فلسفية واخلاقية .

السياسة في بلادنا يجب ان ترتقي وان تكرس قيم الحياة وتغلبها على قيم الموت ، ومن لم يرضى فإننا سنرفضه رفضا قاطعا .