المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشخصية الثانية للمؤلف


مضاوي الروقي
26/05/2011, 10:47 AM
اهتم النقد بالموضوعية والحيادية في العمل الأدبي ، و رأى أن من أهم العناصر التي تحقق الموضوعية اختفاء صوت المؤلف في العمل .
الموضوعية تعني تقديم سرد حيادي تجاه القيم المقبولة وغير المقبولة، فلا يقف المؤلف موقف المقيّم لهذه القيم بل يتخذ موقفا محايدا منها جميعا.
حينما تناول النقاد هذا الموضوع في أطروحاتهم ، حاولوا المقابلة بين الأدب والعالم المادي، حيث تظهر في العلم المادي الدقة و الصرامة والموضوعية، فالعالمحينما يتناول مركبا ما فإنه يعالجه دون أن تتحكم شخصيته الذاتية فيه. لقد أعجب النقاد بهذا المبدأ و أرادوا تقليده لذا قالوا إن الكاتب الجيد هو الذي يكون صارما مع موضوعه مبتعدا عن الذاتية متجردا من العاطفة في تناوله الموضوع و أحكامه عليه.

مضاوي الروقي
26/05/2011, 10:57 AM
إن محاولة تبني فكرة الحياد والدفاع عنها تؤدي بالضرورة إلى نوع من الالتزام . مهما حاول الأديب أن يكون موضوعيا فإنه يخالف ما قاله رغما عنه ويقع في نوع من الالتزام بطريقة او بأخرى ، فهو ينساق ورا عاطفته أحيانا ـ حسب واين بوث ـ
إن الخلط الذي يقع فيه الكتاب حينما يرون أن من الضروري الحياد تجاه القيم جميعا ، حينما نريد أن نكون محايدين من بعض القيم ، هذا هو الخطأ الكبير الذي يقع فيه الكاتب.
إن الفن القصصي الناجح ، هو الذي يرفض الانحياز السياسي و العقلاني ، و يؤكد فلوبير على هذه الرؤية حينما يقول إن الكاتب الجيد هو الذي تكون رؤيته ثلاثية الأبعاد حينما يكتب ؛ لذا عليه إن أراد أن يكون ناجحا وحياديا و موضوعيا أن يتحرر من كل المعتقدات سواء كانت اجتماعية أو دينية ،كما يجب ألا يؤمن بانتماء وطني. وبذلك تتحقق في كتابته الموضوعية المنشودة.

إيمان بنت عبد الله
27/05/2011, 01:14 PM
رؤيةٌ نقديةٌ موفقة يا مضاوي

فنحن على طرفي نقيض

و لو اتخذنا الحيادية و انتهجناها ، لما كان للنقدِ هذا المستوى المتهالك ، على الأقل في عالم الشبكة الإفتراضي .



لروحكِ التحايا



/



إيمَان

مضاوي الروقي
28/05/2011, 07:27 PM
إن هذه الموضوعية و الحيادية التي ينادي بها النقاد ، ثابتة لا تغيرها عوامل التغيير التي يمكن أن تشوب النظرية الأدبية و تتحكم فيها. لأنها تؤدي إلى نوع من التعميمات والثوابت التي يمكن أن تطبق على كافة الأعمال الأدبية.
إن قضية الالتزام الناتجة عن الدعوة إلى الموضوعية هي نسبية ، فهناك كتاب التزموا بقضايا عصرهم المختلفة وتناولوها في أدبهم، و في المقابل هناك كتاب لم يلتزموا بشيء من تلك القضايا.
إن القاريء الجيد هو الذي يحكم على مدى التزام المؤلف وذلك بناء على مدى احتياج الكاتب للالتزام بشيء ما ، وفقا للهدف الذي كتب من أجله ما كتب.

مضاوي الروقي
28/05/2011, 07:31 PM
إن موقف القاريء من الالتزام ينصب على ما يراه هو، فما يراه حقيقة و ينبغي الالتزام به هو ما يريد أن يراه في العمل الأدبي، إذ إنه يريد من الكاتب أن يرى الحقيقة حسب رأيه هو ـ أي القاريء ـ ، والكاتب الذكي هو الذي يلتفت لحاجات القاريء و يتخلى عن ذاتيته و خصوصيته و يجعل من مفسه قارئا مثاليا؛ ليكتب ما يريد القاريء أن يراه.

مضاوي الروقي
28/05/2011, 07:44 PM
إن الكاتب الجيد حينما يكتب نصا ، فإنه في هذه الحالة يكتشف شخصيته الضمنية أو ما يسمى بالشخصية الثانية للمؤلف، تلك التي تكون مختلفة و متميزة في كل عمل أدبي، وهنا تختفي شخصية المؤلف الحقيقي تماما، و تختفي معها فلسفته و أفكاره ورؤيته للحياة و القيم، و يظهر مكانه المؤلف الضمني الذي ينثر آراءه و تعليقاته في ثنايا العمل. هذا المؤلف الضمني يختلف في كل مرة نقرأ عملا جديدا للكاتب نفسه. ففي كل عمل تظهر شخصية ثانية للمؤلف مغاير تماما للشخصية في العمل السابق، إنها أشبه بنسخ متعددة للمؤلف.

مضاوي الروقي
28/05/2011, 07:47 PM
إن الرؤية التي نتبناها ـ كقراء ـ حول شخصية المؤلف الحقيقي للعمل ترتسم من خلال شخصية المؤلف الضمني و تعليقاته. وحتى يمكننا أن نفهم العمل بشكل متكامل وندرك المحتوى العاطفي له، ونعيش معاناة الشخصيات يجب أولا أن نفهم الشخصية الثانية و ما تؤمن به من أفكار وما يسيرها من دوافع.

مضاوي الروقي
28/05/2011, 07:49 PM
رؤيةٌ نقديةٌ موفقة يا مضاوي

فنحن على طرفي نقيض

و لو اتخذنا الحيادية و انتهجناها ، لما كان للنقدِ هذا المستوى المتهالك ، على الأقل في عالم الشبكة الإفتراضي .



لروحكِ التحايا



/



إيمَان

الحيادية أمر يصعب تحقيقه مهما حاولنا .. ربما نكون منهجيين إلى حد ما لكن لابد أن تشوب موضوعيتنا أشياء تجعلها ناقصة .
تحية تليق flwr2

مضاوي الروقي
29/05/2011, 02:48 AM
إن القيم التي تعبر عنها الشخصية الثانية للمؤلف و تتبناها هي ما يؤمن من المؤلف الضمني بصرف النظر عن إيمان المؤلف الحقيقي بها من عدمه.
تتضح الاختلافات بين الشخصية الثانية للمؤلف و شخصية المؤلف الحقيقي، عندما يكون المؤلف الضمني شخصية مهمة في القصة و تتكفل بسرد الأحداث من منظورها هي.