رداد السلامي
07/08/2011, 05:01 PM
نهاية وجودنا الفناء ، فلماذا نخشى الموت ؟
-لكن ثمة حياة أخرى ؟
يقينا هناك حياة أخرى ،ومادام ان هناك حياة أخرى فإن فناءنا لن يستمر ، ولابد من بعث ونشور ، وحساب ، وجنة ونار، وعليه اتقن فن موتك ، كي تأتي حياتك هناك متقنة.
-وكيف يتقن الإنسان موته؟
بأن يختار كيفية موته، بأن يحدد مسار حياته هنا ، على النحو الذي يرجوه هناك.
-أنت تدعوني إلى الموت؟
لا يا صديقي ، أنا ادعوك إلى فن الحياة ، فأنا ضد أن تغامر بروحك هنا ، ولكن ما أقصده أن الحياة القصيرة التي تعيشها هنا ، هي التي ترسم حياتك المديدة هناك ، إنها معادلة كاملة ، أما الموت فإنه آت لا محالة ، شئنا ام أبينا ، وعليه عش حياتك وفق القيم ملتزما بها ما استطعت "فاتقوا الله ما استطعتم".
يرد صديقه:
-أنت تدعوني إلى الحالة الملائكية الخالصة ، أنا إنسان.!
-أنا لا ادعوك إلى تلك الحالة ، فكإنسان لا تستطيع ان تسمو إلا بقدر ما تكافح في أعماقك نوازع الشر وتكبح غرائزك ، وتسد مداخل الشيطان ، وتتحدى عوامل الجذب والإغراء ، فحين تبدي لك الحياة مفاتنها بكل عهر ، أقهرها بصدودك ، وإعراضك ، وتنفس غرائزك من خلال مجراها الطبيعي والشرعي ، ملتزما العفاف قاصدا وجه الله، ومستخفا بتلك المفاتن برجولة صادقة ، وكن يوسف ذاتك ، حين تكون الحياة زليخاء"هيت لك".
واحتفظ بثبات قيمك ، وأصالة روحك ، ولا تدع روحك تشرب من وحل آسن ، واروها من منابع القرءان والذكر والفكر الزلال ، فإن الروح تظمأ ، وتتبدد ، وتقتل بعلمية ماكرة ، من قبل أؤلئك الذين يرون في الإنسان جسدا ووجودا ماديا محضا ، وعندما تتلاشى روحك يا صديقي ، تتلاشى فاعليتك في الحياة ، وتتعطل الحاسة المعرفية لديك ، فلا تستطيع ان تميز بين الخير والشر ومعادن الناس ، "فالأرواح جنود مجندة" وسيأتي يا صديقي من يتحدث إليك بلسان المؤمن ، وسيخترق مجالك بدهاء ، يتحدث بفكرك ، ويفكفك صفك ، مزعزعا قيم من ينتمون إلى انتماءك ، دون أن تشعر ، وسيلعب عبر أقرباء يتقنون المكر مثله ، ليستخدمهم كبيادق ذكية فكيف تفعل؟
مرة أخرى ، أصقل روحك ، فالروح ترى ، والعين تصاب بالعمى غالبا ، والحياة مختبر كبير تكشف معادن الرجال ، ومواطن الكشف كثيرة ، "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ، حتى يميز الخبيث من الطيب" واعلم ان الذين يقفون أمام أوبة الروح ، هم الذين جرحوا كرامتك ، وبذلك فأوبة روحك تهديد وشيك يوخز ضمائرهم ، إنك تجلدهم بسوط عودتك ، الى ربك ، وتضعهم أمام مأزق سقوطهم ، لا سقوطك الذي كان ، لأسباب كانت أكبر من أن تظل ثابتا أمامها ، وأخفى مما يدركون.
فأسوء سقوط ، هو سقوط المطمئن بصواب ما يفعله ، "قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" ولا يصدر مثل ذلك السقوط إلا عن غفلة أو كفر بآيات الله ولقاءه.
لايوجد تحالف بين الخير والشر مطلقا ، إلا في هذا الزمن ، ولذلك استدرج الشر الخير إلى لقاء مشترك ، فأخذ الشر ينحت من الخير الكثير ، نحت في الروح والقيم والمبادئ ، فيما صيد الخير فخا ، يعزز من مجال الشر ، وما بين ذلك أصبح الخير أعمى ، لا يجيد فن التمييز ، لقد تلاشت روحه في تلك المساحة المشتركة ، التي استطاع الشر أن يمارس من خلالها النحت في الخير بإبداع ، تحدثت عنه ذات مرة.
هذا حديث سيخرب بيتي ، كما يقول المصريون "هيخرب بيتك" ولا يهم ، خراب بيت خير من خراب بيوت ، فالشر يختار ضحاياه من الخير بإتقان ، إنه يفرغه من قواه الحية، ويجرده من أدمغته ،ويستنزف طاقاته ليعطلها ، أو ليوظفها ضده ، ولا يدمجها الا في حيز هامشي ، في حالة تهميش يضمن معها عدم عودتها إلى مجالها الحيوي الطبيعي ، ولن يعود الا من كان قويا وفيا .
أخيرا "ارجع لحولك كم دعاك تسقي"
وعلى الله قصد السبيل
:rose:
-لكن ثمة حياة أخرى ؟
يقينا هناك حياة أخرى ،ومادام ان هناك حياة أخرى فإن فناءنا لن يستمر ، ولابد من بعث ونشور ، وحساب ، وجنة ونار، وعليه اتقن فن موتك ، كي تأتي حياتك هناك متقنة.
-وكيف يتقن الإنسان موته؟
بأن يختار كيفية موته، بأن يحدد مسار حياته هنا ، على النحو الذي يرجوه هناك.
-أنت تدعوني إلى الموت؟
لا يا صديقي ، أنا ادعوك إلى فن الحياة ، فأنا ضد أن تغامر بروحك هنا ، ولكن ما أقصده أن الحياة القصيرة التي تعيشها هنا ، هي التي ترسم حياتك المديدة هناك ، إنها معادلة كاملة ، أما الموت فإنه آت لا محالة ، شئنا ام أبينا ، وعليه عش حياتك وفق القيم ملتزما بها ما استطعت "فاتقوا الله ما استطعتم".
يرد صديقه:
-أنت تدعوني إلى الحالة الملائكية الخالصة ، أنا إنسان.!
-أنا لا ادعوك إلى تلك الحالة ، فكإنسان لا تستطيع ان تسمو إلا بقدر ما تكافح في أعماقك نوازع الشر وتكبح غرائزك ، وتسد مداخل الشيطان ، وتتحدى عوامل الجذب والإغراء ، فحين تبدي لك الحياة مفاتنها بكل عهر ، أقهرها بصدودك ، وإعراضك ، وتنفس غرائزك من خلال مجراها الطبيعي والشرعي ، ملتزما العفاف قاصدا وجه الله، ومستخفا بتلك المفاتن برجولة صادقة ، وكن يوسف ذاتك ، حين تكون الحياة زليخاء"هيت لك".
واحتفظ بثبات قيمك ، وأصالة روحك ، ولا تدع روحك تشرب من وحل آسن ، واروها من منابع القرءان والذكر والفكر الزلال ، فإن الروح تظمأ ، وتتبدد ، وتقتل بعلمية ماكرة ، من قبل أؤلئك الذين يرون في الإنسان جسدا ووجودا ماديا محضا ، وعندما تتلاشى روحك يا صديقي ، تتلاشى فاعليتك في الحياة ، وتتعطل الحاسة المعرفية لديك ، فلا تستطيع ان تميز بين الخير والشر ومعادن الناس ، "فالأرواح جنود مجندة" وسيأتي يا صديقي من يتحدث إليك بلسان المؤمن ، وسيخترق مجالك بدهاء ، يتحدث بفكرك ، ويفكفك صفك ، مزعزعا قيم من ينتمون إلى انتماءك ، دون أن تشعر ، وسيلعب عبر أقرباء يتقنون المكر مثله ، ليستخدمهم كبيادق ذكية فكيف تفعل؟
مرة أخرى ، أصقل روحك ، فالروح ترى ، والعين تصاب بالعمى غالبا ، والحياة مختبر كبير تكشف معادن الرجال ، ومواطن الكشف كثيرة ، "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه ، حتى يميز الخبيث من الطيب" واعلم ان الذين يقفون أمام أوبة الروح ، هم الذين جرحوا كرامتك ، وبذلك فأوبة روحك تهديد وشيك يوخز ضمائرهم ، إنك تجلدهم بسوط عودتك ، الى ربك ، وتضعهم أمام مأزق سقوطهم ، لا سقوطك الذي كان ، لأسباب كانت أكبر من أن تظل ثابتا أمامها ، وأخفى مما يدركون.
فأسوء سقوط ، هو سقوط المطمئن بصواب ما يفعله ، "قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" ولا يصدر مثل ذلك السقوط إلا عن غفلة أو كفر بآيات الله ولقاءه.
لايوجد تحالف بين الخير والشر مطلقا ، إلا في هذا الزمن ، ولذلك استدرج الشر الخير إلى لقاء مشترك ، فأخذ الشر ينحت من الخير الكثير ، نحت في الروح والقيم والمبادئ ، فيما صيد الخير فخا ، يعزز من مجال الشر ، وما بين ذلك أصبح الخير أعمى ، لا يجيد فن التمييز ، لقد تلاشت روحه في تلك المساحة المشتركة ، التي استطاع الشر أن يمارس من خلالها النحت في الخير بإبداع ، تحدثت عنه ذات مرة.
هذا حديث سيخرب بيتي ، كما يقول المصريون "هيخرب بيتك" ولا يهم ، خراب بيت خير من خراب بيوت ، فالشر يختار ضحاياه من الخير بإتقان ، إنه يفرغه من قواه الحية، ويجرده من أدمغته ،ويستنزف طاقاته ليعطلها ، أو ليوظفها ضده ، ولا يدمجها الا في حيز هامشي ، في حالة تهميش يضمن معها عدم عودتها إلى مجالها الحيوي الطبيعي ، ولن يعود الا من كان قويا وفيا .
أخيرا "ارجع لحولك كم دعاك تسقي"
وعلى الله قصد السبيل
:rose: