المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قابض على الجمر.!


رداد السلامي
05/09/2011, 04:16 AM
وحدك لن تستطيع أن تصمد ، وثباتك قد يتزحزح ، وبهم ستكون اقدر على البقاء.
بالتاكيد هو كما ذهبت ، لكن حين اجدني مستبعد مغروس في قلب الوحدة ماذا عساني ان اصنع ، لايوجد من يفرض نفسه بالقوة خصوصا نحو اناس تجعلهم اوهام شتى ينفونك الى دائرة الوحدة والانعزال.
لا مناص ، ما استطعت كن هناك ،وبالله تصمد وتثبت ،يقول فتح"أنت موجـود بقدر صبرك، ومنـزلتك عنـد الحق تعالى هي بقدر صبرك" صدق والله ، لكن احيانا تعترينا لحظات قاسية وواقع مر يريد أن يهزم الايمان في قلوبنا وضمائرنا ، تعترينا احاسيس أننا يوما كنا صادقين ، فإذا بنا خارج دائرة الحياة .
أردت الحياة الدنيا –يرد صديقه؟
صحيح أردنا الحياة الدنيا بكرامة وبقيم وليس لمجرد الحياة أي حياة ، كنا نستعصي ونستعصم لكننا زللنا ووقعنا ، ذلك سقوط لم نكن نوده ن لكن حين تجد ذاتك واقع بين أنياب واقع حقير ذووه ، وبين قهر وكيد خفي ، وفي مدار لايدرك سلاكه شيئا عنك ، فإنك لا تستطيع ان تقاوم كل ذلك لوحدك ، أنت انسان خلقك الله ضعيفا ، فأنت قويا به ولن تكون قويا به حتى تقع ضمن مدار سوي يدر عليك من الثبات ما يعزز تواجدك وصمودك ويصد عنك مكائد الشيطان ، لم يعد يوجد في زمننا هذا يا صديقي من يقولون لك" تعال نؤمن ساعة " هناك اليوم من يلوث قلبك وعقلك بالكثير من الهذر والكلام الذي لايبني قيما ولا يعزز سلوكا ايجابيا ولا ينمي في يديك وقلمك فضيلة ، وفكرا ساميا.
وهناك من يريد أن يتفنن في تقديمك طعما للشر وأدوته ، ماتت فضائل كثيرة ، وأصبح الخير مختفيا في حياتنا لا تلحظه الا عابرا يومض ، كألماسة تتلألأ بإغراء من يود ان يقتبس من نورها الجميل المتوهج .
مسكين يا صديقي –يقول صديقه- تهت ؟
للتائهين رب يهديهم يا صديقي ، ومن تاه ثم عاد يتلمس منابع الضوء ومنابت النور سيجده بالتاكيد ، عليك ان تحفر صلب المحار كي ترى الؤلؤ ، لامناص لابد ان تكابد من أجل ذلك ، من يريد النور عليه ان يستعيده ، ومن ينشد وهج روحه عليه أن يكافح حتى تضيء أعماقه ؟
كنت منهم فما الذي أخرجك؟
أخرجتني غرائز النفس ومطالبها ، سئمت انكباتي ، وأردت أن اتنفسها بشكل طبيعي وشرعي ، أردت أن أقاوم بذلك أحلام الانحراف التي كان يتمناها الجبناء ، اردت أن أنحر يقين التافهين باستقامة المسلك ، ولكني وجدت ذاتي اسلك طريقا متشعبا أشبعني وخزا بضياع كرامتي وانفراط قيمي وأراد أن يجعلني تافها ،وأنا رجل يرفض التفاهة ، كان علي ان احتمل ذلك راجيا ان تلد الثورة أسباب انعتاق واقتدار كي يكون المسار سويا ، ولكن الانسان يقول الحمدلله ، فالله لا ينسى ، وهو القوي القادر ، ولن يدع عبدا من عباده دون حياة كريمة ،فالبشر أعجز من أن يكونوا كرماء إذ لم يكرمهم الله ، وأجل كرم أن يهديك الله وأن يثبتك على دينه ، وأما رزقه فإنه لن ينقطع وعليك ان تثق أنه هو الرزاق الكريم. وأن المكر السيء لا يحق الا بأهله ، وان هناك يوما تشيب منه الولدان .
أنت توعض نفسك.
لا مناص ، لم يعد هناك من يوعظك ، بل من يحاول وباستماته غريبة في استنزاف روحك وافراغ قلبك من الله ، فإذ لم يكن لك من نفسك واعظ فمن سيعظك ، وإن كان وعظك لذاتك غير كاف لكن لابد ان تتذكر دوما، فمن كان له قلب موصول بالتذكرة فلن يموت قلبه ولن تضمحل روحه "يثبت الله الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخيرة" فردد دائما "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك"

:rose: