المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يتمطط


يُمنى سالم
01/08/2007, 06:16 AM
http://news.bbc.co.uk/nol/shared/spl/hi/pop_ups/05/health_guinness_medical_record_breakers/img/4.jpg




عالقة في ذاكرة اللامكان، تلاحقها عقارب ساعة مبتورة لا تكمل دورتها الستين، تركض حافيةً...عاريةً، لا يسترها إلا ذكرى وبعض حنين، حتى هذا الجلد الملتصق بها يحاول التمطط؛ ليحتوي جسداً في طور التبدل، البعض يكبر في شرنقة تُخفي عُريّ المراحل، وهي تكبر في زنزانةِ كل جدرانها زجاجية، ترمقها أعين المارة بلا وجل.
تشتمُ بقايا أحشاءها حين تحترق؛ لتكمل مراسم طقوس سرية علّها تعيد الهدوء لجلدها الذي يحاول التمرد؛ حتى أصابعها العابثة كفت عن العبث، عيناها الشقيتان دفنهما حزنٌ لا ينتهي.
تورمتْ شفتاها في محاولة يائسة لإعادة تورد كان، وما كان...كان، هذا المكان يلوكها، يجترها، يسحق ما بقي منها؛ ليعيد تشكيل رؤية جديدة وفلسفة عتيقة تؤمن بأن الماضي يتقن صياغة نفسه من جديد.
يتسقُ الليلُ، يحاول لملمة الضوضاء، يفشل في احتوائها، ينبلجُ الصبحُ يحاول أن يلملم بقايا خرقٍ كانت تستتر بها وأن يرتب شعرها المتناثر، لكنه يفشل، فحتى فروة رأسها تتمطط...!!
محاولة مجنونة من جلد مجنون يحاول تبديل جسده في توقيت عقيم، لا ينجب سوى الخيبة والقهر...!!
تعود النساء مساءً، يلملمن بقايا الليل بعطرهن الباذخ الثمين، وملابسهن الفاخرة، وطاقات الورود الموسومة بالإعجاب، وإذ بعطرٍ ذكوري يطغى على ذاكرة العشق المهترئة.
تعود هي بشمعٍ ذاب من فرط الانتظار، وروائح رخيصة مختلطة برائحةِ الاحتراق، تحمل بعض عقود الياسمين التي سرقتها من سور حديقة الجيران، تعود بكل أسىً تُلقي بجسدها المنهك فوق فراش الشوك، تتلو تعويذة قديمة لئلا يعاودها الوجع، تنتشي من فرط الألم، تُسلم نفسها لتلك الذاكرة المهترئة؛ لتمارس اغتصاب الوقت بكل همجية.
ما زال جلدها يتمطط، يُعلن احتضار الرضا، يصرخ بصمتٍ، فتتألم هي بصمتٍ، تُرى كم يلزم العمرَ عُمراً لينتهي؟!!
ليستْ حيةً، وليستْ حشرةً، إنها مجرد بائسة تمطط جلدها، وغُرِسَت في رمالٍ مالحةٍ، كل ذرةٍ فيها تحاول أن تسحب أكبر كمية من ماء الحياة، تريد أن تعيش الحياة كما تستحق، وأن تمارسها ببذخ، ولم يخطر في بالها للحظة أن جلدها يوماً ما قد يتمطط...!!

ج ـنة الروح
03/08/2007, 12:24 AM
الصديقة النقيه / يُمنى

أعاتب نفسى أننى لم أمر من هنا من قبل
كيف ياسيدتى لم يُلفت إنتباهى النور الصاعد من جمال نصك هنا

عذراً ياجميله .. أحياناً
نصاب بالعمى ... من كثرة الفراغ الموحش فينا
فلتعذرى الصديقة الفقيرة

هذا النص يحتاج بشدة ..
فنجان قهوتى .. وسيجارة أحلامى
وأغنية للرائعة فيروز
حتى أقرأ وأنا أخشع بين سطورك
سأقوم بإعداد السالف ذكرة
وأعود يا نقية

ساره الغامدي
03/08/2007, 07:12 AM
[ ..

.. ]


يُمنَى
تُعرجِينَ بَنَا لِعُروشِ البَهاءِ
المُنادِمةِ لملاحمِ حُروفِكِ
بِمَفاتِنِ الأدبِ
:
تَحيةٌ مُعتقَةٌ بالمِسكِ لـ رُوحكِ
أيتهَا الوَارِفَه .. http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/000.gif

علي أبو حجر
04/08/2007, 06:57 PM
الفاضله / منى

ينحني القلم احتراما

نص اكثر من رائع

احترامي وتقديري

يُمنى سالم
09/08/2007, 12:32 PM
غاليتي جنة الروح...

لا تلومي نفسك فقد حضرتِ متألقة ببوح وصدق يخجلني..
وإن كان ستقرأين نصي على فنجان قهوة..
أتمنى أن تكون سكر زيادة..
فنصي متخم بالمرار كما هو قلبي...

دومي بخير

يُمنى سالم
09/08/2007, 12:33 PM
سارة عبدالله

وأنتِ تنزلين من غيمة حبلى بنور الملائك..
وتعزفين الصدق في مروركِ..

تقبلي محبتي
كوني بخير

يُمنى سالم
09/08/2007, 12:35 PM
الفاضل /علي ابو حجر

وأنا انحني تقديراً لجمال حضورك..
شكراً لك بحجمٍ يليق بك..

كن بخير

ندى الحربي
13/08/2007, 05:23 AM
وغاضَ العُمرُ يا يُمنى..
واهترأت حتى أردانُ الفِراش!

تُرى.. هل الجلد وحده [تمطط]؟!


وقفة.. خلقها احتضار الساعة..
مرآة داخلية.. أدركت إذا لامستها.. أن الحُمرة تلاشت
وبقيت فقط..
خنادقُ تحفرها ابتسامة!



صُغتِ الزمنَ باحتراف..
أهنئك
.

.

الحالمة
13/08/2007, 04:06 PM
مررت هنا

فأسرتني تلك الصور ..تلبستني

تُرى كم يلزم العمرَ عُمراً لينتهي؟!!

تتسآءل وأتسآءل ..

وينتهي ونحن في قمة إنشغالنا بالتسآؤل..

يمنى ..

بهية الحرف انتي

دمتي بود

يُمنى سالم
15/08/2007, 04:12 AM
الغالية سارة ندى الحربي

يروقني ذلك القارئ الذي يغوص معي في أعماق المعنى..
ولا يقف عند دهشة الكلمة الأولى...

ما أروعكِ من متذوقة تبحر في عوالم النص والإحساس

محبتي

يُمنى سالم
15/08/2007, 04:18 AM
غاليتي الحالمة...

قمة الجمال هذا الحضور الراقي

المطرز برؤية عذبة..

دومي بخير

عبدالله الحلوي
29/08/2007, 07:22 PM
ترى لماذا ..يتمطط الجلد ؟؟
هل لان الاحشاء تضيق به ,, ام لأن المساء يشعل بداخله لهيب انصهار ..

هي تحاول عبثاً التدحرج من مرتفع نزوتها والهرب الى مستنقع الأمان ..
بالرغم من ايمانها ان الامان قيمة مستهلكة تحت الجلد ..

يُمنى .. بطلة نصك هذا ثائرة بصمت ,, تئن تحت بقايا حياة بائسة وعالم خارجي الملامح ..
مفتون بالعمق العاطفي ..

واظنها ستفشل اذا لم تتكيف مع جلدها الممطط ..بفعل الانصهار ..


مع حبي
القبس

يُمنى سالم
19/09/2007, 01:37 PM
الفاضل عبدالله الحلوي

هل تريدها أن تتكيف مع جلدها المتمطط؟!
بعض التكييف خير والبعض الآخر لا يجر سوى المتاعب..

تحية لمرورك المتعمق في صلب الموضوع..

كن بخير