المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمانة الانتمائية لهذا الدين


رداد السلامي
24/12/2011, 03:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

تقتضي الامانة الانتماية العقائدية لهذا الدين أن نكتب ما يجب ان نكتبه ، وأن نصيغ الكلمة القادرة على قول ما يجب قوله ، حتى لايمس شعبنا اليمني في صميم أصوله الثابتة "كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم"
وهذه الامانة هي ليست مسؤلية قلم او كاتب او مفكر في عصر من العصور ، بقدر ما هي مسؤلية تقتضيها أمانة الانتماء والوفاء لديننا الاسلامي الحنيف، إذا انها مسؤلية مستمرة ومتجددة تنتج الوعي الذاتي الحقيقي بضرورة الدفاع عن هذه الاصول من ان تمس أو تهجن أو تؤل ،فالقرءان الكريم كتاب الله محفوظ من التحريف والتحوير ، لأن الله ذاته سبحانه وتعالى تكفل بحفظه كرسالة خالدة حتى تقوم الساعة ، ولكن الذي يلاحظ ان الذي تعرض للتحريف هو الوعي في فهم هذا القرءان الكريم والسنة النبوية المطهرة ، والفهم لهما ، ولذلك فغن التحريف دائما يتجه نحو اجهزة التلقي والتعقل والانفعال بآياته والتفاعل معها لدى الانسان المسلم ، وهذا يقتضي أيضا تعميقا كبيرا باللسان الذي انزل به القرءان الكريم "اللغة العربية " إذ أن اي فهم للقرءان الكريم عبر لسان آخر سيكون مشوها ومحرفا أو غير قادره على استيعاب عمق واصالة وعلم القرءان الذي قال الله فيه"( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون)
ولذا فإن الاختراق الفكري لم يستطع في هجماته ان يصل الى إنتاج تحريف في القرءان الكريم ، وظل وسيظل عاجزا عن تحريفه وتأليفه بحسب هواه ، ولذلك توجه الى تعطيل اجهزة التلقي والاستيعاب ، ونفذ الى الوسيلة التواصلية "اللغة" في محاولة للتلاعب بها ، لكنه عجزا أيضا كون القرءان نزل بها وكونه محفوظ من عند الله ا فهي مصانة به .
لهذا فإن التحدي القائم اليوم ودائما وبشكل مستمر ومتغير في التكتيك والاهداف والاستراتيجيات ينصب حول تغييب الوعي بهذا الدين وتدمير القدرات القلبية المتلقية لآيات الذكر الحكيم ، وبناء جدران صلبة من التحجر الروحي والقلبي كي نبقى بمناى عن مصادر قوتنا ونهوضنا ، وكي نبقى اشتاتا لا يوالف شتاتنا ذلك فكرا به تستاعد الروح التي أسس الاستعمار كل أساليب تدميرها وقهرها ،وانتج ادوات قتلها وتعميق غفلتها مزلزلا من يقينيات المسلم الكبرى الامر الذي أدى الى اهتزاز شامل في البنى العقائدية ،والتكوينية التي تنتج اجيالا قادرة على التحدي والصمود والنهوض في مضمار التدافع الانساني الذي أضحى مهددا في كيانه ووجوده ،من قبل قوى الاستغلال والهيمنة العالمية في نمطها العولمي الذي يروم امركة العالم وصياغته بحسب فلسفته المدمرة والمستلبة في أبشع صيغها المتوحشة التي زرعت البؤس في كل مكان ووزعت الموت في ارجاءه .
إننا اليوم نحتاج الى تفاعل تربوي، ينتج من من صميم قيمنا الاساسية ، يُكون الفرد والمجتمع القادر على الانتاج والتحدي ، وابداع الافق القادرة على التمدد وفرز الغث والسمين من الوافد والموجود على المستوى الفكري والتقني في حالة اجادة اجتهادية متحركة تشكل أفضل مستقبل وتتصلب امام التشكيل الوافد بكل اساليبه في حالة كشف يقظ لأخفى أساليب العمل المخترق فكريا.
إننا يجب ان نبني لدى الفرد والمجتمع عقلا قادرا على تفكيك لغة الاخر الفكرية والبرامجية وجس مقصادها واهدافها ونقدها وردها ،وقلبا متدبرا لآيات الله المسطورة والمنظورة ، الامر الذي ينتج يقظة لا تنام ولا تدع الفكر ينام.
كما اننا بحاجة الى حركة تصنيفية لأوعية الفكر الدخيل وحملته هنا وتتبع مسكونه الايدلوجي والفلسفي ومنابع سقياه كي لايقع الجيل في فخ النعومة التي ترتدي ذات الجلد الذي يرتديه ، ويجب ان يكون هذا مشروعا بحثيا لمن أراد يقدم لشعبة ما ينفعه.