إملاءات المطر
01/01/2012, 09:55 PM
تتدَاولُ الأيَّام ، تتَّخذُ من الخِتامِ سِفراً لها .. و تزخرُ الأُمنياتُ في اللحظة الأخيرَة، حينما تستهلُّ ساعة العام الجديد ،
يخرجُ من قُلوبنا سهمٌ يُصيب الامتنان اسمُهُ " حدثَ في مثل هذا اليَوم "
ياسمينٌ و غيم ، و فكرَةٌ طوَتِ الخيالَ و سافرَت فمكثتَ في القلوب حقيقةً و صدقاً ..
إملاءات المطر الوطنُ الذي ختَم عريضَة البقاءِ للتوّ بإمضاءٍ يُحاكي شكلَ الوُعودِ حين تنوِي أن تُوفَّى .
2007
في حديقةٍ نائيَة يصحُو ساقيها على التكرارِ ، يُجاهِدُ خُلاصَ الماءِ ، و الزَّهرِ و العطَش، يُقلِّبُ كفَّيه على ماأنفق فيها ،
ثمَّ يفطَنُ إلى أنَّها: الأرض التي لا تحتَوي بِذَارَهُ ، الأرض التي لن يصلَ إلى آخرِها فتُعطيه أوَّلها ..َ
على أعقابِ فكرة تُولدُ الأخرى، و تموتُ أمكنَة ما اسطاعَت أن تشربَ المـاءَ فتُعطِينا الرَّواء .. الأرض ، الفكرة ،
المكان ، الوطن ، كلَّها مُتجاوِراتٌ أفضَتْ بنا إلى هذا البنفسَجِ الأزليّ ..
عُمِّرت و شُيُّدَت ، و رُفعت بالكلمَة ، مُتناظرةٌ لأُخرى آلَت إلى الخراب. و لم تصمُد ..
الصّمود : مُفردَة المطِر هذا العام ، من ظنَّ أنّ المطر لا ينقطع ؟
حتى حين استسقيْنا كانَ هُناكَ دائماً ذلك الهتْن .. بدءاً بالوعدِ و عُروجاً بالاستمرار ، و انتهاءً بالصمُود في نُقطة
مُزيَّفة لا تختَتمُ الحكاية .
2012
الحديقَة التي أوسعَت في القُرب ، و ضاقَ عنها الشَّبه و المُتشبِّهُون .. صارَت وطنَ اللاجئين من ضيقِ الفكرِ حتى
تعدّدت مداخله ، و من رداءَة النصِّ حتى تقوَّمت محاسنه ..
إن كان لنا أن نُؤطِّرَ هذه الصّورة في كلمتين : فهي : صلواتُنا المُستجابة ، مطرٌ حديثُ العهدِ بربِّنا ..
للإملاءات هذا العام : صُورة تخيُّلية لسماءٍ تحنُّ على سربِ طيورها فتَهديهم إلى الهجرَة و العودَة في طريقٍ واحد ..
للإملاءات هذا العام : صُورة تخيُّلية لعينٍينِ تسبحُ في مرأى حقلِ بنفسجٍ عرِيض .
اليَوم نعرفُ أنها الأرض الثابتة ، الأرض التي لن يُفزعنا بعدها أن تتحوَّل إلى اليباب .. اليوم نعرف أنّ الإملاءات
لن تمحو حُضورها بغيابِها ،
إذ لا بدّ للوعدِ أن يتحرَّى خطّ الأُفق هل يزول ، و هل يؤول ؟ ثم يسودُ إلى الثبات!
فاضَ الماءَ و عمَّ الشُكر ، و تقافزَت أسماءٌ كُنّا ندَّخرها لمسيرة الخمس أعوام ..
إملاءاتٌ بكم أملَت حرفَها الأوَّل، و بكم ما زالَت تُملي على هُواتِها رسمَ الغيم ، و رائحةَ المطر ، ثمَّ حفيفاً يعقبُها
في الشَّجر .. يمتدُّ الفيءُ شاسعاً ، و تنهالُ التهاني و حاضِرُ الأُمنيات للمكانِ الأوَّل .
لإملاءِ القطرة الأولى : اكتب لنا عن الملاذ ..
....................... اكتُب لنا عن الظلِّ ..
....................... اكتب لنا عن الغيم ..
أو لا تكتب لنا .. سنكتبُ إليك خَلاص الأشياء حين لا تكونُ وطناً في هذا العالم .
و إليكم : اكتبُوا خَلاص الأشياء حين لا يكون " إملاءات المطر " وطناً في هذا العالم.
همسة :
على مدى أربع سنوات "مياسم" تطرز كلمة الاحتفالية بماء الذهب
يخرجُ من قُلوبنا سهمٌ يُصيب الامتنان اسمُهُ " حدثَ في مثل هذا اليَوم "
ياسمينٌ و غيم ، و فكرَةٌ طوَتِ الخيالَ و سافرَت فمكثتَ في القلوب حقيقةً و صدقاً ..
إملاءات المطر الوطنُ الذي ختَم عريضَة البقاءِ للتوّ بإمضاءٍ يُحاكي شكلَ الوُعودِ حين تنوِي أن تُوفَّى .
2007
في حديقةٍ نائيَة يصحُو ساقيها على التكرارِ ، يُجاهِدُ خُلاصَ الماءِ ، و الزَّهرِ و العطَش، يُقلِّبُ كفَّيه على ماأنفق فيها ،
ثمَّ يفطَنُ إلى أنَّها: الأرض التي لا تحتَوي بِذَارَهُ ، الأرض التي لن يصلَ إلى آخرِها فتُعطيه أوَّلها ..َ
على أعقابِ فكرة تُولدُ الأخرى، و تموتُ أمكنَة ما اسطاعَت أن تشربَ المـاءَ فتُعطِينا الرَّواء .. الأرض ، الفكرة ،
المكان ، الوطن ، كلَّها مُتجاوِراتٌ أفضَتْ بنا إلى هذا البنفسَجِ الأزليّ ..
عُمِّرت و شُيُّدَت ، و رُفعت بالكلمَة ، مُتناظرةٌ لأُخرى آلَت إلى الخراب. و لم تصمُد ..
الصّمود : مُفردَة المطِر هذا العام ، من ظنَّ أنّ المطر لا ينقطع ؟
حتى حين استسقيْنا كانَ هُناكَ دائماً ذلك الهتْن .. بدءاً بالوعدِ و عُروجاً بالاستمرار ، و انتهاءً بالصمُود في نُقطة
مُزيَّفة لا تختَتمُ الحكاية .
2012
الحديقَة التي أوسعَت في القُرب ، و ضاقَ عنها الشَّبه و المُتشبِّهُون .. صارَت وطنَ اللاجئين من ضيقِ الفكرِ حتى
تعدّدت مداخله ، و من رداءَة النصِّ حتى تقوَّمت محاسنه ..
إن كان لنا أن نُؤطِّرَ هذه الصّورة في كلمتين : فهي : صلواتُنا المُستجابة ، مطرٌ حديثُ العهدِ بربِّنا ..
للإملاءات هذا العام : صُورة تخيُّلية لسماءٍ تحنُّ على سربِ طيورها فتَهديهم إلى الهجرَة و العودَة في طريقٍ واحد ..
للإملاءات هذا العام : صُورة تخيُّلية لعينٍينِ تسبحُ في مرأى حقلِ بنفسجٍ عرِيض .
اليَوم نعرفُ أنها الأرض الثابتة ، الأرض التي لن يُفزعنا بعدها أن تتحوَّل إلى اليباب .. اليوم نعرف أنّ الإملاءات
لن تمحو حُضورها بغيابِها ،
إذ لا بدّ للوعدِ أن يتحرَّى خطّ الأُفق هل يزول ، و هل يؤول ؟ ثم يسودُ إلى الثبات!
فاضَ الماءَ و عمَّ الشُكر ، و تقافزَت أسماءٌ كُنّا ندَّخرها لمسيرة الخمس أعوام ..
إملاءاتٌ بكم أملَت حرفَها الأوَّل، و بكم ما زالَت تُملي على هُواتِها رسمَ الغيم ، و رائحةَ المطر ، ثمَّ حفيفاً يعقبُها
في الشَّجر .. يمتدُّ الفيءُ شاسعاً ، و تنهالُ التهاني و حاضِرُ الأُمنيات للمكانِ الأوَّل .
لإملاءِ القطرة الأولى : اكتب لنا عن الملاذ ..
....................... اكتُب لنا عن الظلِّ ..
....................... اكتب لنا عن الغيم ..
أو لا تكتب لنا .. سنكتبُ إليك خَلاص الأشياء حين لا تكونُ وطناً في هذا العالم .
و إليكم : اكتبُوا خَلاص الأشياء حين لا يكون " إملاءات المطر " وطناً في هذا العالم.
همسة :
على مدى أربع سنوات "مياسم" تطرز كلمة الاحتفالية بماء الذهب