رداد السلامي
08/01/2012, 08:25 PM
سحر الفراعنة الجدد.!
بقلم : رداد السلامي
يقول فريد الأنصاري رحمه الله "إن الإعلام اليوم كما كان من قبل ، في التاريخ-رغم اختلاف الأشكال والتجليات- ليعتبر أخطر وسائل التحكم ، وأرهب أدوات الصراع الحضاري ، وأقوى آليات التدافع العمراني في الأرض ، إن الطواغيت الذين قهروا الناس في الأرض عبر التاريخ ، لم يكونوا بشرا فوق البشر ، في أبدانهم ، ولا في عقولهم ، ولا كانوا "آلهة" في واقع الأمر ، إنما هم متكلمون ، فقط أسسوا أسطورة الكلام ، في أذهان الناس ، وسحروهم بها"
إذ أن جماعات السيطرة والتحكم ، إمبراطورية إعلامية ، ذات تمويل مالي ، تؤسس لأساطير التحكم ومفاهيمه وتعميقها في الوجدان والدماغ الإنساني ، لتصنع من ذلك مادة سحرية مسيطرة ، يمكن من خلالها صياغة هذا الإنسان ، وقيادته ، والتحكم بتفكيره ومشاعره وعواطفه ووجدانه ، وزعزعة وتبديل معتقداته وزلزلة يقينياته الكبرى ، وإنتاج معتقدات جديدة وتصورات مختلفة ،وهكذا يصبح الانسان ذو الآذان والعيون المفتوحة على هذه الوسائل دون أن يتوافر له الحس المعرفي والنقدي السليم مادة قابلة للتشكيل والتحوير والتطوير الذي يستهدفه الفكر الفلسفي والأيدلوجي الكامن في قلب الرسالة الإعلامية ، ذلك ان الرؤية السطحية التي لا يرى صاحبها الهدف الكامن أو جوهر الكلمة والصورة والحدث وكشف مراماته ، يصبح كائنا مصاب بمس السحر الاعلامي الذي ينتج المشاعر والعواطف ويولد المخاوف ويصيغ القناعات والتوجهات والسلوك ، وهو عمل شيطاني متطور قال عنه عز وجل: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم) البقرة:268
قوله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفقر" أي يهددكم بالفقر و الفقر أنواع فقر مادي و فقر معنوي و الفقر هو الاحتياج
"والشيطان يهدد الإنسان بعدم بلوغ ما يحب أو فقدانه. كحب المال و الدنيا أو حب لمخلوق فقد يقول له اذا تصدقت سينقص مالك أو يقول اذا لم تخضع لرغبات ذلك المخلوق سيضيع مقامك عنده.
و يشتغل الشيطان فيك بوساوسه مستغلا ما تحمله في ذاكرتك من تجاربك و تجارب الناس مما قد يثبت كلامه و عندما تبدأ بتصديقه يأمرك بالفحشاء, فيأمر بالسرقه و الرشوة و ظلم الحقوق و الامتناع عن الصدقات و ما الى ذلك مخافة الفقر المادي و يأمربعدم احترام حدود الله كالتبرج وصولا الى الزنى مخافه الوحده و الوحشه مخافة الفقر و الاحتياج العاطفي."
إن الاعلام اليوم ينتج القناعات والتصورات ويصيغها بحسب فلسفة القائمون على الرسالة الاعلامية بمختلف اشكالها ، وينحت فيها مع الزمن ويحورها ، وينتج ذووه اللغو الخطير في فهم الانسان لذاته من خلال المصدرية الربانية كتاب الله الموحى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ليتوه في ظلام الفلسفات المسفة ليصبح كائنا مصاب باللعنة الإليائية ، التي عبرت بعمق عن التخبط الانساني في الحياة.
إن الفراعنة الجدد يستخفون بعقول الناس ، وخصوصا أتباعهم ، ولقد فقهت عمل الاعلام إنه حين توجد ضحية مسحورة بهذا السحر الخطير ، يحاول المتعاضدون مع الاعلام الاتيان بها لنقل عدواها الى من لديه الجهل الذي يجعله يصاب بعدواها ، خصوصا حين يكون جاهلا بعمل هذا السحر الخطير ، وأدواته الموجودة في العالم الواقعي ، فهذه العدوى تحاول أن تؤقلم وجود المشاهد في أخطر عملية تكييفية وتفكيكية ، لا ينفك منها إلا من لديه الرصيد الإيماني ذو المصدر القرءاني ، والتدبر العميق لآيات القرءان الكريم ، إن القائمون بعملية البث الإعلامي الساحر يتحكمون برسائله ووسائله ، ويتضافرون مع القابعون وراء الكواليس في إنتاج الكوابيس السحرية المرعبة ، وتفخيخ الدماغ بأثرها التمنيجي المربك والمرعب ، بهدف إنتاج ضعف في البنية العقائدية التكوينية وإجراء عملية غسيل دماغ ماسخ ، واستغلال أثر الرسالة الإعلامية في إنتاج انحراف على مستوى السلوك والقيم والمعتقدات والتصورات ، وتكريس فلسفة للحياة تتوافق مع اعتناقاتهم الفلسفية ، كالتركيز على الناحية الاقتصادية ، في تلازمها مع الجفاف وتغيرات المناخ ، أي تكريس نظرية ما يسمى بـ"فكر يجادل الداخل بالخارج " لمحاولة تجذير جدلية الفكر الماركسي وتفسيره لحركة التاريخ والحياة.
لذلك لا بد من تصنيف القنوات الفضائية ومعرفة منابعها الفلسفية وأساس القائمون عليها فكريا وفلسفيا وانتمائيا شاملا ، إذ أن لكل قناة إعلامية فلسفتها الإعلامية ، وأيدلوجيا وفكر تحاول تأصيله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبمختلف الرسائل الإعلامية الإخبارية والدعائية والتحليلية والوثائقية والإعلانية.
إن بث صور الرعب والانفجارت والدماء المسفوحة وتصوير المواجهة المستمرة بين الحق والباطل في تدافع الحياة بأنه إرهاب هي عملية اعلامية تتغيا التشويه بالجهاد في سبيل الله كعملية واجبة مستمرة حتى قيام الساعة ، وخلق الحالة السكونية المستسلمة المرهوبة التي تعتقد ان مواجهة العدو أيا كان ومن كان إرهابا ، "فالجهاد فريضة مستمرة الوجوب الى يوم القيامة بإجماع علماء الامصار " والاعلام بصيغته العولمية وفلسفته المادية العلمانية يسعى بكل اطيافه إلى تعطيله لانتاج السكونية التفكيكية التي يصبح لدى ذووها القابلية للاندماج في مشاريعهم،وابتلاع خير أمة أخرجها الله للناس.
بقلم : رداد السلامي
يقول فريد الأنصاري رحمه الله "إن الإعلام اليوم كما كان من قبل ، في التاريخ-رغم اختلاف الأشكال والتجليات- ليعتبر أخطر وسائل التحكم ، وأرهب أدوات الصراع الحضاري ، وأقوى آليات التدافع العمراني في الأرض ، إن الطواغيت الذين قهروا الناس في الأرض عبر التاريخ ، لم يكونوا بشرا فوق البشر ، في أبدانهم ، ولا في عقولهم ، ولا كانوا "آلهة" في واقع الأمر ، إنما هم متكلمون ، فقط أسسوا أسطورة الكلام ، في أذهان الناس ، وسحروهم بها"
إذ أن جماعات السيطرة والتحكم ، إمبراطورية إعلامية ، ذات تمويل مالي ، تؤسس لأساطير التحكم ومفاهيمه وتعميقها في الوجدان والدماغ الإنساني ، لتصنع من ذلك مادة سحرية مسيطرة ، يمكن من خلالها صياغة هذا الإنسان ، وقيادته ، والتحكم بتفكيره ومشاعره وعواطفه ووجدانه ، وزعزعة وتبديل معتقداته وزلزلة يقينياته الكبرى ، وإنتاج معتقدات جديدة وتصورات مختلفة ،وهكذا يصبح الانسان ذو الآذان والعيون المفتوحة على هذه الوسائل دون أن يتوافر له الحس المعرفي والنقدي السليم مادة قابلة للتشكيل والتحوير والتطوير الذي يستهدفه الفكر الفلسفي والأيدلوجي الكامن في قلب الرسالة الإعلامية ، ذلك ان الرؤية السطحية التي لا يرى صاحبها الهدف الكامن أو جوهر الكلمة والصورة والحدث وكشف مراماته ، يصبح كائنا مصاب بمس السحر الاعلامي الذي ينتج المشاعر والعواطف ويولد المخاوف ويصيغ القناعات والتوجهات والسلوك ، وهو عمل شيطاني متطور قال عنه عز وجل: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم) البقرة:268
قوله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفقر" أي يهددكم بالفقر و الفقر أنواع فقر مادي و فقر معنوي و الفقر هو الاحتياج
"والشيطان يهدد الإنسان بعدم بلوغ ما يحب أو فقدانه. كحب المال و الدنيا أو حب لمخلوق فقد يقول له اذا تصدقت سينقص مالك أو يقول اذا لم تخضع لرغبات ذلك المخلوق سيضيع مقامك عنده.
و يشتغل الشيطان فيك بوساوسه مستغلا ما تحمله في ذاكرتك من تجاربك و تجارب الناس مما قد يثبت كلامه و عندما تبدأ بتصديقه يأمرك بالفحشاء, فيأمر بالسرقه و الرشوة و ظلم الحقوق و الامتناع عن الصدقات و ما الى ذلك مخافة الفقر المادي و يأمربعدم احترام حدود الله كالتبرج وصولا الى الزنى مخافه الوحده و الوحشه مخافة الفقر و الاحتياج العاطفي."
إن الاعلام اليوم ينتج القناعات والتصورات ويصيغها بحسب فلسفة القائمون على الرسالة الاعلامية بمختلف اشكالها ، وينحت فيها مع الزمن ويحورها ، وينتج ذووه اللغو الخطير في فهم الانسان لذاته من خلال المصدرية الربانية كتاب الله الموحى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ليتوه في ظلام الفلسفات المسفة ليصبح كائنا مصاب باللعنة الإليائية ، التي عبرت بعمق عن التخبط الانساني في الحياة.
إن الفراعنة الجدد يستخفون بعقول الناس ، وخصوصا أتباعهم ، ولقد فقهت عمل الاعلام إنه حين توجد ضحية مسحورة بهذا السحر الخطير ، يحاول المتعاضدون مع الاعلام الاتيان بها لنقل عدواها الى من لديه الجهل الذي يجعله يصاب بعدواها ، خصوصا حين يكون جاهلا بعمل هذا السحر الخطير ، وأدواته الموجودة في العالم الواقعي ، فهذه العدوى تحاول أن تؤقلم وجود المشاهد في أخطر عملية تكييفية وتفكيكية ، لا ينفك منها إلا من لديه الرصيد الإيماني ذو المصدر القرءاني ، والتدبر العميق لآيات القرءان الكريم ، إن القائمون بعملية البث الإعلامي الساحر يتحكمون برسائله ووسائله ، ويتضافرون مع القابعون وراء الكواليس في إنتاج الكوابيس السحرية المرعبة ، وتفخيخ الدماغ بأثرها التمنيجي المربك والمرعب ، بهدف إنتاج ضعف في البنية العقائدية التكوينية وإجراء عملية غسيل دماغ ماسخ ، واستغلال أثر الرسالة الإعلامية في إنتاج انحراف على مستوى السلوك والقيم والمعتقدات والتصورات ، وتكريس فلسفة للحياة تتوافق مع اعتناقاتهم الفلسفية ، كالتركيز على الناحية الاقتصادية ، في تلازمها مع الجفاف وتغيرات المناخ ، أي تكريس نظرية ما يسمى بـ"فكر يجادل الداخل بالخارج " لمحاولة تجذير جدلية الفكر الماركسي وتفسيره لحركة التاريخ والحياة.
لذلك لا بد من تصنيف القنوات الفضائية ومعرفة منابعها الفلسفية وأساس القائمون عليها فكريا وفلسفيا وانتمائيا شاملا ، إذ أن لكل قناة إعلامية فلسفتها الإعلامية ، وأيدلوجيا وفكر تحاول تأصيله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبمختلف الرسائل الإعلامية الإخبارية والدعائية والتحليلية والوثائقية والإعلانية.
إن بث صور الرعب والانفجارت والدماء المسفوحة وتصوير المواجهة المستمرة بين الحق والباطل في تدافع الحياة بأنه إرهاب هي عملية اعلامية تتغيا التشويه بالجهاد في سبيل الله كعملية واجبة مستمرة حتى قيام الساعة ، وخلق الحالة السكونية المستسلمة المرهوبة التي تعتقد ان مواجهة العدو أيا كان ومن كان إرهابا ، "فالجهاد فريضة مستمرة الوجوب الى يوم القيامة بإجماع علماء الامصار " والاعلام بصيغته العولمية وفلسفته المادية العلمانية يسعى بكل اطيافه إلى تعطيله لانتاج السكونية التفكيكية التي يصبح لدى ذووها القابلية للاندماج في مشاريعهم،وابتلاع خير أمة أخرجها الله للناس.