المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. ما الذي يغيّرها؟..


ندى الحربي
11/08/2007, 11:00 AM
لكلٍ خلفيةٌ ثقافية مختلفة ترتكز عليها أفعاله الماضية والحاضرة والمستقبلية..

لكنها بالتأكيد متقلّبة تبعًا لمتغيرات الحياة والصحبة والمجالات التي ينخرط فيها الفرد.

نكتسبُ ثقافاتنا من أشخاص.. من سلاسل زمنية شكّلها التعليم.. أو من قراءات متنوعة ومشاهدات متعددة.

نصل عبرها إلى اعتناقِ مذاهب فكرية.. وطرائق حياتية ثابتة لا سبيل لتغييرها إلا إن خضعت لظروف متنوعة..

هنا فقط.. تتمايز عقلياتُ البشر..
فمنهم من يحتضن قناعاته وكأنها مسلماتٌ لا سبيل لتغييرها..
ومنهم من يتملّصُ منها بسهولة..



[رأي شخص أكبر سِنّا.. درس. معلم.. تجربة شخصية... إلخ]

ما الذي يحتاجه الفرد لتغيير قناعاته؟


ربما كان الإيمان بواقعه الذي يعيشه سبيلاً..

لكن تبقى القناعة أولاً وأخيرًا ناتج تقرير شخصي حُر يخضع لسيل أو رذاذ خارجي!


من يدري -ربما-!

.

.

عبد العزيز الجرّاح
11/08/2007, 01:41 PM
ندى ...
صباحك عاطر ...

حقيقة طرح مثل هذه المواضيع النقاشية الفكرية يثري المتابعين لها لما تتميّز به هذه المواضيع من أفكار وإطروحات يمكن أن نتناولها في نقاشاتنا وحواراتنا الفكرية أو الأدبية.

والجميل في هذا الموضوع أنه ليس حواراً أدبياً يتكلم عن قضية أدبية معينة وإنما حواراً ثقافياً اجتماعياً، وحبذا أن ينتهج كتّابنا في مواضيعهم القادمة التنويع في إطروحاتهم الأدبية والاجتماعية.


سيدتي ...
قبل أن أجيب على تساؤلك أوّد أن أقول إنني أتفق معكِ أن لكل واحد منّا خلفيةٌ ثقافية مختلفة ترتكز عليها أفعاله الماضية والحاضرة والمستقبلية، وهي بالتأكيد متقلّبة تبعًا لمتغيرات الحياة والصحبة والمجالات التي ينخرط فيها الفرد، وأتفق معكِ على مصادر الثقافات التي يمكن أن يكتسبها الأشخاص وبالتالي يترتب عليها اعتناق مذاهب فكرية وطرائق حياتية ( قناعات )

للقناعات من وجهة نظري المتواضعة أنواع كثيرة فمنها ما يعتمد على الثقافة والموروث سواء كان دينياً أو قبلياً ومنها ما يعتمد على الذائقة ومنها ما يعتمد أيضاً على التجربة أو الخبرة.

والقناعات لا تتغيّر لدى البعض إلا بعوامل خارجية يكون تأثيرها قوياً، كما أنها يمكن أن تتغير لدى البعض الآخر على أن يكون السبب منطقياً فكراً وموضوعاً أو أن يكون مدعماً بالبراهين وهذا التغيير يكون مع من يستخدم عقله وفكره ويرتكز على خلفية ثقافية كبيرة ومتطورة.

بالنسبة لمن يحتضن قناعاته وكأنها مسلماتٌ لا سبيل لتغييرها، فغالباً ماتكون قبلية ( عادات وتقاليد ) أو أن تكون دينية وهؤلاء من الصعب جداً تغيير قناعاتهم.

أمّا من يتملّصُ من قناعاته بسهولة فأظن أن مثل هذا الفرد أمّا أنه كان يدعي أن له قناعاته ولذلك تملص منها بسهولة .. أو أن ليس لديه القدرة للدفاع عن قناعاته أو لا حجة لديه للدفاع عنها ورأيه وفكره.
كما أنها يمكن أن تتغيّر لدى البعض طالما وجد إنها تناسب أفكاره وأهواءه وسلوكه.

والقناعات تتغيّر من شخص إلى آخر بنسبٍ متفاوتة على حسب الثقافة والخبرة والتجربة الحياتية والعملية التي قد يكتسبها الفرد على أفتراض أن هذا الفرد سوياً فكراً وسلوكاً.
وأخيراً أوّد أن أقول أن الفرد يحتاج إلى العقل الذي يميّز بين الصح والخطأ ليغيّر قناعاته طالما أنه وجد أن التغيير منطقياً وصحيحاً.



ندى ...

شكرا ًكبيرة لهذا الطرح المتميّز...
ننتظر منك الكثير في إملاءات المطر...

دمتِ إملائيةٌ ...

ندى الحربي
13/08/2007, 04:48 AM
أهلا عبد العزيز

قناعتنا بأمر ما.. تعني إيماننا به.. وهذا الإيمان لا يأتي من فراغ
ومن وجهة نظري.. أرى أن مرئياتنا تجاه ما حولنا هي ما يشكل قناعاتنا..
وكثيرًا ما يجد الفرد نفسه مخالفًا لمجتمعه في قناعة أو أخرى لكنه لا يملك القدرة على إظهار ما بداخله خشية النبذ
وتبقى تصرفاته خاضعة لقناعة الجماعة -فقط-!

صدقني يا عبد العزيز

لا أرى من الضروري أن يميز الفرد بين الصحيح والخطأ في تعزيز قناعاته..
المهم أن يكون له مبرراته وأسبابه

يعني.. كنوع من الشخصية المستقلة

وكما هو معلوم.. المجتمع مكون من فئات

منهم ذوو السبل المستقيمة التي رصفها الدين والعقل..

ومنهم أصحاب المناحي المنحرفة والذين لا نستطيع أن ننكر أن لهم هم أيضًا [فِكر] مستقل يشكّل تصوراتهم عن الحياة وقناعاتهم عما تأتي به مواقفها المختلفة!


كل الشكر لك على تشجيعك.. وردك المثري

.

.

يُمنى سالم
16/08/2007, 11:06 PM
غاليتي /ندى الحربي

مساءك معجون بماء الورد ورقة الليل وعذوبته...

تتشكل قناعات الفرد نتيجة لعدة تفاعلات تتم بين شخصيته وبين ماتربى عليه وما يعيشه من واقع وبين ما تفرضه عليه قراءاته وخبراته الحياتية..
إن تغير القناعات لا يعني عدم اتزان الشخصية بقدر ما يعني مرونتها وتكييف طاقاتها لتتماشى مع العصر الراهن الذي تعيشه، خاصة إذا كان تغيير هذه القناعات قد لا يمس ثوابت دينيه متفق عليها.
وصديقني ياندى القناعة بشيء لا تعني الإيمان به إيماناً تاماً بقدر ما تعني تقبله لفترة كونه سمة تُضاف لشخصيتنا وقد يأتي زمن لا نقتنع به بل وننبذه تماماً..
إذن في النهاية هي مسألة ظروف تكيفنا علينا حقيقة ما نعيشه من واقع، والتاريخ حافلٌ بقناعات تغيرت مع الزمن وأصبحت واقعاً بعد أن كانت مرفوضة جملةً وتفصيلاً..
قد أكون لم اضف شيئاً لأن هذا الموضوع تتداخل فيه عناصر عده..
شكرا لك سيدتي من الأعماق

كوني بخير

عبدالله الحلوي
28/08/2007, 04:04 PM
تغيير القناعه ..
حق مشروع لذوي الحجا ..لا ضرر ان يبقى المرء على مبادئة وان يتماشى وتغيرات زمنه ..
من اين تكتسب المبدأ ..؟
هنا نعود الى بعض الفلاسفة الصينين ..الذين يقولون ان العقل الكبير هو الذي يفكر في المبدأ , وهذا يدل على ان المبدأ يولد في كل لحظة ويشع من كل الاجزاء , فقط كيف تصطاده ..وكيف تقيم عليه عقيدة حياتك وايمانك به ..

الحياة مبدأ والمبدأ عقيدة والعقيدة عمر لا ينضب ..فقط كيف ننشئ مبادئ تسعى بنا للمثالية ..؟

احبتي ..

تقبلوا جل ودي وورده ..

أحمد العراقي
15/09/2007, 03:43 AM
ندى... سأختصر الاجابة
ماذا تعنين بالقناعة؟؟؟؟
وأي قناعات نعتنقها ما دامت هذه القناعات هي مجموعة افكار نكتسبها عبر الزمن ولا اعلم اي زمن!!!؟؟
اذا هي ليست بديهية او نظرية لاننا يمكن ان نجعل هذه القناعة هباءا منثورا بتقادم العقل...
اذا لنبحث عن مفردة اخرى تشبع رغبتنا في استقرار القناعة!!!!!!!!!
وحتى الثقافة فهي عنصر مكتسب يتغير بمرور الزمن حين تتكون ثقافات اخرى من اكوان اخرى!!
تحياتي لك ودمت بود

ندى الحربي
19/10/2007, 08:52 PM
يمنى

أعتذر عن تأخر ردي.. أولاً

ثم..
أؤيد فكرتك بأن تغيير القناعة لا يعني عدم الاتزان [بل].. مرونة وقدرة على التكيف
لكني أخالفك الرأي في أن الثوابت الدينية لا يمكن أن تتغير..
والدليل على هذا أن قناعة مسيحي ممكن أن تغيرها قناعة مسلم
وقناعة سني.. ممكن أن تغيرها قناعة شيعي
وهكذا
ولستُ أعني بهذا التأكيد على صحة القناعة التي انتقل إليها شخص ما.. بقدر ما أن الفكرة الجديدة أصابت منه مقتلاً.. فاعتنقها!

أشكرك جدًا
.

.

ندى الحربي
19/10/2007, 09:06 PM
عبد الله

تظنه مشروعًا إذن!!

لنقل حينها أن قناعاتنا ليست إلا.. [نظريات] لا مسلّمات!


وصدقني..
ماعادت الحياة مبدأ كما قيل ذات.. [حلم]!!

الحياة اليومَ أرصفة بين الشرق والغرب
ولا يستظل على الرصيفِ إلا الذي يخشى الشمس!!


كُنت.. جميلاً هنا
.

.

ندى الحربي
19/10/2007, 09:23 PM
أحمد

القناعة مسلّمات يصعب تغييرها
هي إذن قابلة للتغيير

لكن..

لأسباب أردتُ أن أعرف أقواها!

رغم معرفتي بأنها تختلف من شخص لآخر


أشكرك
.

.

شامخة
21/11/2007, 07:16 PM
الكريمة ندى

أعتقد أن التجربة كفيلة بتغيير تلك القناعات

فحين أجرب التعامل مع أمر اقتنعت به وأجدني ألوذ إلى الفشل فحتما سأغيرها


شكرا لرقي طرحك

سماح عادل
25/12/2007, 10:51 PM
مالم تكن القناعة مبدء ديني نلتزمة بقناعة فلن يتغير لوتغيرت الظروف , وتغيره هنا لايجوز

بينما تغير قناعتنا تجاه أفكار مختلفة , نكتسبها من الزمن على مر الدهور
فأجد إنها قد تتغير تبعاً للظروف الراهنة , والزمن المعاصر
فهناك أمور كثيرة كنا نلتزمها بدت اليوم غريبة في عصرنا الحالي
والعكس صحيح

وهذا أمر لاغبار عليه مالم نتدخل أو نتجاوز حدود معتقد ديني أو نحوه

جوري جميل
06/04/2010, 08:29 PM
ما أجملكِ يا ندى...
ما أروع ظلك في الصفحـــات..
أشعر بشغف القراءة وأنا بين زوايا كتاباتكِ وموضوعاتكِ الغزيرة المعاني و العظيمة الفكرة

قد يطرأ التغيير في القناعات من جراء تزايد الوعي لدى الفرد نفسه
فما أحبه وأؤمن به الآن قد يكون محط تجاهلي غداً ...
لربما أستطلع حقائق جديدة تفيد في تغيير مسار السفينة الفكرية والقناعات الشخصية

قد يكون المجتمع وتطور بعض المفاهيم المتوارثة فيه
حيث تحدو بنا للصعود إلى أعالي التفكير وقد يكون العكس وذلك بالسقوط
متغيرات القناعة تتبع اتجاهين إما التطور وإما التراجع...

وهناك عومل أخرى قد تكون ذات أهمية كالأشخاص المحيطين وتجاربهم كما أسلفتي قبلاً , وأشياء أخرى تلعب ذات الدور

بارك الله بك وشكراً لطرحك أيتها الجميلة