رداد السلامي
01/05/2016, 09:06 AM
ذات ليلة..!!
✍🏻رداد السلامي
ذات ليلة من أواخر ثمانينيات القرن الماضي الشتوية أخبرت أمي💕 أنني عاجز عن أن أكون إنسانا ناجحا ولا أدري ما السبب .!
ابتسمت بهدوء يشبه النسيم ثم قالت لي :"الإحساس بالعجز يا بني لحظة إنسانية فارقة تنتاب الذين يمتلكون هما كبيرا وهدفا حقيقيا ، من لم يشعر بالعجز لن يكون إنسانا ، لكن من لا يشعر بالامل أيضا لن يكون مؤمنا ، العجز سمة إنسانية تلازم الانسان الذي فقد الامل والإيمان بالله وحين يؤمن تضيف أمي يتبدد عجزه وينطلق نحو تحقيق أهدافه ، على ان الشرط الضروري تقول أمي ان تكون أهدافك متفقة مع ما يرضي الله ويريده اي ان تكون مشروعة وحين تكون كذلك ستقف الى جانبك الحياة ذاتها وتساعدك على تحقيقها وستدرك الفرق بين ان تكون أهدافك مشروعة او غير مشروعة ...!
قلت لأمي أود أن اموت وانا طفل كي أدخل الجنة بدون حساب لاني بريء ، ضمتني إلى صدرها بحنان أم عظيمة وقالت :"على المرء أن يبقى على قيد الحياة قدر ما يستطيع..،"وكأنها قرأت رواية "غيوم ميسو" "لأَنِّي أحبك" ثم أضافت ربما يا بني أراد الله لك أن تكون إضافة متميزة إلى الحياة حين اختارك لتكون أنت أراد أن يمنحك شرف الكفاح من أجل تحقيق عبوديتك له ، لا تتمنى يا صغيري الموت هذا منهي عنه ، لكن افعل في الحياة ما يجعله يأتيك وأنت على أحسن حال حين تلقى الله ..
لم أرى من أمي سوء مطلقا، رغم أنها عاشت البؤس والمعاناة والتعب والكفاح من أجلنا حين ضاع أبي بداية الثمانيات جنوب الوطن لكن كان العبء الثقيل لوحدتها يجعلها غالبا تخرج أجمل ما في داخلها ، كانت عند كل صلاة مفروضة تفرش سجادتها وتصلي أمامنا لتعلمنا أن الصلاة🕌 طريق الحياة ، وأنها القيمة القادرة على تحويلنا الى بشر أسوياء باستمرار ، كافحت من اجل تعليمنا وباعت الحطب سقطت أجمل جدائل شعرها الليلي الكثيف وهي تكافح لتصنع لنا بها غدا مشرقا وتحيل من سوادها ضوء شموخ لا يتوقف...
:rose:
✍🏻رداد السلامي
ذات ليلة من أواخر ثمانينيات القرن الماضي الشتوية أخبرت أمي💕 أنني عاجز عن أن أكون إنسانا ناجحا ولا أدري ما السبب .!
ابتسمت بهدوء يشبه النسيم ثم قالت لي :"الإحساس بالعجز يا بني لحظة إنسانية فارقة تنتاب الذين يمتلكون هما كبيرا وهدفا حقيقيا ، من لم يشعر بالعجز لن يكون إنسانا ، لكن من لا يشعر بالامل أيضا لن يكون مؤمنا ، العجز سمة إنسانية تلازم الانسان الذي فقد الامل والإيمان بالله وحين يؤمن تضيف أمي يتبدد عجزه وينطلق نحو تحقيق أهدافه ، على ان الشرط الضروري تقول أمي ان تكون أهدافك متفقة مع ما يرضي الله ويريده اي ان تكون مشروعة وحين تكون كذلك ستقف الى جانبك الحياة ذاتها وتساعدك على تحقيقها وستدرك الفرق بين ان تكون أهدافك مشروعة او غير مشروعة ...!
قلت لأمي أود أن اموت وانا طفل كي أدخل الجنة بدون حساب لاني بريء ، ضمتني إلى صدرها بحنان أم عظيمة وقالت :"على المرء أن يبقى على قيد الحياة قدر ما يستطيع..،"وكأنها قرأت رواية "غيوم ميسو" "لأَنِّي أحبك" ثم أضافت ربما يا بني أراد الله لك أن تكون إضافة متميزة إلى الحياة حين اختارك لتكون أنت أراد أن يمنحك شرف الكفاح من أجل تحقيق عبوديتك له ، لا تتمنى يا صغيري الموت هذا منهي عنه ، لكن افعل في الحياة ما يجعله يأتيك وأنت على أحسن حال حين تلقى الله ..
لم أرى من أمي سوء مطلقا، رغم أنها عاشت البؤس والمعاناة والتعب والكفاح من أجلنا حين ضاع أبي بداية الثمانيات جنوب الوطن لكن كان العبء الثقيل لوحدتها يجعلها غالبا تخرج أجمل ما في داخلها ، كانت عند كل صلاة مفروضة تفرش سجادتها وتصلي أمامنا لتعلمنا أن الصلاة🕌 طريق الحياة ، وأنها القيمة القادرة على تحويلنا الى بشر أسوياء باستمرار ، كافحت من اجل تعليمنا وباعت الحطب سقطت أجمل جدائل شعرها الليلي الكثيف وهي تكافح لتصنع لنا بها غدا مشرقا وتحيل من سوادها ضوء شموخ لا يتوقف...
:rose: