المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كجيش الضوء المحتشد في جبين الشمس.!


رداد السلامي
11/03/2018, 06:04 AM
غالبا تجد انك تفكك اللغة وتفهم القصد والمعنى ، لكنك لا تقبض على ما يجعلك اكثر تأكدا من ما تسمعه .!
أنت اخواني يمني حميري اصيل يا صديقي ، الفقر جعلك على نحو بائس لكنك تشق مجرى حياتك بقوة المعرفة مستندا الى إيمانك بربك وسلاحك الذي أخذته كي تقتل المكر المخاتل وتغرس في احشاءه رصاصة الاباء الجسور عندما يحاول العبث ...
لا شيء يبقينا نحن الفقراء اقوياء غير ايماننا بالله والمعرفة ثم مسدس ماكروف اصيل نتأبطه في خواصرنا بشهامة رجال أتقياء أفذاذ خطيئتهم النقاء وعيبهم الفقر.
لا شيء يشكل الفارق في حياتنا سوى إدراكنا ان الوجود ينطوي على حلم وامل وان الغيب واقعا في مكان نجهله وهذه الحياة رحلة نقطعها اليه ، ولقد عشت بهدا الحلم والامل يقينا وتماهيت في أدغال الحياة بوعي الذئب وقلب الأسد وخفة الفهد ونباهة الضبي، ومع هذا ادرك جيدا ان الحياة مولعة بالاذكياء ومغرمة بالبسطاء وهي تكشف لهم عن اسرارها وخفاياها وتبدي لهم جمالها المكنون بحشمة ووقار وكأنها تقول لها أنا انتمي الى يقينكم وأحلامكم.
لم أتوقف يوما عن الحلم ولَم أعادي الأمل ولَم أجحد الله نعمته وكرمه ، كنت دائما حيث تضعني قناعاتي وحيث شكلتني خلاصات تجاربي وكنت دائما متفردا في تغريدي كبلبل حر تستهويه القمم، يمارس شدوه بإباء ومرح ، أنا الغريب الذي سار في الحياة مسترشدا بالعلامات والنجوم ومستهديا باشراقات السماء المبتسمة ، المتوقد كجيش الضوء المحتشد في جبين الشمس ، الغريب المسكون بتقديس الكمال والمحب للحياة الراغب في الموت بقناعة المؤمن المستقبل لزخات النسيم العذب بحبور البسطاء القادمون من حقول السماء المزروعة بسنابل الضوء والتجليات ، ثم ماذا أنا ؟ لست سوى أنا رداد السلَّامي المعاد باستمرار الى ثغر الشمس المنتوج من وهج خيلاءها والمنسوج من خيوط شعاعها الذهبي الأصيل ...