المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجل من أقصى المدينة.


رداد السلامي
29/08/2018, 02:50 AM
‏رجل من أقصى المدينة.!
الاهم أن تبقى وفيا لدينك منتميا إلى مبادءك تدور في مدار الحق والخير تقاوم التلاشي الذي يغزو القلوب والأرواح تلاشي الإيمان و التقوى واليقين تلاشي الاحساس المتقد بضمير الحياة فيك ، الاختلال الحاصل في الحياة نتيجة منطقية لاختلال القلوب وضعف النفوس الايمان غائب أو قل في حالة نقص لا يمكن الناس من مقاومة غفلتهم ومع تراكم منسوب الكسب السيء يتراكم ران الحجب في القلب فيعزله عن مصدر حياته وحيويته لا يتمكن من السماح للنور النفاذ اليه كي يعيد تشغيله ويجدد من انشغالاته السامية يؤدي وظيفته الجافة بشكل معتاد ليبقى الجسد حياً ويفقد وظيفة الحياة الحقة التي بها يتمكن الانسان من التعالي على نزواته وغرائزه ويسلك طريق الهداية وسبيل الله حتى يحيا بإنسانية رفيعة مسلكها الشرع الذي يمكن أتباعه من تحقيق سويتهم الانسانية التي أرادها الله لهم ورسوله ، هذا الزمن يتطلب يقظة روحية مستمرة يتطلب سعيا حثيثا لتحصيل الايمان و التقوى وكسب الصالحات لأنه في حالة تغير دائم، الذات الانسانية في حالة اشتباك مستمر مع واقع معقد استحدثت فيه أمكر أساليب الإغواء وتقنياته، الخسارة فيه كبيرة وهي ليست خسارة مادية بل خسارة روحية خسارة الإيمان و التقوى، خسارة الأخلاق والقيم ،خسارة الصلة بالله وضعف القدرة على تحقيق صفة الإحسان والمراقبة وفقدان غاية القول والعمل والحركة، وخسارة في روابط المجتمع المسلم وضعف في تواصله الحي وتواصية رغم وجود أبرع تقنيات التواصل لكن التقاطع هو السائد، لأن التواصل من أجل الله وترسيخ الإيمان في القلوب وعمل الصالحات لم يعد هدفاً أساسياً ومركزياً لدى المجتمع المؤمن تواصل المصالح هو المهيمن في مختلف الأداءات اليومية هذا لا يعني أن يترك الناس مصالحهم والكف عن بناء الحياة ولكن المصالح حين تكون هدفاً بحد ذاتها ليس لتحصيلها غاية وهدف"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" فإنها تنسج روابط اجتماعية و إنسانية واهية وتصيغ أخلاقيات آنية متغيرة ليس لها جذور ثابتة في النفس والقلب والضمير، إن مصدر تغذية الثبات الكامل الذي يتجاوز بالانسان إكراهات الذات والواقع ضعيف أو منعدم ، كما تنشيء انحرافا في مفاهيم الأخلاق والقيم والسلوك ، فصعوبة الحياة في هذا الزمن تميل بالناس إلى تبرير مواقفهم ومنحها بعدا أخلاقيا زائفا وبهذا مع المدى تترسخ مفاهيم مغلوطة عن القيم والأخلاق ، وبهذا تشيع صفة الوهن في المجتمع ويتجذر فقه المخاتلة والمكر ونهج النفعية والبغي وتصبح الهشاشة هي قاعدة الاتكاء الذي يغرقه في الصراع والفرقة والانانية والضعف الشامل ، لم يعد ثمة معروف يؤمر به ومنكر ينهى عنه تلاشت الحدود بينهما لأن القلوب أضحت كالكوز مجخية لا تعرف معروفا ولا تنكر منكر ، لم يعد ثمة قلباً اجتماعياً حياً وفعالاً، لقد كف المصلحون عن دورهم وتحولوا إلى مجرد صالحين مكتفين بالصمت عن مواجهة الفساد ومشيعيه وهو يتكاثر في القلوب والضمائر والمسالك ويهيمن على حركة الواقع ويرسخ نهجه وشرعته ، لقد غاب رجال التربية والتصنيع الايماني والقيمي وتماهوا مع تيار الحياة الجارف وتصالحوا مع الواقع المختل لينالوا حظوة الرفاهية كيفما اتفق، إن التواصي بالحق وبالصبر في مواجهة الباطل في هذا العصر لا يعني التواصل المحدود المكتفي بالذات والمنغلق على دائرة المؤمنين، بقدر ما يعني ترسيخ الثبات عليه والسعي المستمر والمنظم بصبر وقوة من أجل بلوغ غاية صناعة المجتمع القوي الكامل في قوته ومواجهة الباطل وأهله الذين لا يكفون عن مواجهة الحق وأهله الذين يجمعون كيد سحرتهم وادواتهم ويأتون صفا من أجل تحقيق هدف استعلائهم وتمكينهم وسيطرتهم.