المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ مَوتٌ وَ هُتافَاتُ مِيلادْ .. ! ]


مياسم
29/10/2007, 09:36 PM
http://www.arab.fm/image/uploads/f30e059bdc.jpg

.
.
وطنٌ يستحيلُ إلى منفَى !
احتضَاراتٌ تترى , أدمعٌ لا تُزاولُ السّقُوط .
أمكِنَةٌ لا تنتظِر , لا تتشرّفُ بموَاقيتِها !
ولا سُيّاحِها الجُدد , !
..
ما عُدتُ أرَانِي , و قد كنتُ أرى الوُجوهَ تتطلّع إليّ ..
أضحَى صعباً عليّ أن أقفَ أمامَ المِرآةِ كل صبَاح .
الفَراغَاتُ الأخيرَة , تُحرّضني على نفسِي , تقفُ دائماً معي ضدّي ,
تقسمُني نِصفَين : نصفٌ لي , ونصفٌ لـ الرّيحِ و اليبَاب .
و النّهايَة , تخلقُ ضبابَ الرؤيَة حتى حِين ,
أحقّاً , كانتِ النّهايَة .. ؟
..
لمَ لمْ تُخبرني الوُرودُ التي مسّها الذبولُ كثيراً على جانبيّ الطريق ؟
لمَ لمْ تشيءْ الصّباحاتُ الفارغَة منذُ أمد بالنوايَا التي لا أعلَم ؟
لمَ لمْ تمطرْ السمَواتُ و لو لِمرّةٍ مُنذ اختلفنَا لأفهمَ أنها تبكِي من أجلِي ؟
لمَ لمْ تُومئْ إليّ النّوافِذُ القريَبة .. أنها انغلقَت بيننَا . ؟
و أنَ الشّمس حيثُ يُمكنني أن أراهَا .. تولّت , و رمتَ بشُعاعِها , و تخلّت ,
أشرقَت على الأرضِ التي كنتُ أنا سُقيَاها .. تُجفّفُها , تُخلّصُها مني ,
تدرأُ عنها الشّوائبَ .. و الأرضُ في بهجَة , تحلمُ بالرّواءِ الأصفَى !
..
وماذا يعنِي أن ننتَهي ؟
وماذا يعنِي أن أكونَ و تكُون وُرُودي بلا أحدٍ سِواي ؟
وماذا يعنِي , أن أبكيكَ , و أتعثّرُ على شِفاهكَ كثيراً ..؟
وماذا يعنِي أن يأتي عُذركَ مُتأخّراً ؟ أو لا يأتِي أبداً ؟
..
ما يُورّقُني فقطْ ,
أنني لم أستعدّ للنّهايَة , كما يليقُ بالبدَايَة ..
كما يليقُ بـ العُمر الطّويلِ الذي تفيّأنَاه !
و كمَا يليقُ بأشوَاقِنا فيمَا مضَى ؟ هل تغدُو الآنَ رخيصَة . ؟
أن تأتِي النّهايَة , باردَة , فاتِرة , كـ يدينِ تُصافحانك عن شُرود .
كـ أصيصِ زُهورٍ يهطلُ المطرُ قريباُ إليهِ , و لا يرَاه !!
كـ عجلة سيّارةٍ تنفكّ دونَ إذنِ صاحِبها , لتتأرجحَ في الشّارِع ..
كـ ماءٍ تهمّ أن تشربه , و يتكسّرُ بينَ يديك ,
تلكَ بساطَة الهُروب .. الاختفَاء .. المَوت !
أن ينتَهي الفصُل الأخيرُ من المسرحيّة , على مقاعدَ خاليَة ..
و جُمهُورٍ آذاهُ الملل فاستطعمَ الهُروب ..
هذا مُضحِك ,
و ألاّ تنتهِي المسرحيّة , في وُجودِ جمهورٍ عريضْ ..
مدعاةٌ للمللِ أيضاً ..
..
الحيَاة التي تنتظرُ مني , رُوحاً خضرَاء ..
أقسَمتْ عليّ ألاّ أبكي ,
ألاّ ألتفِتَ حيثُ الأمل , و رسائلهُ التي تصِل دُون الحاجة إلى احتماليّة ذلك , !
أخذَتْ عليّ عهدَاً أن أصفعَ البابَ ما إن أجدُه مُوارباً .. حتى لا يتسلّل الحنينْ ..
وَ حتى لا يتمنّنُ أحدُهم , بقلبهِ الطيّب , , واعتيادِهِ على الغُفرَان !
أسدَتِ النّصحَ , و أنا أعلَم أنها تُشفق عليّ كثيراً ..
إذ لا يأتي النّصحُ هكذا , دُونما , شفقَة , أو خَوف , أو حتّى شكّ .
علّمتنِي ألاّ أثِقَ بأشياءِ المرّة الأولى , فـ كثيراً تُوهمنَا أنها لا تنتَهي , و أنّ صلاحيّتها مُمتدّة ,
و الحقيقَة , أنها تتلَف , و فجأَة , دونَ إعدادٍ مُسبقْ ,
و لأنّ ظُنونِي لم تكنْ و لا أيّاً منها صَائبَة .. آويتُ إلى طبيعةِ الحالْ ,
و تركتُ لـ السّماءِ , و صوت الرّعد , و حفيف الشّجرِ أن يتنبّأوا بما هُوَ آتٍ ,
أنا مُمتنّة لـ السنينِ التي سرَقتني فيما مضَى ,
هَاهيَ تُعيدُني إليّ بكلّ لباقَة و أدَبٍ .. وَ اعتذَار .
و تهمسُ إليّ : ( ظننتُ ألّن أُعيدكِ . ظننتُ كما ظننتِِ ألّن يخُورَ الحبّ )
أعلمُ جيّداً , أني لا أُحبّ الرّوتين , و الرّتابَة .
و أنّ مللاً قد يُصيبني يدفعُني إلى بُكاءٍ مريرْ ..
بيْدَ أنّ نجمةً في مساحّ هذا اللّيلِ أفضَت إليّ بنهايَة مُعتبَرة ..
بحِكايَة مُختلفَة عن كلّ الحِكايَات .
بموتٍ يُجهّزُ له , و كلّ ما عليّ فِعلهُ أن أستعِدْ ..
أنا على أهبةٍ أن أعيشَ حياتِي الآتيَة , قليلٌ من التغيير لا يضرّ ..
................. ( )
.. .. ..

عبدالله الحلوي
29/10/2007, 10:49 PM
لِمَ لمْ تخبرني اللحظات
انها تتساقط ذرات المٍ يزكيني للموت ..
تشرعني في وجه العاصفة
تنصبني هدفاً لكل وجع ..
بعدٌ تلظّى وليل يستعر
ماذا بعدُ يا موطن الذات ..

مياسم ..
هذه تأشيرة عودة لكل الوجع ..


مع حبي
القبس

عبد العزيز الجرّاح
30/10/2007, 04:59 AM
مياسم .. كاتبة لديها قدرة هائلة على تصوير وجعها لدرجة أن ذلك الوجع يستوطنك دون أن نشعر، عدا إنها تمتلك من المفردة المتميّزة واللغة العالية ما يجعلها عنواناً للجمال والأبداع دائماً وهذا سر ما يميّزها.
كاتبة لا أقل من أن أقدم الشكر لها ولتلك الغائبة / الحاضرة إيناس الطاهر التي دعتها إلينا ذات صباح.

سيدتي ...
لتقفين غداً صباحاً أمام مرآتك، وقولي لنفسك لا بد أن يكون لهذا الحزن / الوجع / الألم من أخر فتكون نهايته بداية جديدة، فلا بد وأن هناك وأن كان بعيداً ضوءاً بانتظارك، فقط عليك أن تبدئين بالاتجاه نحوه، وأن لا تبقين بظلام قلب لا يأبه بكْ أبداً.

شكراً أخرى لـ هذا الألق...
دمتِ كما تودين ...

فتون العنزي
31/10/2007, 02:05 PM
::
لم أتألم قط من حرف كما أحسستُ بنبضِ حروفكِ
.. أكتفي بالصمت والقرآءة مراراً وتكراراً

لله دركـِ
كوني بخير

لحظة آلـ صم ـت

علي عمر الفسي
31/10/2007, 05:12 PM
فتحت هذه الصفحة فوجدت هنــا هواجس حرة طليقة في سنوحهــا .. تنسلخ من نفسها .. وتحاول أن تندمج في هذا الوجود .. آخذة بناصية الريبة .. مواربة نافذة الأمل القابع في الأفق .. أغنية أِلفهـتا مسحة حزن .. أضفت دفئاً في برد المكان ..أحزان تلعن نفسها .. أحزان فائقة القلق .. فسيحة الحقب متسائلة بهمس .. مجادلة بعنف .. مقدسة كآلهةٍ إغريقية .. رائعة لا تقاوم .
يروقني جداً هذا الأســلوب بحناياه الفخمــة وأطرافة الوديعة أبدعت سيدتي وكوني بخير .

رانية أحمد
31/10/2007, 11:16 PM
موت تماثل أمام حرفكِ أيتها الراقية
وأغتال أي حرف يكتب بعد حرفكِ

دمتِ بخير ..

الهاشمية
05/11/2007, 01:17 AM
نعم يا مياسم أكسري كل التقاليد والأعراف , واجعلي لحرفك قانون خاص به ..
قرأت هنا ما يجعل حرفي يصمت في حضرتك
فعذراً على الثرثرة التي تشوه المعنى والمبنى ..

دعوني بصمت هنا ..