أسامة بن محمد السَّطائفي
20/01/2008, 11:45 PM
/ .. ســلامٌ عليكمـْ .. و رحمةُ الله و بركــاتهُ ..×
/
.. للهِ ما أخـذْ ، و لهُ ما أعطى ..
و كلُّ شيءٍ بأجلٍ مُسمَّـى ..
/
تنغَّصَ صفْوُ ذاتِي بعدَ قَرٍّ=مَسَاءَ قَرَأتُ موضُوعاً نَعِيَّا[1]
فداهَمَنِي الشَّجَا من غَيْرِ إذنٍ=و تَرْجَمَ ذلِكَ الحُزْنَ المُحَيَّا
تَخطَّفَ هَادِمُ اللَّذاتِ عُمْرَ رْ=رَحَالِ غَرارَةً ، فاغتيلَ حَيَّا
نَشاشِيبُ الرَّدَى بِنُصولِ حَتْفٍ=أصابَتْ خِلَّنَا فغدى دَمِيَّا
صُعِقْتُ لِمَوْتِهِ لمَّا عَلِمْتُ=بِهِ من عِنْدِ صاحِبِهِ عَشِيَّا
وُقيتَ فجائِعاً يا سَهْلُ[2] دَوْماً=بُعَيْدَ رحيلِ منْ كانَ الصَّفِيَّا
فما أصْماكَ ذابَ لهُ جَنَانِي=بِكَأْبَاءٍ تزيدُ لظًى وَ كَيَّا
تَبُوكُ[3] تقاسَمَتْ آلامَ حِمْصٍ[4]=و إنْ كانَ المَكانُ بدى قَصِيَّا
مُصابٌ واحِدٌ جَمَعَ الأراضِي=فَقَدْ فُقِدَ الَّذي كانَ الوَفِيَّا
أحبَّ الشِّعرَ وَ الأدبَ الأصيلاَ=عَلاَ بِهِما شِهاباً فَرْقَدِيَّا
أديبٌ شاعِرٌ نَظَمَ المَعانِي=فحبَّرَها رُواءً لُؤْلُؤِيَّا
قصائِدُهُ تُحاكِي بِانْسِجامٍ=جَمالاً مُلْفِتاً ، فَيُرى بَهِيَّا
( علاماتُ الوِدادِ )[5] وَ ( حَيَّرتني )[6]=أتَتْ و تَنَمَّقَتْ حَبْكاً سَوِيَّا
و لا أنسى الَّتي[7] حَمَلَتْ وَفاءً=لأُمٍّ طالَما هَتَفَتْ : بُنَيَّا
تَوارَى الآنَ خَلْفَ تُرابِ لَحْدٍ=تَضَمَّنَ هَيْكَلاً زانَ الثُّرَيَّا
فَكَيْفَ الحالُ عِنْدكَ يا صديقي ؟=وَ قَدْ أصبحتَ في جَدَثٍ خَفِيَّا
تَمَنَّيْتَ الوَفاةَ بِأرْضِ قُدْسٍ[8]=فَحَقَّقَها لكَ المَوْلى قَرِيَّا
أتَدْرِي أنَّ أنْفُسَنا أحَبَّتْ=رُوَائِيًّا يُحَبِّبُها النَّبِيَّا ؟
أحَبَّتْكَ القُلوبُ بِصِدْقِ وُدٍّ=لأَنَّكَ من رَسَمْتَ لِلْحُبِّ زِيَّا
عَرَفْنا مِنْ خِلالِكَ سَمْتَ كُنْهٍ=لَهُ ، بِسِماتِهِ أضْحى جَلِيَّا
أبَا يَحْيى[9] سُقيتَ شَرابَ طُهْرٍ=تَضَوَّعَ جَامُهُ مِسْكاً ذَكِيَّا
وَ قَرَّبَكَ الشَّكورُ البَرُّ مِنْهُ=جَزاءً بِالفَضَائِلِ سَرْمَدِيَّا
على وُدِّ الرَّسولِ وَ نَشْرِ شِعْرٍ=تَكَثَّرَ مِنْ نقاءٍ سَارَ رَيَّا
سَنَذْكُرُ ما حَوَتْ ( فَلْتَذْكُرونِي )[10]=وَ نُبْقِي عَهْدَنا لكَ دائِمِيَّا
/
و نظمهُ ، أسامة بن ساعو / السَّطَفِي ..×
الأحــدْ ، 20/01/2008
/
/ .. الهَــوامِــشْ .. /
[1] - الموضوعُ الذي جاءَ فيهِ نبأُ موتِ الأستاذْ ( عليهِ رحمةُ الله ) ..
[2] - صديقُ المرثِيِّ ، الذي أعلمنا بوفاتِهِ . و لقد أخذتُ كاملَ المعلوماتِ عنِ الأستاذِ منهُ بطريقةٍ غيرِ مُباشرة ، فجزاهُ اللهُ خيراً ..
[3] - المدينةُ التي وقعَ للأستاذِ فيها الحادثُ الذي كانَ السببَ الرَّئيسي في وفاتهِ بعدَ ذلكْ ..
[4] - مسقطُ رأسِ الأستاذْ ..
[5] - قصيدتهُ الجليلةُ : ( علاماتُ الحُبْ ) ، و التي نشرها فِي أحد المنتدياتْ قبلَ موتِهِ ..
[6] - قصيدتهُ الجميلةُ : ( حيَّرتني " حارَ فِكري " ) ، و التي كتبها عندما أعجِبَ بقصيدةِ الدكتورْ : عبد المعطي الدالاتي .. [ حيَّرتنــي ] (http://saaid.net/wahat/27.htm)
[7] - قصيدتهُ البهِيَّةُ : ( أمٌّ على لِسانِ أطفالِها ) ، و هي منشورةٌ مع سابِقتها في موقعْ : صيدِ الفوائِدْ .. [ أمٌ على لسان أطفالها ] (http://saaid.net/wahat/26.htm)
[8] - هِيَ : المدينةُ المنوَّرةُ ، فقد تمنَّى زيارتها حُبَّا في النَبِيِّ مُحَمَّد ( صلَّى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلَّم ) . و لكنَّ الله أرادَ لهُ الدَّفْنَ في أرجائِها ، و الوفاةُ هنا كِنايةٌ عن شِدَّةِ تعلُّقُهِ بمحبَّةِ الرَّسولِ ( عليهِ الصَّلاةُ و السَّلامْ ) قلباً و إلاَّ فإنَّهُ لم يتمنَّى ذلكَ قولاً ..
[9] - كِنايتهُ ..
[10] - مطلعُ آخرِ أبياتٍ كتبها الأستاذْ :
فلْتذكروني إذا وارى الثرى جسدي = وصرتُ منقطعاً عن كل أعمالي
بدعوةٍ من حنايا القلب صادقةٍ = فعلّها بدّدت في القبر أهوالي
ولا يغرنَّكم ما كنتُ أظهره = بين الورى حسناً من طيب أقوالي
فالحمدُ والشكر للستار أظهرني = بالحسنِ دهرًا وأخفى سوء أحوالي
ياليته بعد ستر الذنب يغفرُهُ = بالعفو يسعد والإحسانِ أمثالي
/
/ .. وَ السَّــلامـُ عليكمـْ .. و رحمةُ اللهِ و بركــاتُهُ ..°
/
.. للهِ ما أخـذْ ، و لهُ ما أعطى ..
و كلُّ شيءٍ بأجلٍ مُسمَّـى ..
/
تنغَّصَ صفْوُ ذاتِي بعدَ قَرٍّ=مَسَاءَ قَرَأتُ موضُوعاً نَعِيَّا[1]
فداهَمَنِي الشَّجَا من غَيْرِ إذنٍ=و تَرْجَمَ ذلِكَ الحُزْنَ المُحَيَّا
تَخطَّفَ هَادِمُ اللَّذاتِ عُمْرَ رْ=رَحَالِ غَرارَةً ، فاغتيلَ حَيَّا
نَشاشِيبُ الرَّدَى بِنُصولِ حَتْفٍ=أصابَتْ خِلَّنَا فغدى دَمِيَّا
صُعِقْتُ لِمَوْتِهِ لمَّا عَلِمْتُ=بِهِ من عِنْدِ صاحِبِهِ عَشِيَّا
وُقيتَ فجائِعاً يا سَهْلُ[2] دَوْماً=بُعَيْدَ رحيلِ منْ كانَ الصَّفِيَّا
فما أصْماكَ ذابَ لهُ جَنَانِي=بِكَأْبَاءٍ تزيدُ لظًى وَ كَيَّا
تَبُوكُ[3] تقاسَمَتْ آلامَ حِمْصٍ[4]=و إنْ كانَ المَكانُ بدى قَصِيَّا
مُصابٌ واحِدٌ جَمَعَ الأراضِي=فَقَدْ فُقِدَ الَّذي كانَ الوَفِيَّا
أحبَّ الشِّعرَ وَ الأدبَ الأصيلاَ=عَلاَ بِهِما شِهاباً فَرْقَدِيَّا
أديبٌ شاعِرٌ نَظَمَ المَعانِي=فحبَّرَها رُواءً لُؤْلُؤِيَّا
قصائِدُهُ تُحاكِي بِانْسِجامٍ=جَمالاً مُلْفِتاً ، فَيُرى بَهِيَّا
( علاماتُ الوِدادِ )[5] وَ ( حَيَّرتني )[6]=أتَتْ و تَنَمَّقَتْ حَبْكاً سَوِيَّا
و لا أنسى الَّتي[7] حَمَلَتْ وَفاءً=لأُمٍّ طالَما هَتَفَتْ : بُنَيَّا
تَوارَى الآنَ خَلْفَ تُرابِ لَحْدٍ=تَضَمَّنَ هَيْكَلاً زانَ الثُّرَيَّا
فَكَيْفَ الحالُ عِنْدكَ يا صديقي ؟=وَ قَدْ أصبحتَ في جَدَثٍ خَفِيَّا
تَمَنَّيْتَ الوَفاةَ بِأرْضِ قُدْسٍ[8]=فَحَقَّقَها لكَ المَوْلى قَرِيَّا
أتَدْرِي أنَّ أنْفُسَنا أحَبَّتْ=رُوَائِيًّا يُحَبِّبُها النَّبِيَّا ؟
أحَبَّتْكَ القُلوبُ بِصِدْقِ وُدٍّ=لأَنَّكَ من رَسَمْتَ لِلْحُبِّ زِيَّا
عَرَفْنا مِنْ خِلالِكَ سَمْتَ كُنْهٍ=لَهُ ، بِسِماتِهِ أضْحى جَلِيَّا
أبَا يَحْيى[9] سُقيتَ شَرابَ طُهْرٍ=تَضَوَّعَ جَامُهُ مِسْكاً ذَكِيَّا
وَ قَرَّبَكَ الشَّكورُ البَرُّ مِنْهُ=جَزاءً بِالفَضَائِلِ سَرْمَدِيَّا
على وُدِّ الرَّسولِ وَ نَشْرِ شِعْرٍ=تَكَثَّرَ مِنْ نقاءٍ سَارَ رَيَّا
سَنَذْكُرُ ما حَوَتْ ( فَلْتَذْكُرونِي )[10]=وَ نُبْقِي عَهْدَنا لكَ دائِمِيَّا
/
و نظمهُ ، أسامة بن ساعو / السَّطَفِي ..×
الأحــدْ ، 20/01/2008
/
/ .. الهَــوامِــشْ .. /
[1] - الموضوعُ الذي جاءَ فيهِ نبأُ موتِ الأستاذْ ( عليهِ رحمةُ الله ) ..
[2] - صديقُ المرثِيِّ ، الذي أعلمنا بوفاتِهِ . و لقد أخذتُ كاملَ المعلوماتِ عنِ الأستاذِ منهُ بطريقةٍ غيرِ مُباشرة ، فجزاهُ اللهُ خيراً ..
[3] - المدينةُ التي وقعَ للأستاذِ فيها الحادثُ الذي كانَ السببَ الرَّئيسي في وفاتهِ بعدَ ذلكْ ..
[4] - مسقطُ رأسِ الأستاذْ ..
[5] - قصيدتهُ الجليلةُ : ( علاماتُ الحُبْ ) ، و التي نشرها فِي أحد المنتدياتْ قبلَ موتِهِ ..
[6] - قصيدتهُ الجميلةُ : ( حيَّرتني " حارَ فِكري " ) ، و التي كتبها عندما أعجِبَ بقصيدةِ الدكتورْ : عبد المعطي الدالاتي .. [ حيَّرتنــي ] (http://saaid.net/wahat/27.htm)
[7] - قصيدتهُ البهِيَّةُ : ( أمٌّ على لِسانِ أطفالِها ) ، و هي منشورةٌ مع سابِقتها في موقعْ : صيدِ الفوائِدْ .. [ أمٌ على لسان أطفالها ] (http://saaid.net/wahat/26.htm)
[8] - هِيَ : المدينةُ المنوَّرةُ ، فقد تمنَّى زيارتها حُبَّا في النَبِيِّ مُحَمَّد ( صلَّى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلَّم ) . و لكنَّ الله أرادَ لهُ الدَّفْنَ في أرجائِها ، و الوفاةُ هنا كِنايةٌ عن شِدَّةِ تعلُّقُهِ بمحبَّةِ الرَّسولِ ( عليهِ الصَّلاةُ و السَّلامْ ) قلباً و إلاَّ فإنَّهُ لم يتمنَّى ذلكَ قولاً ..
[9] - كِنايتهُ ..
[10] - مطلعُ آخرِ أبياتٍ كتبها الأستاذْ :
فلْتذكروني إذا وارى الثرى جسدي = وصرتُ منقطعاً عن كل أعمالي
بدعوةٍ من حنايا القلب صادقةٍ = فعلّها بدّدت في القبر أهوالي
ولا يغرنَّكم ما كنتُ أظهره = بين الورى حسناً من طيب أقوالي
فالحمدُ والشكر للستار أظهرني = بالحسنِ دهرًا وأخفى سوء أحوالي
ياليته بعد ستر الذنب يغفرُهُ = بالعفو يسعد والإحسانِ أمثالي
/
/ .. وَ السَّــلامـُ عليكمـْ .. و رحمةُ اللهِ و بركــاتُهُ ..°